الاثنين، 9 مايو 2011

موت اكلنيكي



ظلت تتأمله بحب وشغف وهو على سريره الابيض في ردائه الابيض كأنه ملاك نائم
بالرغم من الأجهزة التي تتصل بجسده الا انها تراه فارسها الوحيد الذي اقتنصها من ظلام الوحدة
الذكريات تمتلكها تعتصرها فتغمض عينيها لتستلذ منها 
آآآآآآآآه كم أحبك
اراك الآن ببدلتك السوداء جالسا بجواري بينما الكون يرقص فرحا ابتهاجا بزفافنا
اسمع صوتك حين همست في أذني تعدني انك لن تتركني ابدا حتى آخر العمر
وهمست لك اني احبك ولن اعدك فلا حياة لي بدونك
كيف سمحت لنفسك ان تسقط مني في غيبوبة ثلاثون عاما
ثلاثون عاما اناجيك ولا تسمعني
ثلاثون عاما ابتسم لك ولا تراني
ثلاثون عاما انتظر منك حرفا يزودني بالقدرة على الحياة فلا تتكلم
هل رأيت دموعي وانا اواجه الحياة بدونك؟
هل سمعت صرخاتي عندما قالوا لي انك ميت اكلنيكيا ولا فائدة من تلك الاجهزة
هل سمعت ما قلته لهم
قلت لهم ان اردتم ان تفصلوا هذه الاجهزة وهو ما يزال يتنفس فاقتلوني معه وادفنوني في قبره
دافعت عن حياتك امام العالم ثلاثون عاما
لأنني اعرف ان كنت مكاني كنت ستفعل ذلك لأنني اهواك
اهواك يا نور عيني كما لم تهوى امرأة من قبل
انتظرك كمن ينتظر شربة الماء في حضن الصحراء القاحلة
أين انت
سقطت دمعاتها الدافئة على وجهه فشعرت بحركته ربما كانت دموعها كالامطار التي قد تحيا بها الصحاري
وحدثت المعجزة
بعد ثلاثين عاما قام بفتح عينيه ليراها امامه
في البداية بهرته الاضواء وتشوشت رؤيته فعينيه مغلقة منذ ثلاثين عاما لم تر ضوء
وعندما بدات الرؤيا تتضح نظر اليها متعجبا كانت هي مذهولة لا تصدق انه اخيرا معها
اخيرا رأى واخيرا بدا يفتح فمه ويهم بالكلام
قال : أين أنا؟ ومن أنتي؟ تذكرينني بزوجتي الجميلة لكنك اكبر منها كثيرا فهي ما تزال شابة غضة
شابة غضة
اوقفتها الكلمة كثيرا
لأول مرة تتذكر انها كانت شابة وافنت شبابها على امل الانتظار لم تستطع الاستمرار
حملت شيخوختها وجرت بها بعيدا عن الغرفة انه ليس هو من انتظرته كيف لم يعرفني
كيف لم يراني بقلبه  ويتهمني بأنني عجوز
ثلاثون عاما قضيتها بجوار سريره لا افعل شيئا الا انني انظر اليه هو
لقد نسيت ملامحي  لأنني لا ارى سواه انتظر ان ينطق بكلمة وحين نطق وصفني بانني عجوز
ثم كيف له ان يحيا مع عجوز مثلي انه فقد ثلاثين عاما من عمره قضاها في غيبوبة
فالعمر يتم احتسابه مما تكتسبه من الخبرات الحياتية هو الآن عمره خمسة وثلاثون عاما بينما انا تخطيت الستين
كيف لشاب مثله ان يرتبط بمثلي
الدموع لا تريد ان تتوقف ربما لامرأة مثلها قد كتب عليها الدمع في كل الاوقات وان الدموع هي حياتها وما تبقى لها
سارت في الشوارع بغير هدى لا تعرف اين تذهب  وبمن تلوذ
بينما هو سأل احدى الممرضات عمن تكون تلك العجوز وحين اخبرته بكل شيء وعن الايام الطويلة التي قضتها بجواره و عن دفاعها المستميت لابقائه حيا كأنها تعلم انه سيفيق في احد الايام
حينها تذكر كل ما فاته تذكر حبه وعشقه وهيامه بها بل زاد ما كان يشعر به قديما اضعافا وجد نفسه رغم المه يقوم يبحث عنها
نزل الى الشارع
ما كل هذه العمارات الشاهقة ؟ اين انا
ليست هذه البلد التي عرفت ملامحها اختلفت
الناس مختلفون
ثلاثون عاما قد يموت فيها الكثير وقد يولد فيها الكثير
الزحام شديد والناس مسرعون يجرون في كل مكان الا هو واقف كالأبله لا يفهم من اين يبدأ والى اين يلوذ
بعد ثلاثين عاما من اللاوعي أفاق ليضيع حبه ويضيع من أحب


