الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

الأرضة (رباعية )





وضعوا الحجر بيننا و قسمونا بجدار برلين
و قالوا لن يهدمه منكم رجل و لن تعود حطين
فهتفنا نحن أرضة الأرض ولو طال الزمن 
بلا سن نقرضه لنئتلف ثم نسوي به الطين

السبت، 23 نوفمبر 2013

سيزيف (رباعية )






المجد يسمو لخيوط الدخان الحزينة
تعلو حريقا مندلعا في أطراف المدينة
يتطاير فوق أعمدة إنارتي المنطفئة
و سيزيف وحده يحمل صخر اثينا

و عجبي

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

من أنا ( رباعية)



النذر السود بداخلي تتحدد بلا حدود
كأن الكون من حولي خُلِقَ من قيــود
ءأنا الذي يشـي أم أنني الذي يعـي 
أم أني إنسان فيه بعض من وجــود

و عجبي 

الأحد، 17 نوفمبر 2013

عن الحرية (2)





الحرية  تمثال يعبده الغربي و  يهدمه الطاغية   و لا يتذوق جماله و حرفية صناعته إلا الثائر

السبت، 16 نوفمبر 2013

عن الحرية





أكثر من يعرف الحرية  هو الحسن بن الهيثم فقد رآها 
الحرية هي فتحة نورضيقة في زنزانة مظلمة تشاهد من خلالها العالم مقلوبا 

الخميس، 14 نوفمبر 2013

مكاشفة




تفحص صورته متداخلة الملامح في صفحة الماء بارتياع ، أخرج سيفه و طعن به النقطة بين عينيه ، فانغرس النصل في قلب سمكة  اسفل جمجمته  .. فتحرر

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

استسلام





في الكهف المظلم ، أشعل عود الثقاب الوحيد ليدخن سيجارته الأخيرة 
 ثم أغمض عينيه و نام

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

و من التدوين ما حرق





السائل الساخن يذيب الشمعة يتآكل الفتيل ، تذبل الأيام  ، و القلب المتوجع  لا يتوقف عن الأنين أو النبض ، الضوء الخافت لا يريك الطريق و ضريبة النور قاسية 
هل تعادل خسارتك أن تصل لآخر النفق ، فتيلك المحترق  جسدك المتآكل بدمائك البركانية ؟
لماذا لا أطفىء الشمعة و أجلس في الظلام انتظر الموت ؟؟ لماذا عليّ أن أقتلني في كل خطوة ؟
ربما إن جلست وصلت
هل إن جلست رأيتني ؟ و هل إن 
رأيتني عرفتني ؟
و هل إن عرفتني تحملتني ؟ و هل إن تحملتني  حملتني؟
لماذا أضات النور يا "لي لي " ربما مثلي يجب أن يحيا في الظلام

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

نهايات مبتورة




انبش بكلتا يديك الثرى و ازرع من الطين بساعديك طهارة ، و ابحث تحت الأرض عن كلمة حق ، ابتسامة صافية ، فتاة صادقة و حياة .
لن تجد ، فحتى الأرض اصابتها عدوانا فماتت 
اجهز خنجرك على عظمة القص فيك و اصنع فيها ثقبا ثم انزع من صدرك ضلعا واقتلع قلبك و ألقه داخل الحفرة قبل أن تهيل التراب حتى لا تسمع نبضاته التي تعيدك لشوق قديم 
سؤالك لأبيك عن الحب فيبتسم و لا يرد فقط ينقل بصره لأمك بنظرة تقول لك راقب و إذ هي قادمة بكوب الشاي إليه ترتشف منه رشفة لتتأكد أنه كما ينبغي ، وحين يمتزج ريقها بالسائل يحفز هو حواسه لالتهامه في نشوة و لا يردد إلا كلمة واحدة " عسل "
لماذا يا أبي ؟
كل ما أردته أن ارتشف مثلك الشاي العسلي ، فهل هذه خطيئة ؟
لماذا رحلت قبل أن تصنع لي كوب الشاي و تركتني أقتلع قلبي و ادفنه بلا كفن فهو يأبى إلا أن  تكون راحتيها كفنه .
صرخات الناي قادمة من بعيد ، حتى الهواء لا يحمل إلا الأنين ، تهش عليّ أوراق الشجرة التي استظل بها  و لا تظلني ... يظهر منها عش عصفور مهجور أبى أن يسكنه بعد رحيلها و اتخذ من أسلاك الكهرباء بيتا  ... الشتاء قارس ، العصفور يرتجف و لا يحتمي  بعشه ...و أنا أهوي ... غيبوبة لا تحمل سوى ابتسامتها ... هل حقا كانت تحبني؟
لماذا تسأل و فيم سيفيد ؟ هي رحلت عنك و لم ترحل منك 
لماذا حين تنتهي القصص بتلك النهايات المبتورة لا تعيدنا لهيئتنا قبلها ..  "واحد صحيح" 
اثنان ناقص واحد لا تساوي واحدا صحيحا بل تعادل قلبا واحدا وليس صحيحا
لماذا نختار دوما من يختار البعد ؟ لأن الهوى أحمق 
رحلت طفلتي و نزعت عن عيوني الجفون فرأيت ظلاما يخيفني ... ناديتها لم ترد
أصوات مزعجة  ترعبني  أنين ناي و دقات طبول قادمة من تحت الأرض حيث قلب مدفون بلا كفن 
أحاول الركض فلا استطيع ، أكتشف لأول مرة أن قدمي مكبلة بحبل عملاق مربوط بالشجرة حيث عش هجره عصفوره و ابتلعني و يبقى سؤال يراود نفسي 

أكان يجب عليّ أن أفتح عيني و انظر ابعد من الهوى رغم أني لم أر شيئا ، أم أن الحياة الحقيقية عيون مغلقة؟

الخميس، 10 أكتوبر 2013

عيون لا ترى


- لماذا تصر على الوصول للشاطىء ؟ (سألتني) 
- لأعرف   ( أجبت )
أشعلت سيجارتها ثم أخذت نفسا عميقا و هي تتأمل تجاعيد وجهي 
- المعرفة سراب ( قالت)
نفثت دخانها في وجهي لأملأ به صدري
- و الجهل عذاب  (قلت)
امتصت سيجارتها نفسا وراء نفس و هي  تفترسني بعينيها كأنها تصر على غرقي داخلها  لا يرتد طرفها عني و أنا كالغر أبحر في بحار الموت دون وعي ، ألقت سيجارتها تحت أقدامها ثم وطأتها بلا رحمة تسحقها
- هأنت تعرف  ( ابتسمت ابتسامة مريبة و هي تبتعد)
تركتني أترنح ، أشعر بخفقان قلبي تحت وطأة حذائها يستغيث و عقلي أعياه كثرة التفكير و لساني لا يردد إلا شيء واحد 
" كنت أعلم أن المعرفة قاسية فلماذا لم أستطع التعايش بجهل"

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

آفتنا



نظف وعاءك قبل أن تتلقى العلم 

فالعلم المدنس أشد قبحا من الجهل 

الخميس، 15 أغسطس 2013

رمال جافة





ضعا رأسيكما  بصدري 
و اغفلا  ...  فاحلما 
فأنا قررت ان أغلق كل باب 
و ألا أحيا إلا للأطياب 
ضعا رأسيكما و ناما واثقين فيّ 
و لا تصغيا لصوت دعاة المحرقة 
فالحرق لا يصيب من غرق 
فاغرقا بداخلي و دعوني وحدي بلهيبهم اصطلي 
أنتما يا من كنتما بالأمس على شاطئي
تبنيان قصرا من رمال 
قصرا من أحلام 
قصرا من جمال 
فوأدته أقدام الغافلين هلعا خوفا أن يحتويهم بداخله
غدا  حين يجف البحر ، سيطلبون منكما بناء قصر آخر
فهل تستطيعان بناء قصر من رمال جافة ؟
حباته ناتئة تدمي الغافلين 
حبيباي 
توسدا صدري فأنا الباقية رغم الحرق 
أنا الباقية رغم البوار 
أنا الباقية رغم الجرح 
انظرا إلى جبهتي  ، عرقي ندى على وجنات الزهور 
و دمعي نيلا يحيي الأرض البور
و ريقي نور فوق نور 
بداخلي و داخلي فقط رمالكما لن تجف
ستشيدان فيّ قصورا
عمادها أنا
سقفها أنا 
ثرياتها أنا
ثراها أنا
فاحلما لي أنا  
ولا تحلما غير بي 
فأنا الخالدة  و ما دوني الموت

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

عن نشر "اوبرا طاولة البليارد "



انا عارف اني مقصر في طير الرماد  و مقصر معاكم جميعا 

صحيح موجود في الحوليات بس برضه مش كتير

 اصلا رمضان مش لاقي فيه اي وقت لأي حاجة 

المهم انا جاي ازفلكم خبر جيد 

اتعاقدت مع دار سما للنشر ، علشان تنشر روايتي " اوبرا طاولة البليارد " ورقيا 
و على فكرة انا كنت اصلا ناشرها اليكترونيا  و الناس عارفة 

ده كان صعب جدا يحصل لو الدار دي مصرية بل يمكن من المستحيل خصوصا ان تكاليف النشر كلها على الدار

و الحمد لله انتهوا من الغلاف و هو الموجود في الصورة 

كل سنة و انتو طيبين و رمضان كريم

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

اللهم آمين




اللهم اني أشهد ألا إله إلا أنت
و أشهدك ان ما يحدث في مصر أنما هو صراع على السلطة لا أكثر 
فعليك يا رب بكل محرض للعنف و كل قاتل أو أن تهدينا إلى طريقك القويم و صراطك المستقيم
اللهم ، إنها نفحات رمضان قادمة ،غدا أم ثكلى ستقوم للسحور دون أن توقظ ابنها ، مجند مغترب لن يحصل على إجازة يجتمع فيها مع أهله على الإفطار ، و في العيد سنرتدي السواد القاتم كقلوب دعاة الفتن
صنعنا حربا ليس لك و لا لأجلك و أقنعوا البعض أن الاسلام في شخص أحد خلقك ينتهي إن رحل.
و القوم الآخرون يبحثون عن جاه ليس لهم و آخرون يبحثون عن مجد فوق الجماجم
اللهم إن غدا رمضان الرحمة المغفرة العتق من النار الخير اليمن البركات ليلة القدر الوجوه النورانية القلوب المضيئة الأرواح الطاهرة الشياطين المسلسلة التراويح التهجد القرآن الصيام و أنت
اللهم انزل في قلوبنا السكينة و ألف بين أفئدتنا حتى لا نرى و لا نفعل إلا ما يرضيك


لمتابعة مدونة الحوليات من هنـــــــــــــا 

الأحد، 30 يونيو 2013

غارق في بحر جاف





استنشق  رائحة الموت من أفواه  العابرين فوق جسر الأمل 
استنثر إيماني بأن الغد حياة 
أصعد سور الجسر 
أفرد ذراعيّ كطائر يستقبل الفجر
اقفز مبتسما و اسقط في البحر 
ينكسر الجسر تحت وطأة المارين 
استقبل المتساقطين فوقي 
يجف البحر حين تمتزج اللحوم و تذوب العظام
فنصبح جثة واحدة لرجل أبى الحياة .

الاثنين، 17 يونيو 2013

عن 30 يونيو










سألني أحد الأخوة " أيها الشيخ الجليل لقد رأيت فيما يرى النائم انني في مطعم بالقاهرة مع صديقين لي
و أكلت هناك حتى شبعت من الطعمية و البطاطس الشيبس بينما أحد أصدقائي أكل طاجن كبدة لم أكن أعلم انه يقدموه في المطعم الفاخر إلا حين رأيته و إلا كنت طلبت مثله بينما صديقنا الأخير كان مصابا بحالة فقدان شهية لذا لم يأكل إلا سلاطات و حين انتهينا أقسمت على الجميع أنني من سأدفع و اتجهت نحو الكاشير الذي نظر نحوي نظرة اشمئزاز و أنا أمد إليه ورقة من فئة العشرين جنيه كأنه يتسائل كيف لمثلي دخول مطعم بتلك الفخامة بينما أنا أتسائل بداخلي من أين له كل ذلك الغرور و تو لا يقدم سوى الطعمية و الكبدة ،المهم سيدي الشيخ قررت الانتقام من نظرته فاستيقظت من النوم ، لكنني أخشى أن يكون ما أكلته في الحلم حراما فهل أنزح إلى القاهرة و أبحث في شوارعها عن المطعم الذي لا أعرف له اسما كي أدفع ما أكلت "

إجابتي على أخي السائل : ليس الآن ، ليس الآن .لكن انزح للقاهرة يوم 30/6 و اقض دينك 




هكذا ينظر الطرفان و يحشد الطرفان 
تمرد يتحدثون عن المطعم الذي ظنوه فاخرا فعصروا فيه الليمون و اكتشفوا العكس و آن الآوان لسداد الدين 
أما الطرف الثاني فيستغلون قدرهم عند أتباعهم و تصديقهم لهم فيحشدون لأي سبب و بأي شكل حتى و إن أقنعوهم بأنهم مدينين لهم و حان سداد الدين

الأربعاء، 5 يونيو 2013

إلى صديقي الذي لا أعرفه






إلى صديقي الذي لا أعرفه و لا يعرفني لكنني لا أستطيع أن أخاطبه بالغريب ، فالغرباء هم من تنفر منهم أرواحنا و لم أصل بعد معك إلى ذلك الحد ، ما زلت أرتضيك صديقا لا أعرفه

من أين نبدأ أيها الصديق

امممممممممممم

حسنا سأمنحك خلاصة الحكمة التي توصلت لها في ثلاث كلمات ( آية العشق الخذلان ) لماذا تنظر نحوي بتلك البلاهة ؟ ألا تتفق معي أنك كلما عشقت أكثر تعلقت أكثر و انتظرت منهم أكثر فيكون الخذلان منهم رد الفعل و هو يتناسب طرديا مع قوة حبك لهم

كلما عشقت كلما تألمت ، و على نفس النهج تكون الصداقة و الأخوة و كل العلاقات الإنسانية ، لذا عليك ألا تعشق ، ألا تهيم ، ألا تصادق ،ألا تؤاخي .
 ألا تنتظر حتى لا تتألم ، عليك أن تفرغ القلب عن كل ما حملته رحم الدنيا ، قلبك في حاجة ماسة لجراحة عاجلة لتستأصل منه السويداء حتى لا يستوطنها أحد ، لذا أعيدها عليك ثانية لا تتطرف في هوى ، فكل تطرف مرده طعنة نافذة و قلب دامي

صديقي الذي لا أعرفه أو يعرفني لكنني لا أود ان أخاطبك بالغريب فالغرباء هم من تنفر منهم ارواحنا ، لقبك طويل جدا فلأبحث لك عن لقب قصير حتى إذا ما اردت أن أحدثك خاطبتك به

ما رأيك في لقب ( أنا )
نعم إلى أنا الذي لا أعرفه و لا يعرفني لكنني لا أستطيع أن أخاطبه بالغريب فالغرباء ننفر منهم لكن لم أصل بعد لتلك الدرجة ..
كلا لقد وصلت لها .

 إلى صديقي الغريب ( أنا ) متى ترحل عني؟!!!!!





مشاركة في حملة اكتب خطابا من القلب  
الايفنت من هنـــــــــا 


الاثنين، 3 يونيو 2013

مات حين ارتوى




أخرج أوراقه المعطرة بالقلب النازف .... رسم شفاها غضة .
 دنا بفيه منها حتى امتص رحيقها حد الموت 
سيق إلى قبره و كتبوا على شاهده ( مات حين ارتوى ) 

-----------------------
القلب النازف : زهرة سامة





الخميس، 30 مايو 2013

تعالى اتفسح يا سيدي بس متدعيش عليا


كوبري الزعير  و من خلفه مئذنة جامع الشيخ ابراهيم  بقفط

بصوا بقى  علشان بس حوار تعالوا نتفسح و الكلام ده  لو مستنين حاجة مني فيه في الحر ده يبقى انتو ناويين على انتحار 

بس علشان الدعوة جايالي من ازهري و ربنا يعلم ان انا اد ايه بحبه مقدرش اكسرله خاطر 

تعالوا بس يبقى البسوا  كاب او متلبسوش اصلا مش هيعمل حاجة ، تجيبوا شماسي طيب هتفتكروا نفسكم رايحين اسكندرية و دقوا الشماسي و الحركات دي 

خلينا بقى بعيد عن ده كله انا عازمكم النهاردة  على رحلة كده في قفط  
نبدأ منين ؟

امممممممممممممم 

اه الوقفة على كوبري الزعير ساعة الضهرية  يا سلام عليها وقفة و الترعة المردومة وراك و الشمس بتضرب على قفاك ، ايه بتقولوا ايه؟ ليه سموه الزعير ؟
اه الزعير ده نسبة  للغفير اللي كان بيحرس الحديد  لحد ما اتبنى الكوبري  
مات زعير لكن فضل اسمه علامة من علامات قفط 

لا بقى كده كتير 
انتو مش عارفين قفط كمان؟
دي مدينة جنوب قنا  بعشرين كيلو  و شمال الاقصر باربعين كيلو 
انتو بس انزلوا قنا عند مسجد السيد عبد الرحيم القناوي هتلاقوا  ميكروباصات بتقولك قفط قفط  ارمي نفسك في اي واحد فيه و هتلاقيني متلقح على كوبري الزعير مستنيك بس اعمل حسابك تجيب غداك معاه يعني متبقاش الفسحة على حسابي و كمان الغدا 

-------------
اول حاجة هتقابلك على الكوبري مدرسة النهضة الابتدائية شوفت بقى ازاي  ان اول حاجة هتقابلك النهضة
آه و انا بقى كنت تلموذ فيها ييجي كده من تلاتين سنة كانت المدرسة القديمة موجودة لحقتها سنة من عمري المباني القديمة ليها ريحة مختلفة 
حوش كبير  و ست فصول بس في دور واحد و شجرة في نص الحوش ضخمة و فسحة ساعة إلا ربع  و صوت قطر القصب بيعدي كل شوية جنبنا  ، تخيلوا كنت باروح الفسحة و ارجع البيت و اتغدى و ارجع تاني بعد نص ساعة للمدرسة كانت ايام 
و بعدين قالك الوزير جاي  ، كان اسمه عبد السلام عبد الغفار  احسن وزير تعليم بشهادة اللي عاصروه  المهم 
المدرس قاللي هندخل الوزير عندنا في الفصل تعالى يا مصطفى في اول تختة و انا كنت قاعد ورا  وقاللي لو سأل اي سؤال تقوم تجاوب  و سيبك من الباقي 

المهم الوزير طلع عقر  راح لآخر تختة ورا  ( اللي كنت فيها ) و سأل الواد اللي كان جنبي و قاله السؤال الأصعب  2+1 يساوي كام 
تخيلوا بقى انتو الموقف مع نفسكم الواد قعد يتهته نص ساعة و التلفزيون بيصوروا  و في الآخر بعد التغشيش جاوب و انا بابص للمدرس و اقوله بذمتك مش كنت سيبتني ورا 
المهم الوزير  قرر هدم المدرسة الواقعة  و بناء مدرسة جديدة تلات ادوار ، آه هي دي اللي انت شايفها  
لما رجعتلها  كنت في خامسة ابتدائي مسكوني كل حاجة فيها من الشرطة المدرسية لحد المكتبة ، مفتاح  اوضة المكتبة كان معايا كنت امين المكتبة و المسئول عن كل اللي فيها
طبعا انت مالكش علاقة بده كله تعالى نقعد على القهوة اللي جنبها  دي قهوة فخري و دي من معالم بلدنا ، يا شادلي  هات  اتنين ساقع هنا ، شايف الجامع اللي في وش المدرسة و جنب القهوة ده جامع الشيخ  ابراهيم تعرف مكنش له مئذنة لحد وقت قريب  لكن هاوريك جامع تاني  اسمه الجامع العمري  تعرف المئذنة دي ليها مئات السنين من اول ما اتبنى الجامع في عهد عمرو بن العاص  تعرف 
انا لحقته قبل ما يتجدد مش عايز اقولك  انك بس تدخل الجامع تحس بروحانية غريبة بتتملكك تحس ان قلبك منشرح لوحده في حاجة جوة مختلفة ، لكن بعد ما اتجدد صحيح بقي اكبر و اوسع لكن تحس انك داخل مبنى عادي 
الحمد لله سابوا المئذنة اللي تقدر تشوفها من اي مكان قفط ، بلدنا تعرفها من مئذنتها 

