الاثنين، 27 فبراير 2012

كلمة السر : سيبيريا (الأخير)





وصلا الى منطقة جبلية وشرع منصور في اخذ بعض العينات وجد زهرة برية في المنطقة الصخرية زهرة عجيبة المنظر تجذب العيون فقطفها وقدمها لالكساندرا التي نظرت لها بلا مبالاة
قال لها: النساء في زمني تبهرهم مثل تلك الاشياء , غريب امركم ايها المستقبليات اقتربي  منها تنسمي عبيرها دعي روحك تتذوقها ستعرفين ما بداخلها , هذه الزهرة روح صافية لم تلوثها امطاركم الحامضية ولم يؤرقها جفاف علاقاتكم البشرية نمت من حيث قتلتم انتم ارواحكم
اندهشت وهي تنظر الى منصور كأنها اول مرة تعرف ماذا تعني الازهار والارواح كلمات غريبة تلقى على مسامعها بدأت تقرب الزهرة منها بقلق و خوف  لتتنسم ذلك العبير الصافي حاولت ان تنظف رئتيها من هوائها المسموم وابتسمت ابتسامة صافية
لاول مرة منذ رآها يراها مبتسمة , ربما كانت اول مرة في حياتها تبتسم .
بالرغم من جفاف حياة تشبعت به ارواحهم كانت هناك زهرة برية تقاوم , دنا منها منصور اكثر هذه المرة تركته يتنسم رائحة شعرها الحريري لم تقل له لا تدنو مني قال لها : انتِ لكِ روح طاهرة بكر لا تدعي تلك الحياة تغتالك قاومي كتلك الزهرة
زادت الحيرة بداخلها حين شعرت ببعض الراحة لما يقول ولكنها حاولت ان تخفي ذلك و ارادت ان تغير الموضوع
- لدينا عمل يجب ان ننتهي منه اولا ثم نكمل ذلك الحديث عن الارواح والازهار
انتقلا من منطقة لأخرى يجمع هو العينات الغريبة محاولا ان يقنعها انه حقا عالما جيولوجيا و هو في الحقيقة يبحث عن تلك المغارة التي اغلقها الانهيار الجليدي منذ اكثر من مائة وخمسين عاما
لذلك اخرج المفكرة واعطاها لاليكساندرا وقال لها : انني ابحث عن ذلك المكان
نظرت الى الرسم في بلاهة
- من اين حصلت عليه
- لقد اتى ابي هنا منذ زمن طويل وهو يحتفظ بشيء لي في ذلك المكان
- حسنا دعني احاول ان اتفهم اين يقع
حاولت تتبع الخريطة ولكن معالم سيبيريا الآن تختلف تماما اجزاء عديدة منها غمرتها المياه وانتهت ربما كانت الخريطة تتحدث عن جزء منها هذا ما قالته له
- هل تستطيعين ان تجزمي بذلك؟
- بالتأكيد قد غرقت فكل ما تبقى من سيبيريا ليس الكثير وانا اعرفها جيدا وذلك المكان المرسوم لم اره من قبل في حياتي
اصاب منصور الذهول لا يدري ماذا يفعل الآن .  لقد اتى لذلك الزمن كي يدمر ذلك الجهاز حتى لا يقع في ايدي الفلول حتى لا يصل المستقبل لفرعون آخر يؤله نفسه لكن اتضح له ان الزمن ما زال يعيد نفسه ويضن بالتغيير و ما زالت الفراعنة تحكم مصر وكل ما استطاع تغييره منذ قرر الذهاب للمستقبل هو انه اقنع اليكساندرا بحب الزهور اكثر
لقد غرقت المغارة وبالتأكيد غرق الجهاز معها اليس هذا ما اراده
حمل ما تبقى من افكاره واحباطه وعاد ادراجه للفندق حاول ان يقنعها ان تسهر معه تلك الليلة فهو سيعود الى زمنه غدا ولا يعرف احدا غيرها يمكنه ان يقضي معه ليلته
وافقت اليكساندرا على تلك السهرة
حدثها عن الماضي عن الشموع والازهار و الرومانسية
حكي لها عن روميو وجوليت بل تكلم عن الزوجات المصريات و بالرغم من انهن كثيرو الكلام كثيرو النكد الا ان ازواجهن يدمنون ذلك ولا يستطيعون الحياة بدونهن
كلمها عن ضحكة طفل ماذا يمكن ان تصنع لوالديه كيف تحيل عالمهما الى عالم افضل حدثها عن نظرة حزن لطفل آخر كيف تحيل حياتك لجحيم , وفي كل مرة تنظر له اليكساندرا باستغراب واندهاش هل هناك حقا عالم كهذا
حدثها عن الجوع والفقر عن الجهل والمرض وان كل تلك الاشياء لم تستطع التسلل لارواحهم فما زالوا يحيون و يلتمسوا النور والحياة حدثها وحدثها وحدثها والغريب انها كانت صامتة تبتسم فقط ابتسامة عريضة صافية لروح بريئة لم يتسلل لها ذلك العالم الظاهري الملوث فالارواح المكنونة داخل الصدور من الصعب الوصول اليها
وفي كثرة حديثه وكلامه انقضت الليلة وحان وقت مغادرة قطاره للحاضر يحمل معه خيبة امل كبيرة في مستقبل ظن انه افضل من الحاضر فاكتشف العكس
كانت اليكساندرا معه توصله الى قطاره المغادر تحمل له الكثير من الابتسامات الصافية واحضرت معها زهرة برية اخرى قدمتها له كهدية كي يذكرها
قالت له : هذه اليكساندرا حافظ عليها لتبقى معك فهي روح طاهرة بكر
ابتسم منصوراكثر وجد نفسه يعانقها وهذه المرة لم ترتعد او تبتعد حضنته اكثر وأكثر لمح في عينيها دموع عرف ان الجبال الجليدية تذوب في حرارة المشاعر وصار لديه امل وحلم اكبر ان تعود الحياة للقلوب عانقها اكثر ليستمد منها نور صاف من نبع المشاعر البكر الذي تفجر من الجليد
وتستمد هي منه حرارة تذيب اقوى الثلوج عانقها وهو مؤمن انه ما زال هناك امل طالما خلف الجليد ارواح
استقل القطار ليجد نفسه على نفس المقعد بجواره نفس الراكب ليحدثه عن صفقاته التجارية وبعض ما اشترى من ملابس غريبة واجهزة تلفزة الا ان الراكب فاجئه بسؤال عما فعل في المستقبل وان كان قد انجز ما جاء من اجله
امسك منصور الزهرة البرية وقربها من انفه وقال : نعم فعلت ربما لم استطع الوصول للمكان الذي قدمت من اجله الا انني وصلت لحلم ابعد وايمان اكبر بأن هناك ما زال امل وانه مهما كانت قوة الايحاء لن تنجح في ان تزحزح ثوابتنا
وفي لحظة جنون وهيام اخرج المفكرة والقاها بعيدا : سحقا لكل ذلك ليست الحياة الا قلوب وارواح
قام الجالس على المقعد المجاور وفي غفلة من منصور اخذ المفكرة ووضعها في جيبه قبل ان ينطلق الصوت المعدني من جديد طالبا من الركاب ان يربطوا احزمتهم  و وصل القطار الي محطته و يعود للزمن الحالي
هبط منصور يملؤه الهيام والحنين للفتاة المستقبلية التي اخذت قلبه معها بينما كان الراكب الاخر يملؤه الفرح فقد حصل على ما يريد و هو المفكرة
ذهب الراكب لرئيسه ليضعا الخطة بعد ان عرفا مكان الجهاز وبالخرائط ومعلوماتهما المستقبلية عن سيبيريا ومتى يغرق ذلك المكان استطاعا تحديد الفترة الزمنية التي يذوب فيها الجليد عن تلك المنطقة وبعد ستة اشهر انتقلا بالزمن لعام 2070 انطلقا الى سيبيريا حيث ما زالت الثلوج تزين جبالها و لكنها ثلوج في طريقها الى الذوبان , لم تكن سيبيريا في ذلك العام جنة الله في ارضه لم يكن هناك سياحة بل لم تصبح سيبيريا جمهورية, لذلك عانوا حتى وصلوا الي المغارة وعانوا في ازاحة بقايا الجليد . و هم لا يعلمون ان كانوا سيجدون الجهاز ام لا و هل الجهاز صالح للعمل ام لا  الا ان طموحاتهم وطمعهم كبير. واخيرا وجدا الجهاز  وعادا به الى الماضي بعد معاناة
قال الرجل لرئيسه : سيدي  ان هذا الجهاز كما هو مكتوب في المفكرة تأثيره محدود كيف نرسل به تلك الاشارات التي تجتاح الملايين
-        يا عزيزي  الفوضى كالطاعون يكفي مريض واحد فقط كي يجعلها تجتاح عالما كاملا لو ان هناك سيارة واحدة تسير عكس الاتجاه  وامامها طابور من السيارات فتخيل حجم المصاب , ثم يا عزيزي يمكننا ان نشتري بعض العلماء مع تكنولوجيا تطورت خمسين عاما منذ اختراع ذلك الجهاز يجعل من تأثيره المحدود تأثيرا أقوى .
-        حسنا يا سيدي , لكن ما الفارق بين الثورة  التي حدثت في مصر و بين ما يصنعه الجهاز ؟
-        الثورة في مصر كانت نتيجة تراكم أعوام طويلة من الفساد و الظلم و الاستعباد , أما الجهاز فهو لن يحتاج لكل تلك الفترة فقط كن مغتاظا من أي شيء حينها سيقوم الجهاز بعمله فيحول غيظك بركانا , بفرض أن زوجتك لم تصنع لك اليوم الطعام و اغتظت من ذلك حينها سينفجر البركان بداخلك و لن يتوقف في حدود زوجتك بل ستخرج حممه لتؤذي كل جيرانك و سكان مدينتك و مع الانفلات الأمني تصبح كارثة بحق , تخيل كم منا يختلف في الرأي مع أصدقائه فكم من هذه الاختلافات يمكننا ان نستثمرها بذلك الجهاز تخيل أنك تقتل صديقك لأنه يصر أن أحمد حلمي أفضل من احمد مكي بينما انت ترى العكس, جهازنا يا صديقي يحول الديمقراطية إلى فوضى  
-        كيف سنتحكم في كل تلك الفوضى إذا ؟
-        احد العلماء الذين ينتمون إلينا أخبرني أنه إن كانت تلك التكنولوجيا موجودة بالفعل  فيمكن إثارة ما بداخلك من براكين بالتالي يمكننا التحكم في هذه الموجات بطريقة تعيد إلينا السيطرة على ردود الأفعال  و حين تعرف مسبقا رد فعل من أمامك فأنت تفهم جيدا فيما يفكر و كيف تحول ذلك لمصلحتك فحين تسود الفوضى سيناديك الجميع لتنقذهم من ذلك الجحيم لأنك الوحيد المحصن و الوحيد الذي ما زال يتحكم بعقله حينها سيقبلون يديك كي تحكمهم
و ضحك ضحكة شيطانية و هو يراقب نظرات التقدير والإجلال من مساعده
لكن ما لم يدر ببالهما ان هذا الجهاز هو بذرة تكنولوجيا جديدة تغزو المستقبل تكنولوجيا تدعى تكنولوجيا الايحاء – فعندما تستطيع استثارته و تتحكم بردود أفعاله من السهل أن توحي له بأي شيء يطلبه -  تكنولوجيا تقتل المشاعر تدريجيا فحين تريد شيئا ما فتشعر أنه يغمرك  , ذلك يقتل بداخلك الإحساس به فكيف تفرح  طوال الوقت , فرحك طوال الوقت مستحيل , الفرح لا يأتي إلا إذا تذوقت الحزن ,و لأن القلب يميته كثرة الفرح  , صارت وجوه المستقبليين باردة بلا ملامح مات القلب و مات بداخلهم الشعور و أصبحوا كائنات جليدية تحت شمس مشرقة حارقة تحرق الارواح ولا تستطيع إذابة الجليد
******************************
كل ذلك حدث بينما منصور جالسا مع زهرته البرية كل ليلة يناجيها ويبثها همومه وحزنه ويحلم بالعودة مرة اخرى إليها ... إلى زهرته البرية القطبية ... لسيبيريا
لذلك قرر منصور السفر كل ستة أشهروهي الفترة التي يتحملها جسده في كل محاولة انتقال زمني للمستقبل ليرى اليكساندرا كان يضبط زمن سفره كل مرة على ثاني يوم يتركها فيه
كل مرة يزورها يأتي لها ببعض الكتب والروايات يقنعها ان هناك عالم ليس جليديا  . كان يخبرها ان حرارة الأجساد هي حرارة ارواحهم وجسد بلا روح هو جبل جليدي صلد
في كل مرة هو كان يكبر ستة اشهر بينما هي لا يمر عليها الا يوم واحد لكنها لا تراه يشيخ ابدا فقلبه ينبض بالحياة بينما قلوب المستقبليين تنبض بلا صوت , أيام وأيام متتابعة يزورها يعادل عددها ضعف ما تبقى له من سنين في الحياة يبثها شوقه وكيف تمر عليه ستة أشهر بدونها حتى اتى يوم لم يأتها فيه علمت ان سنين حياته قد انتهت فرأت كأن الدنيا سوداء وان الاحلام تضيع هباء وأن الامل سراب الا انها تذكرت جملة قالها  : القدر غير قابل للتغيير ولكن قلوب البشر قادرة ان تتغير قادرة ان تنبض ان تنقل الحياة الى الأوصال
لذلك شعرت ان عليها مسئولية ضخمة تجاه زمنها شعرت انها يجب ان تنقل كل ما تعلمته منه لابناء جيلها حتى يتذوقوا طعم الحلم والسعادة والأمل
لذلك بدأت في تدشين جمعية تحدثهم فيها عن روعة الاستلقاء بلا ايحاء وان تستمتع بانك راقد , وعن روعة الحلم بلا ايحاء وان تستمتع بانك نائم , كانت تحدثهم عن شكسبير و اوسكار وايلد وتشارلز ديكنز و كويلهو و نجيب محفوظ واباطرة الأدب حكت لهم عن صلاح الدين و اسكندر وريتشارد و غيرهم من اباطرة التاريخ التي لم يسمعوا عنهم قط فلم يكن أحد في المستقبل يهتم بالقراءة عن الماضي , قصت عليهم أقوال ارسطو و ابن خلدون و نيتشة  كانت تحدثهم عن مشاعر دفنت تحت جبال الجليد يجب ايقاظها, يجب ان تنفجر براكين الاحساس من جديد كي يتنسموا رحيق الحياة الحقيقية وكي تذوب الثلوج الحقيقية التي هي بحق  اكثر برودة من جليد سيبيريا



خارج الإطار : تراها تستطيع أن تقود ثورة أخرى لإحياء المشاعر أم أن أعداء ثورتها – فلكل ثورة أعداء حتى لو كانت ثورة إحساس - سيستطيعون قمعها او على الأقل تسيسها لمصلحتهم الخاصة ؟
سؤال يطرح نفسه دوما عند بداية كل ثورة و لا أحد يعرف له إجابة  ربما كانت الإجابة هناك قابعة أسفل جبال سيبيريا حيث جثث العديد و العديد من الذين قهرهم العذاب الروسي حتى من نجا منهم قتلتهم الثلوج
 بين القهر و الثلوج  ولدت سيبيريا الحرة , ومن أجل الأمل و الحب ولدت ثورة الاحساس
حتى نفهم أكثر نحتاج إلى معرفة كلمة السر التي تستطيع أن تفتح عقولنا للتعالي عن الصغائر التي تصنع من الغيظ حماقة
كلمة السر  التي تطلق المشاعر من قيودها و نتحرر من وثاق الغضب الأحمق  حينها ربما نعرف   .... سر سيبيريا



تمت



مصطفى  سيف الدين
13/10/2011

الأحد، 26 فبراير 2012

كلمة السر : سيبيريا (2)





كل هذه الافكار والذكريات كانت تدور في مخيلة منصور وهو  يداعب المفكرة قبل ان تصل به ذكرياته ليوم مقرب الى نفسه هو يوم الخامس والعشرين من يناير عام 2011 ,حيث  ذهب منصور لميدان التحرير ليكون احد ابطال الثورة ظلت ذاكرته عطرة بما رأى هناك ,رأى الناس على اختلاف مذاهبهم باقون و متفقون على مطلب واحد (الشعب يريد اسقاط النظام ) ورأى الملايين الغاضبين يملؤهم امل في غد . امل ممزوج بالارادة الصلبة القوية ارادة تتحدى المولوتوف وقنابل الغاز بل تتحدى الرصاص والجمال والخيول
ثمانية عشر يوما من المجد قضاها منصور في الميدان ويذكر ذلك اليوم الذي كلما تذكره يصف نفسه بالغباء حين همس لاحدهم بقصة ابيه وانه لو ادار ذلك الجهاز لما استطاع ان يستثير حنق الشعب المصري كما اثارها ذلك النظام
كان الرجل الذي بجواره احد المندسين بين صفوف الثوار واحد من عيون النظام البائد ,لم يكن ليعلم منصور ذلك حتى رآه بعد انتهاء الثمانية عشر يوما وهو يشيع بين الصفوف في احدى المظاهرات التحريرية الرعب وتثبيط الهمم حينها فهم من ذلك من يكون الذي وثق به
يذكر منصور كيف كان يظن ان هناك من يراقبه او يتابعه كم من سرقة وتعدي اجتاحت منزله ولكنه يحفظ المفكرة في مكان امين
ما الذي يطاردك يا منصور ولماذا؟
ربما يريدون استعمال ذلك الجهاز ليشيعوا الفوضى والحنق في مصر حتى تسود حالة الغوغائية و الانفلات الأمني فلا يستقيم الوضع ابدا و لا تستقر البلاد , ربما ,انه سيناريو مدروس
سنين مضت في ذلك الرعب بينما ما زالت مصر تعاني جمعة وراء جمعة مطلب يتحقق وآخر يغضون الطرف عنه وما زال الفلول يرتعون في البلد وما زالت حالة من عدم الاستقرار تسقم البلاد
أعوام مضت بين ذلك وتلك حتى وصل منصور لفكرة السفر للمستقبل في ذلك القطار الغريب , بالرغم انها فكرة ليست مستساغة او معلن عنها اعلانا كاملا الا انه استطاع ان يتدبر حال تلك التذكرة ليعبر للمستقبل ليحصل على ذلك الجهاز قبل ان تصل له ايدي الفلول
فالسفر في زمنه الحاضر لسيبيريا للبحث عن المغارة المنغلقة بانهيار جليدي ودرجة الحرارة التي تصل لتحت الصفر باربعين درجة يعد شيئا مستحيلا لا يستطيع البحث الآن ولن يمنحه الروس حق البحث اما في المستقبل قد يكون الوضع اسهل في ظل ان سيبيريا جنة الله في ارضه
لذلك قرر الرحيل لارض الاحلام سيبيريا
قطع حبل تواصل افكاره صوت معدني يطلب منه ان يربط الحزام قبل ان يصدر القطار دويا ثم ارتجاجة قوية وتسود الظلمة ثم في لحظة يعود الضوء
*****************************
اهلا ومرحبا بكم في المستقبل
ارض الجمال و الخضرة جمهورية سيبيريا الحرة ترحب بكم
***************************
حقا؟ اصبحت سيبيريا جمهورية وحدها , انفصلت عن روسيا؟ ربما , اما ان اقدامه تطأ تراب المستقبل فهذا احساس وشعور غريب جدا  فهو ذلك الاحساس الذي يمتزج فيه التوتر بالفرح
تسوقه اقدامه في شوارع سيبيريا , الجو صحو حقا ربما متشبع ببعض البرودة لكنها سيبيريا التي لا يوجد جليد في شوارعها بالرغم انه الشتاء, اما الشوارع فهي غريبة ارض الشارع تكاد تلمع كأنها مصنوعة من الصلب لكنه ليس ساخنا بالرغم من اشعة الشمس والسيارات لا تسير على الارض بل ترتفع على الهواء فهي لا تحتك بالارض فلا تصدر من احتكاكها حرارة كما انها تعمل بالطاقة الشمسية ففي المستقبل ومع حرارة الشمس كل شيء يعمل بالطاقة الشمسية اما عن المارة فملابسهم غريبة جدا الجميع يرتدون ملابس فضفاضة اشبه بالجلابيات لأن الحرارة الشديدة تمنعهم من ارتداء البزات و ربطات العنق
لم يجد صعوبة وهو يسألهم عن السفارة المصرية وان يجيبوه ويتفهموا ما يقصد
ذهب للسفارة المصرية كانت نواياه ان يخبرهم عن كل شيء وان يسالهم المساعدة فيما يبحث
ذهب لمكتب الموظف المسئول عن مساعدته لكن لم يلبث ان يثير غيظه شيء ما  , صورة معلقة على الحائط خلف الموظف لرجل مهيب يرتدي ثيابا عسكرية اثارت في نفس منصور بعض الغيظ هل عادت تلك الصور مرة اخرى لتزين المكاتب او لتشوهها؟
- من هذا الرجل؟ (هكذا وجه سؤاله للموظف)
- هذا؟ هكذا (هذا) احتقارية؟
وقف الموظف و نظر للصورة بإجلال  : إنه رئيس مصر المبجل و لا يقال عنه (هذا) تلك أبدا
صدمته الاجابة ,  مائة عام مرت و لم يحدث شيء ربما عدنا لما سبق صور خلف المكاتب وتعظيم وتأليه اما لمصر ان ترتاح وان يحكمها حاكم عادل , لذا لم يجرؤ منصور السؤال عن سر ثياب الرئيس العسكرية لكنه في ذات الوقت قرر ألا يحدث الموظف عن سبب قدومه لذا قال
- كيف حال مصر الآن ؟
- انها في خير حال فهي ام الدنيا بلاد الاهرامات ربما اصاب النيل بعض الجفاف لكنه ما زال يجري بصورة اقل من زمنكم لكنه ما زال موجودا و سيظل خالدا , والشعب الطيب على ضفتيه باقي , هكذا هي مصر دوما منذ ابد الابدين وهكذا ستظل . اعجب لامركم ايها القادمون من الماضي كيف تذهبون للسياحة في سيبيريا وتتركوا مصر
- وكيف هي الحرارة في مصر؟
- نعم انها مرتفعة حقا انه الاحتباس الحراري الذي اجتاح العالم وليس مصر فقط ولكن ما زالت مصر هي ام الدنيا هي البلد الخالد
- ان شاء الله المرة القادمة ساذهب الى مصر للسياحة ولكنني اود أن تساعدني في شيء ما انا عالم جيولوجي لم اقدم لسيبيريا للسياحة ولكن كما تعلم ان سيبيريا في عصري كانت كتلة جليدية من الصعب دراسة صخورها وجبالها واحجارها لذلك قدمت اليوم لدراسة تلك الصخور بعد ان انكشف عنها الجليد فهل تعينني وترسل معي من يعرف مسالك وتضاريس سيبيريا يساعدني في بحثي
- عندي طلبك في الصباح ستجد سيبيرية حسناء اسمها الكساندرا زفاروف ستصحبك كدليل في رحلتك حتى تتم بحثك وتعود لزمنك
- اشكرك حقا ان السفارات المصرية تغيرت للاحسن في عهدكم حتى انكم صرتم تهتمون لامر مواطنيكم
قالها منصور وهو ينظر لتلك الصورة القابعة خلف مكتب الموظف بغيظ ورحل في اتجاه الفندق
استوقف سيارة اجرة من تلك التي لا تسير على الارض بل على وسائد هوائية كي يقله الى الفندق
كان الفندق باهر المنظر مهيب ذكره بقصور العصور الوسطى التي كان يراها في الافلام حتى انه ظن انه عاد للماضي ولم يذهب للمستقبل تلك الملابس العجيبة وذلك الديكور الاسطوري يوحيان اليك بذلك
حين ولج لغرفته اضيئت الانوار تلقائيا ليرى عجب العجاب الحجرة تكاد تكون خالية من اي شيء كلما اراد شيئا فقط حدث نفسه به فيجده , ان اراد الجلوس فقط يحاول الجلوس فيجلس كأن هناك شيء ما يسيطر على عقله ويوهمه بذلك حتى التلفاز فقط يدور في خياله انه يريد ان يشاهد التلفاز حتى تظهرالصورة ثلاثية الابعاد كأن شيء ما يحيا معه في الغرفة لا بد ان هناك تكنولوجيا ما تعتمد على الايحاء تذكر ما قاله له الراكب الآخر الذي كان معه بالقطار بان هناك العديد من الاختراعات لا يستطيع ان يبيعها في زمننا لأن زمننا لم يصل بعد لتكنولوجيا الايحاء فما كان الا ان يأتي الا ببعض الاجهزة التي تعتمد على الطاقة الشمسية
كان منصور متعبا حقا من اجهاد يوم طويل لذلك نام وما استيقظ الا على صوت يصيح بعقله دون ان يعرف مصدره ان الآنسة اليكساندرا زفاروف تنتظره في بهو الفندق
ارتدي ملابسه الغريبة بالنسبة لهم و نزل سريعا فوجدها في زيها الغريب وتلك الموضة العجيبة التي تتبعها السيدات في ذلك الزمن من الوان لو ارتدوها في زمننا لاقاموا عليهم الحد بسبب عدم الذوق  , الوان مبهرجة فاقعة ممزوجة في شكل فستان لكن الجسد الذي يملأ الفستان كان رائعا بحق كانت الكساندرا في منتهى الجمال لكن وجهها تلمس فيه برودة سيبيريا وجه خال من التعبيرات
مد منصور يديه ليقدم لها نفسه قائلا منصور من الماضي وعالم جيولوجي
لم تمد يدها لتصافحه بل نظرت اليه قائلة : في زمننا لا احد يصافح احد فقط نتكلم دون ملامسة انا الكساندرا دليلك الى مجاهل سيبيريا
- حسنا فلتأخذيني الى رحلة لنتقصى بها جبال سيبيريا للحصول على بعض العينات التي قد تفيدنا في بحثنا
استقلا سيارتها الحمراء وانطلقا يسابقان الريح اراد ان يبادلها حديثا يفتح به حوارا
- اليكساندرا اسم رائع يذكرني بمدينة تحمل لي الكثير من الذكريات
-آه اسكندرية المصرية لقد غرقت منذ فترة قريبة كالعديد من المناطق الاخرى
- الاسكندرية غرقت؟ انا اعلم مدى نضال هذه المدينة ولا اظنها تغرق بسهولة
- لا شيء فوق الطبيعة
- كيف هي الحياة في عصركم
- الحياة عندنا كما هي الحياة لديكم الا انها اكثر عملية عندنا نهتم بالعمل اكثر وننغمس فيه حتى يغرقنا داخله فننسى كل شيء
- عمل فقط؟ ليس هناك مشاعر او خصال ليست هناك روح تحرك الحياة؟
-ليس هناك وقت لذلك , الحياة سريعة كتلك السيارة تنقلك من حال الى حال
- ولماذا تعملون ان لم ينعكس ناتج العمل على ان يحقق لكم السعادة
- ربما مفهوم السعادة عندنا تغير عنكم فالسعادة لدينا هي ان تنجح في عملك وتصل لاكبر المناصب
- والاسرة والزواج والحب ؟
- الزواج هو شيء روتيني   ربما للتهرب من ضغوط العمل  اما الانجاب فهناك سيدات مخصوصات عملهن فقط هو الانجاب يتم عمل التلقيح انبوبيا ثم وضعه في اجساد هؤلاء السيدات حتي يكتمل النمو بداخلهن
- يا للهول ومن ذا الذي يريد الانجاب في اسرة مفككة مثل تلك
- انه القانون الذي يجبر الجميع على انجاب طفلين حتى وان لم يكن يريد تربيتهما فعليهما انجابهما وتسليمهما للحكومة
- انتم تعيشون في جحيم حمدا لله انني لست منكم
- ربما نحن من نظن انكم تحيون الجحيم
- الآن عرفت لماذا غرقت الاسكندرية هي لم تتحمل جفاف تلك الحياة فالاسكندرية مزيج من الاحساس الدافىء يقتلها الجفاف , ربما اختفت الجبال الجليدية من اراضيكم لكنها نمت وكبرت وترعرعت داخل صدوركم

