مفعم بالحماس متقد الذهن صافيه , مستعد لتلك اللحظة التي بها سينال أخيرا إجازته , فاليوم هو يوم التدريب لإطلاق النار كل ما عليه أن تصيب رصاصاته الاهداف دون أن تخطىء إحداها , تم تسليمه سبع رصاصات و وقف قائد الوحدة بجواره , و أمره بأن يضرب حين يكون جاهزا .
أخذ وضع الاستعداد , رقد على بطنه كما يفعل كل الرماة , أخذ نفسا عميقا و وضع كل تركيزه داخل عينيه حيث أغلق إحداها أما الأخرى فكان يمر شعاعها البصري من فتحة الناشنكاه الخلفية إلى أعلى سن نملة الدبانة لأسفل منتصف الهدف , هكذا تعلم و هو دائما ينفذ ما يتعلم , لم يرهقه إلا العرق المتصبب الذي إن وصل لعينيه ربما صنع تشويشا و تسبب في تداخل الصور من حوله , لذا قرر بدء الإطلاق سريعا و انطلقت رصاصاته نحو هدفها
الرصاصة الأولى اخترقت ساق رجل كان يرتكز عليها و هو يقف في طابور ليحصل على بعض الخبز لابنائه .
أما الرصاصة الثانية فأصابت يد أم تقوم بإزالة دموع ابنتها التي فقدت دميتها
و الرصاصة الثالثة أصابت أنف شاب كانت تزكمه رائحة الجنة و هو يحمل في يده حجرا يوجهه نحو رءوس الطغاة
في حين الرصاصة الرابعة أصابت قلب فتاة عشقت حتى الثمالة من لا يستطيع أن يتحمل عبء الزواج
بينما الرصاصة الخامسة أصابت عين طفل كان يمني نفسه أن يرى بها العالم الجميل الذي قالوا له أنه موجود و لم يره من قبل
أما الرصاصة السادسة فقتلت عقل صبية كان يرسم أحلاما على بيت من الرمال لكن وطأته بيادات عمياء و هدمته
بقيت معه رصاصة واحدة تبحث عن هدف و العرق بدأ النزوح إلى عينيه فأطلقها لتصيب هدفا جديدا هدفا هو روحه الصافية التي تركها حين أمسك بسلاحه
و ساد الصمت برهة قبل أن يلقى الثناء من قائده الذي وقف بجواره , بينما هو بلا روح مازال راقدا على بطنه يجمع فوارغ الرصاصات المتناثرة تحت حذاء قائده
30 التعليقات:
لهذه الاسباب مازالنا نعاني من الاحباط ونبحث عن بصيص من امل
تحياتي ياصديقي
على الأقل الرصاصات السبع نفدت، فأتمنى أن لا تعود أخرى..
مازلت تمتح شواغلك الفكرية من الأحداث.
استمر...
شفت امبارح فيلم بيحكى عن يوليوس قيصر واكتافيوس ومارك انطونى وازاى كليوبترا شحنت مارك علشان يحارب اكتافيوس وخرج الاتنين بجيشين من الرومان لما لقى جنود المقدمة فى كل جيش اخواتهم واصحابهم واقفين قبالهم والمفروض يموتوهم رموا اسلحتهم ارضا
وكان رد اكتافيوس ان جنودنا اكثر حكمة مننا
ماعرفش ليه افتكرت المشد ده من البوست
صباح الغاردينيا أستاذ مصطفى
كم من رصاصة ظلم قتلت بشر وكم من رصاصة خيانة فرقت حبيبين وكم من رصاصة كذب هدمت حياة وحين يحمل البعض بين يديه رصاص فلن تدمع عينينه "
؛؛
؛
حين أقرأك يتبادر إلى ذهني ألف فكرة لذلك قلمك ممتع ومبدع لأنك قادر على إدخالنا بين ألف حكاية وحكاية في سطور "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas
يا الله
ليت رسالتك تصل
هي سبع بصمات في عمق الزمن جلبت العار له ولم تجلب غير ذلك!!!
أبدعت عزيزي سيف تحياتي الصادقة لقلمك النابض بالحياة
بالنهاية هى رصاصات قد قتلت الامل فى القلوب والعقول
فما اصعبه ألم وأقساها رصاصات غاشمة
لازلت الجراح تنزف من اثر الرصاصات ولازالت الرصاصات تتوالد وتستنسخ مثلها الكثير والكثير
احسنت وابدعت سيف المدونين
متابعة لك ان شاء الله
تحياتى وتقديرى
لقد أصابت رصاصات بطلك الروح في مقتل
..
جميل النص و بهِ اسقاطات كتبتها بحرفية عالية
دمت بكل خير
:(
للاسف هو حافظ مش فاهم
ابدعت حدددددددد الوجع يا درش اه اسمتعت بس مؤلم واحنا بنقراء واقع يكتب فى التاريخ بعار على جبنا للاسف
تحياتى يا درش هنستنى بكرة ان شاء الله
"تبا لها من رصاصات "
اسلوب
جميييل جداااا بل هو أكثر من رائع
سواد علي الفيس بوك
ولاءات كتيرة
وسواد صورة بروفايلك
وسواد واحباط كلماتك
اية يا دكتور
عايزين امل واحلام نبنيها مع بعض تاني
بلاش الاحباط ده
يلا كلنا نكتب الالم ونعطيه طاقة امل
تحياتي
صراحة أعجبتني الفكرة جداً يا صديقي
أحب هذا النوع من الكتابة العابر للأماكن والأزمنة و أحسبك تعلم أن هذا النوع المفضل من الكتابة ... رائع
رصاصات قاتلة للروح قبل الجسد
عجبتنى الرصاصات يا مصطفى وطبعا ده شىء متوقع منك ومن قلمك دمت متألقا يا صديقى
وعيد ميلادي أنا كمان .. تحياتي لمشاركتك الوجدانية
ايه البوست ده !!
يوجع اووووى بجد
رائع ومبدع كالعاده
تسلم ايدك
اخى العزيز
لن اقدر اقول ما ابشع ان تقهر شخصا برىء على ان يظلم و يقتل
فعلا بشاعة
تذكرت فيلم البرىء لعاطف الطيب
تحياتى
مش لقيه تعبير ممكن أقول
انت رائع وأوجعتني جدا هذه التدوينه
اصابت روحه الصافية التي تركها حين امسك بسلاحه
تحياتي لقلم حضرتك الاكتر من رائع
وعي ودقة ولمحة أدبية توجد في كل كلمة
رغم اليأس الجاثم بين الحروف كفاصلة
ورغم الرعب المعبء داخل صدر كل كلمة
هناك من ثقب الباب شعاع أمل
بأن الرصاصات كانت محددة " سبعة "
رقم لم يأتِ من فراغ ..سبع عجاف
والسبعة انتهت
انتهت
أتمنى ذلك
لنعب بارودنا برصصات حق جديدة يمسكها محترف بضمير لم ينتحر
تحيتي لجمال حسك المميز
كل الود أخي
رصاصات غادره !
لا بد وان تصيب صاحبها في المقتل وترديه بلا روح بعد ان يفقد انسانيته !
ابدعت يا سيف المدونين
استمتعت بمعناها وسردها ومغزاها
شكر لك
قصة رائعة
تسلم ايدك
مع خالص تحياتى
ولا ندرى استاذ مصطفى الى اين نذهب والى متى سنظل هكذا نعانى ونحن نقتل انفسنا بانفسنا
تحياتى لقلم وفكرك الراقى
تحياتى ابوداود
والله يا دكتور مصطفى ..
عندما قرأت ما سطرته هنا أحسست بالمرض يسري في عروقي وأنا أتخيلها تلك الرصاصات الغادرة تقتل أبناءنا وإخوتنا وأخواتنا وأمهاتنا وعالمنا ..
لم أتخيلها في الخليل .. أو فلسطين .. بيد يهود مجرمين ..
بل تخيلتها في درعا ودوما وحمص والرقة وحلب ودمشق ... بيد خونة الوطن والإنسانية والدين ..
أصبحت أيامنا دون دوي الانفجارات .. وأصوات الرصاص .. وإعلان أعداد الشهداء .. أصبحت أيامنا دون كل ذلك كأنها أحلام نخطفها من براثن الزمن ..
دمت بألف خير أخي مصطفى ..
أهو ده اللى صار
ده اللى حصل للى مسك رصاصاته وصوبها جهة اهله
تعبيرك كالعادة رائع
فينك من مدونتى !!:(
دمت بخير
في رصاصه طايشه صدمتني وانا اقرا البوست
ان شاء الله ربنا يححفظ اخواتنا ويحمي اهلنا ويحمي جيشنا من سقوط روحه
تحياتي
صديقي العزيز مصطفى أفتقد إبداعاتك
القصة رائعه...موجعه جداً
دائماً الرصاص لا يصيب إلا البراءة و لا يقتل إلا الأحلام بالسعاده..الرصاص سبب أنين العالم.
عجبتني النهاية و هو تحت حذاء قائده..
متمكن كعادتك يا صديقي
تحياتي و تقديري لك
ممكن نتخيل ده في الوطن العربي باكمله حاليا
معاش يا مصطفي أنا مش عارفه اكتب التعليق كويس وكل شويه اغلط
اصل الكمبيوتر عندي بايظ واول مره استخدم الاي باد
السلام عليكم...
إذا كانت ذاكرتك قوية...
فقد تكرر هذا المشهد عدة مرات في كشمير وأفغانستان وفي لبنان وفي انتفاضات الأقصى في الثمانينات..
وفي التسعينات شاهدناه عبر شاشات التلفاز وعاصرناه في الكثير من الأماكن، في البوسنة وكوسوفا والجزائر والشيشان وأفغانستان والكويت والعراق، بينما ظلت أرض فلسطين وطنا ورمزا لسفك دماء الكرامة العربية ومعاناة الإنسانية وخزي الضمير فينا جميعا.
ومع قدوم الألفية الثانية تبدل المشهد قليلا لينتقل بنا إلى الصومال والعراق مع استمرار دور البطولة في فلسطين وأفغانستان..
وها نحن الآن نعيش تهديد نفس المشهد، نراه حاصلا في سوريا واليمن وفلسطين وأفغانستان، ونرى تهديده قائما في مصر وليبيا وتونس ولبنان والمغرب والجزائر و.... السودان مؤخرا!!
ألم يكن العالم يوما أكثر أمنا وهدوءا؟
تقبل تحياتي..
إرسال تعليق