39 التعليقات:

افروديت يقول...

ليته ما فاق !

رأها عجوز ونسي أنهاأول شخص رأته عيناه عندماأفاق وشعر أنه حي


قصة قاسية علي بطلتها يادكتور


تحياتي لك

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

نساء خلقن للوفاء فقط لم تعدن موجودات
ولكنه وفاءا اضاع حياتها
فقد كان وهما ان تنتظر
تحيتي ايها المبدع

غير معرف يقول...

ياااه كم شعرت برعشة في جسدي بدأت من حشرجة صوتها الذي سمعته بقلبي وهي تناجيه بلا صوت بلا حركة مجرد جسد يتنفس ملقى على السرير مروراً بتلك الدمعة التي سقطت على وجهه لتبلل عينيه بماء الحياة ليفيق ويراها ليراها ولا يشعر بها ليجرحها دون أن يضمد جراحها يااه ماأصعب أن تحب وتناضل من أجل حبك وبدلاً من أن تسمع كلمات الحب تتلقى جراح فوق جراحك كيف نتعجب لو هامت بوجهها في الطرقات ؟!
كيف نتعجب لو أسقطت من قلبها وليست عينها الأف الدمعات ؟!
كيف نتعجب لو صرخت ووصل صراخها عمق الروح فينا ؟!
كيف للحب بعد ثلاثين عام أن تجده أمامها سراب ؟!
كيف أستطاع أن يكافئ صبر السنين بطعنة أدمت القلب وقتلت الفرح قبل مولده ؟!
ماذا لو كان رأها بقلبه وضم يديها بحنانه بدلا أن يبحث عن ملامح الجميلة التي أحبها منذ ثلاثين عاماً مضت لكنه فجأة وجد من يهز عقله المشوش ليبحث عنها من جديد أضاعها حين كانت بين يديه ليست فقط الأبنيه والشوارع التي تغيرت فهو يبحث عن هو وهي "
؛؛
؛
مصطفى
ورب السموات أدمعت عيناي بهذا البوست ولا أعلم لماذا ولكن ماأدركه أنك لاتكتب القصة بل تجعلنا نشعر أننا نراها لانقرأها لذلك تلامسنا بصدقها "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

faroukfahmy يقول...

اخى سيف
قصتك الرائعة ذكرتنى بفيلم اجنبى قديم كان بطله يعانى من مرض عضال ، وراى الاطباء ان شفائه يتوقف على عملية يدخل فى تركيبها عقارات قد تكتشف بعد ثلاثين عاما وكان وقتها هو وزوجته قد تجاوزا الثلاثين ، واصرت الزوجة على ان يعمل الاطباء على موته اكلينيكياالى مايقرب من الثلاثين عاما وتلاقيا الزوجان ولكن بعد ان وصلت زوجته الى سن الستين وكان لايزال هو فى سن الثلاثين وتلاقى شباب الزمن مع شيخوخة العمر، ولا اذكر النهاية ولكنك ببراعة متمكنة انهيتها بضياع حبه ومن احب وهذه طبيعة البشر يقابل الوفاء بالغدر ، وهل جزاء الاحسان الا الاحسان

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
أبو مجاهد الرنتيسي + أحلام الرنتيسي مروا من هنا وأعجبوا بهذه القصة بما فيها ومن ألم
نسأله سبحانه وتعالى أن نكون من الاوفياء وأن يجنبنا الغدر

تقبل تحياتنا

reemaas يقول...

