الخميس، 19 أغسطس 2010

اجنحة الشمع ..

ذهبت اليها في نفس الموعد كانت هناك رايت الشمس تذوب في داخل البحر ورايت البحر يعانق السماء وينقل دمائه في عروقها فينتج تلك الحمرة الجميلة كنت حالما ارى امواج البحر وهي تتناغم في تتابع رائع وكنت امامها امام اجمل مخلوقة في الدنيا اراها ولا اراها لان عيني تتوه في عينيها فلا تستطيع ان تحفظ ملامحها كنت اراها بقلبي كنت اعرفها بحدسي كانت عيناها عالم رائع عالم تملؤه الالحان والازاهير عالم يحول الصحاري لبساتين وتذكرت اول مرة لقيتها احببتها كانت كنجمة ساطعة في السماء تتلالا فتملا الحياة بهجة قررت ان اصعد اليها قررت ان اطير ان تحملني الاجنحة ففكرت ان افعل مثلما فعل ابن فرناس ان اصنع اجنحة احلق بها اليها ولكنني لم افعل اكتفى قلبي بان همس اليها بالكلمة التي طالما خشيت البوح بها ( احبك) والغريب ان قلبها تجاوب مع قلبي في تناغم غريب وسمع قلبي الجواب بدون ان تتحرك الشفاه صرنا روح واحدة في جسدين وابتسمت الحياة عندها فقط رايت الحياة بنظرة اخرى صارت مبهجة مفرحة وكنا نتلاقى دوما لا نتكلم بل ينظر كلانا للاخر لا تتكلم الشفاه بل كان الصوت صوت العيون والهمس همس القلوب
كنت احلق في عالم من الاحلام اهيم بين النجوم اتمايل مع السحاب انتشي بضوء القمر


قالت لي : حبيبي خذ هذه الورقة فانا لا استطيع ان ابوح بما فيها فالكلمات تعجز ان تخرج من فمي اقراها عندما تصل لبيتك


وعدت الى البيت وقررت ان اقرا الرسالة في جو رومانسي ففتحت جهاز التسجيل لاغنية لعبد الحليم واضات الشموع وفتحت الرسالة كي اقراها على ضوء الشموع وكان نص الرسالة


( حبيبي آسفة يجب ان تعلم انني اهواك بل مفتونة بهواك وكنت اطير معك في عالم خلاب ولكنني قررت ان اصحو قررت ان اشاهد الدنيا كما هي قررت ان ارى الشمس وهي تغرب كغارقة في البحر تبحث عما ينقذها قررت ان ارى لحظة الغروب لحظةموت الشمس لا لحظة ميلاد القمر ورايت السماء مخضبة بالدماء بعد ان طعنها ضربات نهار قاسي في سويداء قلبها رايت الموج يتصارع ويتحطم على صخور الياس رايت قسوة الحياة فقررت ان اعيشها ان الرومانسية ليست هي كل شيء فالحياة قاسية والرومانسية هروب وقررت ان اعود للحياة اسفة حبيبي قررت الا اراك مرة ثانية ويعلم الله كم العذاب الذي اتجرعه هذه اللحظة ...... وداع)


حينها فقط اسودت الحياة في عيني حينها فقط عرفت ان ابن فرناس كان مخطئا عندما صنع اجنحة من الشمع كي يعانق الشمس حينها عرفت ان الشمس يمكن ان تضيء لك الكون يمكن ان تمنحك الدفء ولكنها قطعا لن تسمح لك بمعانقتها بل ستذيب اجنحتك وتجد نفسك ساقطا كسير الفؤاد نعم سقط ابن فرناس وكسر فؤاده


وصوت عبد الحليم يتعالي ويتعالى:


اشتقت اليك فعلمني الا اشتاق


علمني كيف اقص جذور هواك من الاعماق


علمني كيف تموت الدمعة في الاحداق


علمني كيف يموت الحب وتنتحر الاشواق


يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر


وزرعت جراحك في صدري واخذت الصبر


ان كنت اعز عليك فخذ بيدي


فانا مفتون من راسي حتى قدمي


لواني اعرف ان الحب خطير جدا ما احببت


لو اني اعرف ان البحر عميق جدا ما ابحرت


لواني اعرف خاتمتي ما كنت بدات

0 التعليقات: