الثلاثاء، 26 أبريل 2011

اسطنبول


كان حولها البشر يمشون ويقفون يتكلمون ويبتسمون منهم الغافل عن الطريق منهم من يتكلم في هاتفه المحمول منهم من يسير مسرعا منهم العبوس ومنهم السعيد وكعادتها جالسة في نفس المكان تراقب الناس كانت تأتي الى الميدان يوميا ليس لأنها تعمل بالمجمع وليس لأنها تحب الميدان ولكن شعورها القاتل بالوحدة يجعلها دوما تأتي هنا لتجلس بين اكبر بقعة بها حركة في مصر تراقب الموظفين والمواطنين والطلبة حولها فتشعر بالامان
كانت قد تخطت حاجز الستين منذ سنوات وخوفها الدائم من ان تموت في شقتها فلا يشعر بها احد لانها منطوية ذلك الانطواء الذي جعلها بدون اصدقاء او اهل  مما حثها عن مراقبة البشر فقط
في الايام الماضية حين كانت تأتي للميدان كانت هناك ثورة وازدحام شديد كانت تأتي ليس ايمانا منها بالثورة بل لانها اعتادت ان تقبع في مكانها هذا وهو روتين الحياة الذي تعودت عليه لم تهتم كثيرا بهتافهم او تفهم لماذا يثورون بل كانت تريد ان تبقى بين الناس حتى ان ماتت وجدت من يدفنها تجلس هنا يوميا تراقب ايام عمرها تسقط ورقة وراء ورقة كانها شجرة يابسة
ليس لها رصيد في الحياة الا ذكرى والدتها
والدتها ذات الاصول التركية سليلة البشوات كانت دوما تحدثها عن جدها الباشا وقصوره واطيانه واراضيه حتى قامت ثورة يوليو وجاء عبد الناصر فامم البلد واخذ اراضيهم كانت تسمي تلك الثورة بالسرقة لانها سرقتهم ولم تبق او تذر من ممتلكاتهم
كانت حكمت لديها اربعة اعوام  حين حدث ما حدث لا تعرف ولا تفهم ولا تفقه ما يحدث حولها
ورحل الباشا خارج البلاد هربا يحمل ما تبقى من ثروته تاركا ابنته تعاني وحدها مع زوجها وابنتها تغيرت معاملة اباها لوالدتها بعد ان فقدت كل ممتلكاتها وهجرها  نعم فما كان زواجه الا عن طمع في تلك الممتلكات
ومرت الاعوام قاسية على حكمت وامها وكل يوم تزرع  في قلب ابنتها ان الثورة والمصريين قد نهبونا وهم السبب في كارثة الحياة التي نواجهها وحيدتين
 تكاد تذكر حكمت كيف كانت فرحة امها وضحكاتها المتواصلة حين انتكس الجيش المصري في 67 كانت تقول ان هذا ذنبنا يا ناصر اصولها التركية المتعمقة واحساسها بالاهانة والضياع انساها من هو العدو الحقيقي ولكنها لم يكن يعنيها من العدو منذ متى وهي وطنية هي سليلة البشوات كانت تعيش بالقصور لا تعرف غير دعة الحياة لا تفهم ماذا تعني اسرائيل لكنها تعرف ماذا يعني ناصر
زرعت في روح ابنتها ان الرجال لا يحبون النساء انما يتزوجهن طمعا سواء في الحسب والنسب او الجمال لذلك رفضت الام كل خطاب ابنتها تاركة اياها بلا زوج حتى من رضيت به حكمت وطلبت من امها ان توافق عليه قالت لها لا يوجد شيء في مصر اسمه حب فقط طمع وان الرجال في مصر انتهوا قديما ولم يبق منهم احد
بينما يمر ذلك الشريط امام عينيها وتشعر بامها تحدثها وتخاطبها لتزرع بداخلها تلك المشاعر الغريبة وجدته نعم وجدت المعطف ملقى على اطراف الطريق حملته ونظفته واعاد اليها ذكرى اخرى ذكرى حين كانت امها دوما تخرج لها ذلك المعطف الذي اعطته جدتها لها في المرة الوحيدة التي زارت فيها اسطنبول وكانت تحدثها كيف توسلت لضابط الحراسة ان يتركه لها قائلة انه هدية غالية  من جدتي
كانت كل يوم تخرج المعطف وتشم رائحته الذكية لكي تتذكر ايام صباها وسعادتها وتحدث حكمت عنها نعم حدثت حكمت عن اسطنبول وعن روعة اسطنبول وعن جمالها الدائم وان اسطنبول هي ام الدنيا الحقيقية وهي جنة الله في ارضه وهناك اهلها الحقيقيون ولم تكن لتشعر بالوحدة هناك سألتها حكمت : لماذا لم ترحلين مع جدي الى هناك
الام : من اجلك انت بقيت
حكمت: هل انا اهم لديك من اسطنبول
الام : بالتاكيد
حكمت : كم احبك يا اماه اتمنى ان يكون لدينا المال في احدى الايام لنعود لاسطنبول
والآن بعد ان وجدت المعطف وان لم يكن هو نفس المعطف لكن يشبهه الى حد كبير اعاد اليها تلك الذكرى حين باعت امها معطفها الاسطنبولي حين مرضت حكمت مرضا شديدا ولم يكن لديها المال لعلاجها كانت تشعر بحسرة امها وهي تبيع المعطف ولكنها اهم عندها من اسطنبول  .. يا لها من ذكريات
لذلك ارتدت المعطف كمن يرتدي الذكريات ويحاول ان يملأ انفاسه منها ولا يعود للحياة امسكت بتلابيب المعطف كأن الجو قارص البرودة بالرغم انه كان يوما حارا من ايام القاهرة بدأت تشعر انها في اسطنبول ويتجسد عليها  ما قصته لها والدتها
رأت قصرا منيفا يجاور البحر الازرق الصافي  رأت الكثير من الخدم يسهرون لراحتها  ويفعلون ما تأمرهم به رأت الموائد والولائم والحفلات  رأت رجال اسطنبول كما كانت تحلم بهم دائما فالرجال في مصر قد ماتوا منذ القدم ولا يوجد رجال الا في اسطنبول هكذا قالت لها والدتها رأت بينهم فارس احلامها الذي ستمنح له نفسها بعد ان صارت مجرد دمية بلا قلب او روح في مصر ستجد قلبها في اسطنبول  رأت اخيرا امها تضحك بعد ان فارقتها ضحكتها امدا بعيدا شعرت بالسعادة والهناء والمعطف يملا جسدها سرور وحبور فتضمه اكثر على صدرها وانتشت حتى غابت عن الوعي فسقطت من على الاريكة الجالسة عليها في الميدان
فرآها بعض الشباب الذين تعودوا ان يأتوا يوميا للميدان كي ينعشوا ذاكرتهم بالثورة ويبقون يحيون مجد تلك الايام نظر الشباب بعضهم الى بعض هل يعرفها احدكم ؟
قال احدهم : نعم كنت اراها كل ايام الثورة تأتي للميدان كما انه بعد ان هدأت الامور كانت تأتي وتجلس هنا بالساعات
- اذن هي ثورجية والله لن نتركها حتى تقوم بالسلامة
تعجب الشباب من ذلك المعطف الذي يغطي جسدها في ذلك اليوم الحار فموجة الحر تجتاح البلاد فنزعوا عنها المعطف وحاولوا ان يعيدوا لها التنفس حتى اتت سيارة الاسعاف
وحملوها الى المستشفى وذهبوا جميعا معها وحين فتحت عينيها ووجدتهم سألتهم : من انتم و اين انا؟
- نحن ابناؤك  وانتي في المستشفى
نظرت اليها احدى الفتيات قائلة : اماه الا تعلمين ان ارواح المصريين اصبحت باهظة الثمن ولن ندعها ترحل بسهولة مادمنا نستطيع حمايتها
كانت حكمت تستمع لهذه الكلمات كأنها تسمعها لاول مرة لم يخاطبها احد باماه من قبل ولم تعرف انها مصرية ولم تشعر بمصريتها ابدا ففكرتها عن مصر انها بلد الرجل الواحد الاوحد قديما كانت مصر ناصر فاصبحت مصر السادات ثم اخيرا مصر مبارك
ان اختلفوا في بعض الفروع فقد اتحدوا في اساليب القمع والديكتاتورية حتى انها لم تشعر بذلك الفارق عن مصر في كل حين  لكن تسمع ان بعض الناس يفضلون ايام ناصر وبعضهم يفضلون ايام السادات لكن الغالبية العظمى تكره مبارك دون ان تعرف سبب كل ذلك فهي لا تغادر حياتها الخاصة ولا تهتم بشئون الناس  فقط تراقبهم فلا يعنيها ذلك في شيء
لكنهم الآن يقولون ان روحها باهظة الثمن وهذا كلام خطير وغريب لم تشعر ابدا ان روحها باهظة الثمن الا الآن
نظرت الى الفتاة قائلة : شكرا لك يا بنيتي اخيرا أشعر بأن هناك من يهتم بي
ابتسمت الفتاة قائلة : كلنا نهتم بك يا اماه لكن اخبريني كيف ترتدين مثل هذا المعطف في ذلك الجو الحار
انتبهت اخيرا الى ان المعطف ليس موجود  فسالت عنه اخبروها انهم نسوه ملقى على ارض الميدان وسيذهبون للبحث عنه والاتيان به
لكنها استوقفتهم قائلة : دعوه ربما يجد ملاذه الحقيقي ويدخل السعادة في حياة احدهم
اغمضت عينيها هذه المرة لم تحلم بانها تلهو بالقرب من مضيق البوسفور ولا انها تزور  أيا صوفيا مع فارس احلامها  ولا انها تملك القصور المترامية في كل ارجاء المدينة لم تحلم بوالدتها تضحك وتبتسم
 فقط حلمت بانها جالسة على الكورنيش تتأمل النيل الصافي كقلوب الشباب الصافية الذين يعيشون على ضفتيه

