السبت، 30 يونيو 2012

السطر الأخير




حين تظن أن محبرتك قد جفت و أنك أصبحت مجرد سطر قد انتهى بنقطة , و تجد كلمة تمت في السطر الذي يليه تعرف أن حياتك قد انتهت و أن ثقبا بداخل قلبك تنزف منه دماؤك , قد تضع يدك فوق قلبك , ليكف النزف لكن محاولاتك دوما تبوء بالفشل و النزف يشتد . إنه قلب لئيم لا يجدي معه  النهي .

لذا كان الضوء الباهت , الآرائك البالية , صندوق مغلق , صورتك هي آخر ما تلحظه عيني في غرفتي التي تغادرها الحياة أناديكِ من بُعد آخر و حياةٍ أخرى ,استلهم منكِ الإجابة التي تريحني . هل تتذكرينني؟ هل ما زلتِ تشعرين بذلك النزف الذي يخط قصتنا على أرضية الحجرة  , هنا تلاقينا و هنا تواعدنا و هنا رسمنا و هنا ضحكنا و هنا تسابقنا خلف الفراشات لنقتنص من الزهور رحيق نصنع منه عسلا صافيا و هنا صعدنا درج الحياة معا أيدينا متشابكة وقلوبنا متعانقة  حتى أني حتى الآن ما زلت اتنسم شذا عطرك يفوح من دمائي المتساقطة فتمتصها أرضية الغرفة بلا رحمة , دمائي تذهب جفاء و قلبي تغادره الحياة .
و أنتِ هناك ربما لدى باب الغرفة أو هكذا أشعر فانتِ بجواري و لا أراكِ , أشعر بملمس اناملك الناعمة تحاولين إغلاق ثقب قلبي أو هكذا أظن , تنزعين قلبي النازف من بين ضلوعي تضعينه داخل الكتاب و تدعيه يدمي , تجف المحبرة  و لا تجف دماؤه , كيف يجف قلبٌ لمس أناملك الندية  , أناملك سيدتي منبع الطهر و الحياة .لتسطر دمائي قصة أبدية لقلب ينبض بالألم ينزف بالشجن يدمع بالعذاب و هو يضع بجوار صورتك  - الموشحة بشريط أسود على ركنها الأيسرالعلوي-  وردة حمراء ملطخة بدماء مبعثرة على أرضية الغرفة 

الجمعة، 29 يونيو 2012

خدمة عملاء




داعب أزرار هاتفه المحمول ثم قربه من أذنه و صمت قليلا ثم قال بغضب:
- ليس الآن أرجوك , ألا يكفيك كل ليلة  ؟
و بكل غضب أغلق الهاتف و ألقاه و زفر  بقوة , ثم قطع الغرفة جيئة و ذهابا و عاد ليمسك بهاتفه و يداعب أزراره مرة أخرى , أتاه الصوت من الجهة الأخرى يقول
- خدمة العملاء معك يا سيدي
-  أريد أن اسأل , هل توجد خاصية يمكنها أن تمنع وصول اتصالات من رقم معين بي  , مثلا حين يتصل بي ذلك الرقم تأتيه رسالة بأن الهاتف خارج نطاق التغطية أو (أنني) مرفوع من الخدمة
- أفهمك يا سيدي , و هذه الخاصية بالفعل موجودة , أملل ذلك الرقم الذي يضايقك صاحبه و أنا سأطبق عليه هذه الخاصية 
بعد أن أملاه الرقم
- للأسف يا سيدي  لا يمكنني أن أمنع وصول صاحب هذا الرقم إليك 
- لماذا؟
- لأن صاحب هذا الرقم هو أنت , و لا استطيع أن أمنع وصول نفسك إليك

الخميس، 28 يونيو 2012

أدب التهييس السياسي





قال المدرس لتلاميذه : من يخبرني  عن الفارق بين الأدب في العصر الجاهلي و الأدب في العصر الحديث
قام أحد التلاميذ فقال : أنا اخبرك يا استاذي عن الفارق بين الأدب في العصر الجاهلي و الأدب (الجاهلي ) في العصر الحديث  قديما قالوا في العصر الجاهلي أن أشعر الشعراء  النابغة إذا رهب , و زهير إذا رغب , و امرؤ القيس إذا ركب  , و الأعشى إذا طرب
فالنابغة اشتهر بالاعتذار للنعمان بن المنذر بعد العديد من الوشايات , و زهير اشتهر بأنه يمدح من أجل العطايا فكان يبدع في ذلك و امرؤ القيس اشتهر بالفروسية و وصف الطبيعة من حوله , و الأعشى اشتهر بالغزل و الخمر
أما في العصر الجاهلي الحديث فأندادهم هم  سبايدر إذا رهب , و بكري إذا رغب , شفيق إذا ركب , عكاشة إذا طرب
فحين يقول النابغة الذبياني
أتاني ابيت اللعن أنك لمتني و تلك التي أهتم منها و أنصب
فبت كأن العائدات فرشن لي هراسا به يعلى فراشي و يقشب
الى قوله :
فإنك شمس و الملوك كواكب  إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ثم قال :

أتيتك عارياً خلقاً ثيابي
على وجل تظن بي الظنون
فألفيت الأمانة لم تخنها
كذلك كان نوح لا يخون

نجد سبايدرأيضا يستخدم الاعتذار تيمة خاصة به  فيقول : أنا آسف يا ريس
ثم يتمادى سبايدر ليصل في قمة ابداعه حين يقول :
و مصر لمت هدومها و مشيت
لمت هدومها على هرمها و طفشت

ثم رائعته :
 يعني ايه امن مركزي
 يعني في عز الشمس تلاقيني بسلاحي لابس اسود
يعني و انت نايم اكون في الشارع في ليل اسود
يعني رمية في الشارع جنب رصيف اسود (والله معرفش يعني ايه رصيف اسود )
يعني يوم ما وقعت كان يوم على مصر اسود


-----------------------------------
أما زهير فقد مدح هرم بن سنان الذي قام بالصلح بين ذبيان و عبس في حرب داحس و الغبراء و قد تحمل ديات القتلى فقد كان جوادا كريما هو و ابن عمه تحملا ثلاثة آلاف من البعير لمدة ثلاث سنين ليحقنوا دماء العرب فقال فيهما زهير

يميناً لنعم السيدان وُجدتما

على كل حالٍ من سَحِيْلٍ ومُبْرَم

(والسحيل: الخيط الذي لم يُبْرَم، والمُبْرَم ضده).

ثم قال في هرم بن سنان

قد جعل المبتغون الخير من هرمٍ ... والسائلون إلى أبوابه طرقا
من يلق يوماً على علاته هرماً ... يلق السماحة منه والندى خلقا


و أتى مصطفى بكري العصر الحديث ليقوم بمدح المشير و مجلسه العسكري الذين يقولون عن أنفسهم أنهم حموا الثورة المصرية و حقنوا دماء المصريين يقولون ذلك و يتناسون ماسبيرو و مجلس الوزراء و محمد محمود فقال فيهم بكري :
المجلس العسكري أمين على كل شيء و ليس في نيته لا سلطة و لا غيره  (اه على اساس انهم بتوع ربنا من البيت للثكنات و من الثكنات للبيت)
ثم قال : الجيش لو ساب الأمور كده احنا هنقع فريسة للفوضى بلا جدال (طبعا لانهم و همه موجودين عايشين ازهى عصور النظام فلما يمشوا هنشوف الفوضى)
و لا ننسى رائعته : الحرس الجمهوري يتسلم المقر السكني لشفيق (فعلا شفيق كان عليه اربعتاشر جنيه لقائد الحرس الجمهوري و كل يوم كان بيطالبه بيه و التاني يستهبل فقرر يحجز على مقره السكني لحد ما يرجع الفلوس )
و كما كان هرم بن سنان يجزل العطاء لزهير فبالتأكيد هم يجزلون العطاء لبكري

---------------------------------------------
امرؤ القيس كان فارسا و كان  اشعر العرب في الوصف 
حيث قال: 
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل 
هنا يصف الفرس 
ثم قال :

حَلّتْ ليَ الخَمرُ وَكُنتُ أمْرَأً عَنْ شُرْبهَا في شُغُلٍ شَاغِلِ
فَاليَوْمَ أُسْقَى غَيرَ مُسْتَحْقِبٍ إثماً من الله ولا واغلِ
فأتي الشفيق - و هو أيضا مثله يركب فكما يركب امرؤ القيس خيله يركب الشفيق طيارته  فيصف من اعلى طبقات الجو ما لا نراه على الأرض -ليعجز البلاغة و يصف حربا كاملة في كلمتين : أنا قتلت و اتقتلت قبل كده
و ليثبت رجولته و بطولته فقد قال تلك الجملة التي عجزت البلاغة أن تحتويها :   أنا لم أتكلم فى قعدة رجالى كده أشوفها بتحصل غلط .. أقولها ... لكن لما أخش فى الدولاب لازم أبقى أااا... أو لازم أنا برده لما اقعد فى قعدة زى كده أطلع الجزء الرجولى إللى فيا بقى .. لان مفيش إتنين يختلفوا على عدم رجولة الموقف .. أما أقعد بقى فى قعدة خاصة كده .. لا أقل من ان .. لا ..حأبقى راجل فى القعدة دى 

-------------------------------------------------
و الأعشى إذا طرب 
و الاعشى بقى حكايته حكاية بيقولوا انه كان هيدخل الاسلام قالوله ان الاسلام بيحرم الخمر , قال لا بقى انا اشرب خمر السنادي و السنة الجاية ادخل الاسلام لكنه مات قبل ما يسلم بالرغم انه كتب قصيدة مدح في الرسول عليه الصلاة و السلام
حين كان يطرب الاعشى كان يبدع و كان من رواد الغزل الصريح   كما أنه أول من تغزل في هيفاء (دي هيفاء طلعت قديمة اوي  ههههههه ) فكان يقول 
عــهــدي بــهــا قـــد سـربـلـت * هـيـفـاء مـثـل الـمـهرة الـضّـامر
قـد نـهت الـثدي عـلى صـدرِها * فــي مـشـرقٍ ذي صـبـحٍ نـائِـر
لــو أسـنـدت مـيتاً إلـى نـحرها * عــاش ولــم يُـنـقل إلــى قـابـر

كما قال ايضا :

ودّعْ هــريــرة َ إنْ الــركـــبَ مـرتــحــلُ وهـــلْ تـطـيـقُ وداعـــاً أيـهــا الـرّجــلُ؟
غَــرّاءُ فَـرْعَـاءُ مَـصْـقُـولٌ عَـوَارِضُـهـا تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَـــأنّ مِشْيَـتَـهَـا مِــــنْ بَــيْــتِ جـارَتِـهَــا مـــرّ السّـحـابـة ِ، لا ريـــثٌ ولا عــجــلُ

أما العكش فحين يطرب  و يديها المعلم فكان يخرج ابداعا من نوع آخر و هو رائد فن  التهييس الصريح لا أحد ينسى عبقريته 13/13/2013 لما ييجي الماسون الاعظم
ثم عبقريته التي تتجلى في أن كشف الدكتور مرسي ب 300 جنيه و مش بيرضى يعالج الناس الفقيرة مع انه دكتور في الهندسة 
و قوله فائق البلاغة : الداخل بين البصلة و قشرتها يصاب بالحرارة المتولدة بين البصلة و قشرتها 
ثم قوله : و قد حصل الفريق شفيق على 50.4% بينما محمد مرسي على 50%
و ابداعه المتناهي في التحدي الذي صنعه  مع الدكتور البرادعي في كيفية تزغيط البط  و عدد الاعواد في ربطة الجرجير
و كما يلقب  الاعشى ب (صناجة العرب )يلقب العكش ب(صاجات العرب)
--------------
فهتف المدرس : صمتا يا بني هل هذا هو الأدب الحديث؟
- كلا يا استاذي انه علم جديد يضعون قواعده هذه الأيام اسمه علم التهييس السياسي


