اول بوست لي في حملة التدوين لشهر يونيو 2011 والله اعلم هاقدر اكمل فيها ولا لاء بس ربنا يقدرني
قررت انه يكون البوست ده هو عن ذكرى بتمر بينا الفترة دي
الذكرى الرابعة والاربعون للنكسة اللي محتاجين نفتكرها كويس محتاجين نتعلم منها في كل وقت
اسيبكم مع البوست
صقر ضرغام
صقر ضرغام
حين نادى العسكري هذا الاسم ضحك الضباط
نادوه ان تعالى
وقف صقر ضرغام انتباه اما ضباط العدو ففي الاسر ليس لك الحق في ان تقف غير انتباه
صقر ضرغام؟ هل انت ملك الطيور وملك الغابة؟ اننا لا نراك الا فأرا مذعورا
تكاد الدموع تتساقط من عينيه وهو يتذكر ما حدث منذ ايام في حرب لم تستمر سوى ست ساعات
فمثل تلك الايام في شهر يونيو حرارة الشمس تغشى الوجوه ولا تجعله يرى الامور بتركيز فهو ما زال مشوشا لا يدري كيف حدث ذلك
كان ضباط العدو حينما يريدون السخرية ينادونه ويضحكون على اسمه
لذلك في احدى الايام امروه هو وزملائه في عمل حفرة كبيرة وحين انتهوا امروه ان ابقى بعيدا وامروا كل زملائه بالنزول في الحفرة وأهالوا عليهم بالتراب
التراب يغشى الوجوه و الدفن حيا اشد الما حين يكون لديك شيء من كرامة
حين رآهم لم يستطع ان يمنع نفسه من البكاء والنحيب هؤلاء خيرة الشباب قاتلنا معا هزمنا معا اسرنا معا لكن ذلك لم يفتر حماسنا ان هناك شيء ما يخبئه لنا الزمن ما دمنا احياء سنعود
لكنهم الآن ليسوا احياء و كل ما منعه ان يلحق بهم هو اسمه مثار السخرية كم يكره اسمه الآن
مرت الايام ثقالا وهم يتفنون في تعذيبه فهو ملك الارض والسماء ملك الطيور والغابات وللملوك عذاب مضاعف
لم يسلم شبر من جسده من ويلات التعذيب
وفي احد الايام لا يعرف اي يوم فكل الايام تتشابه لكنه يوم سبت لأن اغلب الضباط الساديين في اجازة
في هذا اليوم سمع دوي الطائرات وهي تقصف هنا وهناك لا يعرف من اين اتت او طائرات من فقط هذا ما حدث بعدها بفترة عرف ان المصريين قد عبروا القناة فسجانيه كانوا هلعين فزعين يجرون هنا وهناك في قلق شديد
بعد فترة تمت عودته لارض الوطن ارض الحرية ارض السلام بعد اعوام مقفرة
لكن حين عاد رآه يحلق عاليا في سماء بلده الطاهرة عرف ان المصريين لم ينتصروا طالما ذلك العلم القميء يحلق عاليا ويتحدى ملك الطيور في سمائه
كم صار يكره اسمه اكثر فهو يخسر كل التحديات كيف يسمى بذلك الاسم وهو لا يستطيع ان يحمي اصدقائه حين يدفنوا احياء او حتي يحمي ذكراهم وينتقم لهم حين يتركوا الحياة
الايام تمر ثقالا لكنها تمر وهو كل يوم يأتي الى ذلك المكان الكريه من ارض مصر كي ينظر الى ذلك العلم
الروائح الكريهة تملأ المكان
مرت الاعوام عديدة والاحداث تتوالى ولكنها كلها في جانب واحد
كلما قرأ خبر عن التطبيع ذهب الى ذلك العلم ووقف تحته مخاطبا اياه كيف اقتلعك من سمائي وان لا استطيع ان أغير شكل الخريطة كنت اظنني انا ملك الارض والسماء فاستطيع ان امحيك ايها العلم من سمائي باقتلاع جذور دولتك من ارضي لكن ملك الطيور ما زال حبيسا في قفصه ولن يستمر ذلك الحبس طويلا
كل يوم الروائح الكريهة تزداد لكن انف من تعود على تلك الروائح اكثر من اربعين عاما صارت لا تشم
ففي الطعام رائحة كريهة فبه رائحة مبيداتهم وحبوبهم
في الملبس رائحة كريهة فهو من نتاج الكويز
في جاره الموظف المرتشي رائحة كريهة في الطالب الغاش رائحة كريهة في المسئول الغير مسئول رائحة كريهة تعددت الروائح ولم يخلق الله له الا انف واحدة من الطبيعي الا تستطيع التحمل والموت
في احدى الايام عرف ان هناك مظاهرة شارك فيها واذ بالمظاهرة تتحول الى ثورة
ثورة من شأنها ان تعيد الحياة لتلك البلد التي مات وتيبس كل ما فيها ولم يبق فيها الا علم قميء يرفرف في سمائها
كان قطار عمره يمضي ظهره الذي انحني بفعل اعوام الصمت وعيناه التي لا تكاد ترى من خلف نظارته الغليظة الا علما بعيدا في السماء وانفه التي قتلتها روائح الايام كل ذلك جعله لا يهرب من قنابل مسيلة للدموع او رصاصات مطاطية فكيف لمن يموت كل لحظة ان يموت
بعد ايام قليلة من بداية الثورة تهاوت دولة الظلم المصرية وما زال العلم مرفرفا في سماء ملك الطيور
جرى الى مكانه المعهود لكنه لم يجري وحده آلاف ذهبوا معه كان هو اعلاهم صوتا فهو يعرف من هم اصحاب ذلك العلم
قال بصوت عال : انا ملك الارض والسماء وانت مجرد شيء تافه لا اصل له رفرف بكل قوتك الآن فسوف اقتلعك قريبا وقريبا جدا