الأحد، 24 أبريل 2011

طير الرماد

هذا البوست هو رقم 101 في مدونتي كنت انوي ان احتفل بالبوست رقم 100 بتلك القصة التي تحمل اسم مدونتي  لكن شاءت الظروف وغلب عليا ما يحدث في محافظتي قنا فلم استطع ان احتفل بذلك
اهدي هذه القصة لكل استاذ زرع في قلوب تلاميذه بذرة صالحة فنمت البذرة واصبحت شجرة وارفة الظلال لتظل الوطن كله
اترككم مع القصة التي تحمل اسم المدونة
-------------------

طير الرماد



نظر اليهم نظرة فاحصة حقا كما علمهم دوما متراصين بنفس الترتيب و نفس النظام هكذا يراهم ويريدهم دوما ويؤنبهم لو لم يفعلوا ذلك بالرغم انه عندما كان مثلهم كان يكره تلك الطوابير ويبغضها جدا لكن عندما بلغ من الكبر مبلغه احبها
هو حتى الآن لا يعرف قيمة تلك الطوابير ولماذا يجب ان تقام كل صباح لكن يشعر انها مهمة ويجب ان نحافظ عليها حقا هناك اشياء نشعر باهميتها دون ان نعرف ماهيتها
- تحية العلم انتبااااااااه
لم يستوقفه ذلك الهتاف من المدرس المسئول عن الطابور  ولكن استوقفه ذلك الطالب الذي يتحرك ويضحك ويحاول ان يتكلم مع من يقف بجواره فاستدعاه
- نعم يا حضرة الناظر
- لماذا لم تحترم تحية العلم وتقف بانتباه
- ولماذا احترمه  وهو قطعة من القماش لا معنى لها محمولة فوق عمود خشبي القماش والخشب لا قيمة لهم فالنار تأكلهم بسهولة
كان يهم الناظر ان يصرخ في وجهه كيف يجرؤ على اهانة العلم بتلك الطريقة لكن هذا اثار في نفسه التساؤلات ذلك الطالب لم يخطىء نعم العلم قطعة من قماش والقماش لا قيمة له كيف لم انتبه الى ذلك طوال حياتي
طوال حياتي اقف بتلك الطوابير اقف متصلبا ناظرا اليه يرفرف بالسماء اشعر بالفخر كلما تنسم عليه الهواء ليداعبه وهو مجرد قطعة قماش ما اكثر الاشياء التي نشعر بقيمتها دون ان نعرف لماذا
ذلك العلم الذي دوما اقف تحت رايته استظل به من امطار الرعب فقط في ظلاله اشعر بالامان وهو مجرد قطعة قماش
  كلا ليست قطعة قماش  اتذكر في حرب اكتوبر ماذا كان يعني لي ذلك العلم حين اراه اعرف انني نجوت وقد دنوت من معسكراتنا
حين ارى من يحمله يملا القلب بهجة وسرور هذا العلم هو حياة هو كل شيء
هذا العلم ارى فيه زملائي الشهداء ارى فيه دماء الابطال ارى فيه نفسي حينها دمعت عيناه
فوجد نفسه يحتضن الطالب ويبتسم في وجهه قائلا : هذا العلم ليس قطعة قماش هذا العلم هو الحياة واجعل املك في الحياة ان يصير هذا العلم كفنك
لم يفهم الطالب كلام الناظر جيدا لكن عندما احتضنه شعر بانه يعلم جيدا اهمية ذلك العلم فالاحتضان نقل اليه المشاعر والافكار فجعله يصدق ما يقول
 هم الطالب ان ينصرف الا ان الناظر استوقفه قائلا : يا بني اذا دار في خاطرك سؤال فلا تكتمه بل اسال فان لم تجد من يجيبك فابحث عن الحل بنفسك
مرت الاعوام متتابعة وناظر المدرسة قد أحيل الى المعاش يتابع فرحة شباب التحرير بعد ان تنحى الطاغية عن كل صلاحياته يرى ضحكات الشباب واحتفالاتهم ويشاركهم الفرحة
رأى شابا هو يعرفه جيدا فمنذ زمن قد اثار بنفسه الكثير من التساؤلات نعم هو نفس الطالب بعد ان صار شابا صالحا يمسك في يده علم مصر ويقبله ودموعه تسيل على خديه
سألته المذيعة : لماذا انت هنا؟
- قال لي استاذي قديما اذا دار بمخيلتي تساؤلات  فلا اكتمها وان اسأل دون خوف لهذا خرجت كي اسأل فقط لماذا كبت الحريات لماذا لا يكفي راتبي كي ابني اسرة جيدة لماذا اصبحت مصر هكذا تقمعني في الوقت الذي فيه غيري يبني القصور لماذا تدير لي بلدي ظهرها في حين تضحك في وجوه غيري ممن ليسوا ابنائها لماذا اقف في الشارع بالساعات كي يمر غيري في مواكب فارهة
خرجت أسأل وتوقعت ان اجد منهم ذلك الاحتضان الذي يفهمني الحقيقة  كما عودني استاذي فوجدت بدلا من الاحتضان قنابل دخان ورصاصات مطاطية وجدت بلطجية  ومولوتوف واسلحة بيضاء وجدت كل شيء قاس ومضني وبالرغم من ذلك لم اجد اجابة عن تساؤلاتي وجدت فقط اعلاما ترفرف في قلب الميدان اعلاما اعادت الي نفسي ذكرى قديمة ورسالة اشمل  ومقولة استاذي ترن في اذني ان لم تجد اجابة فابحث عنها بنفسك لذلك بحثت فما وجدت غير العلم نظرت اليه قائلا قيل لي انك الحياة ما دمت الحياة ففيك اجابة كل سؤال ورأيته كأنني اراه لاول مرة يقف في الجزء الابيض من القماش اجنحته كأنها مقيدة لجسده ولونه الذهبي كأن النار تشتعل به
اهذا هو رمزنا؟ اجنحة مقيدة  ونار محرقة؟
حينها فهمت وعرفت اجابة اسئلتي ربما لم ينطق بها احد ولكنني شعرت بها شعرت بالاجابة وهي ان اجعل ذلك النسر يفرد اجنحته ويحلق من العلم الى  السماء الى سماء اعلى ان يرفع راسه شامخا فليس في شجاعته وقوته نسور
  يحلق عاليا كمن ينتفض من الرماد بعد احراقه ويعلو ويعلو ويزهو ويزهو نظرت الى العلم فرأيت كلمات استاذي ورأيت دعاء امي ورأيت شقاء ابي و بحثت عن نفسي فلم اجده فاقسمت ان اجعل لنفسي لمحة داخل العلم
ابتسم الناظر حين رأى تلميذه يطبق الدرس كما تعلمه وحينها شعر بالفخر والبطولة حينها عرف ان ما فعله في حرب اكتوبر شيئا يسيرا وليس كمن يعلم طالبا درسا كهذا الدرس
درس قد نجح في ان يغير مستقبل امة

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

اخيرا تذكروا قنا




وأخيرا تذكروا ان هناك محافظة اسمها قنا
محافظة من حقها ان تتنفس جو الحرية الذي تعيشه مصر من حقها ان ترفض وان تختار
شعب قنا عانى كثيرا من الاهمال وعانى اكثر من تلك النظرة التي ينظرون بها اليه في تعالي
تلك النظرة التي جعلتهم يسبون ويتهمون ويكذبون  تلك النظرة التي جعلتهم يكتبون اللافتات على القطارات كلها سب واهانة وعنصرية تحت مظلة الثورة 
الثورة التي لطخوها باهاناتهم تلك ولوثوها بعقولهم
فترفع اهل قنا عنها  وعاشوا تحت مبدأ دعونا نعمل في صمت
لكن حين تم تعيين محافظ قبطي جديد كان في الاصل نائب مدير امن الجيزة  ويده ملوثة بدم اخوانهم 
صرخ القنائيين  و خرجوا واعتصموا بمبني المحافظة جميعهم مسلميهم واقباطهم سلفييهم ويساريهم بل الاكثر من ذلك بقبائلهم
نعم تلك القبائل التي عانت في ظل النظام السابق من انشقاقات وخلافات تظن انها لن تتجمع مرة اخرى
من كان يصدق ان الاشراف والجبلاو والحمدات وهوارة وغيرهم  من القبائل التي كانت بحور الدم تسيل بينهم سيتجمعون على كلمة واحدة وهي لا
قد جمعتهم الثورة اولا
حين خرجوا ايام الثورة حوالي خمسين الفا في مدينة مثل قنا كثافتها السكانية الضعيفة فأهملت كعادتها  ولم يذكرونها في تقاريرهم فكان السكان كالنخيل يلقون بالحجارة من اخوانهم فيصمتون
حين تم تعيين ذلك المحافظ  اعتصم اهل قنا في مبنى المحافظة معتقدين ان افكار الحكومة تغيرت عن ظل النظام السابق الا انهم فوجئوا ان الافكار ما زالت نفسها
اعتراض القناوية كان مشروع فاهملته الدولة اياما  فوجئوا بأن ذلك المحافظ يحلف اليمين  بالرغم ان الفيوم اعترضت على محافظها فتم تغييره في ساعتين
شعروا الاهالي بالاستفزاز والاستخفاف
وما أدراك ان يشعر صعيدي وقنائي بالذات بتلك الاهانة
حينها يرتكب من الجنون ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
فقطعوا السكة الحديد حتى يلفتوا الانظار  وحتى يعرف الجميع ان هناك من يرفض ذلك المحافظ فلماذا الاجبار
تكاتفت القبائل وتكاتفت الطوائف فاصبح صوت قنا واحدا
وسكتت الدولة وصمت الاعلام وتم التعتيم 
فبدأ التصعيد الجنون يتملك في العقول الى متى تتحكمون في رغباتنا نحن من يملك قرارنا هكذا علمتنا الثورة
ان كان قطع السكة الحديد لا يكفيكم فاننا لا نعترف بمحافظكم وسنختار من بيننا من يتفق عليه الناس
هكذا هددوا وحينها فقط فهمت الدولة ان هناك اهالي في الصعيد يجب الا يعاملون بصلف 
لماذا كان اصرار الحكومة على اختيار محافظ قبطي لقنا بالرغم من فشل سلفه بل بالرغم من عربدة سلفه واهماله لجميع القضايا مجدي ايوب كان عارا على المسيحية فهو سكير شارب خمر معربد بل هو المحافظ الوحيد الذي تم حبسه بعد عزله؟ هذا سؤال اراد الناس الاجابة عنه وبدلا ان يجيبوهم تركوهم واهملوهم
اياما ملقون عند مبنى المحافظة والحكومة اهملتهم ولم تنظر طلباتهم 
اتحد المسلمون والمسيحيين على كلمة سواء فاتهمونا بالطائفية  وصار مسيحيو قنا  هو من يجيبون الناس في تويتر  والفيسبوك بان يصمتوا ويتركونا فلا توجد بيننا طائفية
هؤلاء الطائفيون من وافقوا ان يحكمهم محافظ مسيحي هو مجدي ايوب وانصاعوا ايمانا منهم بالوحدة الوطنية وحقوق المواطنة وليس خوفا فمن يأسر ضابط امن دولة في التسعينات من داخل مقر امن الدولة لا شيء يمنعه من اختطاف محافظ لو أراد
ماذا كانت نتيجة وجود مجدي ايوب ؟ مشاكل طائفية بالجملة  كنيسة نجع حمادي  وغيرها
لقد افزعني كمية الاهانات والسب والشتائم التي وجهت لصدور القناوية على مختلف المواقع  فيسبوك وتويتر و حتى المدونات 
رايت شبابا كنت انظر لهم نظرة احترام وتقدير انهم هم من  فجروا ثورة التحرير وندين لهم بالفضل في تنفس الحرية رأيت انهم قدموا الاهانات على محاولة الفهم 
رأيت من وصفنا بالهمجية والغجرية وغيرها من الالفاظ السوقية التي لن ادنس بها مدونتي  
فسألت نفسي هل امل دنقل وهشام الجخ وعبد الرحمن الابنودي وبهاء طاهر  وحتى منصور العيسوي  همجيون ؟
هل يحق لوصف السادة الاشراف ابنا ء المصطفى صلى الله عليه وسلم و آل بيته الذين يعتبرون من اكبر القبائل القناوية  بالغجر؟
لقد سائني ما تتكلمون به
سائني ذلك المجتمع العنكبوتي الاجوف الذي يحاول ان يظهر الثقافة بينما باطنه اجوف واخرق
منذ ايام وانا اتابع وارى الشتائم والسب فان طلبت منهم الصمت هاجموني
بل الادهى من ذلك حين رأيت سيدة من المدونين كنت اعدها من الراشدات تتكلم عن رفع علم السعودية في المظاهرات قائلة ان المخابرات السعودية هي من وراء تلك المظاهرات ؟
يا للتفاهات
قولوا لي اي راية متواجدة في بلادنا مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله غير علم السعودية؟
تفهموا موقفنا وان لم تتفهموا فاصمتوا ودعونا
تركتم لانفسكم حق التظاهر والتعبير عن الاراء وحين خرج اهلنا للتعبير عن غضبهم وجدت من يقول افعلوا بهم كما قالت سماح انور ابيدوهم ونظفوا البلد منهم
حقا اننا من لوث بلادكم الطاهرة
حقا اننا تلك النقطة السوداء في تاريخكم الابيض
حقا اشعر بالغضب والتفاهة من نفسي لانني نزلت اليكم وكتبت تعليقا لأرد عليكم فانتم اقل شأنا من ان يرد عليكم
دوما تلك النظرة المتعجرفة الجوفاء تحملونها الينا
ولا تفهمون ان صمت الصعيدي والقنائي ليس عن ضعف او عن غباء كما تتدعون بل هو عن ترفع
ربما سأندم عن كتابة ذلك البوست ربما سألوم نفسي كثيرا عليه 
لكن بلغ السيل الزبى وصمتنا حتى ظنوا ان كلامنا نفد 
عدم المساواة والعنصرية اهم ما يميزون ذلك المجتمع العنكبوتي 
شكرا لكم لقد استطعتم استفزازي 
تحياتي لكم ورجاء قبل ان تتكلموا عن قنا زوروها وتمعنوا في اهلها فهي افضل من تلك الصورة التي تنشرونها عنها 


الجمعة، 15 أبريل 2011

الرصيد (مجموعة قصصية قصيرة )

الرصيد


ضغط على الارقام كما حفظها من الاعلان
اتاه صوت ممزوج بالموسيقى من الجانب الآخر
معنا فقط ستربح منزل الاحلام وارض السعادة وسيارة الامنيات
معنا فقط ستكون ضمن فريق الرابحين وانك معنا لن تخسر
فقط  قل اسمك وعنوانك
عندما هم بالكلام قاطعه صوت معدني : عذرا لقد نفد رصيدكم من الرضا
-----------------------------------
قانون الجاذبية

نظرت اليه  وهي تداعب خاتمها باصبعها  قائلة : ماذا فعلت ليظل هذا الخاتم حول اصبعي؟
رد عليها والهيام يملأ عينيه : اسألي النجوم والقمر ماذا فعلت لقد طرت اليهم بالامس وناجيتهم وقصصت لهم عن حبي لك وعن روعتك وعن جمالك قلت لهم ان حبيبتي نورها في قلبي اقوى من كل انواركم متحدة  ليتك كنتي معي كي ....
قاطعته : ولكننا على الارض ولا يحكم الارض الا قانون واحد يدعى قانون الجاذبية ومن يطير بلا اجنحة يسقط لا محالة
خلعت الخاتم من ابين اصابعها وتركته على الطاولة وذهبت بعيدا
-------------------------------------
سباق بلا جائزة


كان يتابع تلك المسابقة الغريبة في التلفزيون كان هناك الكلاب يجرون وراء قطعة لحم معلقة بحامل حديدي يجرها الحامل والكلاب تجري ورائها حتى يصل الكلاب لخط النهاية
قال في نفسه : ياللكلاب الاغبياء يظنون انهم يستطيعون الظفر بقطعة اللحم ولا يعرفون انهم حتى بعد وصولهم لخط النهاية لن يظفروا بها
في اليوم التالي ذهب الى مكتبه الذي تسلمه منذ ايام بعد ترقيته وهو في الطريق استوقفه مكتب المدير العام فنظر اليه بشغف

--------------------------------------
من أنت




استيقظ الكاتب الكبير على صوت ساعي البريد يحمل اليه رسالة من احد المعجبين
فتح الرسالة لم يجد سوى كلمتين : من أنت؟
استوقفته الرسالة لم يعرف كيف يجيب هو من يتعمق في الصفات البشرية وطبائعها ويكتب عنها قصصا وروايات يخاف من التوغل داخل نفسه ويخاف ان يلقى اجابة لذلك السؤال لا ترضيه
لذلك مزق الرسالة وعاد الى مخدعه ليكمل نومه

----------------------------------------
كابتشينو

جلس على المقهى وطلب  كابتشينو
حين اتاه الكابتشينو سرح في رغوته المعهودة
شعر بوجوه عديدة في الرغوة
يرى الآن اشخاص يعرفهم وشريط الذكريات يمر به
فيتجرع الكابتشينو كمن يتجرع ذكرياته الاليمة
وفي كل مرة بعد رشفاته يرى وجها آخر
حتى رآها وتذكر حلم حياته الضائع حينها لم يتحمل ان يكمل الكوب فانصرف بعيدا هاربا من ذكرياته
----------------------------------------------
دراكيولا

كيف ظنوا انهم قد تخلصوا مني وقتلوني كيف نسوا انني لا اموت الميتة العادية
كي اقتل يجب ان يغرس الوتد الخشبي في قلبي فأنا لي أعوان قابعين في مكان ما
وفي ظلمة الليل سيأتون ليخرجوني من تابوتي لاصنع ما كنت أفعل دوما
فأحيل اراضيهم الخضراء الى بحور من الدم انتشي بها
كيف حلمتم انكم قد تخلصتم مني و نهايتي ليست عادية
فأعواني يطيرون بينكم متنكرين في هيئة الخفافيش كل مساء يرعبونكم وسيأتون الي نعم أعرف ذلك سيأتون الي
كانت هذه آخر ما كتب في محبسه بعد ان ثار عليه شعبه
------------------------------------------------
خارج الاطار:     اذا ابتسمت لك الحياة فلا تطمع في ضحكتها وان ضحكت فلا تطمع في نشوتها وان انتشت فلا تطمع في امتلاكها وان ظننت انك تملكتها فاعلم انك معتوه وان مصيرك الى سجن طرة

الأربعاء، 13 أبريل 2011

تاج الثورة




اشكر صديقي العزيز sindbad صاحب مدونة فكرة على التاج :)

هل توقعت ثورة 25 يناير ؟

قطعا لم اكن اتوقعها بل لم اكن اتوقع ان تحدث في خلال عشرين عاما من الآن وزاد اعتقادي في ذلك بوصفي للشعب المصري انه مات ولن يقوم كتبت قصصا عديدة  عن سلبية الشعب المصري  وانه انتهى وان كل ما يهم المصري هو اسرته الخاصة اما القضايا العامة فلا تهم  اعترافي بذلك ليس شجاعة مني بل هو كي اقدم اعتذارا واجبا عن كل حرف كتبته ظلمت فيه ذلك الشعب العريق وهؤلاء الشباب الذين كنت اظنهم جيل تمورة والهضبة وابوتريكة وشيكابالا  عذرا يا شعب مصر وعذرا يا شباب مصر

هل كنت من ثوار ميدان؟ التحرير _ الكنبة _ الكمبيوتر _ حدد الميدان الآخر الخاص بك؟
ربما لا يعرف الكثير منكم ان حجم مدينتي صغير جدا من حيث المساحة لذلك بدأ خروج اهل مدينتي في جمعة الغضب 28 يناير تجمعنا في اكبر المساجد في بلدتي عند صلاة الجمعة لكن للاسف كانت هناك صلاة جنازة في ذلك المسجد وعندما تكون هناك جنازة فاهل البلد جميعا تخرج للمقابر وعندما عدنا بدأنا النضال كان الوقت قد اصبح عصرا عندما تجمعنا مرة اخرى لم يكن هناك في بلدتنا قوات امن حيث توجهوا للمدن الاكبر بجوارنا الذين خرجوا من صلاة الجمعة لذلك كانت الثورة اسهل عندنا فاسقطنا مقر الحزب الوطني واحرقنا صور مبارك وتمادى البعض في تطرفهم من تكسير عربات رئيس مجلس المدينة  وقرروا الذهاب لاشعال النار في قسم الشرطة حيث لا توجد اي قوات تذكر كان ذلك بعد المغرب وبالفعل عندما بدأ اشعال النار في القسم خرجت الاهالي كلها اطفأت الحريق وطلبت من الشباب التوقف عن ذلك التطرف الاعمى وقام الاهالي بعمل دوريات مسلحة واشدد على كلمة مسلحة فالسلاح متواجد في اغلب البيوت في الصعيد قام الاهالي بعمل دوريات مسلحة لحماية قسم الشرطة بعد ان مضوا تعهدا للمامور بحمايته (لن تجدوا ذلك في اي مدينة اخرى في مصر غير مدينتي) بعد ان انتهى الامن واصبحنا نحن من نحمي قوات الشرطة لم يخرج الاهالي في ثورات الا بعد الوقفات الاحتجاجية على انغام الدي جيه في شيء اجواء احتفالية اكثر منها ثورية بعدها وفي جمعة التنحي نزحنا لقنا كي نشاركهم في الثورة من هناك هذا بالنسبة لمشاركتي الميدانية بخلاف اللجان الشعبية لكنني كنت مشارك طبعا عن طريق الكمبيوتر طوال الوقت

مالم تنجح الثورة في تحقيقه هو...... اختار شيئا واحدا؟
الثورة لم تنجح في ترسيخ مفهوم الديمقراطية في نفوسنا فظننا ان الحريات بلا حدود وهذا ربما قد ادى لبعض الفوضى