و كما يقول ابو زياد في رائعته  سالزيادسو 
بلد مجانين صحيح



صفعات المضارب




ككرة تنس بائسة تتلقى صفعات المضارب القوية و ترتطم بالأرض بقسوة فتتمنى أن تسقط في شبكة الصمت حتى لا يتوقف ضجيجهم  , كان هو يقرب كوب (عصيرها )من فمه ذلك الكوب الذي لم يتبق بداخله الكثير , قبل أن يتجرع كل ما فيه لآخر قطرة ,  ألقى الكوب على الطاولة بلا اهتمام كأنه يفعل ذلك دائما , ثم قام مبتعدا دون حتى أن ينظر إليها , و بمرارة الحسرة ظلت تراقبه و هو يمضي  تمني نفسها أن يلتفت إليها لفتة أخيرة ليلقي عليها نظرة الوداع دون جدوى , أمسكت بالكوب حاولت أن تستشف منه قطرة واحدة خلفها ورائه لم تجد , نظرت حولها شعرت أن مئات العيون يصفعونها و يلفحونها بقوة , ترتطم بالأرض تنتظر أحدهم يلقي بها خارج الملعب ... (ملعب الألم)

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

بين أناملها أجدني





 عيني كعادتها تذبل بخضوع في  حضرتها, فلا تقوى النظر إليها مليا فهي كالشمس تسطع لنرى ما حولنا و لا نقوى أن نراها , هبطت عيني إلي يديها تراقبها و هي تقوم بتفتيت صدر الدجاجة إلى قطع صغيرة , طيف سرى بي أنني الذي بين يديها , كانت تستخلص اللحم من العظم كأنها تستخلص  الطيب مني من بين ثنايا الخبيث ,فكنت أحس بدغدغة أناملها تفتت عظامي , صرت لينا كأنني روح هلامية بلا جسد  كم أعشق ذلك الشعور
مدت يديها لتضع قطع من اللحم بفمي , كم أعشق مذاقي الآن , أشعر أنني مختلف , قَبَلتُني حين اقتنصت من أناملها قبلة
قالت لي : هل أعجبك الطعام ؟
أجبتها : بل أعجبني (أنا) الذي رأيته في أناملك

الاثنين، 25 يونيو 2012

حراً





قام بربط حزامه حول خصره جيدا كما طلب قائد الطائرة , فالطائرة تستعد للهبوط , ما لبث أن ربط الحزام حتى ارتجت الطائرة بقوة و تعالى صوت انفجار
صرخ القائد عبر المكبر :  لقد احترق المحرك في الجناح الأيمن إننا لهالكون , ادعو الله أن ينجينا
عندها قام بحل الحزام من حول خصره  فنظرت له زوجته متسائلة و عيناها يملؤهما الرعب
فقال لها : إذا كنا سنموت لا محالة , فلأمت غير مكبل بقيد

جذور و أوراق




قال لها : أعشقك بعدد أوراق تلك الشجرة وارفة الظلال , فحبك يظلني عند الحر و يحميني من المطر و الصواعق و يمنحني أشهى الثمر
قالت له : و أنا أعشقك بقدر جذور تلك الشجرة فحبك ما يجعلني أقف على قدمي و هو ما يمدني بالقوة و الطاقة اللازمتين لحياتي و بدونه لا قيمة لي , أنتم يا معشر الرجال تعشقون بقدر ورق الشجر و حين يأتي الخريف يتساقط الحب منكم و لكنكم تظلون احياء و نحن معشر النساء عشقنا كالجذور تتغلغل بداخلنا فان انتهى الحب انتهينا معه 

الأحد، 24 يونيو 2012

طعم الذهب




فتح صرة نقوده التي يضع فيها قطعه الذهبية , فأخرج قطعة ثم قرضها بأسنانه لم يكن يريد أن يعرف إن كانت صالحة ام أنها مزيفة , بل قرضها فقط لأنه يعشق طعم الذهب .
ذهب إلى سوق الرقيق استوقفه تاجر يقف بين يدي حورية و كان يهتف في الجموع التي تركت ما دونه من السوق لتستمتع بتلك العيون الرومية
كان يقول التاجر :
من يشتري جارية تركية
كانت ملكة لعمورية
تحمل عبق زهرة جويرية
من قال أريدها ملك يمينيَّ ؟

وقف يراقب المزاد كان  كل من حوله يقترب من الفتاة يتشممها , كما تتشمم الذئاب فرائسها قبل أن تنقض عليها و تلتهمها, بينما قال أحدهم أشتريها بخمس قطع ذهبية
استوقفه البائع : أقول لك مليكة و تقول لي خمس قطع
سأل نفسه ماذا يفعل بملكة مدللة ؟ هل تستطيع أن تعد الثريد له؟ هل ستنظم بيته بل هل ستقتنع ملكة بالعبودية أم يظل بداخلها أنفة الملوك و كبريائهم
لكن شيئا ما في عينيها يحثه على الخوض في المزاد أخرج صرة نقوده و سكب القطع الذهبية على كفه ثم وضع إحداها بين سبابته  ابهامه و عض عليها و امتصها ليتذوق سحر الذهب و يقارن أيهما أكثر سحرا , تلك العيون التركية أم النقود الذهبية
و أخيرا قرر خوض المزاد و حين هم بالمزايدة  شعر بيد تهزه
---------------------
- حسن حسن اصحى يا حسن انت جاي تنام في الشغل؟
استيقظ ليجد نفسه على مكتبه و رأسه ملقاة على صحيفة , حاول أن يتذكر آخر ما قام به قبل نومه , نعم كان يقوم بعمله اليومي و هو قراءة الصحيفة في محل العمل و استوقفه خبر تلك الفنانة التي قامت ببيع أحد فساتينها في مزاد بمبلغ خرافي و قال لنفسه : بمال ذلك الفستان تستطيع شراء مائة رجل مثلي
لقد كان حلما آخر يراه يموت أمامه على يد توقظه
- انت ليه يا حسن متجوزتش لحد دلوقت؟
- قول يا باسط
- يا عم بس أنت أنوي
- كله بأمره
قالها حسن و هو يضع يده في جيبه يتحسس بضعة جنيهات معدنية كانت كل ما يحمله معه من نقود ,  ثم اخرج إحداها بإصبعيه و عض عليها بنواجذه , لم يكن ذلك لأنه يخشى ان تكون مزيفة و لم يكن ذلك لأنه يهوى مذاقها , فقط لأنها امتزجت بعرق أيدي البائسين فأراد أن يبتلع مرارة ذلك العرق حتى ان امتزجت بدمائه صار موت الأحلام أمرا طبيعيا ومستساغا  , و بينما هو بين هواجسه لمح في الصحيفة الملقاة على مكتبه خبر تساقط صخرة ضخمة من جبل المقطم هدمت العديد من المنازل و شردت الكثير من الأسر 
 فقال لصديقه :
- تفتكر لو باعوا الواحد مننا في مزاد يجيب كام ؟

