الخميس، 19 أغسطس 2010

حمي خريفية

كان عائدا من العمل كعادته فقرر التوقف بعد احساسه بالتعب والملل والجلوس في حديقة بعض الوقت اخافه منظر اوراق الشجر وهي تتساقط بسبب الخريف فتذكر العمر الذي يجري دون ان يحس به كان طوال حياته يجري مسرعا كي يسبق قطار عمره كان يجري بكل قوته كرس كل حياته لعمله


تزوج وانجب ولكن كانت حياته الزوجية روتينا حيث انه يصحو من النوم فيخرج ولا يعود الا لينام وزوجته كانت امراة تتفهم ما يفعله كانت تقدر تلك الحياة لم تشكو يوما بالرغم انها كانت ترنو ان ترى في عينيه يوما عين المحب الولهان وترى تلك النظرة التي تخترق القلب بسهم فتذيبه لكنها لم تجد تلك النظرة منه فلم تشكو بل صارت اما له ولابنائه صارت تعامله كطفل مع اطفالها صار قلبها بيت يحتويه هو وابناؤه


كانت زوجة عظيمة ... آسف اقصد اما عظيمة.


عاد الى البيت بعد تلك الوقفة مع النفس قرر ان ينقذ ما بقي من حياته وان يتمتع بما بقي وعندما عاد راى زوجته فوجد منها تلك النظرة التي تتلقاه بها دائما نظرة ام تشفق على ابنها بعد تعب يوم مضني وكانت هذه هي اخر ما يتمناه في ذلك الوقت كان يريد نظرة الحبيبة التي تنسيه العمر وتنسيه الحياة ويبدا معها صفحة جديدة من كتاب السعادة


لم يتحمل البقاء قرر الهروب بحثا عن سعادته المزعومة


هو كان يهيم بزوجته ويقدر ما تفعل من اجله ولكن مشهد اوراق الشجر كان يطارده ينسيه كل شيء


هام في الطرقات راى نساء وحاول ان يتقدم نحوهن لكن في كل مرة لم يكن يجرؤ كان يشعر بشبح زوجته يطارده يمنعه من ان يتقدم كان يراها في مخيلته يرى نظرة الاستجداء في عينها


وكان يسمع بداخله هاتف لا يعرف مصدره يمنعه من التقدم


- ماذا تفعل ايها المجنون انسيت كل السنين انسيت التضحيات انسيت قلب انثى قد انكسر كي يرأب صدع الايام


عندها فقط استيقظ من غيبوبته عندها راى ما كانت تفعله تلك المراة من اجله


قرر العودة وان يحيا مع زوجته حياة غير التي عاشها معها كل تلك السنين قرر ان يمسح من على عينيها نظرة الامومة وان يكون هو مصدر تغيير تلك النظرة الى نظرة الحبيبة قرر هو ان يعوضها عن اهماله لها


الان فقط احس بالسعادة


عندها فقط شفي من حمى خريفية كانت ستعصف بحياته

0 التعليقات: