الجمعة، 30 مارس 2012

متلازمة الليل (قصة واقعية )



كعادة الأيام تمر كأنها ليالي متصلة , ليالي ظلماء لا يضيئها قمر و لا يسطع فيها نجم و أنا متفردة بذاتي أنظر إلى السماء أنتظر بارقة نجم تضيء لي الطريق ربما أدركت حينها موضع خطواتي  , السحاب الأسود الكثيف في سمائي السوداء يعتصر النجوم و يطردها بعيدا عني , إن أردت أن تعرف قصتي فخذ حذرك و تحلى بقلب يقوى على الصدمات ,فلتضع حزام الأمان حول خصرك و لتنطلق معي هناك إلى الجامعة , هل ترى تلك الفتاة ؟ نعم هي تلك الفتاة التي قصدت , أعلم أنها تشبهني كثيرا لو استبدلت حمرة وجناتها بشحوبي  , لو استبدلت ضحكات عينيها بذبولي  ربما كنت ستراني  . نعم هي أنا , و كنت هي
زهرة يانعة في بستان تكسوه الشمس فتمنحها الدفء و الحلم , الحلم يا سيدي الذي جعلها تخط من الحياة صورا مشرقة فلا ترى إلا الجمال , حين تستمع لموج البحر تشعر أنه يناديها , سيظهر فارسها من داخل الموج لتمتطي فرسها نحو الحلم , الحلم الذي هو داخل القلب , نعم سيدي قلبها الذي كان في يوم ما هو قلبي . و لكنها سقطت من فوق الفرس قبل أن تطأ أرض الحلم سقطت حين فرض عليّ أبي الزواج من أول رجل طرق الباب و أراد انتزاعي من بيتنا إلى بيته , أبتي ما زلت حالمة  , ما زلت طفلة تلهو بدميتها .
لم يصغ إليّ قال  لي  أن مثل ذلك الرجل عملة نادرة في ذلك الزمن  فهو من عائلة كبيرة كما أنه متدين
هل اطلعت على قلبه , ما لنا إلا عمله  .
و ككل البدايات هادئة تقليدية طفلة تقاد برغبتها او بدون رغبتها إلى بيت جديد ما زلت أحمل دميتي و أحيا حلمي , و ككل البدايات الهادئة تصبح صاخبة فجأة , ليظهر الوجه الحقيقي للوحش الذي يختفي خلف قناعه الملتزم , كان أهوجا كالثور , مغرورا كالطاووس ,ذاتي كإنسان  , يريد كل من حوله نعام  يضع رأسه من أجله في الرمال , و أنا طفلة ما زالت تحمل دميتها و تتعجب أهكذا يكون الانسان؟
و دون سابق إنذار ظن العالم القائد المعلم العظيم أنه وحده في الحياة فمارس رعونته و تمادى حتى اعتقل  .
الأيام تمر كأنها ليالٍ متصلة و الطفلة بداخلي عرفت الليل  و مشتقاته , الوحدة , الألم , الحزن , كان قاسيا نعم لكنه كان زوجي كان مغرورا نعم لكنه كان زوجي  . قالوا لي اطلبي الطلاق ان أردتِ ما زلتِ صغيرة لماذا تنتظريه , كلا إنه زوجي لم أكن لأهجر السفينة عند أزيز الريح , الريح ستمر و يهدأ الجو و هو سيبقى بالتأكيد سيتغير فالسجن لن يبقيه على غروره .
المرض لم يدق بابي او يستئذنني  فقط اقتحمني  , لتكتمل متلازمة الليل الوحدة و الألم و الحزن و أيضا المرض , صراعي مع المرض ليس بأقل هوادة من صراعي مع الليل , السفينة تتأرجح و ربما ستغرق فالعاصفة تشتد و صوت الطبيب يبلغني أن كلمة (ماما) انتهتمن قاموسي و لن تدخل حياتي أبدا ليموت أكبر أحلامي دميتي الصغيرة ستظل مجرد دمية
لتكتمل متلازمة الليل , الوحدة , الألم , الحزن , المرض , الكابوس
تعاريج الحياة يظهر أثرها  بوجهي ألا ترى كيف خط الليل ووصمني بالعذاب ,ألم أقل لك ضع حزام الأمان قبل أن تخوض معي غمار تلك الذكريات , الطفلة تكبر سريعا .
مرت الأيام كأنها ليالي متصلة  و خرج من محبسه ليجدني أمامه أنتظر, ثمانية أعوام مرت لكن ملامحي تحمل آثار ثمانين عاما , و عرف أنني صرت عاقرا, استيقظ بداخله الفلاح الذي يحلم بالعزوة كيف للطاووس ألا يكون له وريث لعرشه , نسي  كل شيء فعلته و تحملته نسي متلازمة الليل التي قاسيتها من أجله , قال لي انتظارك لي هو اختيارك و ليس ذنبي , و حين وجد عملا بعد خروجه تزوج من أخرى  , صرخت  بكيت تألمت آثار المرض ما زالت تنهشني و ما زلت أقاوم .
طلبت الطلاق فساومني , أراد شقتي التي اعطانيها أبي , ظهر الوجه الآخر لم يتزوجني من أجلي تزوجني لأنني ابنة أبي الثري .
تدخلت العائلتان  و حدث الانفصال  , و صرت أحمل لقب مطلقة , و مطلقة لمن لا يعرف هي أيضا من متلازمات الليل
الوحدة , الألم , الحزن , المرض , الكابوس , مطلقة
وحدة فرضتها علي الحياة , و ألم هو المعاناة و حزن يزلزل الجبال و مرض يئد الأبدان و كابوس هو أقوى من الأحلام اما مطلقة فهي أسوء الألقاب , مجتمعنا الشرقي  لا يعترف  أن الرجل مخطىء أبدا و عندما يحدث الطلاق فهو بالتأكيد بسبب الزوجة , كيف لمثلي أن تنام .
الأيام تمر كأنها ليالٍ متصلة و أهلي يضغطون عليّ لا بد أن تتزوجي , كيف تتزوج عاقر مثلي؟
ثلاثة أعوام بين نظرات الأهل الغاضبة و نظرات الناس المزدرية  , و نظراتي لنفسي المشفقة ضاعت الطفلة و ماتت الدمية و صارت الأحلام كوابيس تؤرق يقظاني فأنا لا أنام .
و عاد نعم عاد مرة أخرى فهو دائما يعود , و عاد هذه المرة باكيا نادما لكنني لم أصدقه , ارادني أن أعود إليه لكنني لا أصدقه , لكن أهلي ضاقوا بي ذرعا يجب أن تتزوجي  , لن نتحمل في بيتنا مطلقة  , وعدت إليه ثانية .
الأيام تمر كأنها ليال ظلماء و هو معي  , لا أشعر قط معه بالسعادة , أكرهه؟ كلا , ربما أشفق عليه و لكنني أشفق على نفسي أكثر أشعر أنني كشمعة  اشتعلت فيها النار فتذوب ببطء حتى تختفي ,  ما زال الطاووس ينعق صارخا مازال متجبرا  وما زلت صامدة , قرر السفر لبلدته لزيارة أهله لنا بيت هناك فذهب  قال لي أنه سيمكث بضعة أيام , في تلك الليلة نمت , لم أكن أنام قط و هو بجواري
لكنني نمت حين رحل, و حلمت نعم حلمت لماذا تتعجب ؟ ربما من هو مثلي ماتت أحلامه لكن ما زالت روحه تقاوم الموت لذا رأيته في منامي كلبا أجرب  خفت منه فزعت , حتى لحظة النوم التي انتظرتها عمرا تستكثرها عليّ , أصابني الإعياء وجدت نفسي اركض نحو البلدة  و ادخل بيتنا الذي هناك لأجده يعقد قرانه على غيري ثانية  و داخل بيتي هذه المرة .
هل أنا رخيصة لتلك الدرجة؟ أجبني بعد ان استمعت لقصتي  أين خطئي و فيم ذنبي  و لماذا دخل ذلك الرجل حياتي و لماذا عاد و لماذا أهلي دوما يفعلون بي كل ذلك , و لماذا يجب عليّ وحدي أن أعبر الليل و أصادقه و أبحث عن نجومه التي تختفي خلف السحاب الأسود الكثيف أنا أختنق , و النجوم تعتصر .
و متلازمة الليل صارت  لا تعتريني
بل صارت مني فأنا الوحدة و أنا الألم و أنا الحزن و أنا الكابوس
أما مطلقة فصار حلم بالنسبة لي فهو يساومني على حريتي و أهلي يصرون على أن أبقى الشمعة التي تنزوي في كنف الوحش , و بين الليل و أهلي و الوحش ما زلت صامتة ابحث عن حل , فقل لي يا صديقي ما الحل



خارج الإطار 1 : هذه القصة حقيقية و ما زالت بطلتها تنتظر حلا ربما هي تعرفه لكنها لا تقوى على الخوض فيه لذا هي تنتظر آرائكم 


------------------------------------------

خارج الإطار 2

اذكركم 

ان شاء الله الجمعة القادم الموافق  6 أبريل اللقاء التدويني الساعة العاشرة صباحا بنادي التطبيقيين باسكندرية يتبعه حفل توقيع كتب  كتاب بنكهة مصر, في صحتك يا وطن ,حكايات النورس, ضوء أسود  و ذلك الساعة الرابعة عصرا بمكتبة ديوان بالاسكندرية و عنوانها مكتبة اسكندرية - الشاطبي - محل رقم 4 
للمزيد من المعلومات


---------------------------------

كما أنه غدا السبت 31 مارس  الساعة السادسة مساء حفل توقيع كتاب أبجدية ابداع عفوي باستوديو أرابيسك 

اتمنى تواجدكم و تشريفكم 

الخميس، 29 مارس 2012

كالليل






حين تتنفس الظلام و يضيق به صدرك  تصبح أنت منه , كائنا مظلما لا يراك أحد 


وحدك تحيا , و وحدك تأرق, و وحدك تموت , ليس لك أنيس سوى الليل 


وحتى الليل صديق خائن يتركك عند الفجر

بينما الظلام بداخلك لا يدعهم يرونك حتى لو أتى الفجر


بينما الظلام بداخلك يغشى عيونك حتى عن نور الفجر




السبت، 24 مارس 2012

دوي المعاول




(أقسم أنه لن يقضي الليلة في مخدعه   , هذا وعد عليّ و أنا حين أعد أفي ) 
قالها بينما يستشيط غضبا , احمرار وجهه يصبغ عينيه بالدماء , و يحمل بيده معولا  يلتمع نصله في ضوء الظلام الخافت حوله  أما جسده فيتشح بالسواد  و وجهه لا يكاد يَرى إلا إذا اقتربت كثيرا , كان ينظر إلى الجثة المسجاة على أرضية الحجرة , جثة تشبهه كثيرا  يقترب منها بتؤدة , يتأمل الثقب الذي يتوسط جبهته بينما الدماء تتناثر حوله دماء تحمل نكهة الأفكار
- هكذا ببساطة تموت أفكاري مجرد ثقب في الجبهة  - هكذا حدث نفسه -
 ثم هبط  ببصره لأسفل قليلا ليتأمل ذلك الثقب الذي في صدر الجثة ثقب نافذ للقلب بينما الدماء تتناثر من خلاله , دماء بطعم الأحلام  .
-هكذا ببساطة تموت أحلامي  مجرد ثقب في الصدر  (ما زال يحدث نفسه) 
ثم اقترب يتنسم رائحة الميت و يحدثه بحزن : أتدري ؟ لقد كنت أحبك رغم كل شيء رسمت لك طريقا للحلم في قلبك ربما أحلاما قاتلة لكنك صدقتها , و رسمت لك دربا للأفكار في رأسك ربما أفكارا غير مشروعة لكنك شرعتها  و سرت بي و معي و مني , أفتقدك كما يفتقد النحات صلصالته , و أحبك كما يحب الرسام لوحته البيضاء قبل أن يدنس طهرها  و يفرح لما صنع و يقنع نفسه أنه ابدع .
نعم انا دنستك و أفخر بذلك و لماذا لا أفخر و هذا عملي و قد قمت به على أكمل وجه , لقد صرت أنت كما صنعتك أنا سارقا , زرعت في قلبك حلم المجازفة و وضعت في رأسك فكرة المراوغة بينما ظللت اراقبك بصمت ماذا تصنع  , لكن ما نسيته يا صديقي أن ازرع في روحك الخيانة لاصدقائك  , هذا خطئي و سأكفر عنه  عهدا عليّ أمامك ألا تمر الليلة إلا و هو معك في ذات العالم .
كان هذا تأبينه لصديقه  و لولا أن عينيه الحمراوتين جافتان لا تحتويان على دموع ربما كان سيبكي , هل يبكي الرسام يوما على لوحته البيضاء ان تمزقت , ام ان بكائه فقط على ألوانه المدنسة  , فلوحته جزء من روحه الظلماء
روحه الشيطانية كانت تراقب في صمت الرجل البشع الذي ينظر إلى مسدسه  يتعالى من فوهته خيط دخان بعد أن أطلق رصاصتين إحداهما قتلت الأحلام و الأخرى قتلت الأفكار  , فنفخ  الدخان ووضع  سلاحه الناري على الطاولة و جلس  بينما رفع الحقيبة التي بيمينه و التي انتزعها من القتيل ليضعها على الطاولة ليحاول فتحها .
بينما هو  يرفع معوله بجوار كتفه و يقترب نحو الرجل البشع و الغضب بركان تتصاعد نيرانه لتصل لعينيه فلا يرى غير ما يصوره له الغضب ,  لقد اختطف ذلك الرجل صلصالته التي يشكلها كما يريد بإتقان , و هذا ما لن يغفره أبدا  .
رفع المعول عاليا  و صوبه نحو رأس الرجل و حين اقترب النصل اللامع من الرأس كي يجتث أفكاره , أوقفته يد قوية  عن إتمام ذلك . 
اندهش و تعجب  (كيف تسنى له ان يراني ؟ ) لكنه لم يلبث أن تفهم إن اليد التي أوقفته هي لكائن مثله خرج من جسد القاتل  و صوته يهتف : لن أدعك تجتث رأسه , إنه جهد أعوام مضنية  
- لكنه قتل صلصالتي
- هذا خطئك أنت لم تحذره
-اذاً أنت من حثثته على فعل ذلك ؟ لن أتركك 
رفع معوله عاليا ليحاول أن يقتل الكائن الذي يشبهه فيوقفه الآخر بمعوله , دوي المعاول أعظم من صليل السيوف و رغم ذلك لم يسمعه القاتل فقط جالساعلى طاولته يحاول  أن يفتح الحقيبة .
حمي وطيس المعركة بين الكائنين  تناثرت الدماء النارية هنا و هناك تعالت الصرخات  و خيوط الدخان  تحطمت المعاول  كل ذلك قد حدث بينما القاتل مازال جالسا على طاولته يحاول أن يفتح الحقيبة 
ثم نظر القاتل إلى القتيل  و قال له بدون اكتراث  و بسخرية متشفية : صديقي , أرجو ألا تغضب مني إن الأمر ليس شخصيا  , لكنه يجب أن تموت , حتى أحصل على المال كاملا , هذا عملي  و أنا أقوم به على أكمل وجه, أتدري ؟ رغم أنه عمل إلا أنني لا أخفي عليك أنني استمتعت كثيرا و أنا أقتلك .
توقف الكائنان عن القتال حين استمعا لما قاله القاتل , و ضحكا نعم ضحكاً هيستريا بل و جلسا يتسامران لقد تشكلت الصلصالة في قالبها الذي أراده النحات و لم يعد هناك معنى لتواجد أحدهما معه, فليتركا تحفتهما الفنية و يرحلا .
 ضحكا ضحكة مريرة فهما الآن صارا عاطلين بلا عمل , حملا معوليهما المتكسرين و رحلا بعيدا نحو العدم يبحثان عن شيء ما ينتظران به الفناء ربما يجدان صلصالة أخرى يوقظان فيها القاتل الذي بداخلها و يتركانه .
بينما القاتل ما زال جالسا على الطاولة يحاول فتح الحقيبة التي تعثر فتحها دون جدوى.