السبت، 23 يونيو 2012

مجذوب كطائر




- ما اسمك ؟
- اي اثم؟ فكلي آثام؟
- هذا ما سنناقشه فيما بعد , لكنني كنت أسألك بم أدعوك؟
- و لماذا تدعوني ؟ لا تدعو غير الله
- أنت لا تفهمني  أبدا , أجبني  كيف أناديك؟
- بأي كيفية تريدها . أنت فقط من تحدد كيفية أعمالك
- حسنا سأعيد السؤال ثانية , من تكون أنت؟
- أنا , شيء و لا شيء , لا أحد ,  روح اختفت , و أحلام ترنحت , و أمنيات تساقطت
- هل أنت مجنون؟
- هكذا أنتم يا معشر البشر تتهمون كل من يختلف معكم بالجنون
- معشر البشر؟ ألست بشريا مثلنا؟
- هذا يعتمد على  تعريفك للبشري
- ماذا تقصد ؟
- ربما يختلف ما تراه عما أراه
- و ماذا ترى؟ ماذا يعني البشري في مفهومك
- البشري  هوصراع بين  النفس و الروح, نفس تغرقه في الشهوات , أمارة بالسوء , و روح تتأذى , يخبو نورها كلما استسلم لنفسه , فكلما استسلم لنفسه كبلته قيود معصيته و صار أسيرا في عالم الماديات و تطايرت عنه الحياة الحقيقية , أتدري ما هو حلمي ؟ أن أطير
- لا أفهمك  لكني اتسائل كيف تطير بلا أجنحة ؟
- الروح جناحي
- ألا تفكر في الغد و ما تود أن تكون عليه؟
- و لماذا أفكر في الغد أو حتى الماضي؟ و أنا مجرد نفس حين استنشقه قد لا يخرج مرة أخرى من صدري و اذا زفرته لن يعود فلأحيا أنفاسي كما ينبغي , أحياها كي تتحرر روحي , لماذا ابحث عن اسم ينادونني به و أنا أريد أن أكون مجرد لا شيء يتطاير الى السماء و يطير برفقة الحمام بحثا عن حقيقة الكون
- هل أنت مجذوب ؟
- كلا , لكني أتمنى أن أبلغ السماء

قالها و رحل و تركني في حيرة , لا أعرف اسمه و لم أحفظ ملامحه  , تركني أنظر إلى السماء  كان هناك طائرا يحلق بجناحيه في سعادة , أنا ايضا أتمنى الطيران لكن الأرض تجذبني إليها بقوة و تمنعني التحليق  

الخميس، 21 يونيو 2012

سبع رصاصات



مفعم بالحماس  متقد الذهن صافيه , مستعد لتلك اللحظة التي بها سينال أخيرا إجازته , فاليوم هو يوم التدريب لإطلاق النار كل ما عليه أن تصيب رصاصاته الاهداف دون أن تخطىء إحداها  , تم تسليمه سبع رصاصات  و وقف قائد الوحدة بجواره  , و أمره بأن يضرب حين يكون جاهزا .
أخذ وضع الاستعداد , رقد على بطنه كما يفعل كل الرماة , أخذ نفسا عميقا   و وضع كل تركيزه داخل عينيه حيث أغلق إحداها أما الأخرى فكان يمر شعاعها البصري من فتحة الناشنكاه الخلفية إلى أعلى سن نملة الدبانة  لأسفل منتصف الهدف , هكذا تعلم و هو دائما ينفذ ما يتعلم , لم يرهقه إلا العرق المتصبب الذي إن وصل لعينيه ربما صنع تشويشا  و تسبب في تداخل الصور من حوله , لذا قرر بدء الإطلاق سريعا و انطلقت رصاصاته نحو هدفها
الرصاصة الأولى اخترقت ساق رجل كان يرتكز عليها و هو يقف في طابور ليحصل على بعض الخبز لابنائه .
أما الرصاصة الثانية  فأصابت يد أم تقوم بإزالة دموع ابنتها التي فقدت دميتها
و الرصاصة الثالثة أصابت أنف شاب كانت تزكمه رائحة الجنة و هو يحمل في يده حجرا يوجهه نحو رءوس الطغاة
في حين الرصاصة الرابعة أصابت قلب فتاة عشقت حتى الثمالة من لا يستطيع أن يتحمل عبء الزواج
بينما الرصاصة الخامسة أصابت عين طفل كان يمني نفسه أن يرى بها العالم الجميل الذي قالوا له  أنه موجود و لم يره من قبل
أما الرصاصة السادسة فقتلت عقل صبية كان يرسم  أحلاما على بيت من الرمال لكن وطأته بيادات عمياء و هدمته
بقيت معه رصاصة واحدة تبحث عن هدف و العرق بدأ النزوح إلى عينيه فأطلقها لتصيب هدفا جديدا هدفا هو روحه الصافية التي تركها حين أمسك بسلاحه
و ساد الصمت برهة قبل أن يلقى الثناء من قائده الذي وقف بجواره , بينما هو بلا روح  مازال راقدا على بطنه   يجمع  فوارغ الرصاصات المتناثرة تحت حذاء قائده

الأربعاء، 20 يونيو 2012

علبة الموسيقى


كم كان يعشق تلك العلبة التي أهداها إليه أحد رفاقه يوم زفافه , تلك العلبة التي حين يقوم بفتحها كانت تعزف الموسيقى و الزوجين بداخلها يرقصان معا و يظلا ممسكين كل منهما بيد الآخر و لا يفترقان , و لسان حالهما يقول فلنمر معا إلى حياتنا الجديدة .
لم يقطع هواجسه إلا دخولها عليه حاملة فنجان قهوته  ذات الطبقة السميكة المتماسكة من البن أعلاها التي تنتهي بعد رشفتين و لا يتبقى من القهوة إلا السائل المفكك الذي لم يكن أبدا يعشقه , كان لا يحتسي من قهواه إلا أول رشفتين و يترك الباقي .
 جلست هي على مقربة منه تراقب جنونه و عينيه المتقدتين اللتين تتابعان الزوجين الراقصين داخل العلبة , لكن لم تلبث أن تتوقف الموسيقى و يتوقف الزوجان عن الرقص , و لم يتبق غيرالصمت وعينيه المتسائلتين  تبحثان عن تفسير لذلك حتى قال :
- يبدو أنها تحتاج إلى خلية وقود جديدة
أجابت هي  بينما تمسح من عينيها دمعة  راوغتها حتى سقطت :
- بل هي تحتاج إلى حياة جديدة


خارج الإطار : أشكركم اخوتي الأعزاء على شعوركم الطيب أنت حقا نعم الأخوة و يشرفني دوما أن أكون بينكم أتمنى أن تكون حالتي عابرة و تمر و أعتذر لكم جميعا عن تقصيري و عن احباطي أسعدتني تعليقاتكم جميعا رغم أنها لم تفاجني فأنتم على عهدي بكم نعم الصحبة لكنني لا استطيع أن أعدكم بتدوين يومي رغم أنني أتمنى أن يكون كذلك

عن حملة التدوين اليومي



السنة اللي فاتت قبل ما تبدأ حملة التدوين كنت عارف ايه اللي هكتبه و ايه اللي هانشره ,كنت مجهز فوق العشرين تدوينة قبل بداية الشهر 
السنة دي مش عارف ان كنت هاقدر اشارك ولا لاء؟
حاجات كتير مخلياني محبط و ماليش نفس اكتب اي حاجة  حتى عالم التدوين مبقتش متابعه  زي الاول 
حتى الرواية اللي باكتبها حاليا وصلت لنقطة فيها و وقفت عن الكتابة  
عموما انا هاحاول اشارك حتى و ان كانت مشاركة رمزية 
كل عام و انتم بخير و كل حملة تدوين و انتو طيبين