الأحد، 8 يوليو 2012

لن نحيا بوكسرات بعد اليوم




مستغرب من العنوان ؟ انا مش قصدي البوكسر اللي بيتلبس لا مؤاخذة طبعا 
الحكاية و ما فيها ان الأيام اللي عايشينها دلوقت و الثورات العربية رجعتني لرواية قريتها من زمان اوي يمكن من 17 سنة رواية اسمها (مزرعة الحيوان )لجورج اورويل و هو كاتب بريطاني كان في الرواية  دي بينتقد الثورة البلشيفية لكني اكتشفت ان اللي حصل في الرواية دي حصل في كل الثورات العربية على مر التاريخ  
البداية  جونز صاحب مزرعة خمورجي  بيعامل حيواناته بقسوة و عنف و يضطهدهم  و يمنع عنهم الأكل بعدين يظهر اب روحي للثورة يحيي جوة الحيوانات روح مقاومة الظلم  و يقولهم لو انتصرتوا لازم الكل يبقى سواسية و مفيش فرق بين خنزير و خروف و حصان و طائر فييجي واحد مؤمن بمبادىء الثورة يقودها اللي هو الخنزير (سنوبول ) و ينجح سنوبول في قيادة الحيوانات للثورة على صاحب المزرعة و رفاقه و يستخلص منهم المزرعة و يبدأ يحط مبادىء لثورته 
1- الحيوانات متنامش على سرير 
2- الحيوانات متشربش خمرة 
3- اللي بيمشي على اربعة كويس و اللي يمشي على اتنين شرير
4- ممنوع ان حيوان يقتل حيوان تاني 
5- كل الحيوانات متساوية 
بعدين يطلع خنزير تاني اسمه (نابليون ) كان بيعمل في الخفاء من تجهيز جيش من الكلاب المسعورة علشان ييجي في لحظة يقضي على سنوبول و ينفيه و بعدها  يتولى الحكم لكن كان الأهم بالنسباله ان شعب المزرعة يقتنع  انه ألأصلخ و اللي قلبه على المزرعة فما كان منه الا الترويج ان سنوبول خائن و عميل لجونز صاحب المزرعة و بقت لبانة في بوء نابليون  اي حد يعارضه يقول عليه انه خاين و عميل لجونز و سنوبول  ويقتله , في كل لحظة كانت مبادىء الثورة تتغير 
فمثلا اضافة جملة (الا اذا كان في سبب) قبل ممنوع اي حيوان يقتل حيوان آخر  , او كل الحيوانات متساوية بس بعض الحيوانات اكثر مساواة 
و المشهد الختامي ان الخنازير بقت بتمشي على رجلين بدل الاربعة  كل ده بيصور العديد من الثورات اللي مرينا بيها اللي بتكون ليها مبادىء زي الفل في بدايتها بعدين المبادىء بتتغير , و الرواية دي على فكرة هي السبب الأساسي اللي خلاني مصوتش ل(حمدين صباحي)  خوفي من شعار (واحد مننا) , شبيه بشعارات الرواية طبعا مش باخون حمدين بس الشعارات العاطفية اللي  بالطريقة دي بتبقى نهايتها كده في اللي يخلفه و يورث بعده  , و بتخلينا عاملين بوكسرات لما بنصدق شعار بنفتكر انه صح و انه بيمشي مع كل واحد بيحكم
يعني ايه بوكسرات؟ بوكسرات جمع بوكسر
مين بوكسر؟ 
بوكسر ده الحصان  اللي آمن بالثورة و مبادئها اللي قرر يكرس حياته و قوته و تعبه في سبيل الخير للمزرعة , اللي صدق سنوبول و حارب معاه جونز , و بعدين لما اتقاله ان سنوبول خاين صدق و معترضش , اللي شاف  نابليون و باقي الخنازير ليهم وضع خاص و مع ذلك سكت و مقللش من جهده , اللي كان بيشتغل اضعاف و اضعاف من وقته و هو متأكد ان الخير بيعم على الجميع و النهاية انه يوم ما تعب بدل ما بيتكرم   , نابليون باعه علشان يتقتل و اخد بتمنه ويسكي 
زمان لما قريت القصة دي اتأثرت من المشهد ده جدا حسيت اننا كلنا عاملين زي بوكسر  شايفين كل حاجة قدامنا و مفيش اي حاجة بتتدارى و مع ذلك لا بنكل و لا نمل فاكرين ان الخير اللي بنعمله هيعود على الكل و يمكن شايفين الخير كله بيتسرق و مع ذلك بنسكت 
فجأة جت الصرخة لن نكون بوكسرات بعد اليوم , مش هنسكت على الغلط لازم ثورة جديدة 
ده بالظبط اللي حصل في مصر ثورة 52 مبادئها زي الفل القضاء على الفساد و الاقطاع و القيام على دولة ذات عدالة اجتماعية  بقينا كلنا بوكسرات و اشتغلنا و تعبنا و ضحينا في سبيل الدولة دي و بعدين جت دولة مبارك او (نابليون )علشان يرجع لما كنا عليه من فساد و اقطاع و غياب عدالة اجتماعية  احنا كنا بنلف في دايرة مغلقة  , لذلك فليسمعها مني مرسي و كل رئيس قادم اننا لن نحيا بوكسراتا بعد اليوم
سوريا نفس القصة  بل تجلى بوكسر في سوريا يوم موت حافظ الأسد و بوكسر وقف في الشارع يهتف علشان يتعدل الدستور و ييجي بشار يبقى ريس  بوكسر شاف كل حاجة بوكسر مش غبي و لا ضعيف , بوكسر بس كان خايف ان تعبه يضيع  خاف على البطة الصغيرة اللي كان بيحطها على رجله تموت بس يا بوكسر خلاص الرصاص مش بيموت زي الخرس , الخرس بيموت اكتر , اصرخ يا بوكسر و علي صوتك وقف نابليون عند حده يمكن وقتها بس  لما تتعب تلاقي اللي يشيل همك و يحميك برقبته



الصورة دي صممتها و نشرتها على الفيسبوك يوم 23 فبراير 2011 قبل ان يتم الدعوة للثورة السورية و جالي تعليق فاكره كويس قالي تقصد مين ؟ بشار الأسد؟ دي صعبة شوية علشان السوريين بيحبوه 
و تلف الأيام و تدور وتظهر حقيقة بشار و يظهر معدن اخواننا السوريين

نصر الله الشعب السوري و حفظه و خلصنا من كل طاغية


اسيبكم مع الفيلم بقى 


27 التعليقات:

كريمة سندي يقول...

بارك الله فيك أخي في الله مصطفى على هذه التدوينة المميزة والرائعة والتي تدل على فكر نير .. وقد نشرت صورة عن الرؤساء العرب بألأقاب جديدة قبل سنتين ولكن يتقبلها الشارع العربي .. وتم حذفها والآن بدأت تتقبل هذه الصور والكلام عنهم أخذ الله الظالمين منهم أخذ عزيز مقتدر اللهم آمين

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

مصطفي ياصديقي العزيز

طبائع الشعوب هي من تتحكم في مسار الثورات

reemaas يقول...

اللى احنا عايشبنه دلوقتى يا مصطفى من وجهة نظرى للاسف ليس سوى تمثيل لنتائج الثورة المتوقعه ناس تانيه بتمثل انها نجحت وناس تانية بتمثل اننا مبسوطين

احنا فين بقى من ده ماعرفش

رحاب صالح يقول...

هي من اجمل القصص اللي قرأتها الصراحة
ولكن للأسف يا عزيزي ان السوريين ليسوا كالمصرين
ومش كل ثورة زي التانية
احنا بنحمد ربنا انه محصلش لنا زي ما حصل وبيحصل عندهم

سندباد يقول...

الله غالب علي امره ياصديقي
احسنت واحسن قلمك

افروديت يقول...

تدوينة مميزه
لا اري اي نجاح للثورة المصرية حتي الأن
وإن كان هناك أخرون يعتبرون أن مجرد تبديل النظام بنظام أخر أكثر تنظيمآ وطمعآ في السلطة نجاح للثورة فهذا من وجه نظري أكبرخطأ

Bent Men ElZman Da !! يقول...

البوكسرات فى النهايه هى اللى بتتحكم اذا كانت الثوره هتنجح والا لا
يعنى الموضوع متوقف علينا فى الاول والاخر ايا كانت بدايه الثوره ايه المهم ختامها ايه

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا أستاذ مصطفى
بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن
ورب محمد كلما قرأت لك شعرت بفخر أكبر
انني متابعة لمدونة وصديقة لحرفك
ربطك رائع بين قصة جونز والمزرعة وبين ثورات العرب
لن أقول سوى يارب أحفظ شعوبنا العربية
وخلص سوريا من طاغيتهم بشار
يارب أن يسعد قلوبنا بحرية سوريا
قبل حلول الشهر الفضيل "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas

مروه زهران يقول...

تدوينة رائعة جدا
ماشاء الله عليك دائما مبدع
فى انتظار جديدك

ظلالي البيضاء يقول...

لأنك مختلف ..
حتى تناولك للمواضيع مختلف ..
لكنه اختلاف تميز ..
وتميُّز بتشديد الياء .. لاحسن تفكرها خبز تَمِيز اللي بيصنعوه الأفغان والباكستان .. هههههه

;كارولين فاروق يقول...

لن نحيا بوكسرات
واللي عايز يبقي بوكسر
هو حر
انا مش قصدي حاجه زيك تمام
روايه جميله حاشتريها ان شاء الله
ووجودها في مدونتك اليوم مناسب للحدث
اشكرك
تحياتي

richardCatheart يقول...

انت رهيييييييييييييييييييييييييييييييب

لفت نظرى كلمة خرس ههههههههههههههههههههههههه استخدمته فى البوست بتاعى واضح انها الافضل للوصف خرس

بصراحة كل مرة بتفاجأنى برؤيتك
ربنا ينصر اهلنا فى سوريا يااااااااااااااااااااااااااااارب
وينقم منك يا بشار الكلب

شمس النهار يقول...

قريت الكتاب بس اول مره اعرف انه بقا فيلم
:)

رشيد أمديون يقول...

اتبعت تدريجا جميلا في ايصال الفكرة
أعجبتني التدوينة كثيرا

واسأل الله أن يتم العمل الذي جاهدتم من اجله في مصر، وأن ينصر الظالمين في سوريا.

تحيتي

هبة فاروق يقول...

الروايه مناسبه جدا ووظفتها بطريقه رائعه للتتناسب مع واقع للاسف اليم
عجبتنى طريقه تناولك للموضوع وتوضيح الصوره بشكل مبسط
بتعجبنى اوى تحليلاتك السياسيه يا دكتور مصطفى
بوست مميز حقا
والصوره مناسبه جعلتنى اضحك

رؤى عليوة يقول...

حلوة جداااااااا

جميل انك تكون فاكر احداث رواية لكن واضح انها عميقه اوى عشان كده متتنسيش
فعلا عندك حق والعنوان مميز


ربنا ينصر سوريا قريبا نحتفل بنصرها

الاحلام يقول...

لا سامحك الله يا بشار
تحياتى ابوداود

زينة زيدان يقول...

رؤية متميزة
و واقع محزن
وسخرية قاتلة

لنا الله وليس لنا سواه

تحيتي لقلمك النابض أخي مصطفى

جايدا العزيزي يقول...

اللهم فك الكرب والبلاء عن اهلنا فى سوريا
تحياتى لدعوتك ومجهودك الرائع

Menna يقول...

ياااااااااااااااااااه انت لخصت كل حاجة
انا بحب الرواية دي بس اول مرة الاقي حد يربطها بالواقع بالشكل الرائع ده
و للاسف لو الناس مش خدت بالها من السيناريوهات دي و تمسكت بافكارها حنفضل كلنا بوكسر لحد ما نقضي على ثواراتنا بايدنا

أحمد أحمد صالح يقول...

قرأت هذه الرواية منذ أكثر من عشر سنوات، وأظنني أعدت قراءتها مرة أخرى بعدها لأن في ذلك الوقت المبكر لم استطع الالمام الكامل بكل مغزاها، ما اثار اعجابي جدا هنا هو ربطك أحداث و شخوص الرواية بواقعنا و بنا و هذا ينم عن فهم عميق للإثين..
نحتاج دوما لا الى تغيير مواقفنا و لكن لإعادة حساباتنا لأن السير في اتجاه واحد طول الوقت دون وضع حسابات المكسب و الخسارة في الحسبان قد يخرجنا مفلسين !!
..أشكرك دكتور مصطفى على هذا العرض..
و لا ننسى سوريا من الدعاء فربما يستجاب..فاللهم أنصر سوريا بنصرك الذي ترضاه و أحقن دماء اخواننا و أرزقهم أمنك و سلامك، و كن لإخواننا في بورما و في كل مكان و لا تؤاخذهم بتقصيرنا و كن لهم أنت ان خذلناهم انك انت القوي المنتقم الجبار..اللهم آمين

eng_semsem يقول...

طبعا مش هنكون بوكسرات لسه الثوره في بداية تحقيق اهدافها يدوب عينها لسه بتشوف النور وهنكمل مش هنكون زي بوكسر
اللهم انصر اخواننا في سوريا جميل تشبيه الحكايه بالوضع الحالي
تحياتي

Yasmeen يقول...

أعجني ما خطاه قلم كثيرا
خاصة وانه أرشدني لكاتب جديد ورواية جديدة يبدوا رائعيين اعجبني التحليل ورصد أهم الأخطاء رغم اختلافي معك في الجزء الخاص بأن دولة الفساد ارتبطت بمبارك فقد جاء الفساد في أذيال الانقلاب العسكري 52 حسب الكتاب الذي اقرأه الآن - كنت رئيسًا لمحمد نجيب - فقد اتخذت العديد من الاجراءات التي هدفت لصالح فئة- العسكر - دون السعي للصالح العام ..

الفرق ان هناك ديكتاتور ذكي واخر غبي
فالذكي يلقي بفاتات الديمقراطية والحرية لتظن انه أعطاك أكثر مما ينبغي وانه مثال للديمقراطية يثور عليه الأقلية المثقفة وتحترمة الأغلبية الكاسحة

أما الغبي فهو لا يري إلا مصالحة ولا يحسب حساب الأغلبية الكاسحة فيخسر كل الأطراف ..

تحياتي لقلمك الرائعة وسعيدة لمعرفتي بهذه المدونة ^^

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

اعتذر عن التأخير فى البداية :)

واشكرك على القصة الرائعة
اجمل مافى التدوينة انك مزجت بها روح القصاص والراوى وحللت الموقف من كل جوانبه بحرفية رائعة ووضعت يدك على الرابط المشترك بين كل الثورات العربية وتوقعاتك لها من البداية للخاتمة او بمعنى اخر الى الحد الذى وصلنا اليه الان ...

وبالفعل توقعاتك صدقت فى حمدين خاصة بعد الظروف الاخيرة التى حدثت منه ونسأل الله تعالى ان يصلح حالنا وحال الامة كلها

اما بشار فتوقعاتى ان الله سيأخذه بقوة ويجعله عبرة لمن يعتبر قريبا ان شاء الله فلن يكون بعزيز على الله ولن يكون اقوى من فرعون وهامان

حسبنا الله ونعم الوكيل

تحياتى لك بحجم السماء

Salma Hesham Fathey يقول...

جميل جدا البوست،،

للأسف الشعب العربي هو بوكسر كبير.. الله يعيننا على نفسنا ف الأول ثم على كل النابوليونات :)

شكرا للفت انتباهي للتدوينة الجميلة

Salma Hesham Fathey يقول...

شكرا د. مصطفى لتوجيهي للتدوينة الجميلة دي..

نفسي نشجع نفسنا ونبدأ ,,, نقهر نفسنا الأمارة بالسوء لأن نابليون مبقاش الفزاعة عشان ما نندبحش زي بوكسر..

قصة جميلة .. وتدوينة اجمل :))

Emtiaz Zourob يقول...

ده أنت قلت اللي أنا ما قدرتش اقوله بصراحة ... تحليل رائع ووافي للقصة ، بس كان نفسي تقول حاجة عن الغراب موسى ، خايفة يكون له بعد ديني ؟!

عامة التدوينة حلوة مفيش كلام .. بس اللي يغيظ بصراحة انك قرأت الرواية قبل 17 سنة ,وأنا لسه بقرأها أول مرة من كام يوم !

:)