يتبع 
غدا الجزء الثالث و الأخير

السبت، 25 فبراير 2012

كلمة السر : سيبيريا (1)

طيب علشان مطولش عليكم  القصة دي انا كتبتها يوم 13 اكتوبر 2011 
يعني قبل احداث محمد محمود و احداث مجلس الوزرا و احداث وزارة الداخلية و احداث بورسعيد 
يعني القصة مالهاش اي خلفية من الاحداث دي 
سبب عدم نشرها  الفترة اللي فاتت الصراحة علشان اشتركت بيها في مسابقة و طبعا مكسبتش و الحمد لله انها مكسبتش علشان محسش ان في غيري في مصر سوداويين و يائسين فعلا كنت هازعل لو كسبت 
هانشر القصة على أجزاء 
و بسم الله الرحمن الرحيم  هابدأ الجزء الأول  
كلمة السر : سيبيريا 




- تذكرة لسيبيريا 2115 لو سمحت
قالها وهو يفكر في السفر عبر الزمن هذه اول رحلة زمنية له. انها مغامرة بحق كان يحلم دائما بالعودة الى الماضي لكنهم لم يبتكروا كيفية العودة للماضي حتى الآن , لا يجوز الا السفر للمستقبل ولزمن لست انت فيه على قيد الحياة , ما زالت التجربة في بدايتها , ولا يأتي من المستقبل الا هؤلاء العابرين اليه من زمننا انها قوانين وليست قوانين فقط ولكن طبيعة الجسم البشري لا يستطيع السفر للماضي بتلك الكيفية كما انه لا يجوز وان يجتمع نفس الجسد في زمن واحد لذا يجب ان يذهب لزمن يكون فيه قد مات , من هذا المنطلق اختار ان يرى الحياة بعد مائة عام لأنه يراها فترة مناسبة أكثر للتغيير , قاطعه من هذه الافكار يد الموظف وهي تمتد اليه بالتذكرة .
اموال طائلة دفعها من أجل تلك التذكرة ولكنها تستحق وتستحق أكثر ربما يسأل احدكم لماذا سيبيريا ذلك البلد البارد رمز الذل والقيود والاستعباد في العهد السوفيتي - بلا قلب كثلوجها القاسية - ستأتيكم الاجابة سريعا, بعد مائة عام من الاحتباس الحراري ومن ارتفاع الحرارة اصبحت الحياة لا تطاق في شتى بقاع العالم لتصبح سيبيريا البيضاء كالثلج مزارا سياحيا لشتى سكان الارض لأنها صارت تكتسي بالاخضر هكذا يقول كل من اتى من المستقبل بعد ان عبر اليه ,ربما هي خسرت كثيرا من ارضها التي غرقت حين تحولت بعض جبالها الجليدية الى ماء , لكن ما تبقى منها اصبح درة الارض
هذه الافكار كانت تلاحقه وهو يستقل قطار المستقبل الذي لا يسع الا لخمسين راكب في رحلة لا تتكرر الا مرة كل ستة اشهر لأن جسدك لا يتحمل السفر اكثر من ذلك ولا تستطيع البقاء في المستقبل اكثر من يومين.
جلس (منصور) هادئا في كرسيه بجوار احدهم الذي ظل يتكلم كثيرا عن صفقاته المستقبلية كان يتحدث عن اجهزة  تعمل بالطاقة الشمسية التي يأتي بها من المستقبل ليبيعها بمبالغ وفيرة في زمننا كان يتحدث عن العديد من الاشياء المستقبلية التي لا تصلح في الحاضر كان لا يصمت ابدا بينما منصور كان يريد بعض الهدوء
نعم فمنصور لم يحظ بلحظات راحة منذ قرر القيام بتلك الرحلة فكل افكاره منصبة في خطواته القادمة عندما تطأ قدماه سيبيريا المستقبلية و ظل يراجع ما حدث و ما قرأه في مفكرة ابيه, و هو ما جعله يقرر القيام بتلك الرحلة  فأبوه مهندس الاتصالات الذي كان يدرس في الاتحاد السوفيتي ضمن العديد من الطلاب الذين درسوا هناك في الستينات
 ***********************
موسكو 1969
كان عزيز يبتسم وهو يحرك ذراعيه في مناقشته لرسالة الدكتوراة عن الترددات فوق الصوتية ومدى الاستفادة منها كان كل الجالسين في القاعة يستمعون بتأمل وامعان لذلك الموضوع الغريب الا رجلين جالسين في آخر القاعة كان احدهما يهمس للآخر
- لا أعلم مدى سر اصرار القيادة على هذا المصري وكيف يثقون به
- ربما هو الأفضل في ذلك المجال
- أضن السوفيت ان يأتوا بمثله؟
- ما علينا الا تنفيذ الأوامر فقط يا رفيق
بعد ان انتهى المهندس عزيز من مناقشة رسالته ونال تصفيقا حادا في جنبات القاعة تقدم نحوه الرجلان وهمسا اليه بصوت خافت ليذهب معهما عزيز باستسلام في دهشة من عيون الحاضرين
بعد ايام كان هناك خبرا متواريا عن الانظار لا يتوقف عنده الكثيرون في احدى الصحف ان هناك طالبا مصريا اختفى في موسكو بعد ان حصل على درجة الماجيستير و كانت هناك رواية تقول انه ذهب مع احد اصدقائه في جولة سياحية لجبال روسيا وربما افترسه دبا قطبيا
************************
سيبيريا 1972
في احدى المعامل تحت الأرض كان هناك مشروعا يقوم على يد وساق وكانت انامل المهندس عزيز تداعب ذلك الجهازالذي لا يتعدى وزنه عشرة كيلوجرامات , قبل ان يوجه حديثه للعالم الواقف بجواره : اعتقد ان الجهاز الآن مستعد للعمل فلنقم بالتجربة
ابتسم العالم وقال لعزيز : احسنت يا صديقي المصري ربما سيحفر اسمك في تاريخ البشرية في يوم ما
- والله لا أخشى الا من ذلك أخاف ان يكتب اسمي بجوار هتلر و موسوليني وكل من سعوا الى دمار البشرية
- انك عالم وهم طغاة ثم انك كل ما فعلته هو تطوير ذلك الجهاز ليحدث تلك الذبذبات التي تخترق المخ البشري وتبث فيه الضيق والفزع فتستثيره للغضب فما الدمار في ذلك ؟
- كأنك تحدث طفلا لا يعي ما يمكن ان يفعل انسان حانق ثائر دعك من ذلك الحوار ولنكمل عملنا ونبدأ تجربتنا كي ننتهي من ذلك الكابوس
دلفا لغرفة في آخرها لوح زجاجي سميك يطل على حجرة اكبر كان فيها بعض الناس الشبيهة بالرجال فمنظرهم لا يرقى ان يسموا بذلك انهم هؤلاء المغلوبين على امرهم المعتقلين داخل ارض الرعب والاستبداد الملقبة بسيبيريا
عيونهم تعكس مدى الرعب والتعذيب الذي عانوا منه كثيرا على ايدي الكى جي بي والحكومة السوفيتية
نظر عزيز للعالم الذي بجواره : هل تظن ان كل ما عانى من ذلك التعذيب ما زالت بداخله جذوة تشتعل منها ثورة الغضب؟
- ذلك هو التحدي يا صديقي المصري
ادار المهندس عزيز الجهاز وانتظر والدقائق تمر طويلا ولم يحدث اي انطباع على وجوه البؤساء وخيبة الامل على وجه العالم الا ان قام احد الرجال وذهب لرجل آخر وهتف به
- بالامس في مطعم السجناء ونحن نأكل تلك البازلاء التافهة كنت تنظر نحوي نظرة لم تعجبني انا اكره من ينظر لي مباشرة هكذا
- أنظر اليك هكذا لأنك لا تعجبني انت حثالة
تشابكت الأيدي وبدأ الشجار بينما الآخرين بدأوا يصرخون في بعضهم البعض وكل منهم يميل لكفة أحد المساجين بدأ الشجار يزداد والصراخ يعلو
ابتسامات الفرح تعلو وجه العالم وهو يهنىء عزيز على نجاح التجربة و قبل ان يطفىء عزيز الجهاز
