الجمعة، 20 أغسطس 2010

فلندخل الكهف






الزمان: احدى الايام


المكان: احدي البلاد


الحالة: اثنان جالسان تحت شجرة بجوار النهر


الاول: اتعرف هذا الكهف في هذا الجبل ؟ انني كل يوم افكر ان ادخله اود ان اعرف ما بداخله


الثاني : وماذا تظن يوجد بالداخل؟


الاول: عادة في كل القصص والروايات فان الكهوف لا تحتوي الا على كنوز او وحوش وهذا ما يعجبني هذا الغموض الجميل الذي اريد ان ازيح الستار من عليه بالتاكيد يوجد كنز بالداخل ما رايك لما لا تدخل معي ونستطلع ما بالداخل؟


الثاني: بالفعل الفضول يستهويني ولكني مؤمن بالمثل الذي يقول الفضول اكل القط اخاف ان اذهب معك وانت القائل ان الكهف قد يكون به وحوش


الاول: نعم معك حق في الخوف انا ايضا خائف ولكن حب المغامرة مع امكانية ان نصبح اثرياء هو الحافز الذي يقودني


الثاني : دعنا نحلل الوضع نحن ان ذهبنا فاننا قد نجد كنزا ونصبح اثرياء او نجد وحوشا وتنتهي حياتنا وان لم نذهب فاننا سنعيش حياة عادية هادئة مليئة براحة البال


الاول: وما ادراك ان راحة البال هي ما ستفوز بها ان لم تذهب


الثاني : اذن فلنفكر بروية قبل اتخاذ القرار الذي قد تتوقف عليه حياتنا ونتقابل بعد ذلك نكون قد اتخذنا القرار


وذهب كلاهما في طريقه وكلما يتلاقيا يدور نفس الحوار عن الكهف احدهما يريد ان يدخله والاخر يخاف وفي كل مرة ينتهي الحوار بانه يجب التفكير والروية قبل اتخاذ القرار المصيري


ومرت السنين وهم على نفس الحال ربما يكون شغوفهم وفضولهم بدخول الكهف قد فتر او قل ولكنه مازال في داخل عقولهم يودون ان يدخلوه


وبعد سنين عديدة تلاقيا الصديقان


الاول: اتدري فيما كنت افكر بالامس كنت افكر في ذلك الكهف الذي كنا نريد دخوله ونحن شابين اتدري ان دخوله سيعيد الي نسمات الصبا بعد ان مرت تلك السنين انني بالفعل اتمنى ان ادخله حتى ولو كنت كهلا


الثاني: بالفعل يا صديقي حتى انا الذي كنت اخاف من دخوله بعد ان عشت كل تلك السنين ورايت اهوال الحياة لا اظن ان يكون ما بالكهف اخطر مما عشته ولاقيته


الاول: اذن فلندخل الكهف سامر عليك غدا صباحا ساشتري المصابيح والعتاد التي سنحتاجها وندخل معا


وفي اليوم الموعود التقيا الصديقان وذهبا للكهف ودخلاه
دخل الكهلين الكهف واوقدا المصابيح


وبحثا عن الكنوز وبدات اشعة المصابيح تتراقص على جدران الكهف فتعطي ظلالا قد تكون مرعبة ولكنها ليست اكثر رعبا من مخاوفهما
وظلا يبحثان ويبحثان


قتلا الكهف بحثا ولم يجدا غير الصخور والحجارة


لم يجدا وحوشا او كنوز


لا شيء


لقد اضاعا عمرهما وهما يخافا من لا شيء


لقد اضاعا عمرهما وهما يفكران في لا شيء


لقد اضاعا عمرهما ولا يملا عقولهما الا لا شيء


انه لا شيء


ذلك اللاشيء الذي صار كل شيء بالنسبة لهما


امتلات قلوبهم بالغيظ وعقولهم بالحسرة


كل ذلك ادى الى ان ينفجرا بالضحك


ظلا يقهقهان طوال طريق العودة يضحكان


وكان كل من يراهم يقول : هذان الكهلان اما مسطولين او انهما قد خرفا وتملكهم الجنون


كانا يسمعان ولم يهتما لانهما كانا يضحكان

0 التعليقات: