كان يراقبها في صمت وهي نائمة و هو يتذكر اوامر زيوس العظيم ان يبحث لها عن قلب يعشقها ويهيم بها و يحلق بها في سماء الاحلام
كانت اوامر زيوس لا تتضمن ان يكون ثريا فهو سيملك كل شيء الاهم هو ان يقوم على راحة الاميرة وسعادتها ارضاء لابيها الملك خادمه المطيع
كيوبيد مازال يتاملها كانت حقا باهرة الجمال نظر الى قلبها الشاغر وتسائل ترى من الذي يستحق ان يملؤك؟
وبدأت رحلة البحث في ارجاء المملكة عن قلب نوراني
ذهب الى الحانات والى الشواطىء وبحث في البيوت لم يجد بغيته
وبينما هو يبحث استمع لصوت عزف قادم من اطراف المدينة كان رجلا يعزف على آلة موسيقية اشبه بالناي سيمفونية شجن تغرق من يستمع اليها في بحار المشاعر الدافئة وتفجر براكين الاحساس في قلوب عطشى
نظر الى قلبه انه حقا بغيته قلب يفوق النور نورا ان احب حقا فسوف يمنح من يحب السعادة و الدفء لكنه وجد بالقلب صورة فتاة تراها من تكون ؟
غير مهم انه حين يعشق الاميرة سينسى اي حب آخر
امسك بسهمه شده على وتر القوس وصوبه في اتجاه القلب تماما وانطلق السهم ليجتاز المسافة الفاصلة بين حب تلك المرأة وحب الاميرة لكن حدث شيء غريب فالسهم قبل ان يصل الى قلب العازف توقف على بعد ملليمترا وسقط عند قدمه امسك العازف بالسهم لم يعرف من اين اتي لكن وجد عليه توقيع كيوبيد وفي الاتجاه الآخر اسم الاميرة لم يهتم كثيرا وكسر السهم
في تعجب ظل كيوبيد يشاهد الموقف كيف لم يخترق سهمي قلبه وكيف ملئت تلك الفتاة قلبه دون ان القي عليه سهامي اهناك من يقوم بدوري غيري في تلك الحياة ثم كيف تحصن القلب ضد السهم ومن تكون تلك الفتاة التي يحطم من اجلها سهما يحمل اسم الاميرة؟
كلها تساؤلات جالت بخاطره لم تكن لها اجابة الا عن طريق شيء واحد هو ان يزور تلك الفتاة ويرى من تلك التي فضلها العازف على الاميرة
عرف انها وصيفة الاميرة كانت تبكي وهي تتحدث الى القمر في السماء ظن انها تبادل العازف الغرام ليست بالجميلة ولا تبدو عليها ملامح الذكاء فتعجب كيف يعشق العازف مثل هذه ويفضلها على الاميرة باهرة الجمال متقدة الذكاء
نظر الى قلبها فاصابه الهلع كان يسكن قلبها رجل آخر غير العازف انه يعرفه اه نعم انه الامير قائد الشرطة ابن عم الاميرة ما تلك السلسلة التي لن تنتهي ماذا جلبت لنفسك اليوم يا كيوبيد لكنه قرر متابعة السلسلة لآخرها حتى يفهم تلك الاشياء الغريبة التي تسيطر على القلوب
ذهب كيوبيد الى الامير نظر الى قلبه فوجده شاغرا لا يسكنه احد لكنه قلب هادىء كأنه ارض صالحة للاعمار قد يكون اقل خصوبة من قلب العازف لكنه مازال يعتبر قلبا جيدا
جلس كيوبيد لا يعلم ماذا يصنع في تلك المعضلة امامه اربعة نماذج
من لا تعشق ولا يعشقها احد وهي الاميرة
ومن تعشق ولكن يعشقها غير من تعشق وهي الوصيفة
ومن يعشق ولا يعشقه احد وهو العازف
ومن لا يعشق ولكن تعشقه احدى الفتيات وهو الامير
ظل يفكر ويتدبر كيف يحل تلك المعادلة الغريبة في الحب اخيرا توصل الى حل
اقتلع قلبي العازف والوصيفة وقتلهما لكي يصبح هو فقط من يحدد من يسكن القلوب بسهامه السحرية فليس مسموح لأحد ان يضع بقلبه ذلك الشيء الذي يقاوم سهامه
ثم ذهب الى الاميرة واطلق عليها سهما مكتوب عليه اسم الامير وفعل نفس الشيء مع الامير
في الصباح شعرت الاميرة بوخز في قلبها انساها ان تعرف من الذي اقتلع قلب وصيفتها ولم تهتم كثيرا بها فكل ما يشغلها الآن هو الامير قائد الشرطة الذي كان بدوره يشعر بوخز في قلبه انساه ان يبحث في مجريات تلك الجريمة التي ادت الى قتل العازف
وبينما ذهب الامير الى الملك ليطلب ابنته تلاقيا الاميران في نظراتهما السحرية ذابت كلمات الحب لم يعرفا للحظة انهما مسحورين
بينما في جبال الاوليمب كان زيوس العظيم يقيم حفل كبير ابتهاجا بالعمل العظيم الذي قام به البطل الخالد كيوبيد الذي انقذ المملكة من الضياع
بالرغم مما فعله كيوبيد من جرائم الا انه لم يشعر بالندم كثيرا حتى حينما يجلس وحيدا يراقب القلبين الذين اقتلعهما من العازف والوصيفة ليدرس تلك القوى السحرية التي استطاعت مقاومة السهام
نظر من فوق قمة الجبل الى المملكة التي تعمها السعادة وهو الوحيد الذي يعرف انها سعادة زائفة قامت على دماء العشاق
خارج الاطار : بعينيه الزائغتين الشبيهتين بشمسين مذبوحتين وقت الغروب كان ابوللو وحده يعرف ان كيوبيد مجرد سفاح
ابوللو وحده عانى الامرين حين القى كيوبيد سهم عشق دافني في قلبه والقى سهم الكراهية الرصاصي في قلب دافني لتصده يوما بعد يوم
ابوللو وحده كان يموت كل يوم حين يرى اغلى الناس اليه يكرهه
وبعد مرور العديد من القرون صار كيوبيد رمزاً للعشق بينما ابوللو اصبح مجرد سفينة فضاء تكره البشر وتبتعد عنهم وتبحث عن الحياة في كواكب الجفاف