مش عارفة ليه يا مصطفى انا مافهمتش القصة على اساس غدر من زوج لزوجته جايز انا اللى فهمت غلط وجايز كل يغنى على ليلاه وجايز علشان انا مسيطر عليا فكرة معينة فبفهم على اساسها بس لو انا وصلانى صح هقولك ان الغيبوبة ماكنتش من 30 سنة ويخوفى فعلا لبعد ما فاق يضيع كل حاجة من ايده بالانبهار ده

اكتر حاجة توجع انك لما تيجى تئذى تعمل ده لاحب الناس عليك وتقول ماكنش قصدى

ابراهيم رزق يقول...

من حكمة الله ان الزوج و الزوجة يكبران سويا و تبقى النظرة الحقيقية لكل منهما للاخر هى نظرة الشباب حتى لو بلغوا من العمر عتيا
قصتك جميلة لكن لو نظر فى المراه لاكتشف الحقيقة و اكتشف انه كبر فلا اطال النوم عمرا و لا قصر فى العمر طول السهر
حياتنا و انفاسنا نقضيها على اى صورة
اما عشق البطل فهو عشق اكانيكى
اخيرا اعرف سيادتك ان الجزء الخامس عشر من المعطف قد كتب بمدونة الام العظيمة صاحبة التعليق الذى اعجبك و على فكرة هى من المعجبين و المتابعين لك و المدونة اسمها
اتمشى بين ضلوعى
يا ريت تتابعها انت و كل زوارك الكرام
تحياتى و تقديرى

مصطفى سيف الدين يقول...

افروديت
معكي حق اختي العزيزة
لقد سي ولكن عذره هو تشوش الرؤيا بعد ثلاثين عاما من الظلام
تحياتي

مصطفى سيف الدين يقول...

سواح في ملك الله
ربما لم يكن يجب عليها الانتظار
ولكن ليس لحياتهامعني بدونه
تحياتي لك اخي العزيز واشكرك على تعليقك الرائع

مصطفى سيف الدين يقول...

ريماس
دوما لتعليقك عبق خاص
اشكرك اختي العزيزة لانفعالك وتأثرك بالقصة
تحياتي لكي
تواجدك هنا اسعدني

مصطفى سيف الدين يقول...

فاروق فهمي
اقسم بالله انني لم ارى هذا الفيلم
وما كتبته هنا ما هو الا فكرة اثارت خاطري ووضعت لها رموزا ربما سأكشفها لكم فيما بعد
تحياتي لك واشكرك على تعليقك الجميل

مصطفى سيف الدين يقول...

المنشد ابومجاهد الرنتيسي
تحياتي لك ولاحلام الرنتيسي
وشرف لي ان تنال قصتي اعجابكما
اشكركما للمرور الرائع والتعليق الاروع

مصطفى سيف الدين يقول...

reemaas
هو اصلا مكنش غدر من زوج لزوجته
هو حماقة افضت للضياع
حماقة نتجت عن تشوش رؤيا من عاش في الظلام ثلاثين عاما
ثم فتح عينيه ليغزو النور فجأة عينيه فلا يرى جيدا
اشكرك على تعليقك الاجمل
تحياتي لكي
نورتيني

مصطفى سيف الدين يقول...

ابراهيم رزق
حقا من حكمة الله سبحانه ان الزوجين يمران دوما بنفس الظروف يواجهانها سويا فيخرجا اقوياء دوما بعد كل ظرف
تفاهمهما يقوي اواصر العلاقة بينهما
ومعك حق لو رأى وجهه في المرآة لربما اصابه الجنون حين يكتشف ما زال فعل فيه ما نامه وهو يظن انه نام بضع ساعات
بالنسبة للجزء الخامس عشر ومدونة اتمشى بين ضلوعي بالتأكيد سأمر من هناك
اشكرك على تنبيهي لذلك
واشكرك على تعليقك الجميل
تحياتي

غير معرف يقول...

مساء العطر مصطفى

ولماذا رأى الجميع بأن الزوج مخطأ ؟؟

لقد قام من غيبوبته مشوش فاقد لكل تركيز وجائز بأنه لم يعرف بأنه كان في غيبوبه لمدة ثلاثين عام فلماذا نحاسبه على كلمة واحدة صدرت لا إرادياً منه ولو كان قليل الوفاء لما تبعها بعد ذلك يبحث عنها في زحمة المدينة الخانقة التي تغيرت ملامحها عليه كما زوجته ليعيش في غيبوبه ولكن من نوع آخر ...

رائعة تلك الزوجة بقصة وفائها والذي أشعر بأنه أصبح شبه نادر بين بني البشر فمن تفني عمرها تراقب رجل لمدة ثلاثين عام هي ملاك بكل ما تحويه هذه الكلمة من معاني ولكن لو أنها أنتظرت قليلاً ولم تكن ردة فعلها السريع هو الهروب وأفهمته من تكون وما هي الحكاية لما حدث جرح شرخ قلب الأثنين لأنني متأكد بأنه تألم مثلما تألمت لأنه كان في حاجة لها بأكثر مما كان في غيبوبته لذلك فالهروب لا يعالج ألم ...

قصة جميلة كما هي عادتك

تحياتي لك ولبداعك

مصطفى سيف الدين يقول...

ريبال بيهيس
صدقت اخي العزيز
السبب هو تشوش الرؤيا كما قلت سابقا
هذا التشوش ما يحيل الضوء ظلام
فظلام ثلاثين عاما لا ينيره مجرد ضوء عادي يذهل العيون
بعد ثلاثين عاما من الوفاء كانت تنتظر حرفا تروي به ظمأ الايام
وحين نطق بذلك الحرف كان كالسكين التي احالت صباحها لظلام
تحياتي لك واشكرك لمداخلتك الرائعة وتعليقك الثري

سندباد يقول...

معلش يامصطفي انا هاخد منحي اخر غير كل التعليقات والله اعلم بقي اذا كنت انت تقصد اللي هاقوله ولا انا هاشز عن القاعدة
مصر بعد ثلاثين عام من الغيبوبة فاقت ومش عارفة تعمل ايه ثلاثين عام من الكبت ومرة واحدة بتاخد حريتها وهي لسه مش عارفة يعني ايه الحرية
انا فهمتها كده اسقاط سياسي بارع .
ومع ذلك حتي لو اختلفنا في الفهم انما انت دائما رائع ياصديقي
تحياتي الخالصة

مصطفى سيف الدين يقول...

سندباد
برافو عليك يا صديقي ده فعلا اللي كنت اقصده
تحياتي لفكرك الراقي وقرائتك المتعمقة
اشكرك على كلماتك الطيبة
تحياتي

موناليزا يقول...

اشمعنى 30 سنة:)
زى مصر يعنى:)

وفاء نادر من الزوجة

مسلمة حرة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا ضربة قاصمة لهذه الزوجة النادرة الوفاء..
ترى هل سيجدها ويكفكف دموعها؟؟؟ أتمنى ذلك فأنا أحب النهايات السعيدة وإن كانت أحيانا ساذجة وغير واقعية
ولكن أحب النهايات السعيدة
تحياتى

كريمة سندي يقول...

قصة مؤلة فعلا ولكن قدر الله ما شاء فعل

الاحلام يقول...

دائما متالق ورائع اخى مصطفى ادام عليك التالق كى نستمتع نحن
تقبلى منى دائما تحياتى الاحــــــــــلام

أمال الصالحي يقول...

كما العادة يختبئ وراء قصصك عمق المعنى، كما هذه القصة التي تحمل بين طياتها نورا انبثق بعد طول انتظار واستيقاظ من غيبوبة دامت أزيد من ثلاثين عاما..
أظنه سيعثر عليها كما طعم الحرية التي سيتذوقه كل فرد في النهاية

جميلة قصتك يا مصطفى

Unknown يقول...

المبدع الراقى: د/ مصطفى سيف
أرى فعلاً أن القصة رمزية وبها إسقاط على مصر وما آل بها الحال بعد غيبوة أو موت اكلنيكى .....
والزوجة أقصد الشعب لابد أن يمد يده إلى ( مصر) الزوج ليبلغا معاً شاطئ الأمان...
أحييك أخى على هذه الفكرة الرائعة والتعبير الأروع
بارك الله فيك وأعزك

رشيد أمديون يقول...

لا ادري لما توقعت في بداية القصة أنه سيستيقظ، لكن تصورت أنه سينكر تضحيات زوجته ويتزوج أخرى...
وفعلا القصة أخذتني إلى أن أتأمل كيف أن الزمن قد يكون عاملا في قلب الأوضاع وتغيير الأحوال... تذكرت قصة أهل الكهف مباشرة.
قصة جميلة وفيها عبرة.
شكرا لك.

Emtiaz Zourob يقول...

حسيت يا مصطفى انك بتتكلم عن مصر .. فهي الزوجة المخلصة التي انتظرت زوجها " شعب مصر " أن يفيق من غيبوبته الطويلة " ثلاثون سنة من حكم مبارك " وعندما فاق تخلى عنها وعندما عرف الحقيقة خرج ليبحث عنها ويستعيدها .. أنا على يقين بأنه سوف يستعيدها وسوف يعيش معها أسعد أيام حياته ..

مش عارفة اذا صح تفسيري للقصة ولا لأ ؟؟ عموما استمتعت بالقراءة كالعادة ..

Emtiaz Zourob يقول...

بعد قراءتي للتعليقات . . اكتشفت اني لست وحدي من فهمت القصة .. لذا وجب التعقيب ..

سكن الليل يقول...

الحياة دائما تعطينا الفرص مع كل شهقة
ربما لو اكتملت القصة
واتسعتا لسطور
لوجدناه يلتقي بها في الطريق
يأخذه الحنين لتلك العينين الحانيتين المرهقتين
من طول السهر..
ولربما وجدت فيه طفلا حملته في أحشائها ثلاثين عاما
وحين استفاق بكى ..
لكنه سرعان ما تعرف على أمه
هو ابن قلبها الذي لن تستطيع أن تهجره بعد تلك السنين..هي تتنفس بأنفاسه
تنبض بقلبه
ولربما ينبض بقلبها
هناك دائما أمل في اللقاء
**
عجبتني القصة جدا وحسيت من كلمة ثلاثون عاما
وكما عهدت في كتاباتك
دائما ما يكون لها معنى أعمق
رغم جمال سطحيتها
إلا أن في عمقها ورمزيتها سحر آخر
ونبل وطني رسم في زي حرفي أنيق
مصر التي طال بها الانتظار ثلاثون عاما
تنتظر استفاقة شعبها
واستثارة النبض فيه من جديد
حين فتح عيونه لأول وهلة
لم ير غير تجاعيد السنين
وخنادق مظلمة رسمها الشقاء
وجروحا حفرها الزمن
ولربما كان أكبر جرح
موت شعبها اكلينيكيا
هو كانقسامة الظهر لزوجة محبة
فقدت رجلها
أنيسها في الحياة
وهي تعيش له
كانت تظن ان تفتح عينيه هو بمثابة طي كل تلك الصفحات من الوجع
وبداية جديدة على صفحة ناصعة البياض
لكن لم يكن بتلك السهولة
فما ترسب وامتدت جذوره كل تلك السنين
ليس من السهل انتزاعه
يحتاج منها الصبر
ويحتاج هو أيضا نظرة في المرآة
يتعرف على ملامحه التي لربما لو رىها لظن أنه ينظر لغيره..فليمدد يده إلى ملامحه
يتفحصها
يشعرها بالأمان أنه ليس بناكر لها ولا متمرد
وأنه سيحاول محو التجاعيد
بشباب قلبه
وعزيمته
وحبه
فالحب دائما والأمل يصنعان المعجزات

*****

مصطفى سيف
أبدعت
أبدعت
أبدعت

كفاية عليك كدة واعتزل قبل ما تعمل عمل فاشل يهد اللي بنيته :P:P:P:P:P

^__________^!!
أقولك
اتجوز واقعد في البيت

@_@!!

zizi يقول...

مصطفى اولاًانا سعيدة لتعلقيك عندي على القصة(المعطف)..ثانياً..انا من اول ماقريت القصة بتاعتك وانا حاسة قوي انك بتقصد هدف اسمى بكتير من مجرد انها قصة انسانية عادية ..شوف بقى اللي انا حسيته :الأفراد يشيخون ويمرضون ثم يموتون ....لكن الأوطان قد تصاب بالخدر وعدم الوعي لمدة قد تصل إلى ثلاثون عاماًكما هو الحال في قصتك..ثم تفيق وتعود لحالة من الحيوية والشباب ...لكن الأوطان لاتشيخ ولاتموت ولو لاحظت ان (المرأة) في القصة وهي التي تمثل الشعب كانت مصرة ألاترفع عنه (الوطن)...مصرة ألا ترفع عنه الأكسجين ...فهي مدركة تماماً أنه سيسترد عافيته يوماً ماولو حتى بعد 30 سنة ...
سلمت يداك بجد..
حارجع تاني افكرك بكام حاجة :
1-لو سمحت عايزة تدلو بدلوّك معايا في موضوعاتي اللي نشراها في مدوناتي الآتية:1- مدونة القلب الأخضراني وعنوانها الإلكتروني:http://zeinabsadekragab
2-ماتيجوا نعيش عمرنا ..ربيع العمر.. وعنوانها الإلكتروني:http://zeinabsadek
3- http://etmashabaindolo3y......ودي اللي شرفتني بالزيارة فيها بس باستسمحك تشوف قصيدة:قيمنا الجميلة وتديني رأيك فيها وفي الظروف المتشابهة التي يمر بها الوطن على مدى السنين

-فيه بقى تعليق كاتباه امبارح عند ابراهيم رزق عن الفتنة الطائفية قوللي رأيك فيه إيه ..مع خالص تحياتي وشكري

Tears يقول...

فيه جمل دمعتنى لانى تخيلت المشاهد كأنى اراها

كمان فيه اجزاء فيها اسقاط مش عارفه ان كان مقصود و لا انا بيتهيأ لى

ولاء يقول...

السلام عليكم

ما اقساها من نهاية ينحر به هذا الوفاء ..!!!!

وكالعادة لم أتوقع النهاية وهذا يحسب لمهارة القاص ..

فالقاص الماهر هو الذي تكون نهاياته عكس ما يتخيله القارئ ...
وهذا ما أجده دوماً في قصصك ..

أعجبتني كثيراً وصفك لمشاعرها في بداية القصة ...أبدعت أبدعت كثيراً ..

وعذراً على تقصيري في المتابعة هذه الفترة ...

حفظك الله ورعاك .

rack-yourminds يقول...