الأربعاء، 14 مارس 2012

الوَحشة و الجميل




التسلق فن لا يدركه إلا العظماء مثله (هكذا يظن) , يدين عاريتين و قلب جسور لا يخشى السقوط و دون أن ينظر لأسفل فرأسه موجهة لأعلى الجبل و عينيه تتقدان بحلم الوصول إلى القمة , بجلد يغبطه عليه أقرانه  يضع أقدامه على القمة و يحصل على الجائزة الكبرى  (الغرور) ثم  أخيرا يستطيع النظر إلى أسفل لا لكي يهبط بل كي يرى كم هم صغارا بالنسبة له ثم يهتف : أنا أعظم رجال القبيلة . 
سيفه الضاري يستطيع حسم المبارزات , فرسه الشهباء لا تكل عن الركض فهي دائما في المقدمة , أما عن ملامحه بالتأكيد ستعرفه حين تراه فوجهه كبدر تألق في ليل داجي , عينان تتسعان لك تستطيعان ابتلاعك , و لسان لا يتوقف عن ذكر محامد صاحبه  , كم أنت مغرور يا هذا
 ربما لا أحد يضاهيك من رجال القبيلة (هكذا تظن) ,و ربما كل نساء القبيلة ينتظرون لمحة تتلفت بها إليهن ( هكذا تظن)
لذا حين ذهب ليتعبد تحت أقدام (بعل ) مع باقي أهل القبيلة , فعل ما يفعله دائما رفع عينيه لأعلى نظر لوجه بعل الدميم  , كم أنت قبيح يا (بعل) إياد أجمل منك كيف  يكون قبيح مثلك إلها بالتأكيد أنت لست إله .
صرخ (إياد) : هو ليس إلها , أنا أجمل منه  
ثم ركض نحو البيداء بعيدا عن البشر حتى لا يتهمونه كهنة (بعل ) بالجنون , لم ينتبه إلى أن هناك عينين ضيقتين تراقبانه في وجه أنثى ليست بالجميلة بمقاييس أهل قبيلته ف (شهلاء ) كانت دوما تراقبه كباقي نساء القبيلة تمني نفسها به بل أتت اليوم لتركع تحت اقدام  (بعل ) و تقدم له القرابين كي يمنحها إياه , و هو الآن يركض بعيدا كالمجنون هل يهرب منها؟  
بعل يا كبير الآلهة إمرأة هي أمتك تحت أقدامك تستجير بك , كم كانت سعيدة حين جلس بجوارها يتعبد ظنت ان (بعل)أجاب توسلاتها لكنه يهرب  ويتركها , كلا لن تتركه ستذهب ورائه ربما كان مصيرها معه .
و في البيداء كان يقف و يقول : يا لهؤلاء المجانين عبدة القرود , إن بعل هذا لا يعدو ان يكون قردا بالنسبة لي .
استمعت له (شهلاء) الدميمة و اقتربت بصمت منه ثم قالت : هو إله لأنه يدع الجميع يقتربون منه الفقير و الغني , الطيب و الشرير , المحب و القاسي , كلهم يجتمعون في قربه
ضحك (إياد)ضحكة ساخرة قطعت سكون البيداء ثم قال : هو إله نعم ذلك الدميم الذي يقف هناك لا يستطيع أن يحفظ نفسه من غبار الرياح , لا يصد عنه الأمطار , كالأبله صامد على الأذى هل هذا إله؟ فليباريني في تسلق الجبال او ينافس شهبائي  في الركض , كلا ايتها الدميمة ربما لأنكِ مثله دميمة ترينه إلها فلا رجل سيقبلك غيره .
كانت لوقع الإهانة على مسمعها وقع عصا على طبل أجوف , كم هي صاخبة الإهانة و ربما تؤدي بك إلى الجنون اقتربت (شهلاء)منه أكثر ودت الإنتقام منه فقالت له : أتدري لماذا هو إله , لأنه يدعني ألمسه   
فاقتربت و لمست و جنتيه بأناملها , ذلك الملمس الحريري الذي يربكه و يفجر سخونة داخلية لا يدري لها سببا
و أكملت : هو إله لأنه يدعني أطوقه بذراعي 
ثم طوقته بذراعيها و نظرت إليه نظرة مباشرة إلى عينيه و أنفاسها تختلط بأنفاسه , في تلك اللحظة لم يعرف (إياد) كيف لعينيه الواسعتين أن غرقتا في عينيها الضيقتين بل تلك العينين ابتلعته و أثارت غرائزه اقترب منها حاول أن يقبلها فتركته ضاحكة بدلال حين تأكدت أنها ربحت المعركة ثم قالت : أتدري, هو إله لأن لا شيء يثير غرائزه .
ثم عادت (شهلاء)للقبيلة بينما (إياد) خلفها يسير كأنه ما زال تحت تأثير سحر عيونها الضيقة , هي دميمة؟ كلا لا توجد أنثى دميمة كل الإناث يملكون سحرا خاصا حين يستخدمنه فلا رجل يستطيع المقاومة حتى لو كان مثله قاهرا للجبال , بينما (شهلاء) حين شعرت بضعفه أمامها , وشعرت بدمامته حين كان مقتربا منها لم يعد يعنيها كثيرا , ربما كان ذلك أظهر قبحه الداخلي الذي تجلى في غروره .
أراد أن يتزوجها و وافق أباها فأخيرا سيتخلص من ابنته الدميمة بل و سيتزوجها فارس الفوارس لذا عجل الزفاف و تحت أقدام (بعل)  قدم الزوجان القرابين , و لمس (إياد) الإله بأنامله فوجده باردا  كالموتى نعم هو ميت بالتأكيد , هكذا كان يقصون قصته هو رجل صالح حين مات صار إلها , لماذا الآلهة لا يصيرون آلهة إلا بعد الموت ؟ ألأنهم باردون لا يملكون في أجسادهم غريزة تؤججها أنثى حتى لو كانت دميمة ؟  كلا الموتى ليسوا آلهة
الموتى ليسوا آلهة 
أمسك بحجر ضخم و ألقاه نحو بعل و هتف : لا يخيفني سخطك , أنت لن تغضب , الموتى لا يغضبون 
قام رجال القبيلة للنيل منه بعد إهانته لإلههم و أخرجوا سيوفهم من أغمادها و في ضربات متتالية  قتلوا (إياد) ليلة عرسه.
لم تحزن ( شهلاء ) عليه بل لم يكن يعني لها شيئا فلقد عفت عنه و عن كل الرجال حين رأت ضعفه أمامها و استسلامه لها , ووهبت نفسها لخدمة (بعل) تلامس جسده البارد و ترسم في خيالاتها صورا ل (بعل) بشري يراها دميمة و يقبلها دون أن يضعف أو تسحره عيناها الضيقتان , ربما برودته تقتل أحلامها لكنها لا تزال تزيل عنه الأذى و تستمد منه البرودة .

-----------------------------

خارج الإطار : حين انتهى من قراءة تلك القصة الغريبة التي ربما لا تعني شيئا قام بإغلاق الكتاب و تابع التلفاز حيث الرئيس المخلوع يقبع خلف قفص الإتهام و حدث نفسه بالتأكيد هو ليس بعلا , ف (بعل) لا يصد أحد عن الإقتراب منه  , هو رجل غرته الدنيا  فظن نفسه إلها و راودته إمرأة دميمة عن نفسه و سحرته ففجرت شهواته و ظل أسيرها إلا أنه لم يفق بعد من تأثير السحر حتى بعد أن تركته إمرأة اسمها (السلطة ) .
 فهل القادمون يعرفون ذلك؟ 


--------------

هذه القصة إهداء للصديقة / حنان ميلاد 
حيث كانت تسأل
هو علاش دايما الجميلة والوحش (شغالة بالكسرة وبالفتحة ) وعمرنا ما شفنا الوحشة والجميل ؟؟

الجمعة، 9 مارس 2012

سكر مرير



أتيت إليه حاملا مسدسي بيدي  و يلوح على محياي الكثير من الحزن ليس بالسهل أبدا أن تقدم على تلك الخطوة بعد الرحلة الطويلة التي  خضنا فيها عباب الآلام , نعم انتمي مثله إلى تلك الفصيلة المسماة ب( العربي الأصيل) كان يلقبني بالسيد يتركني أمتطيه بصمت , لم يعارضني في طلب بل يعتبر كل ما أطلبه منه أمر حتمي النفاذ .
كم خضنا يا صديقي معا آلاف الأميال كم خضنا الصعاب و قفزنا فوق أسنة رماح الزمن القاسية , لم أكن يا صديقي سيدا طيبا فهذه عادة أرضنا دوما السيد فيها مستبد فلا تلمني على استبدادي و انظر للرجل في بيته , و الرئيس في عمله و أخيرا انظر لي , ان الاستبداد يا عزيزي غريزة تسري في دماء فصيلتنا و لا أجد متنفس لي إلا ظهرك فسلطت عليك سياطي , و ما حثني على ذلك هو أنك تتقبل ذلك مني بكل رضا  لم تثر يوما لم تظهر تضجرا بل لم تطلق صرخة واحدة كنت على النقيض من ذلك كلما سلطت عليك سياطي ازددت سرعة و دارت عجلات العربة بقوة و قوة , هيا اسرع اكثر فأكثر انت تستطيع يا صديقي قم بها و انطلق نحو نهاية الطريق  وحين نصل  آخر الممر سأتوقف عن الجلد و تفعل ذلك دائما تركض و تجري و تمني نفسك أن تصل لآخر الممر فتكتشف أن وعودي كاذبة و أن الممر سراب لا نهاية له و لكنك لا تتوقف أبدا عن الركض , لماذا يا صديقي؟ ما الذي كان يجبرك؟ هل قطعة السكر التي كنت أضعها بكفي و أبسطها لك فتلثم يدي لتأكلها هي السبب؟
 إنه يا صديقي سكر مرير , سكر بنكهة الخزي , كيف استطعت تجرع مرارته كل تلك السنين لا أدري و لا أعرف لماذا لم تثر , لماذا لم تتمرد على الترويض و تظل تركض في البيداء جامحا أبيا توقع كل من يحاول أن يمتطيك
 لماذا تنظر لي هكذا؟ لا تنظر لي تلك النظرة أنا خير منك , لقد صرخت حين اشتد بي الألم لم استسلم مثلك خانعا  نعم أنا خير منك , أنت لم تصرخ حتى الآن انظر لنفسك ذلك الألم الذي ينال منك حتى الصراخ لا تستطيعه تنظر لي باستعطاف تنتظر مني رصاصة  واحدة كي ينتهي كل شيء , نعم يا صديقي سينتهي كل شيء فلكل شيء عاقبة , و عاقبة الخنوع الموت . و لكن ما عاقبة الثورة؟ بالتأكيد ليس موتا . لكن الحديث في ليبيا عن حكم ذاتي ببرقة و تونس ما زالت تترنح و الأطفال في سوريا ملقون على الطرقات , حتى مصر لم تسلم
آه يا صديقي  هل كانت عاقبة الثورة الخسران أه ايتها الأمهات الثكلى و أيتها الحمامات البيضاء المحلقة في الفضاء تهرب منا  حاملين معهم بعض منا , كل هذا بلا ثمن 
الحرية سلعة تستحق الشراء يا صديقي هل حاولت يوما - حين تقترب الشمس من مغربها - الهروب من وتدك المقيد فيه وأن تنطلق نحو الشمس و تقنعها بالعودة ثانية؟ الوتد يا صديقي , خوفك من الضياع إن حللت عنك القيد , حتى للجموح و الطموح حيز لا يصل للشمس .
لهذا كنت مطية , لم تؤمن أنك أقوى من الشمس يوما و أن النور سيسطع فقط إن وافقت أنت له . لهذا صمتت , أما أنا فلا كنت أعلم أن الكون بعضٌ مني 
لكن لماذا آلت الأمور إلى هذا النحو , القدس يدنس و الربيع العربي أتى عليه موسم الخريف , و كلنا نترنح يصيبنا الدوار و أنت يا صديقي صامت أخبرني إن كنت تظنني خاطئا ما الخطأ , أعلم بم ستخبرني , ستقول لي الحياة ساعة و كلنا سنرحل و لن يبق لنا من حياتنا الطويلة المفعمة بالأحداث و الجراح غير جملة واحدة (كان رجلا طيبا ) جملة يتساوى فيها الغني و الفقير , الأعمى و البصير . الكل تجمعه تلك المظلة (كان رجلا طيبا ), هكذا نحن العرب نحسن إلى موتانا و نختزل شريط حياتهم في ثلاثة حروف ( طيب) فلماذا تثور و يد صاحبك ممددة إليك ببعض السكر المرير تنتظرك كي تلثمها و ربما كان كاذبا و يوحي إليك أنه يحمل السكر و  هو يحمل الألم ,و الكل سيان إن أطعمك أو لم يطعمك فالصبر فضيلة و انتظر , إن جلدك او لم يجلدك فالعفو فضيلة و انتظر .
لا يا صديقي توقف عن ذلك لم يكفر إيماني بعد بأن الشمس بعض مني و أن الكون يدور في فلكي و أنا من يقرر , لن يكفر إيماني بعد بأن الحق أقوى من كل السياط ,  وأنه  لم تنته  الحرب بعد , الربيع العربي و إن كان يترنح فسيستطيع أن يُقوم نفسه و يحدد لنفسه طريقه في مصاف العظماء , هكذا تعلمت منك  فحين كنت تتلقى جلدات سياطي لم يكن يثنيك الألم عن مواصلة الطريق بالرغم أنه كان طريقا رسمته لك و فرضته عليك لكنك كنت تكمله حتى تصل للهدف .
 آن لنا أن نكمل طريقا رسمناه نحن بأنفسنا لم يفرض علينا , أتدري يا صديقي الفارق بيني و بينك أنني إن تألمت أصرخ بينما أنت إن تألمت تصمت , لن أتوقف عن الصراخ سأظل أصرخ و أصرخ عاليا سأصل بصوتي و صراخي أعالي الجبال هناك عند الشمس , ستسمع صراخي و تقرر البقاء و عدم الغروب فهي تحبني و أنا أثق بها , و أعلم أن الدماء في جسدي أصبحت ممزوجة بالرصاص فلا شيء الآن يقتلني و لا شيء يزعزعني فالرصاص بعضي كما ان الشمس بعضي
أما أنت يا صاحبي سأفتقدك آن لي أن أكمل طريقي وحدي دون أن أجد لي عبدا يتقبل استبداد سيده , ربما آن لكل السادة في فصيلتي أن يتعلمون أن عهود المستبدين ولت  . 
لذا صوبت فوهة مسدسي نحو رأسه و نظرت له و عيني تترقرق بالدموع  بينما هو ينظر لي نفس نظرته الخاضعة الصامتة و ربما كان يعرف أنني سأقتله لم يستحثني و لم يعارضني فقط صمت و لم يقطع صوت الصمت غير رصاصة واحدة فقط في جبهته أردته قتيلا ليظل صمته أبديا 