أكثر شىء فرحك في هذه الثورة هو...... اختار شيئا واحدا؟

اكثر ما اسعدني هي السلوكيات التي تحلى بها الشعب المصري خلال الثورة لو نظرنا للميدان سنجد جميع فئات الشعب تناسوا خلافاتهم سنرى شبابا كنا نعدهم بالسلبيين يزودون عن بيوتهم واهليهم في لجان شعبية

الشخصية التي أعجبتك خلال الثورة؟
كل من شارك في هذه الثورة وقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية يجب ان نرفع له القبعة ويجب ان يعجبني ولكن كان يعجبني اراء عمرو حمزاوي خلال الثورة

الشخصية التي احتقرتها بسبب الثورة؟
كثيرون ولكن اخص منهم طلعت زكريا وسيد على وكل قناة المحور

أطرف ما سمعته خلال الثورة ؟ تعليق _ نكتة _ حدث _ أخرى
النكت عديدة وكلها رائعة منها ارجع يا ريس كنا بنهزر معاك الكاميرا الخفية
وارحل انا عايز اتجوز بقى

القناة التي تابعت من خلالها أحداث الثورة هي؟
بي بي سي - الجزيرة - العربية بهذا الترتيب

الجريدة التي كنت تقرأها لتتابع الثورة هي؟
هو لسه في حد بيقرا جرايد؟

الكاتب المفضل خلال الثورة هو؟
كنت اتابع مقالات بلال فضل وعمر طاهر

المذيع (المذيعة) المفضل خلال الثورة هو؟
ريم ماجد

كلمة تقولها لشهداء وجرحى 25 يناير؟
اغبطكم اخواني واتمنى ان الحق بكم واتمنى انكم نجني ثمار ما صنعتم وان نحقق الهدف من تضحياتكم بأن نستطيع ان نرفع رأس هذه البلد عاليا اتمني ان تكونوا راضون عنا وألا تضيع دمائكم هباء

متقولش إيه إدتنا مصر وقول حندي إيه لمصر عندك حاجة تديها لمصر؟
لن ادخر جهدا لها فروحي فداها

من سترشح لرئاسة الجمهورية ؟ ولماذا؟
صاحب البرنامج الافضل هو من سأرشحه لذلك لم تتضح الصورة ولن تتضح الا بعد قراءة جميع البرامج وفحصها جيدا

لو أصبحت رئيسا لمصر ما هي أول ثلاث قرارات لك؟
ياااااااه كتبت بوست كبير اوي عن ده قبل كده بس لو 3 قرارات بس يبقى
1- تحقيق سيادة القضاء كاملة (ده اهم قرار فالقضاء هو حصن العدالة وبلا عدل لن تقوم البلد)
2- مراجعة كل الاتفاقيات الخارجية وتعديل مسارها الى ما فيه مصلحة البلد
3- القضاء على الفساد في كل الوزارات بكل صوره

لو أعطوك نصيبك من المليارات المسروقة..ما توقعك أن يكون نصيبك منها وماذا ستفعل بهذا المال؟
والله معرفش بالظبط كام بس هيبقى مبلغ محترم اوي بس وقتها الناس كلها هتبقى معاها نفس المبالغ وبالتالي الحاجات كلها هتزيد بس هاشتري حتة ارض اعمل قدامها جنينة احط عليها كنبة واسرح في ساعة العصاري مع كوباية شاي وقتها هاحس ان مفيش حد عايش في الدنيا غيري

أمرر هذا التاج إلى
بصراحة مبحبش امرر بس يلا معلش نغتت على الناس وخلاص مادام مطلوب مني تمرير التاج
امرره
للاخت / ام هريرة (lolocat)
الاستاذ / محمد الجرايحي
الاستاذ / ابراهيم رزق









الاثنين، 11 أبريل 2011

السندريلا والاميرة النائمة (احدى قصص المعطف)





برجاء الاطلاع على الجزء الثامن معطف من نوع آخر كي تعرف اكثر فهذه الحلقة يمكن ان يقال عنها جزء ثاني من الجزء الثامن الذي كتبه الاستاذ المبدع Hu-man  صاحب مدونة انسان في عتمة نور



سندريلا والأميرة النائمة

محتضنا المعطف كطفل صغير يحمل دميته ويخاف ان ياخذها منه احد لقد وجد سعادته مع ذلك المعطف وبه ينظر بين الوجوه في الميدان باحثا عن سندريلا التي نست معطفها وهربت قبل بزوغ الفجر
ينظر الى العيون ويلمس نبض القلوب حتى يصل اليها
أين انتي؟
من أنتي ؟
بين كل تلك الملايين المنتشرة في ارجاء الميدان  يناديها
وبينما يبحث وينظر ويتدقق شعر انه مراقب نعم ذلك الشعور حين ينظر اليك شخص ما نظرات مباشرة لا يرفع عينيه عنك
عيناه كأنها كشافين نور يسلطهما على وجهك فتغشى عيناك ولا ترى وهو ممن يكرهون ان تسلط عليه الاضواء فالكاتب دوما يتوارى خلف الكواليس تاركا الشهرة والاضواء لابطال قصته
 هاملت عطيل مكبث ربما يكونون اشهر من شكسبير فنحن نعرف قصصهم وتاريخ حياتهم بينما يندر ما نعرفه عن حياة شكسبير لذلك هو يتوارى ويخاف من الاضواء 
نظر الى مراقبه اذ هي فتاة باهرة الجمال تراقبه شعر بالحيرة فتقدم نحوها قال لها : هل هذا المعطف لك؟
صمتت لم تنبس بشفة تعجب هو لماذا تنظر الي هكذا هل هناك شيء لا يروقها
كرر عليها السؤال فصمتت واومأت فقط برأسها وضع  المعطف بين يديها
وبدا حديث القلوب الصامت حديث لا تنطقه الشفاه
- نعم انه انت .
انه انت من بحثت عنه طيلة الاعوام الماضية من انتظرته ليحملني على فرسه الابيض ويطير بي بعيدا الى عالم آخر عالم عشت فيه اعواما واعواما  لقد انتظرتك ثلاثين عاما هي فترة حياتي على تلك الارض رسمت لك صورا في خيالي ربما كانت صورتك في خيالي اجمل منك الآن لكن قلبي يحدثني انه انت من انتظرتك انه انت من ملك قلبي وعقلي من قبل ان اعرفه او اراه انت من عشت معه مراهقتي وصباي انت من غنيت له اغاني عبد الحليم و فيروز
الا تتذكر حين اردت ان استنشق رائحة البحر فحملتني على بساطك السحري وطرت بي بعيدا حيث الشاطىء
الا تتذكر خمائل الورود التي نحتنا عليها قلوبا وتعاهدنا الا نتباعد؟
اما تتذكر حين سألتك متى ستحملني وتاسرني داخل عالمك فلا اعود لعالمي فلم تجبني
- بالتأكيد لستي انتي 
لستي انتي من اقتحمت حياتي بالامس لتضخ الدماء في عروقي وتنبئني انني ما زلت احيا على تلك الارض لست انتي من أسرتني في تلك البقعة بين الادراك واللا ادراك لستي انتي من جعلت الشموس تدور لها والبلابل تغرد لها وصنعت شخصيات عديدة  فقط كي ارسم لها السعادة
انك جميلة حقا ولكنك لستي انتي قلبي اسير امرأة لم ارها رسمتها وصنعتها من الكمال فدبت بها الحياة وحين اشتد عودها اسرتني وهربت كالسندريلا قبل بزوغ الفجر
-----------
كانت هائمة حالمة تنظر فقط الى عينيه تستجديه ان يحملها بعيدا على صهوة جواده
كان حزينا عيناه لا مبالية بنظراتها فصاحبة المعطف ليست السندريلا التي يظنها و ها هو يعود الآن بلا معطف وبدونها بحسرة العالم يدور على عقبيه مبتعدا لم يرى نظرات الهلع على وجهها وهي تراقبه يبتعد
أمعقول بعد كل ذلك الانتظار تبتعد هكذا؟ لقد انتظرتك طويلا يا فارسي ويا اميري
ناديتك طويلا في عالم الارواح قلت لك انا اسيرتك وحبيبتك ودميتك انا انت الم تسمعني؟
لقد ظننتك سمعتني فاتيتني لتنتشلني فكيف تتركني هكذا
هل انا نائمة ولم ارك حقيقة ام كنت حالمة رأيتك فاستيقظت على نظراتك اللامبالية بحالي
آآآآآآه يا قلبي عشت اعواما تنتظر من لا يأتي ومن ليس له وجود
الهتافات تعلو في الميدان (الشعب يريد اسقاط النظام)
النظام الذي تحكم بها اعواما طويلة كانت لحظات السعادة في تلك الاعوام هي فقط الاحلام احلام اليقظة واحلام النوم كلها كانت ملك فارسها الذي يأخذها على صهوة جواده ويطير بين السحاب يجرون بين النجمات يجلسون على سطح القمر يضحكون يتغامزون ينتشلون من الواقع المرير لحظات المرح
ظلت كالأميرة النائمة احلامها فقط هي ما تبقيها حية كانت الاحلام زادها وقوتها وتنتظر فارسها المغوار الذي يتخطي الاسوار لينتزعها من احلامها الى واقعها السعيد لكن حين اتى فارسها نظر اليها بلا مبالاة وتركها وحيدة تصارع الواقع والنوم تصارع الحياة والموت وحدها فيالحسرتها
الشعب يريد اسقاط النظام
نعم حان الموعد يا دموعي ان تتوقفي وان اثور عليك يا حلمي لن اصبح اسيرتك وها هو معطفك الذي من الممكن ان يكون ذكراك الوحيدة سألقيه على جنبات الميدان حتى امحو ذاكرتك واستقبل حياتي بدونك
وبالفعل القت المعطف على جنبات الطريق وعادت الى الجموع هاتفة : ارحل ارحل
بينما هو كان يبحث عن زهرته السندريلا في ميدان غني بالزهور لكن هل لها وجود قد صنعها من الكمال فالكاتب دوما يبحث عن الكمال والجمال اللانهائي
 لكن شيء ما في عينيها لا يدعه يفكر في سواها فكشافات الضوء قد تبهر عينيك في البداية وتغشيهما ولكن بعد بعض الوقت تتعود فترى الصورة اوضح لذلك تملكه احساس العودة اليها فعاد ادراجه اليها
نظر اليها قائلا : اين المعطف
- تخلصت منه فهو ليس لي
- لكنك قلتي هو لك
-نعم ظننت ذلك لكن فارس الاحلام لا يوجد الا في الحكايات فانا الاميرة النائمة التي انتظرت فارسها يوقظها من نومها
تعجب من اجاباتها لكنه وجد نفسه يقول :السندريلا ايضا لا توجد الا في الحكايات
فابتسمت قائلة : اذا لماذا لا نصنع حكايتنا بانفسنا؟
حين قالت ذلك لم يستطع ان يمنع نفسه من التمعن في عينيها لقد تحولت كشافات النور الى بحور عميقة بحور بلا شطئان بحور تغرق من يريد ان يسبح فيها رأى في عينيها كل قصصه ورواياته رأى كل بطلاته اللائي كان يزيل لهن كل صعب
بل رأى نفسه التي كان لا يعرفها اين كنتي طوال الاعوام الماضية واين كنت طوال السنين
ابتسم: نعم لنصنع حكايتنا
الهتافات تتردد في الميدان (اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر )
نظر حوله  ليرى العديد من السندريلا اللاتي قررن التمرد على زوجات ابائهن الطغاة الفاسدين وراى العديد من الاميرات النائمات اللاتي قررن الاستيقاظ من غفوتهن لينقذن ما تبقى من واقعهن ورأى العديد من فوارس الاحلام يشرعون في حمل حبيباتهم على صهوة افراسهم ويطيرون بها بعيدا الى عالم الاحلام
نعم لنصنع حكايتنا هكذا قالت له وهكذا فهم وعرف لماذا دخل المعطف حياته ؟
دخل المعطف حياته ليعرف ان له قلبا مازالت له القدرة على النبض وعقل مازالت له القدرة على صنع الحكايات وروح مازالت لها القدرة ان تجد وليفها
لذلك اخذها على صهوة جواده وطار بها عاليا محلقا في سماء الحرية متحديا قوانين الطبيعة فهي معه وبها يستطيع ان يصنع حكاية جديدة سعيدة حكاية ميدان و حلم وحرية
بينما هي عندما القت المعطف وتمردت على احلامها لم تكن تعلم انها ستحوذ على فارسها وحلمها مرة اخرى لتصنع حكاية جديدة حكاية كتبها قلبين وروحين واحلام عديدة

