الخميس، 19 أغسطس 2010

موجات النجاح السرابية .....

كنت جالسا علي ظهر السفينة اراقب الامواج تقتلعني الذكريات موقف بعد أخر يتتابع ويتوالي علي عقلي تتابع الموجات الشريط يمر ذكري بعد ذكري بل موجة تلو موجة موجة هادئة وأخري عاتية هكذا كنت منذ صغري اكتسب كل يوم مهارة وفكرة واطرز من المهارات والافكار اجمل الثياب كي يكتسي به عقلي
فكرة تلو فكرة بل موجة بعد موجة
امي تصرخ في وجهي قم ذاكر الا تري فلان الذي هو في نفس سنك الا تراه انه يذاكر طوال النهار وانت قابع علي لعبك تلهو انك لن تنجح مادمت لن تذاكر
وهكذا تكونت فكرة النجاح ودخلت كلمة جديدة قاموس افكاري ما هو النجاح


قال لي مدرس الالعاب كي ننجح في الفوز علي الفريق المنافس يجب الا يحرزوا فينا اهدافا
انه يكررها النجاح

ماهو النجاح ؟

امي ربطت النجاح بأن اتفوق علي زميلي الذي في نفس سني والذي يذاكر طوال النهار ومدرسي ربط نجاحنا بفشل الخصم في احراز اهداف اذن النجاح هو قيمة المقارنة بيني وبين اقراني كي انجح يجب ان يفشل الجميع
هذا ما تعلمته وهذا ما عرفته وهذا ما صرت عليه
لا يجب علي ان اذاكر كي انجح بل يكفي ان اعمل علي فشل الاخرين في النجاح هكذا كانت حياتي وهذا ما فعلته بها
انتظر قبل ان تظلمني وتقول لي انت انسان اناني انا لست انانيا انا فقط ترجمت ما تعلمته وما ارادوا ان يزرعوه بداخلي
موجة عاتية اخري تؤرجح السفينة واهتز معها واسقط ارضا ناظرا الي السماء
شققت طريقي بين اقراني تارة بالمكيدة وتارة بالوشية وبحثت عن النجاح وسألت نفسي مرة اخري ماذا يكون النجاح فما وصلت له لم يسعدني كنت كالباحث عم كنز القرصان نعم النجاح مثل كنز القراصنة الذين يدفنون كنوزهم في مكان مجهول ويضعون خريطة من الرموز يشيرون به الي مكان الكنز ونتقل الخريطة من يد ليد علي مر الازمان والقرون حتي وصلت ليدي وتعبت في محاولة فك الرموز ومعرفة حقيقة الخريطة وحين ظننت انني فهمت الرموز وذهبت لمكان الكنز وابحث في المكان اجد ان هناك من سبقني وسرق كنزي ولم تكن الخريطة الا مجرد سراب


اقتلعني من ذكرياتي صوت القبطان وهو يصيح : يجب علي الجميع ان يكون علي اهبة الاستعداد فاننا قد وصلنا الي الشاطيء وسنرسو بعد قليل
لكنني لم اجد نفسي اريد ان اقوم بل بقيت انظر الي السماء بنظرات لا معني لها نظرات بلا وعي


ولم اشعر بهم وهم يضعونني في حفرة وينهال التراب علي وجهي و لم اسمع احدهم وهو يقول لصاحبه : الأن بعد ان مات رئيسك المباشر اصبح الطريق شاغرا لتحتل منصبه ولم اري تلك البسمة الشامتة علي شفاه صاحبه

0 التعليقات: