الخميس، 19 أغسطس 2010

نداء الحرية

هذه القصة الفتها من حوالي عشر اعوام ايام ان كنت طالبا في كلية الصيدلة عندما كنت اصدق ان هناك توشكى وان هناك امل في غد افضل



نداء الحرية


حاملا مسطرتي ذات الجراب الازرق بيدي اليسرى وحقيبتي على كتفي الايمن وخرجت من غرفتي كي الحق بالقطارواذا بي اجده في مكانه بجوار النافذة جالسا على كرسيه المتحرك فاتحا ازرار قميصه بالرغم من اننا في فصل الشتاء والبرد الزمهرير يجتاح البلاد وحينما تساله عن ذلك يقول ان الناس لا تلبس الملابس الثقيلة خوفا من برودة الجو ولكن خوفا من الذكريات الاليمة التي تنتاب الناس مع رياح الشتاء ولكني افتح ازرار قميصي كي تنتابني الذكريات التي احس معها بدفء وفخر لا مثيل لهما.
عندما بلغت افكاري ذلك المدى قلت : والدي لقد حانت لحظة الوداع كي الحق بالقطار
واذا به ينتفض وينظر الي بعينين زائغتين فقلت: ابي ..ما لك؟
فرد علي :ابدا يا بني ولكن هذه الجملة قد ذكرتني بموقف من اكثر من ثلاثين عاماوبالتحديد بعد نكسة 1967 م
اذ هتف بي ابي الذي هو جدك وقال لي بلهجة آمرة:متى ستذهب للجبهة؟ يابني يجب ان تلبي نداء الوطن نداء الحرية ويجب ان تذهب لتحرر الارض يجب ان تتطوع وترفع عنا خزي الهزيمة... وحينها اغرورقت عيني بالدموع فقال لي:مابك يا ولدي؟ اتخاف من الحرب؟
فقلت : لا يا ابتي ولكني ابكي لانك لم تمنحني شرف التحدث بهذه العبارة ولا شرف اتخاذ هذا القرار وحدي فاني اردت ان احدثك عن هذا الموضوع وخفت ان ترفض بما اني ابنك الوحيد
وفي اليوم التالي حزمت حقائبي وقلت لابي نفس العبارة التي قلتها انت من ثوان والدي..لقد حانت لحظة الوداع كي الحق بقطار الحرية
وقاتلت وحررنا الارض وعدت بارفع الاوسمة هذا الكرسي المتحرك


ونظر الي ثم قال: بني عدني ان تلبي نداء الحرية عدني ان تحررنا لا ان تحررنا من عدو خسيس كالذي قاتلناه فى سيناء فقط ولكن الحرية تشمل الكثير من المعاني ........
حررنا من الجهل حررنا من المرض ومن ذلك الوادي الضيق نعم ان الوادي قد ضاق بنا
حررنا يا بني وارسم مجتمعنا الجديد ارسمه مجموعة من الحريات بل مجموعة من الدوائر متداخلة ومتقاطعة بدقة حيث انه لو اختل هذا النظام لسادت الفوضى نعم يابني ان للحرية حدود لا يجب ان نتعداها فلذلك ارسم المجتمع القادم بمسطرتك بما تعلمت عدني يا بني ان تحقق لي املي وان ارى فيك ما رآه ابي في يوم رحيلي
عدني يا بني

0 التعليقات: