قال المدرس لتلاميذه : من يخبرني عن الفارق بين الأدب في العصر الجاهلي و الأدب في العصر الحديث
قام أحد التلاميذ فقال : أنا اخبرك يا استاذي عن الفارق بين الأدب في العصر الجاهلي و الأدب (الجاهلي ) في العصر الحديث قديما قالوا في العصر الجاهلي أن أشعر الشعراء النابغة إذا رهب , و زهير إذا رغب , و امرؤ القيس إذا ركب , و الأعشى إذا طرب
فالنابغة اشتهر بالاعتذار للنعمان بن المنذر بعد العديد من الوشايات , و زهير اشتهر بأنه يمدح من أجل العطايا فكان يبدع في ذلك و امرؤ القيس اشتهر بالفروسية و وصف الطبيعة من حوله , و الأعشى اشتهر بالغزل و الخمر
أما في العصر الجاهلي الحديث فأندادهم هم سبايدر إذا رهب , و بكري إذا رغب , شفيق إذا ركب , عكاشة إذا طرب
فحين يقول النابغة الذبياني
أتاني ابيت اللعن أنك لمتني و تلك التي أهتم منها و أنصب
فبت كأن العائدات فرشن لي هراسا به يعلى فراشي و يقشب
الى قوله :
فإنك شمس و الملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ثم قال :
أتيتك عارياً خلقاً ثيابي
على وجل تظن بي الظنون
فألفيت الأمانة لم تخنها
كذلك كان نوح لا يخون
نجد سبايدرأيضا يستخدم الاعتذار تيمة خاصة به فيقول : أنا آسف يا ريس
ثم يتمادى سبايدر ليصل في قمة ابداعه حين يقول :
و مصر لمت هدومها و مشيت
لمت هدومها على هرمها و طفشت
ثم رائعته :
يعني ايه امن مركزي
يعني في عز الشمس تلاقيني بسلاحي لابس اسود
يعني و انت نايم اكون في الشارع في ليل اسود
يعني رمية في الشارع جنب رصيف اسود (والله معرفش يعني ايه رصيف اسود )
يعني يوم ما وقعت كان يوم على مصر اسود
-----------------------------------
أما زهير فقد مدح هرم بن سنان الذي قام بالصلح بين ذبيان و عبس في حرب داحس و الغبراء و قد تحمل ديات القتلى فقد كان جوادا كريما هو و ابن عمه تحملا ثلاثة آلاف من البعير لمدة ثلاث سنين ليحقنوا دماء العرب فقال فيهما زهير
يميناً لنعم السيدان وُجدتما
على كل حالٍ من سَحِيْلٍ ومُبْرَم
(والسحيل: الخيط الذي لم يُبْرَم، والمُبْرَم ضده).
ثم قال في هرم بن سنان
قد جعل المبتغون الخير من هرمٍ ... والسائلون إلى أبوابه طرقا
من يلق يوماً على علاته هرماً ... يلق السماحة منه والندى خلقا
و أتى مصطفى بكري العصر الحديث ليقوم بمدح المشير و مجلسه العسكري الذين يقولون عن أنفسهم أنهم حموا الثورة المصرية و حقنوا دماء المصريين يقولون ذلك و يتناسون ماسبيرو و مجلس الوزراء و محمد محمود فقال فيهم بكري :
المجلس العسكري أمين على كل شيء و ليس في نيته لا سلطة و لا غيره (اه على اساس انهم بتوع ربنا من البيت للثكنات و من الثكنات للبيت)
ثم قال : الجيش لو ساب الأمور كده احنا هنقع فريسة للفوضى بلا جدال (طبعا لانهم و همه موجودين عايشين ازهى عصور النظام فلما يمشوا هنشوف الفوضى)
و لا ننسى رائعته : الحرس الجمهوري يتسلم المقر السكني لشفيق (فعلا شفيق كان عليه اربعتاشر جنيه لقائد الحرس الجمهوري و كل يوم كان بيطالبه بيه و التاني يستهبل فقرر يحجز على مقره السكني لحد ما يرجع الفلوس )
و كما كان هرم بن سنان يجزل العطاء لزهير فبالتأكيد هم يجزلون العطاء لبكري
---------------------------------------------
امرؤ القيس كان فارسا و كان اشعر العرب في الوصف
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
ثم قال :
حَلّتْ ليَ الخَمرُ وَكُنتُ أمْرَأً عَنْ شُرْبهَا في شُغُلٍ شَاغِلِ
فَاليَوْمَ أُسْقَى غَيرَ مُسْتَحْقِبٍ إثماً من الله ولا واغلِ
فأتي الشفيق - و هو أيضا مثله يركب فكما يركب امرؤ القيس خيله يركب الشفيق طيارته فيصف من اعلى طبقات الجو ما لا نراه على الأرض -ليعجز البلاغة و يصف حربا كاملة في كلمتين : أنا قتلت و اتقتلت قبل كده
و ليثبت رجولته و بطولته فقد قال تلك الجملة التي عجزت البلاغة أن تحتويها : أنا لم أتكلم فى قعدة رجالى كده أشوفها بتحصل غلط .. أقولها ... لكن لما أخش فى الدولاب لازم أبقى أااا... أو لازم أنا برده لما اقعد فى قعدة زى كده أطلع الجزء الرجولى إللى فيا بقى .. لان مفيش إتنين يختلفوا على عدم رجولة الموقف .. أما أقعد بقى فى قعدة خاصة كده .. لا أقل من ان .. لا ..حأبقى راجل فى القعدة دى
-------------------------------------------------
و الاعشى بقى حكايته حكاية بيقولوا انه كان هيدخل الاسلام قالوله ان الاسلام بيحرم الخمر , قال لا بقى انا اشرب خمر السنادي و السنة الجاية ادخل الاسلام لكنه مات قبل ما يسلم بالرغم انه كتب قصيدة مدح في الرسول عليه الصلاة و السلام
حين كان يطرب الاعشى كان يبدع و كان من رواد الغزل الصريح كما أنه أول من تغزل في هيفاء (دي هيفاء طلعت قديمة اوي ههههههه ) فكان يقول
عــهــدي بــهــا قـــد سـربـلـت * هـيـفـاء مـثـل الـمـهرة الـضّـامر
قـد نـهت الـثدي عـلى صـدرِها * فــي مـشـرقٍ ذي صـبـحٍ نـائِـر
لــو أسـنـدت مـيتاً إلـى نـحرها * عــاش ولــم يُـنـقل إلــى قـابـر
ودّعْ هــريــرة َ إنْ الــركـــبَ مـرتــحــلُ وهـــلْ تـطـيـقُ وداعـــاً أيـهــا الـرّجــلُ؟
غَــرّاءُ فَـرْعَـاءُ مَـصْـقُـولٌ عَـوَارِضُـهـا تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَـــأنّ مِشْيَـتَـهَـا مِــــنْ بَــيْــتِ جـارَتِـهَــا مـــرّ السّـحـابـة ِ، لا ريـــثٌ ولا عــجــلُ
أما العكش فحين يطرب و يديها المعلم فكان يخرج ابداعا من نوع آخر و هو رائد فن التهييس الصريح لا أحد ينسى عبقريته 13/13/2013 لما ييجي الماسون الاعظم
ثم عبقريته التي تتجلى في أن كشف الدكتور مرسي ب 300 جنيه و مش بيرضى يعالج الناس الفقيرة مع انه دكتور في الهندسة
و قوله فائق البلاغة : الداخل بين البصلة و قشرتها يصاب بالحرارة المتولدة بين البصلة و قشرتها
ثم قوله : و قد حصل الفريق شفيق على 50.4% بينما محمد مرسي على 50%
و ابداعه المتناهي في التحدي الذي صنعه مع الدكتور البرادعي في كيفية تزغيط البط و عدد الاعواد في ربطة الجرجير
و كما يلقب الاعشى ب (صناجة العرب )يلقب العكش ب(صاجات العرب)
فهتف المدرس : صمتا يا بني هل هذا هو الأدب الحديث؟
- كلا يا استاذي انه علم جديد يضعون قواعده هذه الأيام اسمه علم التهييس السياسي
و كما يقول ابو زياد في رائعته سالزيادسو
بلد مجانين صحيح