قرأت قصتك الجميله واعجبت بتعليق الرائع سندباد

حرّة من البلاد..! يقول...

خي مصطفى
لا أستطيع ان أصف ابداعك ان تفوق كل الحدود وتبهرنا بما لديك
ما أصعب أن تفني المرأة حياتها من أجل حبها وفي لحظة تضيع امالها واحلامها ولا يدرك الامر الا بعد فوات الاوان
دمت ودام قلمك المبدع
تحياتي وتقديري

شهر زاد يقول...

اخي مصطفى
قصتك تحمل معاني غائرة لا يستنبطها سوى من قرأ القصة بقلبه وليس بعينيه من تفحصها ببصيرته وليس ببصره
فعلا كثير منا يعيش في غيبوبة وهو صاح
كثيرا منا تحمله الدنيا بعيدا فيخلف ورائه اماله واحلامه وحبه
كثيرا منا يضيع هواه في لحظات فرصة هنائه في دقائه
بارع انت كعادتك
تحياتي

someone i don't know يقول...

,
,
,

أبكتني قصتك .،

لأن النهاية مفتوحة

مع إني أعشق تلك النهايات

ولكن ليتك ماتركتها مفتوحة

كلمة واحدة تجبرنا على الرحيل بصمت لأنها جمعت إحساس موجع جداً

تحيتي وتقديري .

أمال يقول...

اااه صعبة هي النهاية
شعور مؤلم حقا على الاتنين، فالزوج يظل معذور فهو يجهل حالته الصحية وما عاشه طيلة تلك السنوات، أجد أن القدر هو بطل القصة فهو من صنع أحداثها.
كالعادة مبدع في كلماتك وافكارك.
لك التحية أخي

reemaas يقول...

طب يبقى انا فهمت صح كويس طمنتنى على الحاسة الساسة بتاعتى

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم

انا ايضا فهمت القصة كما فهمها مصطفى سيف
اقولك شىء فى البداية شىء مش منطقى شوية موضوع الغيبوبة تلاتين سنة يعنى خلتنى اقف عندها وافكر
لكن مضمون القصة انا فهمت ان اسقاطه على احوال مصر
لمدة تلاتين سنة والزوجة هى الشعب الصبور الطيب الذى تحمل كل شىء علشان بلده
بس اكيد الزوج والزوجة بعد صبر تلاتين سنة وحب لامثيل له هيرجعوا تانى احسن واحسن من سابق وهيبدأوا من جديد ولو كان مجرد يوم ماتبقى من العمر

اقولك شىء على هامش هذه القصة
انا اعرف زوجة صبرت على فراق زوجها لظروف معينة سنوات طويلة قدمت له كل التضحيات وساعدته فيما عجز عنه الرجال وصمدت امام كل المحن لكنه بعد عودته تنكر لتضحياتها وبدأ يبحث عن كل مايحب هو ويتمناه فى حياة جديدة وكل ما قدمه للزوجة الصبورة ان قال لها انك فعلت مايجب ان تفعله اى زوجة وليس فضل منك

للاسف شىء محزن وقاسى ان نرى ازواج او زوجات يطالبون الطرف الاخر بتضحيات ووفاء وصبر يعجزون هم عن تقديمه والقيام به

لكن حالتنا فى قصتك مختلفة فالزوج كان فقط يتساءل ومن صبرت كل هذه الاعوام لها ان تحاول الصمود لحظة قصيرة تشرح له ما حدث لان من صبرت عليه كل هذه السنين بالتأكيد يستحق المحاولة مرة تانية

قصتك كالمعتاد اخى العزيز تلمس واقعنا وتحلل صفاته وتفاصيله

شكرا لك اخى
بارك الله فيك دائما

تحياتى لك

Carmen يقول...

قصة رائعة كعادة قلمك تحمل من المعاني الراقية الكثير والكثير
عذرا ع التأخر في الرد
تحياتي لك