الاثنين، 24 سبتمبر 2012

جزء من روايتي جوهار صقلي ( قيد الكتابة )




حين غادرت بالأمس لم أطلب منك غلق الباب خلفك فتركته مواربا يتسلل منه طيفك بين الحين و الآخر مصطحبا معه آسلحتك , متى تعلمت القتل يا ماركو , هل نسيتني ؟ تلك الفتاة سمراء الشعر  التي تصنع من جدائلها حبائلا يتعلق بها الرجال فتقص أطرافها  ليتساقطوا من علٍ هي نفسها تلك الفتاة التي صنعت من  أحلامها طيورا تتخذ من قلبك أعشاشها , فهجرت أنت و هاجرت طيورها في الشتاء القارس صارت وحيدة منكفئة  على وجهها في الوحل تنتظرك كي تغتسل فيك , لكنك لا تأتي ابدا و تظل هي مدنسة كتلك الأميرة التي طعمت تفاحة السم فنامت تنتظر فارسها , لكن النوم لا يأتيني  و يبدو أنك لست فارسي , الأقدار لا تفرق بين حبيبين إلا إن كاناغير ممتلئين ببعضيهما , أوه  في طريقي للكفر بك
تلك الطائرات التي تحلق في السماء تكشف عن بطونها الموت و تحمل  على جناحيها اليأس في الحياة صارت مثلك كلما غزوتني , مارسيليا ليست مثلي  فمرساها هادىء  و الريفيرا يعانقها بحنان كما كنت تفعل في الماضي , كل شيء يذكرني بك كلما أردت الفرار يبدو ألا ملجأ منك , حتى ريمون يحملني إليك كلما نظرت لعينيه .
لا يمكن لصقلية مثلي  أن تحيا هنا , صقلية عاشت عمرها هاربة تنتقل بين الجدران البائسة التي تحمل بداخلها قلوبا  وجلة , و جيوفاني في قصره يربت على رأس كلبه الذي يرغي بالأكاذيب  فيصدقها فيطلق وحوشه الضارية تنهش لحوما طرية لم تستطع الحياة أن تمنحها القوة, الرحمة  كلمة لا تعني شيئا و أنت صرت مثلهم صقلي  يعشق اللحم يتلذذ كلما غزت أطيافه خلوتي و لا يتركني خلفه سوى بقايا جثة محترقة 
أتدري فيما أفكر الآن أيها البحر ؟ أفكر أن ألقي بنفسي بين ذراعيك و أمنحك قبلة أَضع فيها كل آلامي لتعلم ما صنعته بي  , و لتتعذب معي نعم أيها البحر  أطفىء ناري و اشتعالي   أو أعيدني إليه   

ضمت رسالتها إلى قلبها  ثم  بللتها بدموعها    قبل أن تغلق عليها الزجاجة فتظل كلماتها حبيسة الجدران الشفافة وتلقيها إلى ملح البحر الذي ربما يمنح مرارتها  بعض المواساة , و هي على صخرتها تراقب الزجاجة تقاوم الموج و لم تدري بنفسها إلا و هي تقفز في البحر كي يبلل الملح عيونها فيحرقها و يعطيها سببا للبكاء , لكن الملح لم يكن هو الشيء الوحيد الذائب في البحر كانت هناك كلمات و أشواق و أحلام تحملها رسائل عديدة تكسرت جدرانها فأذابت البحر في مرارتها و علمت جينا أنه حتى البحر لن يوصلها إليه 


(مقتطف من روايتي جوهار صقلي ).... رواية يبدو أنها لن تكتمل

15 التعليقات:

هبة فاروق يقول...

البدايه جميله ليه بس كده
ان شاء الله تكمل على خير
بالتوفيق يا دكتور

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
مصطفى
منذ متى وفى كتابتنا خوف من ألا تكتمل
مادام فى العمر بقاء ستكتمل وغيرها سيبدأ ويكتمل
انما نكتب لنهدى للعالم حياة
صديقى
لا تنسى كلماتى

bent ali يقول...

على فكرة يا مصطفى هتخش النار باللى بتعمله فينا ده:)

"الأقدار لا تفرق بين حبيبين إلا إن كاناغير ممتلئين ببعضيهما "

واحدة من الجمل اللى عاملة زى الرصاص
بجد لازم تكملها عشان من الواضح كدة انها حاجة جامدة

Ramy يقول...

الجزء دة لوحده قصه

يعنى متكامل مش محتاج تشرح كل الأشياء الغامضة

اللى مش عارفنها

يكفينا
أو يكفينى أنا كل المشاعر الموجودة فى الكلمات دى

اوعى تفتكر دة تقليل خالص صدقنى

لأن حقيقى الجزء مُفعم جداً

.....

بس دة ميغنيش أن لو ليها بقية أكيد هتكون قوية زى كدة (:

تسلم أيدك

أحمد أحمد صالح يقول...

بداية التكملة لم يعد القرار فيها لك دكتور مصطفى،فهو قرارنا نحن القراء،والقرار هو أن تتمها في أقرب وقت، وبإذن الله وعونه وتوفيقه ستتمها على أجمل وأحسن وجه.
..
رائع جدا هذا المقطع،وليس هناك ما يمكن أن أضيفه سوى أنني أتمنى ان أرى هذه الرواية مكتملة ومطبوعة في أقرب وقت ممكن.
كل التحية دكتور مصطفى و بالتوفيق الدائم بإذن الله.

eng_semsem يقول...

هناك اشياء واحداث في حياتنا لا تكتمل وبكون في عدم اكتمالها الوصول للشفاء لم تكتمل قصتها بما تريد ولكن ربما تذهب الى حيث تستحق
تحياتي لقلمك

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

الأقدار لا تفرق بين حبيبين إلا إن كاناغير ممتلئين ببعضيهما


طب اقول ايييييه !!!!!

الشعب يريد اكتمال القصة :)


ننتظر البقية طبعااااااا


تحياتى لك سيف التدوين الذهبى :)

أندروميدا يقول...

بداية اكثر من رائعة ... وبإذن الله تكون النهاية اكثر جمالا .

استمر اخي العزيز ... فالرواية تجربة تستحق قلما رقيقا مثل قلمك .


تحياتي العطرة

غُفرَانْ يقول...

أعطي لقلمك فرصة الحديث فالبداية مشوقة كثيراً حملتني بعيداً :")

رشيد أمديون يقول...

المبدعون لا يتوقفون، من جنس أدبي إلى اخر.. إلى الأمام.
المقدمة طافحة بالاحاسيس، جميلة.
تحيتي

زينة زيدان يقول...

مقطوعة راقية جميلة تحمل معاني عميقة شاملة وأفكار متشعبة .. متواصلة ومتصلة

هي بأحداثها مستمرة
تقودك إلى النهاية
فانت لا تقودها

كل الود أخي الكريم

** تركت تعليق سابق لا اعرف إن وصل أم لا

faroukfahmy يقول...

لالانبخل عليتا بالنهاية قمعروف غنك كرم القلم

حنين محمد يقول...

مساء الغاردينيا أستاذ مصطفى
المبدعون لاينتهي إبداعهم مهما توقفوا قليلاً
وأعلم أنك مبدع ورائع وستنهي قصتك
وتأخذنا من جديد بين سطور إبداعك
قصة رائعة كبدايه ولابد ستكون مشوقة جداً "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas

;كارولين فاروق يقول...

انا أري ان الحيره في تكمله
القصص أمر يمر علي عباقره الكتابه
فهذا امر طبيعي
ولكن لا تتركها وتيأس لأنها في غايه الروعه
والجمال فأذا انت تركتها لن نتركك
وسوف نلح علي ابداعك كي يتكرم
علينا ويشفق ولا يحرمنا من تعاطفه
نلتقي مع قصتك مره ثانيه عندما تكتمل ان شاء الله
تحياتي وتقديري

العاب يقول...

بالتوفيق