دفع أحد المساجين الآخر نحو الزجاج السميك الذي بدأ يتشقق ويسقط ليدخل المساجين غرفة العالم والمهندس عزيز في تلك اللحظة أغلق عزيز الجهاز وحمله بعيدا وهو يجري خوفا عليه من هؤلاء المساجين فحتى لو كان الجهاز له خطورة كبيرة فهو ابتكاره وابنه الذي اضاع فيه ثلاثة اعوام من عمره انتهز عزيز اندفاع افراد الامن نحو الغرفة لمواجهة المساجين ليعدو خارجها بينما العالم الآخر سقط فريسة في يد السجناء الغاضبين
لقد حول الغضب السجناء الى وحوش لا يرحمون لذلك قتلوا العالم بلا رحمة ولم يهتموا برصاصات افراد الأمن وانتشرت الفوضى في ارجاء المعمل الذي كانت به محولات كهربائية فائقة القوة لتوليد الطاقة اللازمة للجهاز هذه المحولات التي لم تلبث ان انفجرت في دوي شديد ليتساقط المعمل على كل من بداخله بينما المهندس عزيز حاملا جهازه ويعدو خارج المعمل المتهاوي حتى يصل اخيرا لخارجه اخيرا يرى النور بعد ثلاث سنوات من الظلام
الجو قارص البرودة خارج المعمل انها سيبيريا حيث لا رحمة
حمل جهازه وعدا بعيدا ليبحث عن مكان دافىء حتى وجد مغارة داخل احد الجبال المجاورة دخل تلك المغارة ووضع جهازه لكن انفجار المعمل أثر على ذلك الجبل ليحدث انهيارا جليديا قويا وكرات ثلجية ضخمة تتساقط لتغلق باب المغارة لكن المهندس عزيز كان اسرع في الهروب من المغارة تاركا خلفه الجهاز فيها , ثم لم يلبث ان يسقط فاقدا للوعي
***********************
مستشفى بموسكو 1972
فتح عزيز عينيه ليجد نفسه ملقى على السرير يحاول ان يلم شتات نفسه قبل ان يعود اليه رشده ويتذكر كل ما حدث الى ان وصل عقله به الى فكرة قد تعيده الى وطنه بعد سنوات العذاب قرر عزيز ان يدعي فقدان الذاكرة فالروس لن يتركوه يعود بأي حال في ظل كل ما يعرف
ما لبث ان تصاعدت تلك الفكرة الى عقله حتى وجد بالغرفة رجالا عديدين اغلبهم من باردي الملامح
قال احدهم : مرحبا بعودتك ايها المهندس عزيز
- عزيز ومهندس؟ انت تحدثني؟
لاحظ عزيز نظرات التوتر بين الرجال الواقفين قبل ان يقول الطبيب شيء منطقي ان يحدث له فقدان للذاكرة بعد كل ما حدث له لا تنسوا انه الناجي الوحيد من تلك الانهيارات
غمغم احدهم : نعم هو الناجي الوحيد وهو الوحيد من يعلم سبب حدوثها
- هل ستعود اليه ذاكرته قريبا ايها الطبيب
تعالت علامات الجهل على وجه الطبيب قبل ان يقول : ربما .. اعتقد لو كانت ستعود فهي ستعود له خلال عام
عامان كاملان والكي جي بي يحاولون اقناع عزيز ان ذاكرته حاضرة عامان كاملان يتحفظان عليه يأتون له باساتذته واصدقائه وجيرانه في موسكو لعله يتذكرهم دون جدوى
حاولوا طرقا اخرى منها التعذيب ايضا دون جدوى كان لعزيز ارادة قوية وكان ممثلا بارعا
فما كان من السوفيت الا تركه يذهب فهو بلا قيمة بدون ذاكرة ولعله ان عاد لوطنه عادت له ذاكرته لذلك تركوه يرحل الى القاهرة بينما هم يراقبونه داخل مصر
***********************
القاهرة 1974
أجواء الانتصار تعم البلاد أخيرا عادت سيناء اخيرا عاد قلب مصر النابض وعادت الكرامة ليرفع المصريون رأسهم عاليا بعد اعوام طويلة من النكسة
وأخيرا عاد عزيز
كانت العودة بالنسبة لأسرة عزيز كالعائد من الموت نعم بعد ان افترسه دبا قطبيا عاد للحياة هكذا يظنون لذلك كانت فرحتهم به اكبر من  فزعهم لفقدانه الذاكرة
وكانت اسرته اسرة ثرية فما كان من عزيز ذلك المهندس العبقري الا ان يصبح راعيا لاراضي وشركات والده
ويحيا عزيز خائفا وجلا طوال حياته من ان يتلفت ليجد عميلا للكي جي بي يراقبه
تزوج عزيز بعد عودته بقليل لينجب بعد فترة ابنه الوحيد منصور
وتمر الايام والسنين ليتساقط الكيان السوفيتي ويتساقط بعده بسنوات قليلة جسد عزيز مريضا فينادي على ابنه منصور الذي كان في ريعان شبابه لم يتم عامه العشرين ليضع بين يديه المفكرة التي ذكر فيها كل شيء عن رحلته للاتحاد السوفيتي ذكر كل شيء تفصيليا امام ذهول ابنه الذي كان يظن ان ذاكرة والده ولدت بعد عودته من موسكو


(يتبع )

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

المعونة المصرية كما يجب ان تكون



في الوقت اللي بتتعالى فيه الأصوات علشان جمع اموال و الناس بتتبرع بمرتباتها علشان مبادرة المعونة المصرية اللي يا عالم فلوسها هتروح فين و في جيب مين
ما هو طالما لسه اذناب النظام البائد موجودة في الحكومة و براها و المجلس العسكري كمان موجود
طيب ايه اللي يخليني كشعب ادفع فلوسي اللي يدوبك مش مكفياني للناس دي
في حين في مصايب و كوارث تاني أولى
آه كوارث أولى
أولى من أمريكا
تتحرق أمريكا ده في مصيبة
صدق أو لا تصدق هناك قرية على أرض مصر أهلها ميعرفوش اسم نبي الاسلام
هناك قرية في مصر مسلمينها ميعرفوش يقروا الفاتحة
هناك قرية في مصر بيوتها من غير سقف
هناك قرية في مصر بيوتها من غير ميه
هناك قرية في مصر لا آسف هناك قرى و قرى في مصر مشتركة في أنهم لو لعنونا كل يوم بعدد ساعات النهار و دقايقه هيبقى معاهم حق
تعجبت من صمت المسئولين تعجبت من رئيس الوزراء الذي انتظر حتى عرض البرنامج تلك الكارثة حتي يتحرك لكنني لم أتعجب كثيرا فهذه للأسف هي مصر

حملة الستر
بالرغم من اختلافي مع عمرو اديب و ان الراجل ده متلون بس لما يكون في حد عايز يعمل حاجة صح مينفعش نختلف معاه لما يعمل مبادرة زي دي كلنا لازم نقف معاه و الحمد لله مش هو اللي بيلم الفلوس ده بنك الطعام هو المسئول
و لما يكون الاخوة السلفيين اللي في الفيديو بارك الله فيهم و جعل كل خطوة يخطونها في سبيل الخير في ميزان حسناتهم  بيعملوا الخير لازم نقف معاهم و نغبطهم على الفضل ده و كمان نساعدهم
الناس ادت السلفيين اصواتها علشان اللي بيحصل في الفيديو ده  (و معاهم حق) بفلوسهم بفلوس السعودية بفلوس قطر مش مهم المهم ان في كوارث و مفيش ايد بتتمد غير ايديهم  
لحد امتى الثوار  هيفضلوا في ميدانهم و الناس اللي زي دي متعرفش مين نبيها؟
لحد امتى الاشتراكيين اللي المفروض يدافعوا عن الناس دي هيفضلوا في معاركهم الخاصة و ينسوا دول ؟
لحد امتى هنهتم بالعليمي و سبه للمشير و ننسى الناس دي؟
لحد امتى هنقول هل يوافق المجلس ووافق المجلس و ناس زي دي بتموت من البرد ؟ و لو ماتت مش هتعرف تقول اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله
الفيديوهات دي وصمة عار على كل واحد فينا
جريمة حرب في حق مبارك يستحق على دي بس الاعدام


النهاردة لما اتفرجت على فيديو الشيلاتين و شفت الراجل الكبير و هو بيتكلم صدقوني حسدته
ايه كمية الرضا الغير عادية دي
بيسأله تتمنى ايه بيقوله اتعلم عنده 85 سنة و كل اللي عايزو انه يتعلم
والله العظيم اللي انقذ مصر كل الاعوام اللي فاتت من ان يسلط الله عليها غضبه هو الراجل ده و اللي زيه
الايمان اللي بيملا القلب  و يخليه ميشوفش حاجة في الحياة تثير السخط
لله درك يا عم طه
الخيمة , البرد , الماعز , الفقر, الجوع , المرض كل ده معرفش ينال من قلبه
هو ليه معندناش مسئول واحد زي عم طه
مسئول واحد غير ملوث
مسئول واحد على الفطرة؟
اللهم ولي علينا خيارنا و لا تول علينا شرارنا
آسف لصدمتكم لكن يجب ان نستيقظ ونعرف أن لنا شركاء في ذلك الوطن يستحقون أن نفكر فيهم ما دام المسئولون لا يفكرون الا بانفسهم
فلتذهب امريكا للجحيم فلتذهب النقود التي يجمعونها في مبادرات تنتهي في جيوب الحكام الى الجحيم هؤلاء هم أحق منا بالعون أن نقف ورائهم و نشد على ايديهم لأنهم هم الراضون بحكمه قلوبهم بيضاء نقية على الفطرة بينما نحن شغلتنا اموالنا و اهلونا  و ألهانا التكاثر و جمع الاموال و نسينا اننا غدا سنزور المقابر فحق علينا قسم ربنا بأننا سوف نعلم أننا أضعنا العمر في سراب والله ما خلقنا الا لعبادته ولو عبدناه حق عبادته و توكلنا عليه حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير و ما أصبحنا هكذا طامعين محبين في الدنيا قاطعين الرحم و فوق كل ذلك منافقين كاذبين مخادعين مطبلين  متملقين نخاف في الله لومة لائم
السيد محمد حسان - السيد احمد الطيب  السيد علي جمعة كل هؤلاء السادة و كل من يؤازركم في معونتكم المصرية هؤلاء أولى من أمريكا هؤلاء ستساءلون عليهم و سنسائل عليهم معكم
اتقوا الله و حولوا اموالكم و الاموال التي جمعتوها في نصرة هؤلاء و تعليمهم و تعريفهم كيفية الصلاة و تحفيظهم قراءة الفاتحة و قبل كل ذلك تعيدون لهم الشعور بآدميتهم

أخيرا للمشاركة في حملة أنقاذ القرية "حملة الستر" بنك الطعام يستقبل التبرعات العينية علي مقره "6 ميدان النافورة- المقطم" وعلي حساب موحد بجميع البنوك
1 / 888777
Swift Code : BNPAEGCXXXX

الأحد، 19 فبراير 2012

معطف من إثم





ارتدى معطفه ذو غطاء الرأس العلوي و  وضع نظارة على عينيه كي لا يعرفه أحد , أجاد فن التنكر  ثم  مضى في سبيله , وصل إلى إحدى العمارات قام بالتسلق حتى دخل شرفة إحدى الشقق و منها قام بسرقة كل ما فيها
في الصباح خلع المعطف  عقد مؤتمرا لكل شعبه  رفع يديه قائلا (انظروا يدي بيضاء , لم أسرق احدا , أنا الرجل الذي يصلح لكم ليقيم العدل و يقضي على الفساد   لن أترك سارقا إلا و قطعت يده) هلل المطبلون و صار حديث الرئيس و الكلام عن نبله اهم من اي شيء و نسوا صاحبهم المسروق
في المساء ارتدى معطفه و قام بنفس الفعل إلا أن أصحاب تلك الشقة رأوه يسرق ما فيها هموا بالصراخ فبادرهم بطلقات متتابعة في صدورهم أرداهم قتلى
في الصباح خلع معطفه وقف في شعبه رفع يديه لهم ( انظروا يدي نظيفة من دمائكم , فدماؤكم عليَّ حرام  و عليكم حرام أنا من سيقيم شرع الله على القاتل و اقتص للمقتول , دماؤكم في رقبتي  أنا منكم و لكم و سأحقق لكم ما تبغون ) هلل المطبلون و صار حديث الرئيس أهم من دماء القتلى
في صباح اليوم التالي نسي أن يخلع عنه معطفه فخرج فيهم رفع يديه إلى أعلى فإذا بها ملطخة بالدماء قال لهم (نعم إنها دماؤكم أنا قاتلكم و سارقكم و سأظل أقتل و أسرق  فأنتم الرعاع و أنا السيد , هكذا خلقت الدنيا البعض يعمل و البعض يأكل و من يريد أن يعترض و يقول (لا) سيكون مصيره كجمجمة تنضم إلى باقي الجمجاجم التي يستند عليها عرشي ) أيضا هلل المطبلون و رحبوا بصراحة السيد الرئيس و حسن فطنته و حنكته و خوفه على شعبه  من أن يلقوا مصير الجماجم
حين جلس الرئيس على مقعده كان جيبه مثقلا بأموال الشعب و يداه مضرجة بدمائهم لذا فقد ثقلت أوزانه و أوزاره حتى مقعده لم يقو على تحمله الجماجم أسفل الكرسي تئن فهي تتحمل ما لا يستطيع تحمله الأحياء في النهاية خارت قوى المقعد و تهشمت الجماجم كي يسقط الرئيس بجاور جماجم إثمه , اقترب منه أحد رجالاته خلع عنه المعطف و ارتداه
هتف في الناس (لقد انتهى اليوم عهد الظلم و القتل و السرقة  و الفساد و لنبدأ عهد جديد  لكن خزانة البلدة خاوية )
قال الناس : جيوبه مليئة بأموالنا خذ منها
بغضب صاح : أتريدون ان ابدء حكمي بسرقة المسكين ربما كانت أمواله فهل تقبلون حراما
نظر المطبلون بعضهم إلى بعض ثم هتفوا للمسئول الجديد و حيوه على صراحته و بعد نظره و خوفه على شعبه من الاثم بينما باقي الشعب قاموا ببيع منازلهم و أثاثهم ليجمعوا للرئيس الجديد أموالا له و يظنون أنها ستعود عليهم 
بقي شيء واحد الجماجم التي خارت و الكرسي المهتز ما كان منه إلا أن قتل عدد أكبر كي يرتكز المقعد على الجماجم
و في النهاية نظر لصديقه القديم الملقى بجوار العرش قائلا (عجبت لك كنت تسرق و تقتل في الخفاء بينما كنت تستطيع أن تقنع الجميع أن يقدموا لك أموالهم و حليهم و أيضا جماجمهم عن طيب خاطر )
هتف المطبلون و بكت أمهات الضحايا , بينما الشعب كان صامتا و ظل صامتا ينتظرون اليوم الذي يخلع فيه المسئول الجديد معطفه


الأربعاء، 8 فبراير 2012

رحلة القاهرة الدافئة (مراسم حفل توقيع كتابي) + تحديث


اول ما طلعت من البيت مش عارف ايه اللي فكرني  بفيلم كلاشينكوف لما (غادة عادل ) قالت القلم ده عزيز عليا اوي كتبت بيه اول حلقات برنامجي هو بألف جنيه بس قيمته المعنوية اكبر بكتير
اللي لفت انتباهي قلم بألف جنيه ؟ ليه بقى ؟ ما هي ممكن تجيب كيبورد بعشرين جنيه و اكيد هيبقى خطها احسن من قلمها بكتير على العموم الحكاية دي لفتت انتباهي وانا في طريقي لحفل التوقيع لاول كتاباتي و قلت لازم اجيب قلم اسطوري و رحت و اشتريت قلم  اسطوري عارفين بكام ؟ لا اكتر من الالف بكتير  .. اشتريت قلم بتلاتة .. جنيه  (بس قيمته المعنوية اكبر بكتير ربنا يستر و ميعملهاش في جيب القميص :)
قلمك في جيبك موبايلك في جرابه  تذاكرك في ايدك اتوكل على الله يا عم
القطر جه في ميعاده بالظبط الساعة اتناشر و تلت ؟ خير اللهم اجعله خير مش متعود يعني ييجي في ميعاده
الحمد لله التذكرتين بتوعي انا و اخويا جنب الشباك هيييييه مش هنتخانق  ايه ده في حد قاعد على كرسي منهم اتخانق انت بقى يا ايهاب انا هاقعد على الكرسي ده و اكتشف بقى المصيبة الست اللي قاعدة على الكرسي طلبت من اخويا  ياخد تذكرتها اللي في الدرجة الاولى علشان هي تفضل جنب صاحبتها <<<<< ايه الحظ ده ... طبعا الواد باعني  و فضلت انا طول الليل احاول انام لكن بسم الله ما شاء الله ربنا كرمني بعربية قطر زي الفل فيها بتاع سبعتاشر ست كل ست  معاها عيل صغير والعيال ربنا يبارك فيهم واحد يسكت التاني يستلم الوردية عياط و صراخ يا دي النيلة .. ايه الليلة اللي زي بعضها انا عايز انام بقى  معايا يوم طويل لكن العيال مش بتتفاهم , طيب هي الستات تخلف ليه لما عايزة تسافر حاجة تفرس , و عليه فضلت احقد على اخويا الليل كله واقول طبعا البيه نايم و لا هامه
حقد بقى شوية و غل شويتين الليل كله , القطر كان ماشي زي الفل و زي السكينة في الحلاوة ووصلنا بني سويف على سبعة و نص الصبح و قلنا اشطة اذا و فجأة بدا العك كل شوية يقف و يمشي خوتين و يقف كانه مقدم على مغامرة خايف منها و فضلنا على الحال ده لحد ما وصلنا القاهرة على 11 الصبح آه 11 الصبح يخرب بيت كده تلات ساعات و نص بين بني سويف و القاهرة في قطر اسباني .. ده شيء فوق الخيال  و الاحتمال . جه طبعا اخويا بقى من الدرجة الاولى و انا عمال اقوله ايوة طبعا مانت نايم الليل كله لقيته بيقولي ابدا ربنا كرمني باتنين مش عارف فليبنيين و لا صينيين المهم انت رغايين فضلوا عاملين صداع وهيصة الليل كله ومنامش وقتها قلت الحمد لله عملت اللي عليا و الحقد جاب نتيجة ههههههه

انطلقنا بقى من رمسيس أخدنا تاكسي كده السواق بسم الله ما شاء الله شاكله يا ضارب يا مبلبع بس مش ده المهم الاهم انه كان بيقرب من كل ميكروباص و يقف جنبه و يقوله : انت من بورسعيد ؟  لما السواق يقوله لا يقوله خلاص  , قلناله يعني لو من بور سعيد هتعمل ايه راح مطلعلنا مطواة من جيبه قال اخلص عليه قلاله لا فيك الخير و فضل بقى يكلمنا عن الامن الضايع في البلد و الحال البايظ وقالنا انه شايل المطواة علشان يحمي نفسه وفضل بقى يحكيلنا في حكايات و لا الف ليلة و ليلة لأننا حسينا ان الديك بيدن و هنعوض نومة القطر في التاكسي
وصلنا المعرض بحمد الله سالمين و طبعا نسينا كالعادة ناخد خريطة ماجد القاضي .. دورنا شوية على الخيمة رقم اتنين و دورنا جوة خيمة اتنين شوية اكتر عن جناح الدار لحد ما لقيناه
لقيت الاستاذ محمد سامي والاستاذ حسام سليمان و كانت دي اول مرة يشوفوني فيها طبعا انا اللي عرفتهم من الصور  سلمت عليهم سألت الاستاذ محمد سامي عن اخبار المعرض قاللي مش اد كده انت شايف احوال البلد ؟ قلتله ان شاء الله خير و استئذنته اني هالف لفة كده في المعرض و اجي
طلعت برة جنب البانوراما اخدنا شوية صور و بعدين رجعت تاني للجناح علشان الاقي المفاجأة السعيدة الدكتور نبيل فاروق بنفسه موجود في الجناح  رحت جريت جبت نسخة من رواية الثورة و جريت أخدت توقيعه و بعدين رحت جبت نسخة من كتابي و اهديتهاله و اتكلمت معاه قلتله على فكرة انا من قفط
قاللي ياااااااه  دي لي فيها ذكريات كتير ايام ماكنت باجري ورا قطر القصب :)
قلتله اه حضرتك انا عارف الحكاية دي بس للاسف قطر القصب اتلغى بيعدي جنب مدرسة و بعدين اغلب الاهالي بطلت تزرع قصب
المهم اتصورت معاه  واتكلم مع الاستاذ محمد سامي عن مشروع النشر لمن يستحق بعد ما شاف كتابي


بعدها بدأ حفل توقيع كوميكس عاصفة الرعد للدكتور محمد فؤاد و الدكتور محمد فؤاد و اخوه المهندس احمد فؤاد كده ناس تدخل قلبك من غير استئذان ابتسامتهم الهادية جواز مرور لعبور اصعب القلوب قسوة  قعدنا اتكلمنا كتير لحد ما جات رغدة رمزي صاحبة كتاب(عادة الدبوس )  و رامي يوسف (شاءت الاقدار) و بعدهم امل زيادة (الكهف) بجد سعدت جدا بمعرفتهم فعلا ساعات تقابل ناس تحس انك تعرفهم من زمان اوي و يدخلوا قلبك علطول
بعد كده قلت يعني اديها بصة على المعرض تاني و لفة ميدانية شوية كده وقلت ارجع لقيت الاستاذ محمد سامي و رغدة جنب الخيمة اتكلمنا كتير عن احوال البلد و احداث وزارة الداخلية و عن مجلس الشعب و استفدت كتير من اراؤه ووجهة نظره و رؤيته للاحداث يعني اللي يتابع من التلفزيون والنت زيي اكيد رؤيته تبقى مختلفة عن اللي يتابع الاحداث و هو من نفس البلد و المكان
رجعت تاني الجناح لقيت زميلة الكفاح في الصيدلة و النضال في المعطف شيرين سامي وصلت
و كمان حورية محمد و هدير عرفة اللتين سعدت بلقائهما فشرف لأي أحد أن يلقى أقلاما تتناثر الرومانسية و الاحساس منها لتبلل جفاف الأوراق
  ثم توالت المفاجآت 
لقيت واحد بيطبطب على ضهري و يقولي مصطفى سيف بصيتله قالي انا محمد السعيد (انا أعرفه باسم محمد السيد فاستغربت ) قالي انسان في عتمة نور
- يا راجل  ؟
وقتها اخدته بحضن جامد كان واحشني اوي بالرغم ان دي اول مرة اشوفه بس كنت باشوفه من داخل قصصه القليلة اوي  قلتله فينك يا راجل  حرام عليك  انت بتظهر في السنة مرة و لا ايه؟ قلتله ان في قصتين له مش بمل من قرايتهم (صياد و مختلف ) قلتله كمان انه اكتر حد يستحق انه يتنشرله  قعدت ارغي معاه كتير  قلتلكم كان واحشني اوي كمان جه تامر نبيل الطيب اللطيف وبعده لبنى احمد نور
و الفلسطينية الرائعة علا عنان  و آية محمد و آية عبد الكريم و   مها ميهو , داليا رحاب ,غادة محسن , احمد غازي, رضوى الشامي , رضوى طارق ,انجي ابراهيم, الشاذلي و كانت حفلة توقيع غير تقليدية كل منا يوقع للآخر الكل يوقع على تدوينته منتهى الروح الجميلة و البسمة اللطيفة التي تغرق المكان بهجة
كنت باسأل لبنى عن ايثار تقولي اكيد موجودة  بس هنا او هنا و بعدين شوية و ترجع نفس الحكاية و فضلت اسال لحد ما لقيتها ماسكة ايثار قالتلي اهيه بقى
اديتها تكتبلي اهداء .. بصراحة كتبت احلى اهداء :)
أتى الحضور تباعا


ماما زيزي ذات القلب الحنون الذي لا يعرف شيئا غير الحب للجميع ام المدونين كلهم
بهاء طلعت ببهاء وجهه  قال لي انني لم اعرفه فاذا به هو الذي لا يعرفني  ثم اتى خالد (سواح في ملك الله )و ظللنا نتحادث و نتحاور عن البلد
ثم اتى  نجم الحفلة الساطع الاستاذ فاروق فهمي و ابنتيه الرائعيتين كارولين و هبة  ليعطوا جو العائلة فوق جوها الاصلي  المتواجد مع الاحساس بالدفء
فاتيما و ازهري و عمرو يسري  وصلا ايضا ليوزعوا الابتسامات و التهاني و يسعدني تواجدهم  هكذا توالى الحضور
ثم محمد متولي صديقي الصدوق و اخي الحبيب ربما كنت سأحزن جدا لو لم أره في ذلك اليوم
واتى الجيزاوي  ليضيف جو من البهجة و تحدثني منى ابو السعود هاتفيا على موبايل شيرين سامي لتبلغني اعتذارها عن الحضور
ثم اتت نجمة الحفلة ليتولد بيني و بينها قصة حب من نظرة واحدة انها ساليناز ابنة ابراهيم رزق الذي ايضا اسعدني تواجده قلت له لولا اصرارك على اتمام ذلك الحفل لربما كنت الغيته و أبلغني تهنئة عزيزة من ريماس  (نافذة الحلم لكل المدونين) تلك التهنئة التي كان لها مردود السعادة عندي
و تبدأ حفل توقيعي بعد نهاية حفل هدير عرفة و الدكتور احمد عماد الدين
كان حفلي وحدي بعد اعتذار الرائعة نهى جادو نظرا لاحداث بورسعيد  حيث انها بورسعيدية 
جلست وحيدا لأبدء بالتوقيع  فيطلب مني استاذي فاروق فهمي ان يلقي قصيدة
سأقتبس من تدوينته وصفه بالكامل




