الأحد، 4 مارس 2012

خفافيش (مجموعة أقصوصات)

حجر النرد


ألقى بحجر النرد و راقبه و هو يدور و يدور حول محوره , يدور بلا توقف تذكر ما كانوا يقولون بالأمس (أن عجلة الانتاج لا تدور) تعجب كثيرا فها هو النرد  يدور ,  و أخيرا استقر كأي شيء يستقر بعد دوران يحكمه القصور الذاتي , و تذكر ما كانوا يقولون بالأمس (كل ما نبتغيه هو الاستقرار) أعاد تعجبه هل كانوا يريدون الدوران أم الاستقرار  , كان ما حصل عليه من النرد هو ( دو يك) قام بتحريك قطع الطاولة بصمت و هو يفكر في تلك المعضلة العظيمة ( دوران  , قصورذاتي , استقرار, دو يك)هي متلازمة لا تنفصل تصل بنا لشيء ما قاطعه عن تواصل أفكاره صوت خصمه قائلا بفرح : وقعت يا حدق اتمسكت خشب .

----------------------
خفافيش

عيوننا لا ترى , الظلمة تقتل الحياة فينا , نتخبط و نتعثر , نعتمد على آذاننا فقط آذاننا هي من ترى هي من يمكنها أن تحدد الطريق لتصل بنا إلى بر الأمان في تلك الظلمة ,نسينا أننا وطاويط يجب أن تخرج منا موجاتنا حتى يصلنا صداها  فنعرف إلى أين نسير لذا نسينا أن أصل الرؤية هي من داخلنا , في هذا اليوم سادت الضوضاء 
الكل يتحدث و يتكلم أتتنا أصداء من كل الجهات , أصواتهم تتحكم في سيرنا, فلترفقوا بنا و تصمتوا بعض الشيء , هل الحائط في اليمين أم اليسار  ( لا نعلم ) سربنا العظيم يتخبط بعضنا يسير يمينا و الآخر لليسار البعض للأمام و البعض للخلف و منا من قرروا الصمت و الوقوف , الضوضاء تشتد اصمتوا عليكم اللعنة  , حين تخبط الخفافيش بعضها ببعض ظنت أن عدوا ليسا منها يهاجمها فبدأت في غرس أنيابها في أجساد رفاقها بينما الضوضاء تشتد , و الأصوات تتعالى كل ذلك يقود الخفافيش للجنون , للقتل  , للدماء كل ذلك يقودهم لأي شيء إلا ان يقتنوا عيونا يرون بها

-----------------------------------
مسبحة

كان الجميع ينظر إليه نظرة وقار و هم يشاهدونه طيلة اليوم يداعب حبات مسبحته , يظنونه يهلل و يكبر و يسبح , فتمتلىء بداخلهم نظرات الاحترام و التقدير بل و يحكمونه فيما بينهم , الكل ينظر إليه و لا يرون حقيقته فقط يرون المرآة الصامتة التي تعلو وجهه مرآة تعكس مدى طيبتهم  و تدينهم و تخفي تلك المرآة ما خلفها 
اقتربت منه بصمت كنت أود أن أتعلم منه تسبيحه حتى أحظى بما يحظى 
فسمعته يعد : اليوم كذبت , اليوم سرقت , اليوم رائيت , اليوم ظننت سوء ,اليوم سببت  ... ثم نظر إلى ما تبقى من حبات المسبحة و قال يا ترى كم بقي لي من حبات المسبحة حتى أكمل الورد اليومي؟

---------------------------------------
جبن

تنشق من السيجار انفاسا ممزوجة بالخوف ثم  بعث من صدره دخانها ممزوجا بالغضب  , و حين أضاع طاقته الغاضبة الناتجة من الخوف مع الدخان , و ترك خوفه بداخله ظن أنه شفي مما هو عليه من اكتئاب لكنه حاول أن ينام بعدها لم يستطع .. فلا نامت أعين الجبناء
---------------------------------------
ألبوم صور


- الحياة  ألبوم صور هذا كل ما يتبقى منها فقط صور ثنائية الأبعاد لا تتجسد , فقط شريط أسود في المربع الأيسر العلوي و ربما كلمة رحمه الله هي ما تبقى من ذكرى
- الحياة  ألبوم صور هذا كل ما يتبقى منها فقط صور تحمل ذكريات تسجننا بداخلها فتصير الصورة ثنائية الأبعاد حياة و تصبح حياتك جزء من بانوراما الكون ترحل بصمت و لا يتذكرك أحد , و رغم ذلك بدونك لتوقفت الشمس عن الدوران و سقطت الجبال  , الحياة ألبوم صور لا يتجسد فقط بل يغمرنا و بدونه لا نكمل مسيرنا إلى الغد

23 التعليقات:

حنين محمد يقول...

دائماً مايرافقنا الدوران ويغيبنا القصور ونبحث عن أستقرار
_______________________

تصويرك للخفافيش مخيف جداُ ولكن تبقى رؤيتنا الحقيقية من الداخل
_________________________

كثيرون من يخفون خلف الطهارة دنائة وللأسف يمارسونها بحرفية مقززة
___________________

أنفاس الغضب والجبن سـ تضيق عليه وسائده فلا يغفو ولاتغمض له عين
____________________

نغادر ونرحل ونترك خلفنا صور بعضها يبتسم والبعض الآخر يبكي
وتستمر الحياة بغيابنا وتكمل الدنيا مسيرتها ..

مساء الغاردينيا أستاذ مصطفى
دائماً لأقصوصاتك حرف خاص لايشبه سواك
متمكن ورائع في فلسفتك القصصية
أبدعت والإبداع ليس بجديد هنا "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

الحياة ماهى لا لعبة نرد يتحكم فيها القدر
فتارة مكسب وتارة خسارة وبين الاثنين لحظات انتظار

**********************

خفافيش ... ما اصعب حياتنا الان التى تغرق فى ظلال الخفافيش ورفرفة اجنحتها فوق رؤسنا كل لحظة

****************

مسبحة...ماضيعنا وضيع هيبة الاسلام امام العالم الا مثل هذا الرجل ممن يدعى التقوى والصلاح ...فلا يجب ان نحكم على شخص من مجرد مظهره لكن يجب ان نعايشه لندرك معنى شخصيته وعمقها كما قال السلف
********************************

جبن.... لا يكفى مجرد انفاس دخان لنخرج ما بداخلنا من مشاعر او صفات قبيحة لكن لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

*****************************
البوم صور ...لاتعليق عليها سوى انى احب جدا اغنية مصطفى كامل البوم صور وكلما سمعتها ابكى بشدة وكل كلمة فيها هى تعليقى على خاطرتك :)


******************************

تحياتى لمشاعرك المتميزة المتفردة بروعة المعنى والحرف

دمت بخير

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

الاقصوصة الاولي

ليس معني الاستقرار يااخي هو الثبات

فالارض تدور ولكننا لانهتز ولانتخبط عليها

فللامور مقادير وموازين

لااعرف كيف اصف روعة مقالك هذا

فليس غريبا عليك ياصديقي

تحيتي لك

فلا يجب ان نستعمل الحكمة في غير موضعها

ولا يجب ان لانستعمل الدوران في غير موضعه

فلكل مقام مقال

اما الاقصوصة الثانية

فليس كل من يعيش الظلام خفاشا


اما الثالثة فحق

ان لاتنام اعين الجبناء

اما الباقي اخي

نتمني ان لاتمتلئ حبات المسبحة بتعداد الخطايا

زينة زيدان يقول...

قد أدمج كل أقصوصاتك في مسرحية واحدة أُسميها دنيا

مسرحها رقعة شطرنج تدور فوقها قطع النرد..تدور وتسكن ... لكنها أبدا لا تستقر
تمنح الربح والسعادة لشخص على حساب الآخر ..أحدهم حزين والآخر تعيس قليل الحظ..
مسرحية أشخاصها كما الخفافيش التي تعشق الظلام وتتخبط به والنور عدو لها.. تحاول التخلص من عدوها فإذا بها تؤذي نفسها....
نفاق ورياء يملأ قلب الشخصيات يرسم كل منهم على وجهه ملامح التقى والديك من فرط جهله يصيح ليأمه للصلاة الثعلب الذي يرتدي زي الفقهاء...
ساحة تملؤها الشخصيات يملأ قلب كل منهم جبن وخوف من كل نداء
تبقى لمحة جمال..ألبوم صور وذكريات ننتهي وتبقى الذكرى
نفنى ولا تفنى
نموت وتخلد في قلب صادق


أخي مصطفى
جميل هو أسلوب ترميز الأشياء الذي استخدمته
فكل لفظ أطلقته يعطينا معانٍ كثيرة
عميقة .... فلسفية جميلة

تحيتي

faroukfahmy يقول...

