مازال هو يقرأ الصحيفة واخته المطلقة وزوجته معا يجهزون كرة من الخيط
الصمت يطبق علي المكان تشعر حين تراهم انك امام اسرة انجليزية في القرن التاسع عشر ولا تستغرب اذا خاطب هو اخته بقوله كيف حالك اليوم ايتها الكونتيسة ولكن ذلك لم يحدث فالجو الانجليزي البارد يخيم علي المكانولا يقطعه الا صوت تقلب صفحات الجريدة
كان يقرا ان هناك صخرة اخرى وقعت من المقطم وان هناك قطارين تحطما واندلعت فيهما النيران هكذا كل يوم نفس الاخبار وبالرغم من ذلك يتابع الصحيفة بلا ملل
طرقات علي باب الفيلا تقطع جدار الصمت ولكن لم يبالي هو او افراد اسرته بالاجابة علي تلك الطرقات فقط كل يتابع ما يفعله بصمت تعودوا ان يعيشوا بلا زائر او فضولي فقط هي حياتهم داخل تلك الفيلا حياة بلا روحمنغلقين علي انفسهم اكتشفوا انهم اذا سمحوا لغريب دخول الفيلا فان ذلك سيكسر روتين حياتهم التي تعودوا عليها ومن شأنه ان يشعرهم هذا بالألم فقرروا الا يفتحوا لانسان
الطرقات تزداد ويقابلها صمت اقوى
وفي الخارج الذي كان يطرق الباب يقول لصاحبه : يبدو انه كما اخبرتك لا يوجد احد في تلك الفيلا فأنا اراقبها من فترة ولا يدخل او يخرج منها انسان
صاحبه: كيف تطرق الباب اذا كنت آت كي تسرقهم
اللص : كي لا يكون عندي اي نسبة شك في ان احد موجود بالداخل واذا فتح لي احد فسوف اسأله عن اقرب مكان للحصول علي بنزين وسأخبره انني غريب عن المكان ولكن لحسن الحظ لا يوجد احد بالداخل هيا بنا نقتحم المكان
وقام اللصوص بمعالجة اقفال الفيلا واختراق الباب ولم تلاحظ الاسرة ما يفعله اللصوص كل كان مستغرق فيما يفعله الزوجة والاخت ينظمون الخيط والزوج يتابع اخبار خلافات فتح وحماس الابدية
حين دخل اللصين اقتحمت انوفهم رائحة نتنة قوية جدا ارادا ان يقوما بالسرقة ويهربون و ودخلو حجرة المكتب وشاهدا خزينة الفيلا مفتوحة وليس بها مليم ايقنا ان هناك من سبقهم وعند خروجهم من المكتب لاحظا شيء غريب
شاهدا في حجرة الصالون ثلاثة جثث اقصد ثلاثة اشلاء لجثث يجلسون وبجوارهم كرة خيط وصحيفة فعرفا من اين تاتي تلك الرائحة
قام اللصين بالفعل الذي يجب ان يفعله اي انسان في ذلك الوقت لم يتوانيا لحظة في الاتصال بالشرطة وابلاغهم بانه عند مرورهم للسؤال عن مكان للحصول علي البنزين قد اشتما رائحة نتنة من تلك الفيلا وهم لا يستبعدون وجود جثة بالداخل
امتلأ المكان بافراد الشرطة وقاموا باخذ العينات وارسال الجثث الي الطبيب الشرعي وبعد وقت طويل جاء تقرير الطبيب الشرعي ان هذه الجثث هي لاشخاص بين الستين والسبعين رجل وامرأتين وقد ماتوا بسبب اختراق اعيرة نارية اجسادهم وهذه الجريمة حدثت منذ اكثر من شهر اذن هناك جريمة قتل وبغرض السرقة من الجاني؟ هذا السؤال هو ما يدور في مخيلة افراد الشرطة قاموا بعمل التحريات اللازمة
وبعد الفحص وسؤال الجيران الذين اكدوا انهم لم يروا اصحاب تلك الفيلا ابدا يغادرون مقرهم السكني وانه فقط هناك خادم كان يقوم علي رعايتهم وخدمتهم طيلة الوقت وهو فقط من كان يدخل او يخرج من تلك الفيلا وانهم لم يروه منذ اكثر من شهر
بالبحث تم العثور علي الخادم وتم ضبطه واحضاره ولم يستغرق الامر طويلا حتي اعترف الخادم انه من قتل تلك الاسرة حتي يقوم بالسرقة
الضابط: لماذا فعلت ذلك لماذ قمت بخيانة من تقوم بخدمتهم.؟
الخادم : اي خيانة؟
الضابط : الم تقتلهم كي تسرقهم؟
الخادم : بلي فعلت ذلك ولكن لماذا تعتبرها خيانة انا فقط قد قتلت ناس بالفعل اموات وهل قتل الاموات جريمة؟ يا حضرة الضابط المحترم قل لي شهر كامل بل اكثر من ذلك ولم يشعر احد بغيبة هؤلاء ولم يفتقدهم احد انهم اسرة منقطعة عن العالم فما الضرر من اجتثاث تلك الاسرة؟ انا الذي قمت بخدمتهم طيلة كل تلك الاعوام انا الذي اعرف ماذا يحبون وماذا يكرهون انا الوحيد في ذلك العالم الذي يمكن ان يفتقدهم ولكنني لن افتقدهم اتعرف لماذا قتلتهم ؟ لانني احتاج الي حجر يلقي في بركة حياتي الراكدة فيعيدها للحياة وجدت نفسي اصبحت مثلهم روتينيا كان يقتلني شعور انني في النهاية سأصبح مثلهم لذلك قتلتهم لانني اعلم انهم لن يستطيعوا الحياة بدوني فأنا امثل لهم كل شيء فرحمة بهم قمت بقتلهم
الضابط : تعليل غريب لجريمة نكراء انك تواجه عقوبة الاعدام بعد قتل اسرة كاملة مع سرقة أموالهم وتقول لي قتلتهم رحمة بهم؟
الخادم : هذه الاموال التي سرقتها انا الاحق بها نظير مكافأة نهاية الخدمة ولا اعتقد هناك قانون يعاقب قتل الاموات
استوقف الضابط الخادم بقوله : وجدنا في درج مكتب الضحية وصية توصي بان لك ثلث ثروته بعد مماته
ذهل القاتل وامتلأت عيناه بالدموع
فابتسم الضابط بهدوء وقال للعسكري الذي بجوار المتهم : خذه للحجز حتي يتم عرضه علي النيابة
ثم امسك الصحيفة وكان مكتوب بها سقوط صخرة اخرى من جبل المقطم وقطار الصعيد يحترق مرة أخرى ومازالت خلافات فتح وحماس الابدية بلا حل ولم يلاحظ خبرا في اخر الصفحة مكتوب باستحياء مكتوب فيه القبض علي الخادم الذي قام بقتل اسرة كاملة بداعي ان قتل الاموات ليس جريمة