الجمعة، 3 فبراير 2012

و هم يزايدون ....





طار الحمام عاليا  أبى أن يبقى في اقفاص الذل و المهانة طالما كان يبحث عن الحرية عن الانطلاق , عن السماء بلا قيد عن الرحابة بلا  أغلال , كان يبحث عن الحَب المنثور على أراضيها الخضراء  , لكن ذلك الحب لا يُرى إلا من أعلى لا يُرى إلا من هناك حيث الدنيا تظهر على حقيقتها الوحيدة كم هي صغيرة , لذا حلقت الحمائم عاليا بعد أن سالت دمائها في الأرض المتشققة لنتحمل نحن عناء تلك الدماء 
هم بأعلى هناك يفرحون ينعمون تحت ظل الخالق في جنانه يستريحون , لا خوف عليهم و لا هم  يحزنون 
شهداء وراء شهداء
دماء تعقبها دماء 
و كأن الشلال لا ينتهي  و النبع لا ينضب و كئوس الدماء التي يحتسونها كل ليلة لا تشبعهم , إلى متى يحلقون بأعلى تاركيننا بأسفل نحمل دمائهم على أعناقنا نبحث عن حقوقها بين الذئاب
إلى متى سنظل هكذا نبحث عن الحقائق بين صباح ضبابي و ليلة ظلماء  
فكرنا أن كل ذلك سينتهي حينما نتسلم السلطة و تتوحد صفوفنا فبادرنا بانتخابات برلمانية  حوالي ثلاثين مليون منتخب صدقوا ذلك و أنا منهم , اخترنا من كنا نظن أن فيه الخلاص و طالبناهم بالقصاص , إلا أننا فوجئنا بمتغيرات مزايدات تتبعها مزايدات و حديث الصباح و المساء لا ينتهي ما بين صياح و هتاف و عواء بل أيضا و مواء قط يتمسح في قدم سيده طالبا منه ربتة حنان , هكذا كان البرلمان . صدمة قوية نتابع ذلك الذي قال ( تعويض الشهداء لا يكفي فليكن مائة ألف جنيه )فيرد الآخر (بل مائة و خمسون )فيقوم ثالث (بل مائة ناقة أي يقدر بخمسمائة ألف جنيه ) و من يزيد؟ من يزيد ؟ ألا أونا ألا دوي ألا تريه  ألف مبروك سيدي أنت الفائز فليبق الحال على ما هو عليه .
نتابع الذي يصيح قائلا (فلينقل مبارك الى مستشفى طرة) فيهتف آخر (بل نعجل بمحاكمته ) بينما يقول الجالس في الخلف و صوته يجلجل القاعة (نريدها محاكمة سياسية ثورية ) ألا أونا ألا دوي ألا تريه الف مبروك سيدي أنت الفائز فليبق  مبارك في المركز الاعلامي بينما يلقى مصابي الثورة في الشوارع
في جلستين سادتي النواب صدمنا فيكم  صدمنا في كيفية ادارتكم للأمور صدمنا في طلبكم للكلمة كي تظهروا في التلفاز
ثم أتت المأساة يوم الاربعاء الأسود فانتظرنا  منكم ما يسد جوعنا من العدالة و ما يبلل شفاهنا من الحق فوجدنا أيضا المزايدات تحلق في سماء البرلمان ليأتي قائلا ( نحاكم وزير الداخلية في منصبه دون عزله فيصبح أول وزير يحاكم في منصبه ) سأقبل الاقتراح والنصف الأول من حيث الشكل مع اختلافي في المضمون فهي وجهة نظر و كل وجهة نظر تستحق الاحترام لكن تعقيبك بأن يكون اول وزير يحاكم في منصبه ذلك غير مقبول ففيه من المزايدات ما يفوق احتمالنا حتى و ان كان صحيحا لا يصح أن تقال فنزايد على من سبقنا وان نتخذ قراراتنا على اساس ان تكون تلك الفكرة رائدة نحن لن نشترك سيدي الفاضل في موسوعة الارقام القياسية .
أما عن القابعين في محيط وزارة الداخلية فهم أيضا يزايدون و ان كانوا لا يزايدون فهم يحسدون الشهداء و يريدون اللحاق بهم فقد يأسوا من أن يحيوا أحرار ولا يعلمون أنهم يضرون بوطنهم , لماذا نريد اخذ حقوقنا بايدينا؟ أليس لكم نواب , ألم ترهم؟ لكنكم لا تحترمون سيادة القانون ؟ و ماذا فعلت القوانين لنظام فاسد
نلوم من هناك عند وزارة الداخلية و يلومونهم ولا يدرون انهم معهم انما يلومون ظلمهم و غدرهم

نزايد و نزايد من يوم 25 يناير  سواء كان الشعب او النواب او الفلول او حتى مبارك الذي قيل عنه انه حمى الثورة أعتقد انه بالفعل حمى الثورة كما حماها المجلس العسكري و لكنهم حموها في فرن من الجحيم
 رحم الله الشهداء في كل وقت و كل حين و كل مكان  , الشهداء الذين نعرفهم و الذين لا نعرفهم  , الشهداء الذين قتلناهم بصمتنا اعوام كثيرة ماضية و الذين قتلهم صراخنا و هتافنا كي تعود لنا عزتنا  , كلهم شهداء  يستحقون ان نتذكرهم

------------------------------------------------
إن شاء الله اذكركم  بمراسم توقيع كتابي (ضوء أسود ) في معرض الكتاب سراي 2 جناح (كيان كورب)يوم الاحد الساعة السادسة مساء
هو ليس حفل بالمرة 
يسعدني حضوركم
و يسعدني أن أرى وجوها لها مكانة في قلبي لكني أريد أن تكتحل بها عيني
أعلم أن الظروف صعبة لكن حاولوا 


14 التعليقات:

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم

والله اخى ان القلب موجوع والألم والحزن يعتصرنا
انا لله وانا اليه راجعون
لاكاشف لها الا الله تعالى

لكن يجب على كل فرد ان يتماسك ولاستسلم للاستفزاز لان هذا مايريدونه من الشباب

اللهم ارحمنا واحمى بلادنا
حسبنا الله ونعم الوكيل

/////////

بالتوفيق اخى مصطفى ربى يتم عليك الامر فى حفل التوقيع بخير ان شاء الله
وسامحنى اخى فأنا لا استطيع الخروج بسبب حالتى الصحية الحمد لله
لكن اسأل الله القدير ان يتم عليك السعادة والخير
بالتوفيق دايما يااارب
حاول تصور الحفل فيديو يامصطفى علشان ننزله بالمنتدى


تحياتى لك

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

بهنيك يااخي علي كتابك

وعايز نسخة بتوقيعك

ربنا ييسر الامور

بس اذا محضرتش متزعلش مني

قد تضطرني الظروف

ستيتة يقول...

خنقة
وفوق الخنقة ألم وخوف
وفوق كل ده دعاء لله إن الدم ده كله لا يذهب هباء
لو طهر بلد وحررها ها يبرد نار اهل فقدوا احلى الأحباب
والله العظيم الواحد ما عارف ياخد نفسه
الضلوع خانقة القلب والدموع لا تطاوع ولا نملك إلا ان ندعو الله ان يفرجها

أمال يقول...

إن لله وإن إليه راجعون
الله يرحم جميع الشهداء ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته

اتمنى لك كل التوفيق في حفل التوقيع

faroukfahmy يقول...

العقل يا مصطفى ملسوع والقلب موجوع والرجاء مخدوع
ان لله وانا اليه راجعون

ولاء يقول...

السلام عليكم

ماحدث في الأربعاء أحزننا كثيراً ...

رحمهم الله وغفر لهم ..

وأتمنى أخي أن تصلوا إلى ماترتؤون ..

كريمة سندي يقول...

رحمهم الله وحسبنا الله ونعم الوكيل

مبارك صدور الكتاب فرحت لك من قلبي ربنا يوفقك

رشيد أمديون يقول...

شيء مؤسف أخي مصطفى
وقد أوجعنا الحدث جميعا.

لا أميك إلا الدعاء للشهداء
والله لا يضيع أجر المحسنين.

أعانك الله في توقيع كتابك
قلبي معك

Unknown يقول...

مصر تباع في مزاد خفي منذ الأزل !

لكن الآن حين قاربوا على الإنتهاء منها ،
فالدور على أرواح نقاء .. بريئة .. طاهرة
يزايدون عليها باللاشيء .!
واللاشيء أصبح ذا قيمة عنا ..
مع إنهم لو يعلمون غلاها ليبكونها كم تبكيها الأمهات الثكالى ..

سياسة الغباء التي يتبعونها ،
سترد في نحورهم بإذن الله ..

وربنا يسلم البلد وولادها من كل شر ..

سلمت وسلمت يداك ،
وموفق يارب في حفل توقيع الكتاب ..
ويارب يكون يوم جميل تترد فيه المظالم لجل تتم فرحتك على خير .

دمت بخير .

Unknown يقول...

كلام رائع جدا يخاطب الهوى والروح
بصراحة ما احد تعليق افضل مما قلته ^^!
سرني تواجدي هنا
اخوك هنا : http://devnasser.blogspot.com/

BNT ELISLAM يقول...

السلام عليكم
ان لله وان اليه راجعون ربنا يرحم الاموات جميعا
عاوزعه اقولك ان كلمه حسبى اله ونعم الوكيل من قلب ام او اب اوخ ضاع منهم غالى صعبه اوى وتسااوى كتير تحياتى لك على البوست ومبروك على توقيع الكتاب وكان نفسى ابقى معاكم والله بس ظروف البلد مبروق يابرفسير وعقبال التوقيع المليون

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقاً الجميع يزايدون ليس إلا
رحم الله الشهداء الأبرياء ضحايا المؤامرة الدنيئة التى لم تخطط لها جماهير بورسعيد و لكنها للأسف انجرت وراء من خططوا لها و هم المنفذون للأسف.
أما المزايدون أمام وزارة الداخلية فماذا يريدون لو كانوا يريدون الاعتصام فالميدان موجود ولكن أيضاً للأسف هم ينجرفون وراء من يريد إحراق الوطن (أنا أو الفوضى)
هل هم يريدون إسقاط الداخلية
الداخلية ببساطة ينطبق عليها (لا أحبه ولا أقدر أستغنى عنه)
دعونا من تلك الافعال التى لا جدوى منها إلا زيادة عدد الموتى ولن أقول شهداء فمن يذهب أمام وزارة الداخلية ليشيع الفوضى فى الوطن فى وقت نحن فيه فى أمس الحاجة للأمن لن أقول عليه شهيد إلا إن كان فى حالة تفاوض لعودة الأمن هناك.
دعونا نعمل عقولنا.
شكراً يا دكتور لطرحك الجميل
هشام

صمت الورود Esraa يقول...

انا لله وانا اليه راجعون
رحم الله الشهداء

وكان الله مع اهلنا فى مصر الحبيبة

احترامى

غير معرف يقول...

:(
وستبقى مصر الي الابد بلد الامان
حسبنا الله ونعم الوكيل
معانا ربنا :)
وبهنيك على كتابك:)
بالتوفيق