طيب تروح تاكل مفيش مطاعم في قفط غير قليل اقولك تعالى نتمشى لحد هاني ابو هارون ناكل طاجن لحمة بالخضار و ده اقصى امانيك في الأكل 
آخر حتى ممكن نروحها  ( الدفادف ) ايه الاسم ده 
آه دي منطقة المفروض انها اثرية هتلاقي هناك انقاض معبد روماني اشمعنا روماني علشان قفط كانت رمز من رموز الثورة ضد دقلديانوس  اللي اضطهدهم علشان مسيحيين و قبض عليهم أعدم اغلبيتهم على  عمود الصواري  في اسكندرية فعملوا بقى المعبد ده 
المهم  المعبد مش فاضل منه غير بقايا حجارة وسط الشوك فحاسب على رجلك و لا اقولك اصلا الحرامية الكبار ضربوا سور حوالين الدفادف و حتى مش هاعرف افرجهالك 
بقولك ايه انا اتخنقت منك كفاية رغي روح روح بقى ايه الرخامة دي ياخي ده يا بخت من زار و خفف 

عايز تعرف اكتر عن قفط مش لازم تيجي يعني و تكلفنا ممكن بس تيجي  هنـــــــــــا


 أختم بقصيدة للاستاذ سيد خضير استاذي في الثانوية العامة و مدرس اللغة الانجليزية

   

وهـــل يـنـحـنـي الـنـخـــل?!!
هي اللحظة الآن يا سيدي
فهذي المدينة -
تلك التي - منذ بدء المخاض - اصْطَفتني
وقالت إليك مفاتيح مُلكي ...
أمامك حلم طويل ...
فهيئ لنفسك - أنت المليك - مكاناً على راحتيّ
وأوْرِق على صفحة الحلم ...
قمحاً.. ونخلاً,
وظلاً ظليلا.
وهزَّ إليك - إذا ما طوتك رياح التصحر ليلاً -
بجذعي ....
ليسّاقط الفجر نيلا
هي الآن - تحت الطلاء -
تراود غيري
وغيري يطاردني للعراء ....
يُفَتِّحُ أبوابها للزواحف ....
شباكها للعناكب ...
يسلمها للرياح
وللموجة العاتيه
يصيرني ليلة شاتيه
هي اللحظة الآن يا سيدي
أغامر ....
أم أنحني للرياح ..
تُدحرجني للرياح ...
تدحرجني للفلاة ...
ولليلة القاسية
أغامر ....أم أنحني ?
وهل تستريح الحقول إذا ما طواها التصحر يوما ً ?!!
وهل يستريح الفؤاد إذا ما طواه الدجى ليلةً ?!!
تراه يساير من كان يوماً على كفها نخلة ?!!
أغامر . أرحل .
أتعب ...أعبُر تلك الدوائر ...
أعرف أن الرحيل انكسار
ونار
وخوف هناك يُعربد فوق الدروب
يسابق خطوي
وأني المسافر عبر فيافي التشرد
لا طلّ لي .
ولا حمل لي .. غير حبات قمح
تحن لرقص السنابل .
تلك التي فاجأتها المعاول عوداً طريا
ولا زاد لي غير إطلالة من
ظلال الطفولة
راحت ترفرف في ناظريا
أسافر ...أرحل ...
صوب الشروق
أعود مع الشمس دفئا وريا
ولا حمل لي غير حبات قمحٍ
تذكرني أن من مات ما زال حيا .


النهاية بقى انا آسف على اللي حصل مني الفترة اللي فاتت معلش بقى  الكائن الصعيدي اللي جوايا بيطلع بعد ساعات من غير قصد
اكرر اعتذاري

الاثنين، 27 مايو 2013

لتحميل رواية (اوبرا طاولة البليارد )



 
الباحث عن الحرية و الباحثة عن الحب و الباحث عن الجمال و الباحثة عن السعادة و الباحث عن الحقيقة  ، ما هم إلا كرات على طاولة الحياة  تتخبطن فيما بينهن ، فيتساقطن في الحفرات أو تعيدهن الجدران متوجعات لتعود الكَرَة مرة أخرى .
عصا تضرب الكرة البيضاء التي لا هدف لها سوى التخبط
نعم التخبط هو ما نعانيه ، و أننا صرنا كرات بيضاء لا هدف لها ، و إن تساقطنا ضعنا .
تعلو الحياة باللحن كلما قويت أوجاعنا ثم يصمت اللحن مع صراخنا فتهدأ أوبرا حياتنا بعد أن استنزفت قوانا
ما نحياه في الحقيقة  ليس سوى (أوبرا طاولة البليارد )




لتحميل الرواية   من هنــــــــــا 

الصفحة على موقع جود ريدز  من هنـــــــــا 

للقراءة الاليكترونية من هنــــــــــــا 

صفحة الايفنت من هنــــــــــــــا 

مقتطف من رواية ( أوبرا طاولة البليارد ) + تحديث الغلاف المقترح

أولا باعتذر عن انشغالي عن بلوجر يعني بآمر بفترة من القرف و الزهق و الطهقان  و ماليش نفس لأي حاجة فاعذروني  على تقصيري 

هانشر لكم مقتطف من روايتي اوبرا طاولة البليارد اللي كتبتها دلوقت من سنة و ماليش اي نفس انشرها ورقي بافكر انشرها في كتاب اليكتروني 
بس المشكلة ان حجمها كبير و يعني  متخوف ان محدش يقراها 
بس بيني و بينكم مايل لفكرة نشرها في كتاب اليكتروني و اللي يحصل يحصل   لأن النشر الورقي  ممل


مقتطف من رواية  أوبرا طاولة البليارد 



4- الأرضية الخضراء 

نافذة مطلة على الحديقة الغناء , الأخضر يتألق خارجها ليوقظ حلم كان بداخلي منذ الصغر و هي الحياة في قرية هادئة لاستمد منها الدفء الذي أبحث عنه طيلة حياتي سألت نفسي كثيرا ما الذي جعلني آتي نيويورك البلد التي حولتها التكنولوجيا إلى مدينة شاحبة لا تحوي أي سحر و لم أفهم طلاسما بداخلي تقودني إلى ما لا أعلم , حقيقة لا أعرف من أنا و ماذا أريد , ظننت في البداية أنني أعشق (عايدة) كنت اشعر أنها تعشقني لم يكن عشقا عاديا بل كانت تمدني كل صباح  بزهرة و تقول لي (أنت رحيق السعادة الأبدية)ابتسم و تبتسم و هي تتنسمني , كيف لمن يعرف أن هناك من يعشقه كل ذلك العشق ألا يستسلم لتلك الحالة و يظن أنه يبادله الهوى لهذا عشت تلك الحالة و أقنعت نفسي بها حتى آمنت أنني أحبها , لكن بعيدا في الركن المظلم بداخلي هناك شيء ما يرفض كل ذلك لكنه لم يرسل لي بإشارات أو ايماءات فقط تركني أنساق نحوها , و في لحظة ثار بداخلي الظلام  ليعمني و انطلقت نحو مستقبلي بعيدا عن (عايدة) نعم أشعر بالحنين إليها أو ربما إن أردت التدقيق أشعر بالحنين لعينيها العسليتين و هي تنطق بحبي , ما أروع كلمات العشق حين يتحرك بها لسانها , هل أنت نادم يا أدهم ؟ هل تريد العودة ؟ كلا بالطبع فأنا أعشق (أوسكار وايلد )و اؤمن به حين يقول : "ما أسخف الحب ليس له حتى نصف فائدة المنطق , فلا يدل الحب على شيء و إنما يحدثك دوما عن أشياء لن تحدث و يجعلك تصدق اشياء لا تصدق في الحقيقة هذا الحب غير واقعي أو عملي و هذا الزمن هو زمن الواقع"
لهذا أتيت هنا فرارا من وهم الحب إلى البحث عن الواقع , وليس هناك واقع للباحثين عنه مثل نيويورك , لكن هذه الجنة الخضراء , الأشجار القصيرة و الزهور اليانعة و الكرسي الهزاز يقذفان بي بعيدا نحو عالم الخيال إلى هناك حيث لا منطق و لا عقل حيث يوتوبيا من صنيعي  حيث الأحاسيس أشخاص تسير حولي , وفرشاتي تقوم بتلوين القلوب , حيث عايدة رمز الصفاء و ينبوع الحب , لماذا (عايدة ) دائما تطارد أحلامي و أنا الذي تركتها دون أن يطرف لي جفن؟ هل أصابني الهوس و صرت مختلا
سأهرب من  كل هذه الخواطر و أهيم مع إحدى الروايات في ظل ذلك المشهد الخلاب .
(العجوز و البحر) لهيمنجواي ربما تفي بالغرض . قلبت الصفحات بنهم فأنا جائع  للخيال . لذلك لم أشعر بها تقف بجواري و تنظر لي , فينوس ؟ بالتأكيد هي كذلك العيون الخضراء و الشعر الأشقر و الملامح الطفولية على ابتسامة صافية تبعث فيك ملمسا حريرياً  , لم أستطع أن أرفع عيني عنها و هي تقول لي : 
-        جوليا كاسيدي  ابنة جورج كاسيدي
فأجبت : أدهم البابلي  الساكن الجديد
رددت :
-        آدام؟
ابتسمت :
-        بل أدهم هناك حرف هاء
لكنها أصرت قائلة :
-         فليكن آدم و لأناديك كذلك فلماذا أجبر نفسي على نطق الهاء بعد الدال و قبل الميم لماذا كل هذا التعقيد ؟  أنت منذ اليوم آدم
قالت لي :
-        ماذا تقرأ؟
-        العجوز والبحر لهيمنجواي
-        و ماذا يقول هيمنجواي
-        يقول (أيتها السمكة  اني أحبك و احترمك كثيرا لكنني سأصرعك حتى الموت قبل نهاية ذلك اليوم )
-        و ما الذي يجبرنا على قتل من نحب؟
-        ربما الجوع
-        أو تضارب المصالح و ربما لأننا لم نحب من الأساس  جملتك هذه يا آدم ذكرتني بحفل  الخريجين في الثانوية حين أراد الجميع مراقصتي و كان عليَّ الإختيار فاخترت (انتوني بانوتشي ) تسألني لماذا و ما معيار الاختيار ؟ لجذوره الايطالية الجميع يتحدثون  عن جاذبية الرجال الايطاليين فأردت أن أختبر ذلك و أجربه بنفسي هو بالفعل كان وسيما قسيما  ليس كالأمريكيين , و رقصنا طيلة الليل كنت أدور بين أصابعه  أتباعد و اقترب ادنو و افترق كنت ليلتها كقطعة صلصال يشكلها كما يريد متى تبتعد و متى تدنو و حين انتهت الموسيقى انتهى (انتوني ) من حياتي  , هكذا هو الحب مقطوعة موسيقية تهيم معها لكنها تنتهي سريعا لذا فالحب وهم ربما هو نافذة ضوء نحو الخيال  لكن يجب أن تغلق  هذه النافذة حتى لا تضيع بك  في بعد آخر
ابتسمت  :
-         أنتِ تشبهينني كثيرا , جوليا  . فأنا أؤمن أن الخيال سخف و الحب وهم لكنني منذ أتيت نيويورك أشعر بالبرد فألتمس الدفء من الروايات
-        الحياة يا آدم  هي أرض خضراء نحن من نغرس فيها ما نريد و تثمر ما نغرس , البلهاء فقط هم من يزرعون الذرة و يتخيلون أنها ستثمر زهورا رحيقها يزكم الأنوف و يحملهم نحو بساتين الجمال .
-        الحياة أرضية خضراء فوقها كرات مختلفة الألوان أنت من تختار أي كرة ستصوب نحوها
-        أنت تعشق البليارد اذاَ ؟
-        أوه البليارد حياتي
-        يبدو أننا سنمرح كثيرا يا آدم فأنا أيضا أحبه
-        تحبينه؟ أليس الحب وهما؟




ضحكت هي ضحكة طفولية مجلجلة حملتني إلى عالم سحري أرض لم أطئها من قبل , حلم لم يفارقني منذ صباي و مراهقتي أن أقف وجها لوجه أمام فينوس , و مع ضحكاتها ذهبت لأعود لروايتي و اقرأ ( لا ينبغي أن نحاول قتل الشمس و القمر و النجوم حسبنا أن نعيش على الماء و نقتل إخوتنا الصادقين في الود )