سيف
مجموعات قصصية يتنافس بعضها مع بعض فى اخراج الكلمة المنشودة والفكرة النشورة على حبائل من فضة
الخفافيش وحرفية المطرين واتفاس الغضب والجبن
نصوير رائع بديع باسلوب منفرد فى اخراجه وتشكيله وتلوينه
ابدعت وابدعت ياسيف

شمس النهار يقول...

ماشاء الله تسلم ايدك وافكارك يادكتور

;كارولين فاروق يقول...

احسنت يا مصطفي
عجبتني المسبحه وجبن جدا
ايه يا دكتور الفلسفه العميقه دي
يسلم قلمك الرائع
ودام يمتعنا

هيفاء عبده يقول...

اتعلم استاذ مصطفى ابحرت بنا في مجموعتك القصصية هذه
فما هي حياتنا سوى حيرة نرد ومجموعة خفافيش متضاربة كاذبة ومسبحة معاصي يتخبط بها الإنسان
ثم نجمعها كلها في البوم الذاكرة ليعيد لنا شريط الذكريات ويمدنا بألم جديد

نثرت فأبدعت

.. Asmhan .. يقول...

تلك الأقصوصات أخذتني بعيداً ..
كلاً منها كان على جرحٍ ما ..
أحببت تصويرك ببساطه للحياه
لدنيانا التى نعيش
كن بخير ,,

Unknown يقول...

مسبحة

راق لي هذا الرصد في خلفيات مظاهر من الحياة

صورة نراها احيانا في المجتمع الذي يقدر كثيرا المظاهر و يغترّ بها

candy يقول...

خفافيش دى مالهاش حل :)

rona ali يقول...

الله ايه دة متفقناش علي كدة
هو ايه دة بقي
مافيش مراعاه كمان لاي حاجه
ولا حتى تستنى ينفع كدة يعنى يعنى
تقوم تعمل فيا كدة دي مش اخوه
تلاقيك مش فاهم حاجه ياعينى دوقت
يلا افهمك بقي امري الي الله
انا ليسه مخلصتش في قصتين قبل القصه
مش قريتهم
تقوم منزل حاجه تالته انا اعترض بيجد
الحق اخلص امتى انا بقي كدة
:))))

Tamer Nabil Moussa يقول...

اقصوصات رائعة

تسلم ايدك مصطفى

مع خالص تحياتى

ستيتة يقول...

يارب ما نتمسكش خشب
ساعات يكون الأمل شيء اهبل
وخاصة ونحن نرى معطيات ونستطيع بسهولة الوصول للإستنتاج
ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
--------------------------------------

الخفافيش ها يكون عندهم عيون
بس ها تفيدهم بإيه بعد طول الضلمة
شوية شوية
أما عن خبطهم ولبطهم في بعض فدي ثقافة الزحام
كل شيء حوالين الخفافيش تقول كده
وحلها تربية وثقافة ودين
الدين الحقيقي يعطي طمأنينة لا يعطيها الزيف
ويعطي يقين بالرزق المحفوظ لا يعطيه المظهرية
الخفافيش لن تستفيد بالعيون ولكنها حجة جيدة لتخبطهم أمام الفقاريات التانية

----------------------------------

حلوة قصة نائب مجلس الشعب ونائب المجلس المحلي ونائب القصر العيني ونائب من نوائب الدهر و.....................
ياريتنا نعرف نعد ذنوبنا

----------------------------------

السيجارة لها فلسفة خاصة بأصحابها
بيقول لك ايه
السيجارة هي الصديق الوحيد الذي لا ينصرف عنك وقت الحاجة ولا يزورك رغما عنك
صديق وحدتك الصامت
اي والله بيقولوا كده

--------------------------

قال لها:أكره الصور
ونادرا ما اتصفح الألبومات
تقريبا آمل في غد أفضل من الذكريات
ثم أن الحياة بسيطة وسريعة وعابرة لا تستحق الندم
أو أنني ببساطة لا أحب الأسى وأخالف الطبع الشرقي الغارق في المأساوية
وربما هو نوع صحي من أنواع الهروب


تحياتي يا مصطفى
جميلة الأقصوصات وخاصة اول اتنين

هبة فاروق يقول...