الأحد، 4 مارس 2012

خفافيش (مجموعة أقصوصات)

حجر النرد


ألقى بحجر النرد و راقبه و هو يدور و يدور حول محوره , يدور بلا توقف تذكر ما كانوا يقولون بالأمس (أن عجلة الانتاج لا تدور) تعجب كثيرا فها هو النرد  يدور ,  و أخيرا استقر كأي شيء يستقر بعد دوران يحكمه القصور الذاتي , و تذكر ما كانوا يقولون بالأمس (كل ما نبتغيه هو الاستقرار) أعاد تعجبه هل كانوا يريدون الدوران أم الاستقرار  , كان ما حصل عليه من النرد هو ( دو يك) قام بتحريك قطع الطاولة بصمت و هو يفكر في تلك المعضلة العظيمة ( دوران  , قصورذاتي , استقرار, دو يك)هي متلازمة لا تنفصل تصل بنا لشيء ما قاطعه عن تواصل أفكاره صوت خصمه قائلا بفرح : وقعت يا حدق اتمسكت خشب .

----------------------
خفافيش

عيوننا لا ترى , الظلمة تقتل الحياة فينا , نتخبط و نتعثر , نعتمد على آذاننا فقط آذاننا هي من ترى هي من يمكنها أن تحدد الطريق لتصل بنا إلى بر الأمان في تلك الظلمة ,نسينا أننا وطاويط يجب أن تخرج منا موجاتنا حتى يصلنا صداها  فنعرف إلى أين نسير لذا نسينا أن أصل الرؤية هي من داخلنا , في هذا اليوم سادت الضوضاء 
الكل يتحدث و يتكلم أتتنا أصداء من كل الجهات , أصواتهم تتحكم في سيرنا, فلترفقوا بنا و تصمتوا بعض الشيء , هل الحائط في اليمين أم اليسار  ( لا نعلم ) سربنا العظيم يتخبط بعضنا يسير يمينا و الآخر لليسار البعض للأمام و البعض للخلف و منا من قرروا الصمت و الوقوف , الضوضاء تشتد اصمتوا عليكم اللعنة  , حين تخبط الخفافيش بعضها ببعض ظنت أن عدوا ليسا منها يهاجمها فبدأت في غرس أنيابها في أجساد رفاقها بينما الضوضاء تشتد , و الأصوات تتعالى كل ذلك يقود الخفافيش للجنون , للقتل  , للدماء كل ذلك يقودهم لأي شيء إلا ان يقتنوا عيونا يرون بها

-----------------------------------
مسبحة

كان الجميع ينظر إليه نظرة وقار و هم يشاهدونه طيلة اليوم يداعب حبات مسبحته , يظنونه يهلل و يكبر و يسبح , فتمتلىء بداخلهم نظرات الاحترام و التقدير بل و يحكمونه فيما بينهم , الكل ينظر إليه و لا يرون حقيقته فقط يرون المرآة الصامتة التي تعلو وجهه مرآة تعكس مدى طيبتهم  و تدينهم و تخفي تلك المرآة ما خلفها 
اقتربت منه بصمت كنت أود أن أتعلم منه تسبيحه حتى أحظى بما يحظى 
فسمعته يعد : اليوم كذبت , اليوم سرقت , اليوم رائيت , اليوم ظننت سوء ,اليوم سببت  ... ثم نظر إلى ما تبقى من حبات المسبحة و قال يا ترى كم بقي لي من حبات المسبحة حتى أكمل الورد اليومي؟