تحديث 

غلاف مقترح للكتاب 


الثلاثاء، 21 مايو 2013

اغسل قلبك



حاسس بجفاف  و قلبك بقى زي الحجر ؟

حاسس ان مفيش نقطة  مية  جواك ؟

حاسس  بصهد مولع في جوفك  و حمم بركانية بتطلع من بوئك  ؟

حاسس بالقرف كل ما الكهربا تقطع عندك ؟

حاسس انك مش مستحمل هدومك  في الحر ده ؟

حاسس ان عمرك كله مكنش له معنى؟

حاسس انك معملتش اي حاجة في الدنيا تستاهل تتحسبلك ؟

حاسس بده كله ؟

يبقى مفيش غير حل واحد 

اغسل قلبك و نضفه 

و غسيل القلب  بيتم بكذا طريقة 

الطريقة الصعبة إنك تحب الناس كلها  و تبطل تحقد على  حد ، و متحسدش و متبصش للي مش ليك ، و إنك كمان توصل للسلام النفسي و الذهني  و تملأ قلبك بالايمان 

صعب؟  صح؟

طيب  في طريقة اسهل من ده كله  الطريقة العملية 

ترسم بسمة على شفاة  جفت لأنها فقدت ملمس الابتسامة من سنين 

اجمع كل اللي مش محتاجه و مضايقك و قارفك  و متحمله فوق كتفك أطنان من الهموم ، في غيرك  محتاجه 

البلوفر القديم ، الجاكيت اللي له سنين ،  جلابية مش بتلبسها ، بدلة التخرج  حاجات كتير مالية دولابكو خانقة الصورة في عينيك ، افتكر اللي مالوش دولاب و بيجمع كل اللي حيلته في بؤجة و بيشيلها على ضهره 

اغسل قلبك قبل ما ينشف بالدنس و وقتها مش هتنفعله مية و لا يحوء فيه كلور 

و ده الايفنت من هنــــــــــــــا 
ربنا يجازيكم خير

السبت، 27 أبريل 2013

بجماليون




راقبتها بصمت حزين و هي تلقي أرديتها على السرير بغضب بينما هناك حقيبة تفتح فمها  لتبتلعها بعيدا  عني ، ثم لا تنفك أن تنظر نحوي  نظرة  إتهام  بين الفينة و أخرى  و لسانها يردد في غضب :
- هكذا أنت ، لا تهتم بي ؟ ، فقط تهيم شوقا إلى حوريتك التي تسكن بيت السحاب و تنسى أنني إمرأة  ؛ الغيرة تقتلها  .
لم أجب ... فقط أخرجت أوراقي و كتبت : بالأمس حين  أمطر السحاب دموعا ملأت منه كوبا لأروي به زوجتي .
بينما هي لا تتوقف عن الصراخ و زفرات الألم  و إلقاء بعض النظرات الساخطة نحوي و أنا منكبا على أوراقي ، و هي  تروي مسلسلا عن لا مبالاتي الدائمة قبل أن تهتف بحنق  :
- حتى الآن ؟ حتى الآن تهرب إليها مني ؟ ما زلت تتغزل بجدائلها الذهبية و ردائها الوردي  ، حتى الآن و لم يبق لي لديك إلا برهة من الزمن تأخذك مني  ؟
رنت مني نظرة يائسة لها قبل أن أعود لأوراقي التي ابتلت بدمعة لم أستطع مقاومتها فأعادت لحوريتي الحياة رأيتها هناك تدلي ساقيها العاجيتين من فوق الغيمة الخالدة و تسقط دموعها مدرارا و هي تقول لي :
- فلتمت يا حبيبي من واقعك ، كي نحيا أبديا  معا
اقتربت زوجتي مني بعدما انتهت من حزم حقائبها ، رأسها انحنى على أوراقي  ثم  لم تلبث أن تصرخ :
- كيف تتركها تدعوك ب(حبيبي) ؟
رفعت عيناي الجمراوتين عن الأوراق  إلى وجه زوجتي الممتلىء بتجاعيد الغضب  بينما هي  تنظر لي بتساؤل ، و لم أجب فهل أملك أنا  أن أنزعني من قلب حوريتي ؟  هي صنيعتي التي لا تعرف سواي  ، لكنني لم أكن خالقا  أصنع القلوب من العدم فتختار بمشيئتي  من تعشق .
أشعر بأنفاس زوجتي الغاضبة و تنهداتها الحانقة و هي تبتعد عني ببطء تحمل حقائبها و تقف بجوار الباب قائلة في صوت لا يفارقه الوجع :
- حين تصبح لي وحدي  ، و تترك حوريتك للأبد فأنت تعلم أين تجدني ؟
قالتها و خرجت صافعة الباب صفعة اقتلعتني من عالمي ، ألقيت بالأوراق و أسرعت نحو النافذة أراقبها و هي تبتعد و تبتعد  للأبد ، استيقظت من خيبتي لأكتشف أنني صرت وحيدا ليس لي إلا أوراقي التي عدت إليها صارخا فيها :
- و كيف أموت من واقعي
ابتسمت الحورية ابتسامة ظفر قبل أن تخفيها و تقول بدلال :
- ارسم في أوراقك بحرا ، ثم ألقي نفسك فيه حتى إن غرقت ، تحولت إلى بخار فأجمعك قطرات في سحابتي و تصبح حينها أنت صنيعتي خالدا  الى الأبد معي

نعم  إلى الأبد معك ،هكذا رددها لساني و لم يرددها قلمي الذي رسم البحر لا إراديا و نظر نحوي بانتصار كأنه يقول لي أخيرا اخترت أن تكون عبدا لي .
لم اهتم بنظراته فأنا تحت تأثير مخدر أكبر ، سحر حورية شيطانية ، و سحر رحيل قاتل ، نظرت إلى مرآتي كأني أودعني بنظرة أخيرة لم يرعبني الشيب الذي غزا شعري بكثافة مفاجئة  ، و لم اهتم بعيناي الحمراوين ، كل ما أرتعت له هي ضلوعي التي ترتفع و تنخفض بقوة كأن هناك وحشا بداخلها يريد التحرر ، كنت أظنه عصفورا من قبل استمتع بزقزقته فغدت الزقزقة  زئيرا
بارتياع مما آلت إليه نفسي ركضت إلى الأوراق  ، وجدتها هناك تقترب مني  و تمد أناملها إلى دموعي كي تزيلها  ثم همست في أذني :
- الآن يا حبيبي
نعم الآن  يا حوريتي ، لم يعد لي خيار آخر

الأحد، 21 أبريل 2013

عابالي حبيبي












أصعب انواع المقاومة هي ليست مقاومتك لعدو غاشم او وحش ضاري او ملك طاغ ولكن اصعب انواع المقاومة هي مقاومتك لدمعة تريد ان تذرف ولا تريدهم ان يروها . 

كم هو شعور قاس هذا ما شعرت به حين سالتني هل تحبني؟ لم استطع ان اجيب نعم احبها لا احبها فقط ولكني اهيم بها ولكنه الخوف ذلك الخوف الذي يتحكم بي يقيد اقدامي ويكبل لساني لا استطيع ان ابوح لها بحبي لانني لا اضمن لها السعادة عندي. 

نعم احبها ولانني احبها اريدها ان تبتعد عني فالحب تضحية سأضحي بحياتي من اجلها وضعي المادي غير مستقر ولا اجد في نفسي ذلك الرجل المسئول الذي يستطيع حمايتها كما تستحق وفوق كل ذلك كنت موقن ان اي شركاء سياتي عليهم الوقت ليختلفوا وكل شركة الي زوال مهما كانا الشريكين متفاهمين سيأتي اليوم للخلاف . 

حين سالتني هل تحبني كما احبك؟ اردت ان انظر بعيدا حتي لا ترى اثر الدموع التي تريد ان يطلق سراحها صمتت فقالت لي : ارجوك انني انثر احلامي تحت قدميك فخفف الوطء حتي لا تعصف باحلامي واجبني هل تحبني؟ 
كنت احدث نفسي كم انا قاس لماذا لا احاول ، ولماذا احرم نفسي حق التجربة فيجيب عقلي كيف تجرب في امر كهذا واذا فشلت فانت تحطم قلوب اسرة كاملة الافكار السلبية تتملكني فاجدها ترد علي نفسها بابتسامة تظهر وجهها كالبدر وتقول لي :كم انت عظيم حين رايتني اتعلق بك لم ترد ان تصدمني طوال هذه الفترة وعاملتني برقة حتي ظننت انك تبادلني نفس الحب اشفقت علي وانت تعلم انك لو صددتني لم اكن لاحيا ، كم احبك . 
حينها لم استطع ان امنع تلك الدموع من الانهمار حين يظنون انك مستودع الخير وكل ما تفعله صحيح وانت تعلم انك مستودع كل الشرور وانك لست بذلك العظيم هو شعور في منتهي القسوة والاقسي من ذلك هو انك لن تستطيع الاعتراف
 بادلتها الابتسامة في صمت ومن يومها اصبحنا اصدقاء هكذا اتفقنا حتي يوم ان تقدم لها عريس كنت انا من اقنعتها به بعدما تاكدت انه يحبها وانه يستطيع ان يسعدها نعم حدث ذلك مني فكل ما يهمني في تلك الحياة سعادتها كنا اصدقاء وكانت تخبرني بكل الامور التي بينها وبين خطيبها ومشاكلهم واحاول ان اساعد في حلها ولكن هناك تحت الصداقة حب متبادل كل منا يحاول ان يداريه دون جدوي ما يلبث ان يطفو للسطح من اونة الي اخري تبدا هي بتلميحات عندما تجدني متجاوبا معها تسالني السؤال الصادم هل كنت تحبني؟ وكالعادة اتهرب من الاجابة حتي جاء اليوم المشهود يوم الزفاف وحضرته نعم لقد حضرته ورايتها كفاتنة في ثوبها الابيض وهي ترقص slow مع الزوج المنتظر علي انغام اليسا وهي تقول 


ليلة البسلك الابيض 

واصير ملكك والدني تشهد 

واجيب منك انت طفلك انت مثلك انت 

تخيلتها بين ذراعي انا أه حبيبتي كم اود ان اضمك 



اشعر بالاختناق اخرج جريا من مقر الزفاف اوقف تاكسيا كي اذهب بعيدا
واذا بالسائق يفتح المذياع فيتعالي صوت اليسا مرة اخري 


واشيب لما تشيب عمري يغيب لما تغيب 
عابالي حبيبي 


حينها انفجرت ضاحكا بهيسترية وتحول ضحكي لبكاءشديد ونحيب كل من راوني يومها قالوا انني قد جننت وقلت انا عن نفسي انني مت 

-----------------------


كتبتها في يوليو 2010 هنا و هذه أول مرة أنشرها على المدونة

السبت، 13 أبريل 2013

جينات مجاري



اعتدل على كرسيه /عرشه ، و هو يمسك مبسم الأرجيلة بكل ثقة ، ينفث دخانه بكل عزة في الهواء حتى  اختفى وجهه الأسمر الذي أحرقته نار الحكمة / الأرجيلة  . 
نفخ أوداجه و و اتخذ نفسا عميقا من الهواء و قال كمن يعرف أنه يصب الحكمة في كئوس المريدين :
- إنت عارف ، من فضل ربنا علينا ان الصرف الصحي مش هيكمل
صمت هنيهة ليرى وقع كلماته التي نزلت كأنها صاعقة على رأسي فاتسعت عيناي ذهولا  ، سحب نفسا أكثر عمقا  من أرجيلته كمكافأة منه لنفسه قبل أن ينفث الدخان و هو يكمل :
- يا ابني افهم ، المجاري بقت جزء من أساس البيوت بتاعتنا لو تم مشروع الصرف ، مع الوقت هتتبخر مية المجاري و تعمل فراغات في الأساس و البيوت كلها تقع 
غادرني الذهول و تركتني الدهشة ليحل محلهما الرعب و الهلع قبل أن أتمالك نفسي  قائلا :
- يعني نفضل كده عايمين على مية المجاري 
ابتسم ابتسامة هادئة واثقة  قبل أن يلوح بخرطوم الأرجيلة و هو يقول :
- الحل بسيط ، إما إنك تهدم كل البلد و تشفط كل المية العايمة عليها و بعدين تبني على نضافة و ده مستحيل أو إنك تتكيف خلاص  و تتأقلم مع المجاري ، لكن تعمللي صرف صحي و البيوت تقع على أصحابها ده مش حل
- لكن البلد خلاص طفحت 
- يا سيدي يبقى نكسحها  كل ما تطفح ان شالله نكسحها يوميا
بعد شعوري باليأس تراجعت للخلف على الكرسي الخاص بي و أنا أنظر إلى قارورة الأرجيلة التي صار ماؤها أصفرا عكرا و أراقبه و هو يشهق دخانها عبر الخرطوم الذي  سقط من يديه منذ قليل ليمتزج بتراب المقهى ، بينما هو يسحب و يسحب باستمتاع عجيب 
هممت بقول شيء ما لكنني تلعثمت ، و أنا أراقب أصابع صبي المقهى تغوص في أكواب الشاي و هو يعطيها للزبائن ، لم اشمئز من من الضحكات العالية  و النكات المفجعة ، لم أفزع من بصقهم للمخاط على ارض المقهى كأنني ولدت هناك كل شيء يبدو طبيعيا بالنسبة لي 
طلبت منه  أن يعطيني مبسم الأرجيلة  فوضعته بين شفاهي و سحبت نفسا عميقا ليمتلىء بدخانها صدري الفارغ من الاحساس المستعد لتقبل المزيد منه  ، نفثته في الهواء في غضب و متعة ، قبل أن استنشق نفسا وراء نفس الغريب أن كل ذلك تم دون أن اسعل 
قال لي ضاحكا :
- باين عليك بتشيش من زمان  و مش قايل
- دي أول مرة 
هو من تراجع مبهورا هذه المرة قبل أن يتحول انبهاره لضحكة عالية  بالكاد تبينت منها حروفه و هو يقول :
- هو ده اللي اسمه التكيف اللي باقولك عليه ابسط يا عم انت جواك جينات مجاري 

