الأربعاء، 14 مارس 2012

الوَحشة و الجميل




التسلق فن لا يدركه إلا العظماء مثله (هكذا يظن) , يدين عاريتين و قلب جسور لا يخشى السقوط و دون أن ينظر لأسفل فرأسه موجهة لأعلى الجبل و عينيه تتقدان بحلم الوصول إلى القمة , بجلد يغبطه عليه أقرانه  يضع أقدامه على القمة و يحصل على الجائزة الكبرى  (الغرور) ثم  أخيرا يستطيع النظر إلى أسفل لا لكي يهبط بل كي يرى كم هم صغارا بالنسبة له ثم يهتف : أنا أعظم رجال القبيلة . 
سيفه الضاري يستطيع حسم المبارزات , فرسه الشهباء لا تكل عن الركض فهي دائما في المقدمة , أما عن ملامحه بالتأكيد ستعرفه حين تراه فوجهه كبدر تألق في ليل داجي , عينان تتسعان لك تستطيعان ابتلاعك , و لسان لا يتوقف عن ذكر محامد صاحبه  , كم أنت مغرور يا هذا
 ربما لا أحد يضاهيك من رجال القبيلة (هكذا تظن) ,و ربما كل نساء القبيلة ينتظرون لمحة تتلفت بها إليهن ( هكذا تظن)
لذا حين ذهب ليتعبد تحت أقدام (بعل ) مع باقي أهل القبيلة , فعل ما يفعله دائما رفع عينيه لأعلى نظر لوجه بعل الدميم  , كم أنت قبيح يا (بعل) إياد أجمل منك كيف  يكون قبيح مثلك إلها بالتأكيد أنت لست إله .
صرخ (إياد) : هو ليس إلها , أنا أجمل منه  
ثم ركض نحو البيداء بعيدا عن البشر حتى لا يتهمونه كهنة (بعل ) بالجنون , لم ينتبه إلى أن هناك عينين ضيقتين تراقبانه في وجه أنثى ليست بالجميلة بمقاييس أهل قبيلته ف (شهلاء ) كانت دوما تراقبه كباقي نساء القبيلة تمني نفسها به بل أتت اليوم لتركع تحت اقدام  (بعل ) و تقدم له القرابين كي يمنحها إياه , و هو الآن يركض بعيدا كالمجنون هل يهرب منها؟  
بعل يا كبير الآلهة إمرأة هي أمتك تحت أقدامك تستجير بك , كم كانت سعيدة حين جلس بجوارها يتعبد ظنت ان (بعل)أجاب توسلاتها لكنه يهرب  ويتركها , كلا لن تتركه ستذهب ورائه ربما كان مصيرها معه .
و في البيداء كان يقف و يقول : يا لهؤلاء المجانين عبدة القرود , إن بعل هذا لا يعدو ان يكون قردا بالنسبة لي .
استمعت له (شهلاء) الدميمة و اقتربت بصمت منه ثم قالت : هو إله لأنه يدع الجميع يقتربون منه الفقير و الغني , الطيب و الشرير , المحب و القاسي , كلهم يجتمعون في قربه
ضحك (إياد)ضحكة ساخرة قطعت سكون البيداء ثم قال : هو إله نعم ذلك الدميم الذي يقف هناك لا يستطيع أن يحفظ نفسه من غبار الرياح , لا يصد عنه الأمطار , كالأبله صامد على الأذى هل هذا إله؟ فليباريني في تسلق الجبال او ينافس شهبائي  في الركض , كلا ايتها الدميمة ربما لأنكِ مثله دميمة ترينه إلها فلا رجل سيقبلك غيره .
كانت لوقع الإهانة على مسمعها وقع عصا على طبل أجوف , كم هي صاخبة الإهانة و ربما تؤدي بك إلى الجنون اقتربت (شهلاء)منه أكثر ودت الإنتقام منه فقالت له : أتدري لماذا هو إله , لأنه يدعني ألمسه   
فاقتربت و لمست و جنتيه بأناملها , ذلك الملمس الحريري الذي يربكه و يفجر سخونة داخلية لا يدري لها سببا
و أكملت : هو إله لأنه يدعني أطوقه بذراعي 
ثم طوقته بذراعيها و نظرت إليه نظرة مباشرة إلى عينيه و أنفاسها تختلط بأنفاسه , في تلك اللحظة لم يعرف (إياد) كيف لعينيه الواسعتين أن غرقتا في عينيها الضيقتين بل تلك العينين ابتلعته و أثارت غرائزه اقترب منها حاول أن يقبلها فتركته ضاحكة بدلال حين تأكدت أنها ربحت المعركة ثم قالت : أتدري, هو إله لأن لا شيء يثير غرائزه .
ثم عادت (شهلاء)للقبيلة بينما (إياد) خلفها يسير كأنه ما زال تحت تأثير سحر عيونها الضيقة , هي دميمة؟ كلا لا توجد أنثى دميمة كل الإناث يملكون سحرا خاصا حين يستخدمنه فلا رجل يستطيع المقاومة حتى لو كان مثله قاهرا للجبال , بينما (شهلاء) حين شعرت بضعفه أمامها , وشعرت بدمامته حين كان مقتربا منها لم يعد يعنيها كثيرا , ربما كان ذلك أظهر قبحه الداخلي الذي تجلى في غروره .
أراد أن يتزوجها و وافق أباها فأخيرا سيتخلص من ابنته الدميمة بل و سيتزوجها فارس الفوارس لذا عجل الزفاف و تحت أقدام (بعل)  قدم الزوجان القرابين , و لمس (إياد) الإله بأنامله فوجده باردا  كالموتى نعم هو ميت بالتأكيد , هكذا كان يقصون قصته هو رجل صالح حين مات صار إلها , لماذا الآلهة لا يصيرون آلهة إلا بعد الموت ؟ ألأنهم باردون لا يملكون في أجسادهم غريزة تؤججها أنثى حتى لو كانت دميمة ؟  كلا الموتى ليسوا آلهة
الموتى ليسوا آلهة 
أمسك بحجر ضخم و ألقاه نحو بعل و هتف : لا يخيفني سخطك , أنت لن تغضب , الموتى لا يغضبون 
قام رجال القبيلة للنيل منه بعد إهانته لإلههم و أخرجوا سيوفهم من أغمادها و في ضربات متتالية  قتلوا (إياد) ليلة عرسه.
لم تحزن ( شهلاء ) عليه بل لم يكن يعني لها شيئا فلقد عفت عنه و عن كل الرجال حين رأت ضعفه أمامها و استسلامه لها , ووهبت نفسها لخدمة (بعل) تلامس جسده البارد و ترسم في خيالاتها صورا ل (بعل) بشري يراها دميمة و يقبلها دون أن يضعف أو تسحره عيناها الضيقتان , ربما برودته تقتل أحلامها لكنها لا تزال تزيل عنه الأذى و تستمد منه البرودة .

-----------------------------

خارج الإطار : حين انتهى من قراءة تلك القصة الغريبة التي ربما لا تعني شيئا قام بإغلاق الكتاب و تابع التلفاز حيث الرئيس المخلوع يقبع خلف قفص الإتهام و حدث نفسه بالتأكيد هو ليس بعلا , ف (بعل) لا يصد أحد عن الإقتراب منه  , هو رجل غرته الدنيا  فظن نفسه إلها و راودته إمرأة دميمة عن نفسه و سحرته ففجرت شهواته و ظل أسيرها إلا أنه لم يفق بعد من تأثير السحر حتى بعد أن تركته إمرأة اسمها (السلطة ) .
 فهل القادمون يعرفون ذلك؟ 


--------------

هذه القصة إهداء للصديقة / حنان ميلاد 
حيث كانت تسأل
هو علاش دايما الجميلة والوحش (شغالة بالكسرة وبالفتحة ) وعمرنا ما شفنا الوحشة والجميل ؟؟

25 التعليقات:

حَنيّـن نِضال يقول...

صباح الخير

هكذا هو الانسان صندوق مقفل مواطن الجمال و القبح تقاس للوهلة الاولى من القشور و كلما اقتربت من الصندوق استطعت ان تقرأ مواطن الجمال فيه متناسيا شيئا فشيئا قشوره فهي في النهاية زائله لانك ستفتح الصندوق و احيانا يعجبك المحتوى او يصدمك :\

:

شهلاء الدميمة صدمت اياد الوسيم كما صدمها قبح محتواه o.O

:

و هي امراة المخلوع حسناء ساحره صاخبة براقه سلبته عقله ولم ترده اليه حتى بعد ان تخلت عنه و سيراودها غيره و ستبقى تسلب الرجال عقولهم ما لم يراودها من هوى اقوى من سحرها . . بالطبع هو لن يكون اله لكنه رجل اصطفاه اله ليغير مجاري التاريخ

:

كعادتك مبدع
كن بخير .. تحياتي و احترامي

مصطفى سيف الدين يقول...

اختي العزيزة / حنين
صدقتِ
الانسان صندوق مقفل و هو مزيج بين الجمال و القبح , قد يروعك ما بداخله و قد يبهرك
نعم صديقتي امرأة المخلوع ( السلطة) و ليست زوجته ان كنتِ ترينها حسناء فانا اراها دميمة يعف عنها الرجال الذين يرون الجمال لكنها بالفعل ساحرة و ستسلب رجالا غيره بعد ان تخلت عنه
اشكرك اختي العزيزة و نورتيني

bent ali يقول...

مش عارفة يا مصطفي القصة رمزية جداً ومحتاجة من المتلقى مجهود للإمساك بيها وده مش وحش لكن التذييل اللى عملته فى الاخر افسد الموضوع فى وجهة نظري كنت احب تسيب القارىء هو اللى يحاول ويتعب عشان يوصل لمعنى رمزيتك، لكن فى المجمل مختلفة وجميلة

كلمة عجبتنى" كم هي الإهانة صاخبة وقد تودى بك الى الجنون

مصطفى سيف الدين يقول...

و انا متفق معاكي يا وفاء
فعلا مكنش لازم التذييل ده و الطبيعي اني باسيب قصصي الرمزية كده من غير تذييل
بس معرفش ليه طلبت معايا كده المرادي
بالرغم انا بافرح لما الاقي كل حد يشوف الرمزية بطريقته و تطلع مليون قصة
يلا معلش بقى مرة اكتب لغز محلول :)
شكرا يا وفاء نورتيني

زينة زيدان يقول...

قصة رائعة المعنى والرمز والجمال الأدبي

اخي مصطفى لديك حس ادبس أحسدك عليه.. وقدرة فائقة في
جعل اللغة تخدم المعنى الذي تريد ايصاله للمتلقي


وستظل الوحشة أو الدميمة جميلة جذابة في عيون معظم الرجال
وسيأسرون بحبها وشغفها
ويتهون في خلجات نظراتها الضيقة
وهي دوما ستنتصر

تحيتي لك
ولأسلوبك الشيق

شمس النهار يقول...

تصدق والله يامصطفي انا قلت ده اسقاط علي الدنيا

هي كده فعلا
بس ماجاش في دماغي السلطة

هي الدنيا بكل مافيها من مال وسلطة

سيدنا علي كان يقول ::غري غيري يادنيا.
الغين هنا عليها ضمه كبييييييرة

حنين محمد يقول...

مساء الغاردينيا أستاذ مصطفى
دائماً هناك أمور تغرينا من الخارج ملمسها بريقها ألوانها ننجذب لها بشدة ولكن ماأن نقترب ويمتزج بعضنا فيها حتى ندرك أنها لم تكن كما رأيناها هي فعلاً رائعة لو بقيت بذات الصورة ..
في البداية هكذا رأيت القصة حتى أدركت أن الوحشة هي " السلطة " هي كـ أنثى مغريه جداً ماأن يلمسها رجل مصاب بـ الغرور حتى يسقط في براثن إغوائها ورغم أنها دميمة الا أنه ماأن يلمسها ويبدأ بمعاشرتها حتى يسجن تحت تأثيرها ليجد نفسه ينجب منها
غرور وتسلط "
؛؛
؛
أستاذي الرائع
هي قصة رمزية فعلاً قد يحللها كل شخص كما يقرأها للآمانه لولم أقرأ تذييلك الأخير للموضوع لم يكن يتبادر لذهني أنها " السلطة "
ولكن أن أخفيت رمزيتك أو أظهرتها يبقى قلمك رائع ومختلف وسردك المميز ودهاليز سطورك التي تجعلنا نمر من خلالها بسعادة لنيلنا هذة الروعة "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

رشيد أمديون يقول...

مصطفى صديقي، ومن الخيال ما نتخذه نسيجا لعرض الواقع.
تحية تقدير أيها الجميل.

رشيد أمديون يقول...

استدراك: طبعا ليس جميل القصة حتى لا يكون للكلمة تأويل اخر :)
بل جميل الإبداع يا صديقي.

نسرين شرباتي "أم سما" يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية ألف ألف مبروك على الاستايل الجديد
ثانياً أعتذدر لتقصيري الشديد في زيارة مدونتك ومتابعة نصوصك الجميلة الشيقة
ثالثاً بالنسبة للقصة الرمزية:
كمن سبقني في الرأي كنت سأستمتع أكثر إن كانت من غير تذييل،، فأنت تعلم كيف أفسر الأمور وأذهب بها في عالم الخيال
سأعلق كما لو لم يكن هناك تذييل :)
أتخيلها عمل تلفازي :)
ستكون جميلة بل وناجحة :)
لم أستطع التليق متناسية التذييل
لكنها تبقى رائعة فنية،، هكذا أراها :)
تحياتي

حنــان يقول...

السلام عليكم

النص جميل يا مصطفى ككل وكالعادة،النص شديد الرمزية.
عندك ذكاء خاص جدا يا مصطفى بيضهر في اختيارك وانتقاءك لكلمات بعينها.. "التسلق فن.." .. صدقت..:)


موضوع الشكل والجوهر.. الظاهر والباطن، كان محور نقاش مع الصديقتين اسما وشيما..

نصك هذا، يحمل تاكيد لفكره ان جميلة او دميمة .. المراة،
وسيلتهاالتي بها تحصل على ما تريد، والتي تتقن استعمالها بمكر، المتيقنة من نجاحها هي الغواية ........... يا ترى علاش؟ طيب هاذا دليل ذكاءها وببساطته ولا العكس؟ ضعفها وقوته ولا العكس.. او ان حواء فاهمة ازرار ادم منذ الازل
فيها فكرة ان الرجل مهما كان علو شانه.. تتحكم فيها غريزته..


ثمة نوع من البشر .. موش لانه اكتشف قبحا ما في الشخص بيسيبه او يعافه، بل لانه بكل بساطة وصل لانه حصل عليه، على مبتغاه منه.. هاذاك الشيء البعييييد والعالي والبراق اصبح بكف ايده.. فبيسبه وبيبحث على غيره .. كان نفس الشيء بالنسبة للوحشة اللي زهدت في اياد.. او اياد نفسه في وصوله للقمة ... ثمة من يرى ان هذا حال الدنيا تجري وراها تطنشك ، تنطنشها تجيلك

حبيت في الاخر النهاية لان فعلا بعض البشر برود الحجر افضل من حياة بصحبتهم..

شكرا يا مصطفى على الاهداء وان كان صحيح انا اللي سالت لكن اقتراح الكتابة كان من شيماء

تسلم يا صديقي ودمت مبدعا

سلام عليكم-- حنان-تونس

رؤى عليوة يقول...

الفكرة جميله والاسلوب كمان
فيها حكمة يدركها فقط صاحب القلب النابض بعد تعامل مع البشر بإختلاف أنواعهم

الجمال داخلى جمال قلب وعقل وروح وهو ما نمتحن للوصول اليه لكن الخارجى هو خلقه لا تتغير


سلمت يمينك اخى

هبة فاروق يقول...

رائع يا مصطفى
اسقاط رائع لمفهوم السلطه
اجدت فى القصه من حيث الفكره والسرد واختيار المعانى والكلمات
رائع يا سيف المدونين

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم

ابداع جديد يضاف الى انتاجك سيف المدونين

نسيج مبهر وخيال رائع

استخدامك لبعل يحيلنا للجاهلية بشرها وضلالها
ويربط بين مضمون القصة وشعورنا
وتفاعلنا مع الاحداث

احييك اخى مصطفى وسعيدة بمتابعة كل جديدك
باقات ياسمين انثرها فوق حروفك الرائعة
دمت بخير

faroukfahmy يقول...

المرا’ لا تحب الرجل الذى يضعف امامها ضعفا تغلب عليه الشهوة وليست العاطفة الحميمه
شهلاء عفت عنه وعن كل رجل حين نرى ضعفه لانها تدرك تماما انها دميمه ومع ذلك شاهدت ضعفه فما بالك بمن تفوقها جمالا فهو بعيد كل البعد عن صفة الالوهية
ومع ذلك استطاعت ان تلعب بانوثتها هذا الوتر الذى اخضع شهوته لها فنزل من تصوره العالى الى تصوره الدانى
مثله مثل الرئيس المخلوع غرته الدنيا وحركت شهوته السلطوية فظن فيها الالوهية فكانت نهايته
ياليت القادم يعرف ذلك

;كارولين فاروق يقول...

ثقافه اختيار الوصف
من الصعب وجودها او من النادر وجوده
اسمح لي هذه المره اعقب علي اسلوبك الراق الرفيع فقط
لانك اجبرتني علي التوقف اكثر من مره منبهره من وصفك البليغ
فتحياتي واحترامي لكل جديد يضعه قلمك

هيام يقول...

