الأربعاء، 19 يناير 2011

5762





حينما هتف السجان بذلك الرقم ادركت انني اليوم امام فصل جديد من حياتي فصل انتهت فيه علاقتي باسمي
الذي اختاره لي والدي ربما لم يكن اسمي يعجبني ولكنه في النهاية اسمي الذي كبرت وترعرت و تربيت معه
ذلك الاسم الذي عرفني به الناس كلهم وهو نفس الاسم المكتوب في قسيمة زواجي وهو نفس الاسم
المكتوب في شهادة ميلاد ابنائي


علاقتي بذلك الاسم وتلك الاوراق قد انتهت لاتحول الي مجرد رقم
رقم وسط مجموعة ارقام في معادلة ليس لها حل حيث انه يتم قسمة المجموع علي صفر لتتحول الي قيمة غير
معرفة ستندهشون من ذلك التعبير الفلسفي ولكنها الحقيقة قيمتنا غير معرفة

رقم في منظومة ومصفوفة حسابية هذه علاقتي بالحياة نعم صار ذلك الرقم كل حياتي


كان لي اسرة و زوجة واطفال وكان لي اسم والان صرت بلا اسم فكان من الطبيعي ان تطلب زوجتي الانفصال فاصبح بلا اسم او اسرة او اطفال واصبح مجرد رقم جاف بلا حياة وبلا روح رطبة


بدات اعيش واتعايش مع الاسم الجديد 5762 بدات اتعود علي نلك الحياة في هذه المعادلة العجيبة بدات اتاقلم مع الارقام التي معي داخل السجن نعم فهم ارقام ايضا كلنا لنا نفس المميزات لا يفضل احدنا عن الاخر كلنا مجموعة ارقام



كلما كان يمر الوقت والزمن ويقترب موعد خروجي اخاف ويصيبني الرعب فقريبا سوف ينتزعون اسمي الجديد وابدا حياتي باسم اخر هو رد سجون


ربما ستظنون انني مجنون ولكنني بالفعل افضل السجن ورقمي عن ذلك اللقب


فخروجي لن يعيد لي اسمي القديم ولن يعيد اسرتي واطفالي بل سيزيد حسرتي لن يعيد الي وظيفتي وعملي بل لن اجد عمل من سيعين عنده رد سجون


من سيثق برد سجون؟


ولا اعلم ما العيب من لقبي الجديد انه شهادة علي صدري انني دفعت ثمن خطأي وكفرت عن ذنبي فمن منكم مثلي ؟


من منكم دفع ثمن اخطائه ؟ من منكم دفع ثمن اكبر من اخطائه؟ ربما قد سجنت لاي سبب تافه او سبب عظيم
ولكنني خسرت كل ما املك اسمي وعائلتي وعملي واولادي فمن منكم دفع الثمن مثلي


واليوم هو اليوم الموعود يوم خروجي من السجن لاحصل علي لقبي الجديد (رد سجون) واخذوني للمامور فوجدتني
اتوسل اليه واقول : ارجوك لا تدعهم يفرجوا عني لا اريد ان اخرج اريد ان ابقي مجرد رقم في معادلة لا اعرف لها حلا

تمت
17/7/2010

37 التعليقات:

mrmr يقول...

صباح الخيراااااااات
طبعا احساس رهيب ان الشخص يشعر انه اتجرد من اسمه وعائلته واولاده واصبح يلقب بلقب اخر وحياه اخرى ويمر به الحال الى ان يجد لقب ثالث لا يعرف كيف يتعايش معه
قصه واقعيه جدا
قدرت تجسد احساس المسجون ولكن ليس كل المساجين لهم نفس الاحساس
ابدعت يا مصطفى
اقعد بالعافيه

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
أنا سعيد بزيارة موقعك المتواضع .
بوركت على طرحك الرائع وبورك جهدك

تقبل مروري
أخوك في الله \ المنشد أبو مجاهد الرنتيسي

مصطفى سيف الدين يقول...

mrmr
فعلا حياة المسجون قاسية في السجن وبعد السجن
شكرا لتعليقك الجميل ونورتي يا ستي
الله يعافيكي :)

مصطفى سيف الدين يقول...

المنشد ابو المجاهد الرنتيسي
نورت يا اخي موقعي المتواضع
سعدت بتعليقك الجميل
شكرا لك

faroukfahmy يقول...

الاخ سيف تعبيرك ممتاز فى هذه الخاطرةو وكل خاطرة ، اما عن المضمون فانى ارى معك انه عانى وسيعانى اكثر عند خروجه ومواجهة الحياةالتى لاترحم السليم فما بالك بالمكسور ، اما عن الاسم فكما يقولون ان الانسانليس باسمه ولكن بشخصه وهو اساسا فقد الاثنين وربنا معاه

سندباد يقول...

يبهرني دايما مخزون افكارك ياصديقي واختيارك لمواضيع غير مطروقة في مدونات المدونين واقف عاجزا فعلا عن التعليق لانك فسرت وشرحت كل شئ بكلماتك
صدقا انا معجب بافكارك جدا ادام الله عليك بنات افكارك
تقديري واحترامي

eng_semsem يقول...

حياته انتهت وموته بقى اهون ليه واسهل عنده هيخرج يضيع وسط الناس اللي مش هيعرف يعيش بينهم ولا يكون زيهم ولا منهم واسرته وزوجته واولاده هيفضل برده مسجون عنهم وحتى لو شافهم هيكون بمواعيد

هبة فاروق يقول...

ما اصعب ان يتمنى الانسان ان يظل حبيس على ان يحصل على حريتة
فحريتة اصبحت بلا معنى لانة سيظل وحيد كما كان بل ومرفوض من المجتمع
تحياتى لبنات افكارك يسلم قلمك يا مصطفى

غير معرف يقول...

شعور ما اقساه وأصعبه شعورعلى صاحبه

وتجريده من لقبه واستبداله بمجموعة ارقام

جميل اوى القصه
تسلم افكارك الرائعه

:))

موناليزا يقول...

إحساس صادق من حد عنده دم..
ليه أنا قلت انه عنده دم لأنى شوفت ناس دخلت السجن وخرجت وكلها فخر ولا كأنها عملت حاجة بل دخلوه بمزاجهم رغم ان اللى سرقوها كانت مستعدة تتنازل وتخرجهم لو هما رجعوا لها مسرقاته بس طبعا هما فضلوا السجن!!!
-----
ده رأيى بالتفصيل كنت كاتباه فى موضوع
http://monaliza110.blogspot.com/2010/06/blog-post_20.html
أدعوك لقراءته:)

Unknown يقول...

الله يبعد عنا شر السجون
معك حق بكلامك في مجتمعنا الذنب لا يغتفر مهما يكون و لو عوقبنا عليه .
السمعة شيء خطير و إذا احترقت سمعة شخص احترقت كل حياته معه

دمت بخير و بإسمك الذي اسماك به أبوك

Unknown يقول...

أخى الفاضل: أ/ مصطفى سيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو يعترف بأنه مخطئ وهو له فضيلة أنه دفع ثمن هذا الخطأ
ولكن لماذا يظل يدفع أثماناً باهظة لاتتوقف عند حد فى الوقت الذى فيه كثيرون يخطئون ولم يدفعوا الثمن فلماذا هو ؟

;كارولين فاروق يقول...

الاحساس بالذنب من اصعب الاشياء

وعندها تحاول تعذيب نفسك بالرغم

من غفران المجني عليه لكنك تري

نفسك دائما الجاني

ابدعت يا مصطفي

وتحياتي

Hagar Elshimy يقول...

فقط أنت رائع وتستحق لقب كاتب مميز بجداره ..
دمت ودام قلمك المميز ينبض ابداع ..
كل الود

مصطفى سيف الدين يقول...

فاروق فهمي
نعم اخي فاروق بطل هذه القصة فقد اسمه وشخصه وفقد كل شيء
اشكرك اخي علي تعليقك الجميل

مصطفى سيف الدين يقول...

سندباد
اشكرك يا صديقي على تواجدك الدائم وعلى تشجيعك لي
واشكرك على تعليقك الجميل ومجاملتك الرقيقة واعتقد انه عيب الكاتب حين يفسر كل شيء دون ان يجعل القارىء يفكر معه ويشاركه او ينتقده
نورت اخي العزيز
دمت بكل ود

مصطفى سيف الدين يقول...

eng-semsem
هذا بالضبط ما قصدته اخي الكريم
اسعدني تعليقك بشدة

مصطفى سيف الدين يقول...

هبة فاروق
بالفعل المجتمع يرفض من دفع ثمن اخطائه
اما المخطئون دوما ومرارا وتكرارا دون ان يدفعوا ثمن ذلك فاهلا بهم نجوم لمجتمعنا
اسعدني تعليقك
شكرا لكي

مصطفى سيف الدين يقول...

الحب الجميل
شكرا لكي والحمد لله ان القصة اعجبتك
وبالفعل جريمة اخلاقية ان يتحول الانسان الي مجرد رقم
شعور في منتهى القسوة
تحياتي

مصطفى سيف الدين يقول...

موناليزا
معاكي حق في ناس كتير اوي من المساجين مش بتتعظ بس بطل القصة من نوع مختلف انا مقولتش كل المساجين زيه بس زي ما في الوحش في الكويس اللي بيتعظ وبيعتبر من تجربة مريرة زي السجن
انا قريت البوست بتاعك ومتفق معاكي تماما لو طبقنا الشريعة الاسلامية محدش اصلا هيسرق ولا يقتل ومش هنحتاج السجون
نورتي قصتي واسعدني رايك وتعليقك وشكرا لدعوتك الكريمة

مصطفى سيف الدين يقول...

alirbidi
نعم اخي العزيز
المجتمع لا يعرف الاعذار او المغفرة
الكل يتصيد الاخطاء
اشكرك اخي الكريم
نورت مدونتي وارجو ان تتكرر زيارتك دوما

مصطفى سيف الدين يقول...

استاذ محمد الجرايحي
هذا هو السؤال الذي ارقني وجعلني اطرح تلك الفكرة في هذا البوست
ولقد انهكني التفكير في اجابة
ربما نعلم علم اليقين ان فلانا خارجا عن القانون لكنه لم يحاسب ولم يسجن ونجد ان الجميع يقفون له احتراما
في حين الآخر وان كان خارجا عن القانون فقد اخذ جزاؤه وطهر نفسه من اثمه ومع ذلك فاننا نعتبره (رد سجون) ونجرده من كل حقوقه
شكرا لك اخي الكريم
تواجدك في مدونتي يشرفني وتعليقك يسعدني

مصطفى سيف الدين يقول...

كارولين فاروق
الاحساس بالذنب عذاب فوق عذاب السجن وضياع كل حقوقه كمواطن حر عذاب اخر
شكرا لكي تعليقك الرائع اسعدني

مصطفى سيف الدين يقول...

انثى استثنائية
اشكرك على مجاملتك الرقيقة وانا فقط اكتب بعض الافكار التي تعلق بذهني
لست محترفا
اشكرك ونورتي مدونتي في زيارتك الاولى واتمنى ان تتكرر دوما

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
دكتور عامل ايه وايه الاخبار الدنيا معاك
تفتكر ان حتى اللى بره السجن بيتعامل بأى شكل غير انه رقم
بص على اى تقارير
هتلاقيها بتعبر عننا بارقام
روح اى مصلحة هيقولوا لك رقمك كام
الناس بتقيس قدر الواحد دلوقتى بقيمة اللى عنده شوف عنده كام تعرف قدر احترامهم
وهى الحياة اية غير شوية ارقام بتدخل الدنيا تزيد رقم وتخرج من الدنيا يتشال تانى
شكرا على رقمك اقصد طرحك

مصطفى سيف الدين يقول...