---------------------------------------
جبن

تنشق من السيجار انفاسا ممزوجة بالخوف ثم  بعث من صدره دخانها ممزوجا بالغضب  , و حين أضاع طاقته الغاضبة الناتجة من الخوف مع الدخان , و ترك خوفه بداخله ظن أنه شفي مما هو عليه من اكتئاب لكنه حاول أن ينام بعدها لم يستطع .. فلا نامت أعين الجبناء
---------------------------------------
ألبوم صور


- الحياة  ألبوم صور هذا كل ما يتبقى منها فقط صور ثنائية الأبعاد لا تتجسد , فقط شريط أسود في المربع الأيسر العلوي و ربما كلمة رحمه الله هي ما تبقى من ذكرى
- الحياة  ألبوم صور هذا كل ما يتبقى منها فقط صور تحمل ذكريات تسجننا بداخلها فتصير الصورة ثنائية الأبعاد حياة و تصبح حياتك جزء من بانوراما الكون ترحل بصمت و لا يتذكرك أحد , و رغم ذلك بدونك لتوقفت الشمس عن الدوران و سقطت الجبال  , الحياة ألبوم صور لا يتجسد فقط بل يغمرنا و بدونه لا نكمل مسيرنا إلى الغد

الخميس، 1 مارس 2012

كوكتيل تعليقات


البوست ده اهداء لفنانتنا العازفة كارولين فاروق علشان تعرف اهمية التعليقات بالنسبالنا و تفتح تاني بقى التعليقات 
انا اخترت بعض تعليقاتي على تدوينات راقية استفزت قلمي و جعلته يجمح بعيدا 
ربما يكون هناك اجزاء ثانية من ذلك البوست 

-------------------------------------------


ايتها الماشطة هاكم أحلامي بين يديكِ تنتظر لمستك السحرية كي تبعثي فيها الحياة من جديد كي تتجسد بداخلي صورة متكاملة ثلاثية الأبعاد أعرف إلى أين تقودني 
أيتها الماشطة أنا مرتبك أنتظر تزيينك لما بنفسي ربما حين تنتهي أفهم اكثر 
أم أن ما بداخلي أجوف و استسلم للمثل حين يقول (واش تعمل الماشطة ..)

 تدوينة الماشطة تعتذر (مكعبات هدير)

----------------------------------------------







يدعونه ب(هو) و أدعوه (أنا) فمنذ عرفته صار مقيما بداخلي أرى بعينيه لساني لا 



يردد إلا كلماته و أذني لا تسمع إلا همساته 

كيف أدعو لي ؟ و كل جوارحي لك فإن أشفقت علي فحرر لساني كي أدع لي (لك)

تدوينة  أحبك ( شيء سيبقى بيننا )

----------------------------------------------------


لو مطرت و الزعابيب دي موجودة هتنزل المطرة طين

ان شاء الله هيروح اللون الاصفر و ترجع الحياة للونها الصافي


و ده مش هيحصل الا اذا كنا من جوانا صافيين

تدوينة الحياة بقى لونها أصفر (بت خيخة و اي كلام )
-------------------------------------------


 و يعود من جديد كي ينثر المزيد فيضيء القلب ويحلم بمستقبل سعيد 


وحياتي يا سيدي لوعنها تحدثت 



عن سعادة الحزن لو ادركت

عن اللذة والنار ربما فهمت 

كيف بين الفراق والوصل تحيد

انا اسطورة العشق وأنت كاتبها

انا سيمفونية الالم و أنت عازفها

انا قطعة حلوى تذوب في يد صانعها

وبين شفتيه تختفي في ريقه حلاوتها

نعم سيدي اختفي فيك 

اتلاشى فيك 

ومع ذلك ما زلت أصرخ هل من مزيد



تدوينة الليلة الأولى بعد الألف (روح قلب ماما)
--------------------------------------------


معطف دثروها به عندما مات قلبها


فكان المعطف كفنا يحوي جسدا بلا روح



تدوينة  معطف من قيود (حدوتة مصرية)
-------------------------


الليل والاشواق هما حقا الرفاق


في دنيا المظاهر والنفاق



لا تجد لنفسك مع احد اتفاق 

الا ذكرى تمر بعينيك تحمل الوفاق

اين رحلتِ؟ 

...سؤال بحثت له عن اجابة فيأتيني كل يوم منك رسالة
انك لن تعودي وانك لن تلمسي اناملي وبنظرة تجودي

هل هي النهاية؟ 

وما النهاية الا ليلة بدون طيفك الجذاب

الذي يأسر القلب ويتركه دون عتاب او حتى جواب

عن اسئلة تعتصر الفؤاد المرتاب

اين انتِ سألت عنكِ الرفاق 

فلم يجبني الا الاشواق 

بنار تأكل ما تبقى من ذكرى العناق 

وتوصمني بعذاب يخنق الاعناق


تدوينة أصدقاء (فكرة)
--------------------------