اقصوصات من واقع الحياه ممزوجه بأبداع
راقى وموهبه فى التعبير ووصول الفكره بطريقه رائعه
أجدت فى الفكره والتعبير عنها بجداره
تحياتى لسيف المدونين

شهرزاد المصرية يقول...

ألله على ابداعك يا دكتور
تعجبنى جدا الرمزية فى قصصك
جميلة جدا و هذا ليس جديدا عليك

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

كان الجميع ينظر إليه نظرة وقار و هم يشاهدونه طيلة اليوم يداعب حبات مسبحته , يظنونه يهلل و يكبر و يسبح , فتمتلىء بداخلهم نظرات الاحترام و التقدير بل و يحكمونه فيما بينهم , الكل ينظر إليه و لا يرون حقيقته فقط يرون المرآة الصامتة التي تعلو وجهه مرآة تعكس مدى طيبتهم و تدينهم و تخفي تلك المرآة ما خلفها
اقتربت منه بصمت كنت أود أن أتعلم منه تسبيحه حتى أحظى بما يحظى
فسمعته يعد : اليوم كذبت , اليوم سرقت , اليوم رائيت , اليوم ظننت سوء ,اليوم سببت ... ثم نظر إلى ما تبقى من حبات المسبحة و قال يا ترى كم بقي لي من حبات المسبحة حتى أكمل الورد اليومي؟
................................ز
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ... رائعة هي كلماتك وصادمة

لولا

غير معرف يقول...

حقا قصص تستحق الوقوف والتسأل اين نحن ؟؟؟؟
ولهذا الفكر تقدير لا يبور
رائع كما عرفتك
وننتظر جديدك المبدع والمميز
نهنئ انفسنا بكما صدقاً لامجامله ,,
اخوك/ احمدالمسلمى(احمد85)

هدير عرفة يقول...

العزيز مصطفى
احببت النص , النرد و الظلام , المسبحة و السيجارة ثم البوم صور تقبع فيه كل حياتنا ببعدين اثنين !

اختزال الكلام في مشاهد حميمية , رائعة !
تقبل تحياتي :)

جارة القمر يقول...

بص هو انا كنت ناوية اكمل قراءة القصص بس بصراحة عقلى وقف عند كلمة اتمسكت خشب .. ومصمم يعرف معناها الاول بما انى مش بعرف فى الطاولة يعنى

ممكن يعنى اعرف معناها بقى ؟

غير معرف يقول...

مساء الورد مصطفى

مجموعة أقصوصات وإذا صح التعبير هي لوحات أدبية كل لوحة

فيها قصة وحكاية أختصرت بعدة سطور دون أن تخل بمضمونها و

أكتست جمال وإن توقفت كثيراً أمام لوحة المسبحة أو السبحة و

لوحة النرد فكلاهما كانتا لوحتان غاية في الرمزية والروعة ..

تحياتي وإحترامي

رشيد أمديون يقول...

- نتيجة أفكاره التي كان مستغرقا فيها توافقت مع واقعه فأعطت له الجواب.
- صورة معبرة، ولعلها تجسد واقعا مؤلما حقا.
انعدام الرؤية يؤدي إلى الخبط العشواء، وبعدها الهلاك.
- تصوف الظاهر، وخزي الباطن. عندما يظهر الباطن زيف الظاهر.
- الخسة قد تعطي قوة غضب لكنها كدخان السيجارة
- الحياة ألبوم صور وكل واحد يمثل صورة فيها.
تحية لك أخي مصطفى، وتحية لأفكارك الجميلة.

هيام يقول...

أخي الفاضل / مصطفى
ماقراته من سطور اليوم وما فككته من رموز يجعلني أشعر انني
أقف أمام قصاص كبير - أبهرتني بحق فكم هي غريبة دائرة الحياة
المغلقة دوران لاحداث تغيير- قصور ذاتي - وبعدها ندرك أن حياتنا
حجر نرد. في التنفيس عن مخاوفنا المرضية وآلامنا بالنفخ في السيجارة
نكتشف اننا نسلك اكثر الدروب جبنا تحرقنا وتخبسنا في ظلال وهم اسمه
نسيان ...... أما ألبوم صور حياتنا لايبقى منها بالفعل سوى
ذكرى وبعض ترحمات ... تركت السبحة للآخر لأنني اتسائل هل أتممنا
ما نستطيع به مقابلة الله ؟ (تركتنا في حيرة) - تحية لمداد قلمك