مدونة رحلة حياة
صدقت
قيمةالانسان تقاس بالرقم الذي ينادى به
نسينا الاسماء وتبادلنا الارقام
اشكرك اخي العزيز على تعليقك المميز والرائع

Carmen يقول...

قصة في منتهي الغرابة
فكرتني في الاول بفيلم ماتركس بعدين مسلسل نمبرز بس في الاخر اخدت صورة واضحة
بجد عبقرية تسلم ايدك

خواطر شابة يقول...

استمتعت بالقراءة واعجبني الربط والمقارنة التي كانت بين نموذجين من الامهات ونموذجين من الابناء وكيف وجد طرفان منهما سلواه في الاخر
دمت بكل ود

مصطفى سيف الدين يقول...

carmen
معرفش ايه علاقة القصة بماتريكس بالرغم اني اتفرجت عليه كتير بس بصراحة مشفتش مسلسل نمبرز
على العموم انتي منوراني
وبيسعدني جدا تعليقك
شكرا ليكي

مصطفى سيف الدين يقول...

خواطر شابة
منوراني باول تعليق ليكي واول مرة ليكي في مدونتي يمكن مخدتيش بالك ان مدونتي دونا عن باقي المدونات التعليق فيها من فوق مدونة مقلوبة بقي وحالها مايل زي صاحبها :)
عجبني اوي تعليقك بالنسبة لقصة امهات وابناء لانه بيدل علي فهمك الجيد للقصة
نورتيني بتعليقك واسعدني تواجدك
وارجو تكرار الزيارة دوما

Tears يقول...

احيانا الانسان بيتعود و بيخشى التغيير و فى احيانا اخرى بيكون حاسس ان السجن افضل و آآمن له...يعنى فيه ناس يعرفهم صحبه و فيه سكن وطعام مضمون و أمان قد يفتقده فى الخارج

مصطفى سيف الدين يقول...

Tears
بالفعل التغيير قد يكون مخيف
لانه يعني بداية جديدة من الصفر
شكرا ليكي نورتيني

ولاء يقول...

السلام عليكم


ياالله ها أنت تفاجأنا بقصة جديدة وفكرة رائعه ..

وتجسد معاناة أخرى ...


فالذي يدخل السجن ليس شرطاً أن يكون مجرماً ...فكا يقولون : ياما في السجن مظاليم ..

ولكنه حينما يخرج سيجد نفسه أيضاً خريج سجون .

أشكرك كثيراً على روحك التي تفكر بمعاناة الناس وتجسدها في قصص .
دمت بألف خير .

مصطفى سيف الدين يقول...

المبدعة ولاء
اشكرك شكرا كثيرا على كلماتك الرقيقة وتعليقك الاجمل وارجو ان اكون دوما عند حسن ظنك

غير معرف يقول...

إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر

كلماتت شاعر تونس العظيم أبو القاسم الشابي
قالها من عشرات السنين .. وحققها شباب تونس الأبية

فهل شباب مصر عاجز عن تحقيق ذلك؟

تحياتي

إبن بهيـــــة

http://ibnbahya.blogspot.com/

فشكووول يقول...

يا سلام لو يرجع العلم المصرى القديم العلم الاخضر بدل العلم اللى ما لوش لا طعم ولا ريحه والدنيا كلها عامله زيه .. لكن العلم الاخضر القديم ما فيش زيه

مصطفى سيف الدين يقول...

فشكول
صح الكلام العلم القديم تحس فيه كده دفء خضار وهلال ونجوم جو رومانسي كده
متشكرين يا باشا