صديقي مصطفى
الجاي مش هايعرف ولا احنا هانعرفه الا لما يقعد على الكرسي لأن للكرسي حسابات اخرى . ولاأرغب في تقبيح فقط وجه المرأة واتهامها دوما بقبح وفحش الفعل والغواية ... فان لم يكن لديه عبودية لرغباته لما سقط ولما سقطت معه وهوت كل احلامه . ربما اعتدنا دوما قول الجميلة والوحش واصبح اللامعقول هو الواقع الذي نعيشه . ربما أرى في المراة كليوبترا التي لم يغويها عشق انطونيو فقد سلبتها مصر لبها وكثيرات لم يستطع الحب أخذهم بعيدا عن وطن وواجب ونداء أقوى من الحب ... (أرى الناس اكثر صلابة في جهاد النفس من الرجال... الرمزية روعتها في فتح مجال النقاش لخلق جديد وتوليد قصة من قصة ومعني من معنى.

سعدية عبد الله يقول...

الجميل الذي لم يكن جميلا بالمعنى الحقيقي ,, والدميمة التي غلبها الغرور حين شعرت ببعض الإهتمام ولم تكن دميمة حقا

كالعادة صديقي المبدع تذهب بنا حيث لا يمكن لنا أن نفكر وتنساب الأفكار إلى متاهات غريبة عن المعتاد الذي ألفناه حتى حين نقلب الواقع ونقرأه بالمعكوس ,, تظل فلسفتك في الكتابة مختلفة ومميزة وصادقة رغم الرمزية التي تغلب عليها كل مرة

رائع مصطفى :) أبدعت وامتعت

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

مزج رائع وشكراً للاستاذة حنان ميلاد عشان خلت حضرتك تألف قصة ذات مغزى وجميلة كدا كباقي اعمالك يا دكتور

لولا

سكن الليل يقول...

الخنفسة شافت ابنها عالحيط.. قالت دة لولي ف خيط

^_^

دي بمناسبة قصة الوحشة والجميل

هي دميمة ليس لشكلها
بل لأنها تستمد البرودة من خيال ميت
دفنت نفسها تحت أقدام بعل
غرقت في أحلام لن تكون حقيقة
كانت كالعفريت الذي آآثر القمقم على الحياة بحلوها ومرها

وهو أيضا دميم
عتمة روحه المغرورة أطفأت ضياء ملامحه
ونيران غرائزه أحرقت معالمه
ولم تترك منه سوى رماد
وسحابة دخان
تلوث المكان

**

اللهم اجعلنا أترجة .. ريحها طيب وطعمها طيب

ولا تجعلنا حنظلة طعمها مر وليس لها ريح

***

مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر

رواه البخاري ومسلم

د.شيماء عبادي يقول...

أخيرا قريت ال(هوم وورك ) :)
جميلة جدا يا مصطفى دخلت دماغي يعني..
تعرف اكتر حاجة عجبتني التفاعل اللي في النفوس في القصة دي..رؤيته لنفسه ورؤيته لمن حوله..وبعدين روؤيتها هي ليه وكيف تغيرت ..

أحيانا ينكشف كل الزيف في لحظة خاطفة فيتضح للانسان انه كان غبي كبير فلا هو أراد ما تمناه حقا ولا هو كان يعرف ما يتمنى !

وراودني في النهاية السؤال الحلزوني ترى من كان الوحش ؟هل كانت هي دميمة حقا أم أن غروره صورها له دميمة ؟وهل هو كان رائعا حقا أم أن ثقتها المفقودة في نفسها صورته له ملاكا ؟

أظن أن في لحظة ما منح كل منهما قليل من الكثير الذي لديه للاخر فأصبحا متعادلين..منحها بعضا من الغرور والتكبر ومنحته بعضا من التواضع والخوف والشعور بالنبذ..

ثم انقلبت الكفة فتضخم لدى كل منهما ما منحه الأخر لتنقلب الآية..وتتبدل الأدوار..


رائعة جدا ولكن رغم التذييل الذي وضعته (وهو لم يعجبني الحقيقة ) إلا أنني رايتها من وجهة النظر التي أقولها تلك أكثر من وجهة النظر التي جاءت في التذييل

reemaas يقول...

عجبنى جدا رد فعله لما امسك الحجر والقاه على بعله

فعلا الموتى لايغضبون

تحيتى يا مصطفى عبقرى كالعادة

شمس النهار يقول...

كل سنة وانت طيب وبخير وسعادة

ويديمك ابن وصديق

Noha Saleh يقول...

هايلللللة بجد
تستاهل مليون على عشرة

شهرزاد المصرية يقول...

رااائعة يا دكتور
لا منافس لك فى استخدام الرمز أبدا
إستمتعت بها جدا