الأحد، 10 أبريل 2011

شروق الغروب


حين تشرق الشمس فانها تتجه الى غروبها كي يلمس قرصها الاحمر سطح البحر الازرق في مشهد جمالي بديع حين يتعانق النور والنار مع الماء
النور والنار
الخير والشر
 مصيرهما ان يبتلعهما جوف الماء الذي خلق منه الانسان
هكذا فهمت الحياة ان كل شيء خلق من اجلها وان شروق الشمس هو فقط كي تدور الشمس في مدارها هي لا العكس تدور الشمس فقط لها ومنها هكذا آمنت وهكذا طبقت فكرتها في  انها الافضل وان كل ما حولها مجرد قش خلقه الله من اجلها فقط
لذلك عندما كانت في طريقها للمنزل كانت تمشي مشيتها المعهودة السريعة بخيلاء  لا تهتم بمن حولها ولا تنظر لهم فقط تسير بكبرياء وصلف كانت والدتها دوما تقول لها: لا تسيري هكذا فالرجال يحبون النساء المنكسرات الرقيقات اما انتي فتسيرين بطريقة مستفزة وربما كان ذلك سببا في انك لم تخطبي حتى الآن سوى مرة واحدة
كانت دوما والدتها تذكرها بخطيبها الذي تركته كانت تحبه ولكنها لم تفصح له عن ذلك كانت تضع سدودا وجدرا لتفصل بين قلبها وقلبه كانت تؤمن ان قوتها في برودها وانه سيبقى دوما بجوارها لانها افضل النساء فهي تتمتع بالجمال والذكاء فمن مثلها في بنات حواء لذلك حين قال لها انه يجب عليه ان يسافر ويريدها ان تسافر معه للخارج كانت اجابتها القاطعة الباردة : ان كنت تريد السفر فاذهب اما انا فباقية .
كان قلبها يريد ان يقول : ارجوك ابقى معي
لكن عقلها كان يصور لها انها افضل البشر لذلك فلا توجد في قواميسها كلمات من نوعية ارجوك
ولسانها ما هو الا عضو يأتمر بامر عقلها وليس لسانها فقط بل يدها وقدمها وكل اعضائها يأتمرون بومضات كهربائية تخرج من العقل
لذلك كان من الطبيعي  ان يثور هو لكرامته حين يراها لا تتمسك بوجوده ويرحل ولكن ذلك لم يكن طبيعي بالنسبة لها الا انه عندما رحل صور لها عقلها انه سيعود فلن يجد مثلها
كانت الليالي تمضي طويلة وقلبها من آن لاخر يرسل بعض حمم غضبه وحسراته في هيئة بركان لا يلبث ان تخمده تعليمات العقل الموجعة له
كانت تهواه نعم كانت تهواه هي تعرف ذلك ولكنها لا تعترف بذلك حتى لنفسها كأن حبه جريمة
كل ذلك لم يحد من صلفها وغرورها  فهي ما زالت تمشي تلك المشية السريعة بغرور و تنظر للناس كأنهم كومة قش خلقوا جميعا من أجلها هي سواء كانوا لراحتها وسعادتها او لحزنها وعذابها في كلتا الحالتين من اجلها فيقع فعلهم دوما لها ليسوا هم فقط لكن الكون كله خلق من اجلها هذا ما يصوره عقلها المزهو
بينما هي تسير تسمع من يناديها فلا تنظر فهي اهم من ان تجيب قشة ولكن حين سمعت مناديها يرفع صوته التفتت اليه
انه هو
نعم انه هو بعد كل تلك السنين ها هو قد عاد ولكن افزعها ما يمسك في يده لقد كان يمسك في يده طفلا صغيرا
من الممكن ان يكون قد تزوج؟ كيف ذلك؟ ايتركها من اجل قشة؟
نظرت للطفل نظرة غيظ تحمل الكثير من الحقد فهذا الطفل هو من اختطفه منها
بكى الطفل حين شعر بتلك النظرة
فاحتضنه ابوه وهدهده ليهدىء من روعه وقال لها : لا تنظري لابني هكذا لقد افزعتيه
لقد افزعتيه ترددت تلك الكلمة مرارا في راسها الآن هناك من يقع له فعل الفاعل غيرها
فهي وجدت في هذا المكان لتفزع الطفل فيحتضنه ابوه فيزداد حب الطفل لابيه هكذا هي قشة اخرى وهناك من يدور الكون لاجله غيرها
اذن عندما يدور المريخ والزهرة حول الشمس لم يكن ذلك من اجلها
وحين يظهر القمر ليلا ليس ذلك لانها تحب منظر القمر
وحين تشرق الشمس صباحا لم تكن تقصد فقط ان توقظها
انه ناموس الكون وقوانين الطبيعة
لقد افزعتيه تلك الجملة التي اربكت كل قوانينها الخاصة فهي ليست المميزة
انه تزوج وانجب وهي مازالت تكابر يا لها من صدمة
لم يستطع كبرياؤها في تلك اللحظة ان يمنع عيناها ان تدمع ولم يستطع غرورها ان يحفظ قوتها امامه فمشت تاركة اياه دون حرف ولكن لدهشة كل من يروها مشت الهوينى بطيئة فتفكيرها فيما حدث منع عقلها من ارسال اشاراته لاقدامها كي تسير كرجل فغلبت عليها طبيعتها الانثوية بمشية الانثى العادية
دموعها لم تنقطع  وعقلها كمن اصابه ماس كهربائي فشُل عن التفكير وبركان قلبها ينبىء ان لحظة ثورته قربت
شعرت كأنها طفلة صغيرة لا تفهم شيئا كم تريد الآن ان ترتمي في حضن امها لذلك عندما عادت وجدت امها ارتمت في حضنها باكية قائلة ودموعها تغرق وجنتيها:  لقد تزوج وانجب
ردت الام: انتي التي تركتيه فلماذا الآن تندمين؟
في الظروف العادية كانت ستقول هو الخاسر لكنها قالت : كفي يا امي رحماكي
وعيونها تنفجر بالدموع وصوتها بالنحيب وحواسها بالألم والعذاب
حين ذلك ابتسمت الام لقد عادت ابنتها
دخلت الفتاة غرفتها اخرجت كل مذكراتها ودفاترها  ومزقت جميع الاوراق
فعند الثورات تمزق كل الدفاتر القديمة فما بالك لو كانت الثورة ثورة قلب
حينها ستمزق كل شيء وتكتب ميلادا جديدا ومذكرات جديدة تعد فيها نفسها ان تنحي عقلها جانبا ليحكم قلبها ليحدد هويتها الجديدة فهي فهمت الآن لماذا تشرق الشمس

10/3/2011