انت ياسيف نعم الفتى الطامح
طموحا لاعلى فى تصاعد صاعد
انت منا ونحن المدونون منك
نعم الاخ الصديق الوفى الواعد
سلام على الدنيا اذا لم يكن لها
صديق صدوق صادق الوعد واعد
قلبى تراقص من بشاشة فـــــوزك
وفوزنا بكتاب رائد هادى راشـــــد
جمعتنا يا سيف فجئناك ها هنا 
وزغردت أحبّاتك الحاضرات بسؤدد
(وهنا زعردت حبيبة القلوب حبيبة قلب ماما فاتيما )
انت المطيع بقلب ابيض طاهر
بوركت مرضيا بعز ماجـــــــد
كل القصائد والقوافى والابيات 
ترقص معنا فرحة بلحظة لقائك 
سكنت وسط الجفون بقلبك الحنون
يا مالك نور العيون باركك المحبون
قصيدة تحمل الكثير من الحب و الدفء ذلك الجو الذي أضاف سحرا على سحر تلك الليلة كنت أود نشر الفيديو الخاص بتلك القصيدة لكن للاسف الكاميرا فصلت الشحن في نصفها لكن اظن ان هناك من صورها 

ثم انتهى حفل التوقيع و الكل غادر ليتبق معي فاتيما و ازهري و عمرو يسري و ماما زيزي و بالطبع ساليناز و ابيها (اصبح ابراهيم رزق يُعرف بابو ساليناز  ولا تعرف ساليناز بانها ابنة ابراهيم رزق )
هكذا ذهبنا جميعا لنقضي امسيتنا على قهوة البورصة حتى اقتربت ساعة الرحيل فعدنا ادراجنا انا و اخي لمحطة القطار و معنا  ساليناز و ابيها :)
حتى وصلنا لمحطة القطار  ثم غادرنا القاهرة بعد رحلة سعيدة
مليئة بالدفء
لم تكن القاهرة دافئة ابدا بالنسبة لي مثل ذلك اليوم
اشكر كل من حضر و كل من اعتذر و كل من لم يستطع الحضور
انتم نعم الاهل و الاسرة احبكم جميعا
و آسف ان كنت نسيت أحدا في ظل توهاني فما زلت غير مستوعب ذلك اليوم الاستثنائي في حياتي

----------------
تحديث
اضافة فيديو شعر الاستاذ فاروق فهمي في حفل التوقيع




الجمعة، 3 فبراير 2012

و هم يزايدون ....





طار الحمام عاليا  أبى أن يبقى في اقفاص الذل و المهانة طالما كان يبحث عن الحرية عن الانطلاق , عن السماء بلا قيد عن الرحابة بلا  أغلال , كان يبحث عن الحَب المنثور على أراضيها الخضراء  , لكن ذلك الحب لا يُرى إلا من أعلى لا يُرى إلا من هناك حيث الدنيا تظهر على حقيقتها الوحيدة كم هي صغيرة , لذا حلقت الحمائم عاليا بعد أن سالت دمائها في الأرض المتشققة لنتحمل نحن عناء تلك الدماء 
هم بأعلى هناك يفرحون ينعمون تحت ظل الخالق في جنانه يستريحون , لا خوف عليهم و لا هم  يحزنون 
شهداء وراء شهداء
دماء تعقبها دماء 
و كأن الشلال لا ينتهي  و النبع لا ينضب و كئوس الدماء التي يحتسونها كل ليلة لا تشبعهم , إلى متى يحلقون بأعلى تاركيننا بأسفل نحمل دمائهم على أعناقنا نبحث عن حقوقها بين الذئاب
إلى متى سنظل هكذا نبحث عن الحقائق بين صباح ضبابي و ليلة ظلماء  
فكرنا أن كل ذلك سينتهي حينما نتسلم السلطة و تتوحد صفوفنا فبادرنا بانتخابات برلمانية  حوالي ثلاثين مليون منتخب صدقوا ذلك و أنا منهم , اخترنا من كنا نظن أن فيه الخلاص و طالبناهم بالقصاص , إلا أننا فوجئنا بمتغيرات مزايدات تتبعها مزايدات و حديث الصباح و المساء لا ينتهي ما بين صياح و هتاف و عواء بل أيضا و مواء قط يتمسح في قدم سيده طالبا منه ربتة حنان , هكذا كان البرلمان . صدمة قوية نتابع ذلك الذي قال ( تعويض الشهداء لا يكفي فليكن مائة ألف جنيه )فيرد الآخر (بل مائة و خمسون )فيقوم ثالث (بل مائة ناقة أي يقدر بخمسمائة ألف جنيه ) و من يزيد؟ من يزيد ؟ ألا أونا ألا دوي ألا تريه  ألف مبروك سيدي أنت الفائز فليبق الحال على ما هو عليه .
نتابع الذي يصيح قائلا (فلينقل مبارك الى مستشفى طرة) فيهتف آخر (بل نعجل بمحاكمته ) بينما يقول الجالس في الخلف و صوته يجلجل القاعة (نريدها محاكمة سياسية ثورية ) ألا أونا ألا دوي ألا تريه الف مبروك سيدي أنت الفائز فليبق  مبارك في المركز الاعلامي بينما يلقى مصابي الثورة في الشوارع
في جلستين سادتي النواب صدمنا فيكم  صدمنا في كيفية ادارتكم للأمور صدمنا في طلبكم للكلمة كي تظهروا في التلفاز
ثم أتت المأساة يوم الاربعاء الأسود فانتظرنا  منكم ما يسد جوعنا من العدالة و ما يبلل شفاهنا من الحق فوجدنا أيضا المزايدات تحلق في سماء البرلمان ليأتي قائلا ( نحاكم وزير الداخلية في منصبه دون عزله فيصبح أول وزير يحاكم في منصبه ) سأقبل الاقتراح والنصف الأول من حيث الشكل مع اختلافي في المضمون فهي وجهة نظر و كل وجهة نظر تستحق الاحترام لكن تعقيبك بأن يكون اول وزير يحاكم في منصبه ذلك غير مقبول ففيه من المزايدات ما يفوق احتمالنا حتى و ان كان صحيحا لا يصح أن تقال فنزايد على من سبقنا وان نتخذ قراراتنا على اساس ان تكون تلك الفكرة رائدة نحن لن نشترك سيدي الفاضل في موسوعة الارقام القياسية .
أما عن القابعين في محيط وزارة الداخلية فهم أيضا يزايدون و ان كانوا لا يزايدون فهم يحسدون الشهداء و يريدون اللحاق بهم فقد يأسوا من أن يحيوا أحرار ولا يعلمون أنهم يضرون بوطنهم , لماذا نريد اخذ حقوقنا بايدينا؟ أليس لكم نواب , ألم ترهم؟ لكنكم لا تحترمون سيادة القانون ؟ و ماذا فعلت القوانين لنظام فاسد
نلوم من هناك عند وزارة الداخلية و يلومونهم ولا يدرون انهم معهم انما يلومون ظلمهم و غدرهم

نزايد و نزايد من يوم 25 يناير  سواء كان الشعب او النواب او الفلول او حتى مبارك الذي قيل عنه انه حمى الثورة أعتقد انه بالفعل حمى الثورة كما حماها المجلس العسكري و لكنهم حموها في فرن من الجحيم
 رحم الله الشهداء في كل وقت و كل حين و كل مكان  , الشهداء الذين نعرفهم و الذين لا نعرفهم  , الشهداء الذين قتلناهم بصمتنا اعوام كثيرة ماضية و الذين قتلهم صراخنا و هتافنا كي تعود لنا عزتنا  , كلهم شهداء  يستحقون ان نتذكرهم

------------------------------------------------
إن شاء الله اذكركم  بمراسم توقيع كتابي (ضوء أسود ) في معرض الكتاب سراي 2 جناح (كيان كورب)يوم الاحد الساعة السادسة مساء
هو ليس حفل بالمرة 
يسعدني حضوركم
و يسعدني أن أرى وجوها لها مكانة في قلبي لكني أريد أن تكتحل بها عيني
أعلم أن الظروف صعبة لكن حاولوا