الخميس، 4 أبريل 2013

حواري مع روزاليوسف



لا أدري  لماذا يصير الحديث حساسا و يقتص منه إن أردت أن تقول الحقيقة 
هذا ما شعرت به و أنا أقرأ  حواري   على روز اليوسف  

سأعرض عليكم الحوار تفصيليا كما أرسلته للصحفي  و سأضع لينك الحوار الذي تم نشره في آخر التدوينة 





كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة ؟
رحلتي مع الكتابة بدأت منذ الصغر كنت أكتب بعض الكلمات المقفاة  و كنت أعدها شعرا رغم أنها ليست موزونة  سأعطيكم أمثلة
قالوا الحيا  يحيي الفلا فما باله اليوم بلاء
و أيضا
دلائل القدرة لكل الأنظار كوميض يبرق في الأسحار
فشهادة التوحيد أسمى معالمه تبدأ بطهر و تختم بالأنوار
ظللت على كتابة مثل هذه الأهازيج فترة الثانوية و في الجامعة توقفت عن الكتابة تماما حتى السنة الأخيرة  كان بعض اصدقائي يعدون مجلة أدبية فطلبوا مني أن أكتب عملا معهم فكتبت قصة بعنوان ( نداء الحرية) نشرت في تلك المجلة حتى أصدقائي المقربين اندهشوا منها لم يظنوا يوما أنني أستطيع كتابة قصة ، بعد التخرج بفترة و دخولي العالم الافتراضي و أصبحت نزيلا لدى الشبكة العنكبوتية أنشأت مدونتي طير الرماد و من خلالها  قمت بالكتابة عن كل أفكاري و تخيلاتي و قصصي و خواطري بشكل شبه منتظم

( ضوء اسود ) هو عنوان أول كتاب لك .. والعنوان اشكالي ومتناقض .. لماذا اخترت هذا العنوان ؟

و ماذا في حياتنا ليس متناقضا  ، التناقض ما تنطق به الحياة ، اخترت ضوء أسود لأنه يشكل الخيط الأساسي الذي تدور خلاله أغلب قصص المجموعة ذلك الضوء الذي يأسرنا في المادة و يلهينا عن الضوء الحقيقي الذي يجب أن نلمسه و نرى به  ألا و هو نور الروح
الضوء هو ذلك المؤثر الذي يسقط على الأشياء  فتراها العيون ذلك ما درسناه  و نعم هذا هو الضوء المادي الأسود الذي يأسرنا فندور في فلكه و تضمر به أرواحنا أما الضوء الحقيقي فهو يخرج من ذواتنا  عبر عيوننا فنرى به الأشياء من داخلنا
ما القضية التى تشغلك في كتاباتك ؟
القضية الأساسية التي تشغلني في الكتابة هو كل ما يموج في النفوس و محاولة اصلاحها و تحريرها من ماديتها فما أؤمن به أن حال المجتمع لن يتغير إلا بتغير الفرد و أن احوال البلاد لن تنصلح إلا بصلاح كل منا لذا يجب إصلاح الهرم من قاعدته حتى لو تغيرت القمة و الأساس متهتك فمصيره السقوط

- ما ابرز المشكلات التي تواجه كتاب الاقاليم ؟
مشكلات كتاب الأقاليم هي مشكلات الأقاليم ذاتها عدم وجود مكتبات ، الأحوال المعيشية التي هي في أحط مستوياتها في الأقاليم لا تدع هناك مجالا لرفاهية الكتابة أو حتى الإطلاع ، صعوبة الوصول للقارىء عن طريق النشر ، لذا أود شكر دار ليلى التي اهتمت بالكتاب الشباب و أسست مشروع النشر لمن يستحق الذي  نشرت من خلاله مجموعتي القصصية

هل تعتقد أن التدوين أسهم في حل مشكلة النشر لدى المبدعين ؟

التدوين عالم له سحر خاص ، التدوين هو أنت بكل ما فيك اليوم  سعيد سترسم بريشتك ابتسامة ليشاركك بها العالم  و  غدا حزين ستبكي حروفك  و يشاركك ذلك الجميع ، لذا التدوين هو تعبير عن حالتك الخاصة و أفكارك الخاصة التي تصير عامة عند نشرها ، أما عن حله لمشكلة النشر لدى المبدعين فالاجابة تكون نعم بالنسبة للنشر الاليكتروني و المتابعة الاليكترونية التي بدأ  جمهورها يطغى على الجمهور الورقي  الذي بدأ يتراجع لكن حين يكون الحديث عن رواية أو كتاب يتعدى صفحاته المائة صفحة تصبح القراءة الاليكترونية مرهقة فيميل البعض إلى السوق الورقي
ما عاب السوق الورقي و أثر على جمهوره أن أغلب دور النشر  تميل للربح التجاري على الجانب الأدبي كل ذلك هز ثقة الجمهور  في أن الكتاب الذي يود أن يشتريه لكاتب شاب يستحق القراءة حقا و أدى للعزوف  عنه لذا أحب عالم التدوين حيث لا بيع و لا شراء فقط أنت كما أنت تكتب ما تحب و تبدع كما تشاء حيث الكتابة هواية و لا تكتب للربح

كيف تفاعلت ابداعيا مع ثورة يناير ؟

تفاعلت ابداعيا  مع ثورة يناير بأنني كتبت العديد من القصص المستوحاة  مما رأيته في الثمانية عشر يوما  و أضممتها في باب في مدونتي بعنوان (بانوراما الثورة)  سيطرت على نفسي في تلك الفترة حتى ظللت أكتبها تباعا و هناك في مجموعتي القصصية  رواية قصيرة  بعنوان (القطار) هي أيضا تحكي عن الثمانية عشر يوما
بعد ذلك كتبت خواطر عن الأحداث التي تجري و جرت من بعد الثورة حتى الآن بطريقة رمزية و أخرى مباشرة


في النهاية لا يسعني إلا شكر روزاليوسف و صحفيها على إعطائي تلك المساحة و الحديث عني 

لقراءة الحوار المنشور من هنـــــــــــا