الثلاثاء، 21 يونيو 2011

من قتل الديمقراطية؟






كان القائد العظيم جالسا يتابع التلفاز فشاهد الرئيس الامريكي وهو يقوم بالتريض بجوار كلبه وعرف انه يفعل ذلك كل صباح  فتعجب  كيف يكون الرئيس الامريكي بتلك البساطة ويقوم بالتريض بجوار العامة فاتخذ قراره المصيري
بعث الى سفيرنا في الولايات المتحدة ليشتري كلبا يكون على صلة قرابة بكلب الرئيس الامريكي ويرسله اليه وبالفعل تم ذلك لكن السفير لم يجد من اقارب كلب الرئيس الامريكي الا كلبة  فارسلها الى القائد المظفر الذي سماها الديمقراطية ليثبت للشعب ان الديمقراطية تلازمه دوما وهي اقرب المفضلين اليه
 اصدر مرسوما انه يوميا سوف يتريض في المنطقة المجاورة لقصره الرئاسي في اماكن العامة دون خوف او قلق
قام الامن باخلاء المكان في فترة التريض من العامة فيصبح هو من يتريض في وسط العامة بلا عامة
وبدأت اولى جولاته الصباحية في التريض مع الديمقراطية و لكن بعد مرور فترة قليلة شعر بالتعب ربما كان قلبه مجهد حاول ان يتذكر اين يوجد القلب الى اليسار ام اليمين وضع يده على صدره لم يشعر بنبض ربما كان بلا قلب وابتسم لتلك المزحة التي صارح بها نفسه لكنه مجهد ربما كان ضيق تنفس وجد اريكة تحت شجرة فرقد عليها ليستريح فهو مطمئن الشوارع كلها ملكه  والنوافذ مغلقة  بينما هو راقد تحت شجرة ابرقت فكرة في رأس احد مرافقيه فارسل الى احد صحفي الرئيس ليأخذ صورة له وهو راقد تحت الشجرة ويضع العنوان (حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا ايها القائد) وعنوان آخر خليفة الفاروق  وتوالت العناوين  المثيرة على نفس المنوال
تبارت الصحافة في ذلك الانجاز القومي الرئيس العظيم ينام تحت شجرة ويتريض خارج قصره بين العامة
بينما العامة الحقيقيون محبوسون في بيوتهم لا يستطيعون النزول لعملهم طالما هو من بالشارع 
اما طلاب الجامعات بالمنطقة فقد تأخروا عن امتحاناتهم فذهبوا ليقدموا التماس لرئيس الجامعة ان التأخير كانوا مجبرين عليه بسبب تريض الرئيس الا ان رئيس الجامعة لم يرحمهم واعتبرهم كاذبين فجناب الرئيس لا يجبر احدا ولا يحدد اقامة احد وكل الصحف تثبت ان الرئيس يتريض بين العامة
ذهب الطلاب لقصر الرئاسة ليقدموا التماسا من سيادته باعادة امتحانهم لانه سبب تأخيرهم بالطبع وكأي رئيس دولة محترم  رفض مقابلتهم واتهمهم بانهم يروجون الشائعات وهددهم ان نطقوا بحرف من تلك الهواجس سوف يلاقوا ما لا يحمد عقباه فهو مؤسس العدالة في المجتمع وحامي حما  الديمقراطية لا يتجبر ولا يحدد اقامات ولا يمنع الحريات ولا يستبيح الشوارع له
في الصباح وفي حصة التريض اليومية لجناب الرئيس ورفيقته الديمقراطية بدأ يهز الرئيس جسمه كان يجري بغرور وهو يشبه البطة في عدوها اما الديمقراطية فهي تفعل ما يفعل سيدها تنظر لاعلى وتعدو لا تنظر امامها لذلك لم تنتبه لفتحة الصرف الصحي التي لا تغلق ابدا في شوارع مصر كأنها احد معالم مصر الحضارية حتى في ذلك الشارع بالرغم من ان الامن المصري لا يشق له غبار في تأمين الرئيس الا انهم لم يروا تلك الفتحة فسقطت الديمقراطية في فتحة الصرف الصحي وماتت
كانت نهاية الديمقراطية في بئر يحوي قبح الرائحة ودنس السوائل كي تختلط دماء الديمقراطية بالقاذورات
بينما هو وقف مذهولا كيف سقطت الديمقراطية لا يفهم ولا يعرف من قام بفتح غطاء الصرف الصحي
امر كل قواته وحراسه ان يبحثوا عمن دبر ذلك الحادث المروع ولم يفكر  الا ببعض الطلاب الذين اضاع مستقبلهم بالتأكيد هم من انتقموا من الديمقراطية كي لا تعدو في منطقتهم مرة اخرى
فقام باعتقالهم ومحاكمتهم محاكمة عسكرية بتهمة الخيانة العظمى
في اليوم التالي كان مانشيت الصحف واحدا وهو  ( من قتل الديمقراطية؟)

29 التعليقات:

موناليزا يقول...

جميلة

والغريب انه كان مصدق نفسه واحنا كمان للاسف كنا مصدقين اننا فى بلد ديموقراطى

الصورة معبرة جدا

رشيد أمديون يقول...

قصة ساخرة جدا
الديموقراطية صارت كلبة تتبع الحاكم

أنت ذكي أخي العزيز..

reemaas يقول...

الديموقراطية

فضلت كتير احاول افهم معنى الكلمة دى وكل مافهملها معنى يا درش الاقيه مش مفهوم او مش راكب على اللى حواليا


ماعرفش ليه لما قريت القصة افتكرت جملة

وديت الشعب فين يا حازم:)

الجواز و سنينه يقول...

من قتل الديموقراطيه
اد ايه جميله جدا يا دكتور
هايله فعلا
عشنا سنين طويله المهم راح جنابهم
و مش مهم 80 مليون
و لا مستقبل طلاب و لا عمال
و ساكتين
و ربنا يعدى الايام دى على خير
و نشوف ليها آخر
مبدعه الفكره بتاعتك
و صياغه هايله
و ده شيئ مش جديد عليك

Tamer Nabil Moussa يقول...

هو كان عارف مين اللى قتلها بس كان منفض وعامل مش وخد بالة

فكرتنى بنظيف لما السكر غلى وقام قايل السكر بالسعر المناسب موجود ودى اشاعة


مش عارف كان بيكدب على مين واحنا اللى بنشترى عارفين انة غلى


مع خالص تحياتى

Unknown يقول...

القصة بالفعل أكثر من رائعة بل وخطيرة وبها اسقاطات قمة فى تمعين المعنى....
الرجل نسى أين موضع قلبه ....
تلفيق الصحافة وبطانة السوء....
التقليد الأعمى للغرب....
الديمقراطية ومصيرها المحتوم....
هل ترى أخى أنها أصبحت قصص من الماضى ولن تتعدى فى حياة بعد ذلك أكثر من كونها ذكريات ؟
أتمنى ذلك....
تقبل تقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك

دعاء العطار يقول...

جمعت سلبيات كتير أووووووى كنا بنعانى منها فى مجتمعنا

بإبداع رائع ..

الحديث طوال الوقت عن الديمقراطيه وهى فى النهايه ليست سوى كلبه تتبعه

وعندما تموت بسبب اهماله واهمال رجاله يكون القاتل طلبة الجامعه وهى الفئه المعارضه

جسدت لنا الصحف القوميه الهزليه

والصوره جميله جداً

بجد أبدعت (:

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

فكرتني بمقال طشة الملوخية

بتاع ممتاز القط

تحيتي

نسرين شرباتي "أم سما" يقول...

مممممممممممم
من الصبح وانا بحاول اعلق من غير فائدة

قاتل الألوان
هكذا أردت أن أسميك أ. مصطفى
البنفسج رائحة الموت تنبعث منه
الأبيض،، ربما رأيته أكثر تفاؤولا مما سبقه
كانت قوس قزح مجموعة متميزة بحق
أماالديمقراطية،، فهي كلبة بجد :)

Carmen يقول...

تشبيه بليغ جدا يسلم فكرك وقلمك
تحياتي

مصطفى سيف الدين يقول...

موناليزا
كنا عايشين في وهم كبير
والحمد لله اننا صحينا
تحياتي ومنوراني

مصطفى سيف الدين يقول...

ابوحسام الدين
انها ديمقراطيتهم
قل ما شئت وفي النهاية سأفعل ما اريد
اشكرك اخي العزيز
تحياتي

مصطفى سيف الدين يقول...

ريماس
الديمقراطية كانت لغز الالغاز لم نفهمها حتى الآن
تحياتي واشكرك

مصطفى سيف الدين يقول...

الجواز وسنينه
ومنذ متى اهتموا بابناء شعبهم المكافح البسيط
انهم لم يرونا حتى ولم يعرفوا اننا نعيش معهم ونشاركهم نفس البلد
اشكرك على تعليقك الجميل
تحياتي

مصطفى سيف الدين يقول...

تامر نبيل
الكذب احد مواصفات وشروط ان تصبح مسئولا لديهم
تحياتي واشكرك

مصطفى سيف الدين يقول...

استاذ محمد الجرايحي
سألتني سؤالا كنت اخشاه
ليست مجرد ذكريات اخي العزيز كنت اود ان اكتب تعليقا كبيرا اشرح فيه كل ما بداخلي عن تلك الفترة التي نحياها في انعدام الوزن
ديمقراطية مبارك ما زالت تحيا يطبقها المجلس العسكري بحذافيرها قل ما شئت وسأفعل ما اريد فكلامك لا يعنيني قل نعم في الاستفتاء وسأعلن اعلان دستوري يستهويني من حقك التظاهر ومن حقي اعتقلك
اما الشعب المنقسم فالليبراليين يمارسون ديمقراطية من نوع خاص تدعى ديكتاتورية الاقلية
حتى الاخوان لم يفهموا معنى الديمقراطية فترشيح الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح بالرم من احترامي له هو لم يحترم ديمقراطية الجماعة ورأيهم وقرر ان يخرج من الجماعة طمعا في السلطة وان كان الاخوان يوافقونه وسوف يعطونه اصواتهم فهو التفاف على ديمقراطيتهم وقراراتهم التي اتخذوها
لم نحيا الديمقراطية من قبل فالديمقراطية كانت مجرد كلبة تتبع صاحبها وما زالت تلك الكلبة تتبع اصحابها
تحياتي واشكرك اخي العزيز نورتني

مصطفى سيف الدين يقول...

دعاء العطار
اشكرك اختي العزيزة نورتيني بتعليقك الرائع
تحياتي

مصطفى سيف الدين يقول...

سواح في ملك الله
حقا كان مقالا عجيبا
كان يحاول ذلك الصحفي العجيب ان يبين لنا تضحيات مبارك كي يتمسك بالرئاسة ما كان على مبارك كل ذلك لو انه اراد ان يطش شوية ملوخية كان يتنازل ويريحنا
نورتني واشكرك اخي العزيز

مصطفى سيف الدين يقول...

نسرينا
لو سألتيني كنت قلت لكي ان الابيض هي الاكثر تشاؤما وسوداوية من بقية الالوان في المجموعة :)
اشكرك على لقب قاتل الالوان
اما الديمقراطية فانما قصدت تلك الديمقراطية التي نحياها ونعرفها حقا انها مجرد كلبة
تحياتي لكي

مصطفى سيف الدين يقول...

كارمن
اشكرك ونورتيني
تحياتي لكي

أحمد الصعيدي يقول...

قلم راقي

وسلاسة في الحوار والسرد


أسعدك الله مصطفي

rack-yourminds يقول...

دائما النظم الفاشله والقمعيه تحاول ان تسوق لشعوبها او للغرب عموما بانها نظم ديمقراطيه والسياده للشعب وللمؤسسات !!ومن ثم تلجأ تلك الدول الي اقامة هياكل وبنيات مثل الدول الغربيه , مجلس الشعب والشوري ومنظمات حقوق الانسان وغيرها ,معتقده انها بذلك قامت بتطبيق معاني وجوهرالديمقراطيه بغض النظر عن ان هذا الهياكل تقوم بالفعل بدورها الحقيقي دون ان تكون فقط مجرد ديكور ديمقراطي ,هكذا هي الدول البوليسيه تحاول دائما ان تستعبط علي شعوبها

زهرة الضحا يقول...

انا بقالي فتره عايزه اعلق و مش عارفه اجييب كلام يعبر
بس الصوره حلوه جدا وواقعيه جدا

ومن الديموقراطيه ل قوس قذح
انا عاجباني جدااااااااااااااااااا
و قاريها كلها من شده اعجابي بيها
و مع ان انا بحب الوان عن الوان بس انا عندك حبييت كل الالوان :)

عازفة الالحان يقول...

^ـ^

لحرفِك رأي صآرِخ .,
وحبر مَديد

دُمت بِخير أخي

آخر العنقــــــود يقول...

رائع جدا هذا المقال
معبر ويضم معاني كثيرة
ونهاية تعبر عن واقع المجتمع المصري القديم
ربنا يعين والمجتمع يتغير للأفضل
تحياتي لقلمك المبدع

مسلمة حرة يقول...

جمييييييل جدا
صدقت والله فى هذه السخرية الحلوة المرة فى نفس الوقت
تحياتى على الإسقاط الرائع الموفق

Bent Men ElZman Da !! يقول...

تحفه بجد
بعد ما المفروض تكون الديمقراطيه هى اللى يمشى على اساسها
اصبحت الديمقراطيه هى تابع ليه
القصه جميله اوى تسلم ايدك

كريمة سندي يقول...

هذا الحدث في منتهى السخرية من الحقيقة المرة التي تحيط بنا ونغفل تواجدها

نص سردي أكثر من رائع تحياتي لقلمك المبدع

Unknown يقول...

مصطفى القصه قمة في الابداع و الخلق و الربط بين صور حية في مجتمعنا و رموز لها.
أبدعت حين وصفت الديمقراطيه في العهد البائد بكلب الرئيس الذي أراد أن يقلد نظيره الأمريكي و عجبني تشبيهك لكبت الشباب و تأخر المجتمع بحرمان الطلبه من امتحانتهم و ضياع مستقبلهم.
كل تدوينه جديده يزداد إعجابي بقلمك
تحياتي لك
دمت بخير و سعاده