السبت، 30 يونيو 2012

السطر الأخير




حين تظن أن محبرتك قد جفت و أنك أصبحت مجرد سطر قد انتهى بنقطة , و تجد كلمة تمت في السطر الذي يليه تعرف أن حياتك قد انتهت و أن ثقبا بداخل قلبك تنزف منه دماؤك , قد تضع يدك فوق قلبك , ليكف النزف لكن محاولاتك دوما تبوء بالفشل و النزف يشتد . إنه قلب لئيم لا يجدي معه  النهي .

لذا كان الضوء الباهت , الآرائك البالية , صندوق مغلق , صورتك هي آخر ما تلحظه عيني في غرفتي التي تغادرها الحياة أناديكِ من بُعد آخر و حياةٍ أخرى ,استلهم منكِ الإجابة التي تريحني . هل تتذكرينني؟ هل ما زلتِ تشعرين بذلك النزف الذي يخط قصتنا على أرضية الحجرة  , هنا تلاقينا و هنا تواعدنا و هنا رسمنا و هنا ضحكنا و هنا تسابقنا خلف الفراشات لنقتنص من الزهور رحيق نصنع منه عسلا صافيا و هنا صعدنا درج الحياة معا أيدينا متشابكة وقلوبنا متعانقة  حتى أني حتى الآن ما زلت اتنسم شذا عطرك يفوح من دمائي المتساقطة فتمتصها أرضية الغرفة بلا رحمة , دمائي تذهب جفاء و قلبي تغادره الحياة .
و أنتِ هناك ربما لدى باب الغرفة أو هكذا أشعر فانتِ بجواري و لا أراكِ , أشعر بملمس اناملك الناعمة تحاولين إغلاق ثقب قلبي أو هكذا أظن , تنزعين قلبي النازف من بين ضلوعي تضعينه داخل الكتاب و تدعيه يدمي , تجف المحبرة  و لا تجف دماؤه , كيف يجف قلبٌ لمس أناملك الندية  , أناملك سيدتي منبع الطهر و الحياة .لتسطر دمائي قصة أبدية لقلب ينبض بالألم ينزف بالشجن يدمع بالعذاب و هو يضع بجوار صورتك  - الموشحة بشريط أسود على ركنها الأيسرالعلوي-  وردة حمراء ملطخة بدماء مبعثرة على أرضية الغرفة 

18 التعليقات:

reemaas يقول...

مش عارفه ابتسم ولا ادمع الحقيقة

اد ايه احساس راقى جدا ومرهف جدا ومؤلم جدا وموجع جدا

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

لازلت اعتقد ان مداد قلمك ونبض حروفه له جذور من حكمة الاجداد واحساس الصادقين


ما اجمل الوفاء للحبيب وما اقسى فراقه

رائع اخى العزيز احسنت
تحياتى لك وسامحك الله :)

رحاب صالح يقول...

مساء البنفسج
يلا سلام يا دكتور
انا بقول ان لازم تكون شاعر مش دكتور
سلمت يداك

سندباد يقول...

حينما كان فراشي إحتراق
كنتِ أنتِ في فراشك تنعمين
حينما كان عمري إنتهاء
كنتِ أنتِ حياة أخري تبدئين
حينما كان طريقي سراب
كنتِ أنتِ عنوانا أخر تختارين
وما زال الجرح غائرا
احسنت يا مصطفي وصفت حالة من اصعب واقسي الحالات اللي ممكن تمر علينا
تحياتي لقلمك

Afnan m7md يقول...

السطر الأخير دائما ماتكون كلمات توجع القلب و تنهى حياة نعيشها بإستمتاع
كلام جميل واحساس يدمى القلب بالمواجع
ويستفز العقل بالذكريات الاليمه ....

مروه زهران يقول...

ممتعة ومؤلمة ومفرحة
جميلة جدااااااااا ومليانة أحاسيس جميلة مختلفة مليئة بالدفء والمعانى العميقة

شمس النهار يقول...

طيب اقول انا ايه بقا

هو ده كلام ينفع اللي زي يعلق عليه
هنبوظ الدنيا
طيب تنفع كلمة رائع بدرجة خرافي
:)

Tamer Nabil Moussa يقول...

قصة اكثر من رائعة مصطفى

تسلم ايدك

مع خالص تحياتى

أحمد أحمد صالح يقول...

أذابتني كلماتك هذه دكتور مصطفى،تزاوجت فيها كل المشاعر فدخلت القلب لأنه هو الوحيد القادر على فهم معناها..دامت روعة كلماتك..تحياتي

ahmed said يقول...

صباح المكان وما حوى
" أستاذ / مصطفي "
:
ولوج أول لي هنا بركنك الهادئ
وقراءة لعمق فقد
كانت حواء اختصاراً لجل أسبابه !
وتبقى هذه الحقيقة المخيفة ..
رغم الألم ، رغم الشجن رغم الأمل و النور
عاشر من تُعاشر فلابد من الفراق
تحية بك تليق
ونسائم الصبـاح .

..
..
..

أحمــ سعيـد ــد

ابراهيم رزق يقول...

جميلة

بس خلاص على راى شعبولا

تحياتى

Unknown يقول...

السلام عليكم...
"تجف المحبرة ولا تجف دماؤه"
أحب استخدام هذه النوعية من التعبيرات جدا.. تربط بين شيئين ليس بينهما إلا بعض نقاط التلاقي القليلة التي يبدع الكاتب في تصويرها وتسليط الضوء عليها مخرجا صورة جديدة وإبداعا غير تقليدي.. بصراحة هذه النوعية أحبها جدا وتلمس قلبي بشدة.. بالذات في مواطن الألم والفراق!
واضح أنك صرت تغرد منفردا خارج السرب..
تقبل تحياتي...

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

صعبة صعبة صعبة يا دكتور
اخر سطرين غيروا مجرى القصة تماماً انا كنت مفكراه هو اللي بيحتضر وبيموت اتاريه عايش ميت بعد موت حبيبته وعايش على ذكرياتها في ارجاء المكان
كل شئ باهت بلا لون ... لمسات روح كفها الندية تحاول ان تلتئم جرحه تحاول لكنها تفشل ستنجح ان اخذت بيديه الى عالمها


لولا

كريمة سندي يقول...

القصة الأبدية تحتاج لكثي من الشجن ..

أعجبتني كثيرا أحسست بالصدق فيها رغم ألمها

حنين محمد يقول...

مساء الغاردينيا استاذ مصطفى
يبقى الوفاء دماء في عروق العاشقين تلك الدماء
تنزف حب وتنزف حنين غادرت هي لكنها لازالت هنا
صدى صوتها وضحكاتها ذكرياتها وكلماتها
ذلك الحب لازال يتحدى النسيان "
؛؛
؛
ولازلت أنت تتحدى الإبداع بروائعك يوماً بعد يوم "
;;
;
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas

رؤى عليوة يقول...

يرحلون ويتركون الكثير الذى يُحس وان لم يراه أحد

فقط شئ ما داخلى ينمو ولا يوقفه رحيلهم

الذكريات تظل مستمرة فى نموها الابدى

جميله ومؤلمه

دمت بخير

Emtiaz Zourob يقول...

جميلة ورقيقة ..

استمتعت بالقراءة وبالمرور هنا .. اليوم :)

زينة زيدان يقول...

كلمة حزينة لها ظل شجن ودمعات
وآهات

ذكريات مؤلمة صيغت بأسلوب أعطاها حقها من الوصف ..

تحيتي لك